لن تحل قضية فلسطين حتى يُفني بني صهيون عن آخرهم
وأوباما نسخة بوشية مُمسوخة
سعود السبعاني
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7782
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هاهي أمريكا أوباما المهزومة المأزومة تحلم من جديد بحل قضية فلسطين كما حلم السفاح بوش ومن سبقوه أن تُحسم القضية لصالح الإسرائيليين لكن دون جدوى ولا طائل. فأسترح يا أوباما، لأن بني صهيون يتبعون تعاليم تراتيلهم التواراتية ويمشون خلف أسفارهم التلمودية، وأما نحن فأشد منهم عناداً وحرصاً وتضحية من أجل مُقدساتنا ونحن واثقين كل الثقة بتعاليم قرآننا المُقدس.
وحتى لا يتعب أوباما نفسه وكي لا يخسر طاقة ويُشتت جهده وتذهب فترته الرئاسية عبثاً، فعليه أن ينصرف لشأنه الداخلي المأزوم وشأن جنوده الذين باتوا أشلاءً مُبعثرة في كل من العراق وأفغانستان، وأن يترك لنا حروبنا وقضايانا نحلها ونخوضها بمعرفتنا، عليه فقط أن - يحل - هو وأمريكته عن سمائنا.
فلا تجهد نفسك يا أوباما ليس هنالك من تسوية أو حل، وسط لتلك الإشكالية الدينية والديموغرافية المُعقدة والتي باتت مُعضلة كونية.
فالقضية لا تحتاج فراسة أو تحضير أرواح، فأما نحن أو بني صهيون في المنطقة؟ فهم يعلمون أننا نتربص بهم لاسترجاع حقوقنا المُغتصبة، ونحن نُدرك جيداً أنهم وراء كل مُصيبة وكارثة حلت على العالمين العربي والإسلامي.
هم يُدركون جيداً أنهم سيقضى عليهم لا محالة، ولكنها رغبة الغريق البائس اليائس الذي يتعلق بقشة كي ينجو من وسط عباب البحر الهائج، ونحن نعرف أننا سنعيد القدس بالقوة كما أُخذت بالقوة، وأي كلام غير هذا فهو مُجرد هراء وكلام فارغ، وضحك على الذقون، فلا بمبادرة السادات ولا بُمبادرة فهد ولا بمُبادرة عبد الله ستُعيد لنا قدس الأقداس. ومن يُفكر أو يظن بغير حل المقاومة فهو مُغفل وحمار أهله يفهم أكثر منه.
وأما أوباما ومن يُراهنون على حنكة وكرم وأريحية ابن حسين فهؤلاء أحلامهم خائبة وأتعس من أحلام العصافير، فبعد أن راهنوا على السيد الأبيض بوش، عادوا ليُراهنