بعـد فضيحة سـوداء اليمامـة هل جاء الدور على حمـراء اليمامـة !؟
سـعود السـبعاني المشاهدات: 11883
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لم تكد تنجلي الغمة عن فضيحة سوداء اليمامة السعودية المشهورة التي كشفت عورة وزير الدفاع وولي العهد السعودي سلطان بن عبد العزيز وأبنائه والتي باتت تُعتبر أكبر عملية فساد مالي في بريطانيا وربما في العالم أجمع , ومازالت تداعياتهم وأصدائها يتردد في الإعلام البريطاني والغربي ولم تكد تنطوي تلك الصفحة السعودية السوداء حتى سال لعاب اللص المبتسم سليطين وأبنائه الحرامية من جديد فتوجهوا هذه المرة نحو روسيا وذلك لجني بعض المليارات المُتدفقة من ريع ميزانية البترول الطائلة لهذا العام ومن خلال عقد صفقات للسلاح جديدة مشبوهة ؟
فقد استبدلوا الأمكنة والمناطق الخطرة وأغلقوا الأبواب القديمة التي تأتيهم منها الرياح المُزعجة والتي لم ينبهم من صفقاتها إلا الزوابع الإعلامية الإنجليزية الشديدة والعاتية فغيروا التكتيك ورفعوا أشرعتهم المرخانية نحو روسيا وأداروا قبلتهم نحو موسكو وقلبوا ظهور المجن لساسة الداوننغ ستريت بعد أن توجهوا إلى ذهاقنة الكرملين والسبب ؟
لأن في بريطانيا يوجد قانون مُحاسبة للفساد قاسي وصارم وكذلك لديهم صحافة حرة ومُشاكسة سوف لن تسمح للمخططات السعودية القذرة بالمرور وسوف يبحثون وينبشون في تلك الصفقات المشبوهة حتى بعد مرور عقود طويلة , والقضاء البريطاني سوف لن يَغفر للمُرتشين والفاسدين مهما كانت مكانتهم وسواء كانوا بريطانيين أو سعوديين .
أما في روسيا الجديدة فمنذ أن تفكك الإتحاد السوفيتي السابق وتحول إلى دويلات مُستقلة تحكمهم مافيات ولوبيات شرهة من الفاسدين والرأسماليين الجُدد فأصبحت عمليات الفساد والرشى وغسيل الأموال مُباحة ومُستشرية في أوصال الدولة الروسية , ولن تجد من يُحاسب اللصوص والفاسدين أو يتابع تلك العمليات المشبوهة وهذا الوضع الموبوء يُعتبر هو البيئة الصحية المُناسبة والمرغوبة بالنسبة لآل سعود وهي نعم الطلب لتمرير صفقاتهم الوهمية وعمولاتهم الفاسدة .
وهذا يُدل على أن ظاهرة الفساد والسرقة والمُراباة وقبول الرشاوى هي خصلة متأصلة في جذور آل سعود وأما صفة كنز الأموال والاستحواذ على الثروات وسرقة المال العام فهي مُتغلغلة في جيناتهم الوراثية المرخانية حالهم حال بني جلدهم اليهود .
وإلا هل يُعقل أن أسعار البترول قد وصلت لأرقام خيالية وهم يُصدرون 12 مليون برميل يومياً والشعب يتضور جوعاً لأنهم لا يرمون عليه إلا الفتات , ومع هذا لا تملأ تلك التريليونات بطونهم ولا عيونهم ولا تقنعهم تلك الأموال الطائلة فلا تكفيهم لكي يتجنبوا الخوض في عقود تلك الصفقات الوهمية وقبض المليارات من خلالها على صيغة رشى وكومشن !؟
ثم ما هي تلك الأسلحة الروسية المهمة التي يحتاج لها آل سعود من أجل الدفاع عن أنفسهم وبقيمة 4 مليارات دولار , وما الذي غير مفاهيم آل سعود الشرعية وما هي المُستجدات التي جعلتهم يُحللون السلاح الشيوعي المُلحد بعدما كانوا يحرمونه !؟
فمن الطرائف السعودية المُضحكة التي رواها الكاتب المصري محمد حسنين هيكل في برنامجه الأسبوعي على قناة الجزيرة , وذلك عندما كشف بالوثائق الأمريكية تبعية آل سعود القديمة لأسيادهم لأمريكان وكيف كان السياسيين الأمريكيين يتلاعبون بهم ويوجهونهم حسب البوصلة الأمريكية , وكيف كان وزير الخارجية الأمريكية آنذاك دلاس يطلب من سفيره المُعتمد في جده وودولف أن يُقابل الملك سعود ويطلب منه عدم شراء الأسلحة السوفيتية لأنها أسلحة شيوعية مُلحدة ويذكره أن عبد الناصر قام بشراء من تلك الأسلحة المُلحدة ويؤكد على سفيره هناك أن يُركز في حديثه على مسألة السلاح المُلحد !!!
ثم يتساءل هيكل بسخرية وتهكم لا أدري هل هنالك سلاح مُلحد وسلاح غير مُلحد ؟
وربما هذه الوثيقية الهيكلية المُستخرجة من أنقاض الأرشيف الأمريكي تُعيدنا لأسباب الفتوى المشهورة لعبد العزيز بن باز الذي باضها في فترة النزاع السعودي المصري وأكد فيها على حرمة الاستعانة بالخبراء الروس الذين استخدمهم جمال عبد الناصر !؟
مع العلم أنهم كانوا مُجرد مُهندسين مَدنيين جلبهم عبد الناصر لإكمال بناء مشروع السد العالي بعد أن انسحبت الشركات الغربية من ذلك المشروع الحيوي من أجل الضغط على الحكومة المصرية , لكن العداء والحقد السعودي لعبد الناصر دفعهم لتحشيد جمبازيتهم من مشايخ البلاط السلولي لكي يبيضوا لهم الفتاوى الجاهزة !؟
ولكن تشاء الأقدار وتدور الدوائر على آل سعود وعلى مشايخهم فيضطرون أن يُناقضوا فتاواهم السابقة وذلك عندما حدثت أزمة الكويت , فأفتى ابن باز نفسه هذه المرة بجواز الاستعانة بالكفار من أجل الدفاع عن مُلك أسياده آل سعود !؟
فوقع في شر أعماله وناقض نفسه بنفسه وأتى بكارثة عظيمة لم يسبقه إليها أحد من قبل ولم يتجرأ على الإتيان بتلك الطامة لا مُفتي ولا شيخ ولا حتى داعية إسلامي على مر العهود الإسلامية السابقة , حيث لم يُفتي أحد من قبل بضرورة الاستعانة بالنصارى واليهود من أخوان ميري وسارة لحماية بيضة الإسلام السعودي كما يزعمون .
فورط نفسه في ذلك الإمتحان فكشف الله سريرته ونفاقه في الدنيا قبل الآخرة .
واليوم هاهم آل سعود الذين كانوا يُحرمون السلاح الروسي المُلحد يذهبون بأنفسهم لشرائه ومن عند أحفاد ماركس ولينين !؟
ولكن السؤال هنا أين هو جيشهم العرمرم أو قواتهم الضاربة التي تحتاج لذلك السلاح الروسي المُلحد , بينما القوات الأمريكية المُسلمة هي المُتكفلة بحماية عروشهم المنخورة وهي من تذود عن حياضهم وتحمي نسائهم .
وبالله عليكم متى خاض آل سعود حرباً بأنفسهم أو دخلوا نزاعاً مُسلحاً بمجهودهم وقواتهم المُسلحة حتى يحتاجوا لتلك المُعدات الروسية َ!؟
إذن العملية هي سرقة جديدة وفهلوة مُتأخرة وضحك على الذقون والحكاية كلها نصب في نصب لأنها مُجرد وسيلة قديمة ومعروفة للسلب ولكن الجهة هذه المرة جديدة والغرض من تلك المُناورات دائماً هو الشفط والحرمنة وجاءت هذه المرة عن طريق عقد صفقات أسلحة ومُعدات عسكرية روسية من أجل نهب المال العام , بطريقة تُبعد الشبهات وتعطي شعوراً عاماً أن آل سعود مُهتمين بالشأن العسكري وحريصين على شراء الأسلحة الحديثة لمواكبة الأحداث والتطورات في المنطقة , والهدف خبيث وله مآرب مادية كثيرة .
والمُضحك في أمر تلك الصفقة السعودية - الروسية الجديدة أن من وقع عليها بالأحرف الأولى هو اللص بندر بن سلطان !؟
أي أن المشبوه الأول في قضية اليمامة غيت والجاني الرئيسي والمطلوب للقضاء البريطاني , والذي كان قد تلقى سابقاً أكثر من مليار جنيه إسترليني كرشوة مالية من قبل شركة بس أي إي سستمز , أصبح الآن هو الراعي لتلك الصفقة الروسية وهو المسؤول عنها !؟
أي راحت فلوسك يا صابر .
فما علاقة بندر بن أبيه بوزارة الدفاع وصفقات الأسلحة وهو الذي يشغل حالياً ما يُسمى بمنصب الأمين العام ورئيس مجلس الأمن القومي الوطني السعودي !!!
أخس يا البندورة أثاريك منت بسيط !
البعض يقول أن تلك الصفقة الروسية والتي ستكلف قيمتها أربعة مليارات دولار هي ليس القصد منها التسليح أو تنويع مصادر السلاح كما يُزعم , خصوصاً وأن آل سعود يعتمدون في حماية عرشهم اعتماداً كلياً على سيدتهم أمريكا وبالأمس القريب كان بوش يرقص معهم العرضة السعودية بالسيوف المرخانية الغادرة !؟
ولكن الهدف من تلك الصفقة هو دفع ضريبة مالية ضخمة للروس أي رشوة سعودية لكي يتخلوا عن دعمهم العسكري والنووي لإيران , وأن الأوامر العليا قد صدرت لآل سعود من قبل واشنطن كمحاولة لشراء ذمم الروس كما فعلوا في عام 1990م في أزمة الكويت عندما دفعت السعودية عدة مليارات للروس آنذاك من أجل أن يتخلوا عن حليفهم العراق وهذا ما تم فعلاً في حينه .
ولذلك فمن السهل جداً في نظر الأمريكان وآل سعود شراء ذمم الروس وتغيير قراراتهم السياسية وتبديل تحالفاتهم بكم مليار دولار تدفع لهم من قبل السعودية خصوصاً وأنهم سبق وان فعلوا ذلك وتخلوا عن حليفهم السابق عندما باعوا صدام حسين وبمبلغ عشرة مليارات دولار لا غير !؟
فقالها صدام يوماً في لقاء له وهو يتألم من خذلان الروس له بعد نهاية حرب الكويت بالقول: بعشرة مليارات يُشتري بعض الزعماء وأردف قائلاً :( يا رخص الزعامات ) !؟
وكان صاحب تلك الصفقة المشبوهة حينها بندر بن سلطان ورفيق الحريري !؟
لذا وبعد هلاك رفيق الحريري فأن بندر بن سلطان هذه المرة أيضاً هو من ذهب شخصياً لموسكو لإتمام تلك الصفقة وليس خالد بن سلطان مثلاً , وذلك كي يُفاوض ويقدم المُغريات ويوقع بنفسه على تلك الصفقة المشبوهة مع الكرملين , حيث سيُقابل دميتري ميدفيدف و فلاديمير بوتين .
وبغض النظر عن الأهداف الحقيقة لعقد تلك الصفقة المشبوهة مع ساسة روسيا الجديدة وسواء كانت تلك الصفقة من أجل سحب البساط من تحت أقدام إيران وتجريدها من الدعم الروسي , أو الإدعاء بالحاجة الماسة لشراء تلك الأسلحة الروسية فأن الخاسر الأول والأخير هو المواطن المحروم الذي تُسرق أمواله جهاراً نهاراً ويُعاني الأمرين حيث تُستهلك ثروته بمُبررات كاذبة ومفضوحة وهو عاجز عن إيقاف ذلك الهَدر العام من عمليات التبذير الجائرة والنهب والشفط المُتسارع لثروات البلد من قبل أحفاد مرخان .
والغريب أيضاً أن آل سعود كانوا ومازالوا يشترون كافة أنواع الأسلحة ومن جهات مُختلفة مرة من الولايات المُتحدة الأمريكية ومرة من بريطانيا ومن فرنسا والصين والآن من روسيا , ومع هذا لا تجد أي أثر يُذكر لتلك الأسلحة السعودية الفتاكة والتي أنهكت الميزانية !؟
فأين تذهب تلك الأسلحة السعودية المزعومة والتي كلفت جيوب المواطنين الترليونات من الدولارات المهدورة , ولماذا في حال حصول أي مواجهة بسيطة مع الجيران أو أي احتكاك عسكري لا نرى أي أثر لتلك الأسلحة الجبارة ذات الأسعار الخيالية ولا نجد إلا أخوان ميري وسارة هم من يهبون ويذودون عن حياض أحفاد مرخان !؟
فأين هي أسلحتكم الفتاكة يآل سعود هل ذابت في فيافي الصحراء أو تبخرت من شدة الحر !؟
فإذا كان الأمر كذلك وأنكم تحت الحماية الأمريكية ولولا أمريكا وبريطانيا لما قامت لكم قائمة , فلماذا كل هذا التبذير والإهدار والجعجعة الفارغة , ولأنكم في النهاية وفي حال أي مواجهة سوف تستدعون ميري وسارة للدفاع عن مهلكتكم القميئة .
فاختصروا المسافة ووفروا الأموال والجهد واتركوا الأمر لماما أمريكا فهي الأدرى بوضعكم العسكري وهم الأبخص بكم وبمقدراتكم العسكرية .
لأن فكرة التسلح من روسيا الحمراء المًلحدة كما كان يُقول عنها فقهائكم وجمبازيتكم هو كفر بواح ويُعتبر خروج عن ولي الأمر جورج بوش , ولا يجوز الخروج عن طاعة ولي الأمر حتى وأن جلد ظهوركم وأخذ أموالكم وسجن نسائكم فلابد أن تسمعوا وأن تطيعوا .
فهل سنشهد قريباً يمامة سعودية فاسدة جديدة ولكن هذه المرة تكون حمراء اللون لأنها حمامة ماركسية مُلحدة ستطير من باحة الكرملين الأحمر ؟
15-02-2009 / 20:08:10 ســـــلام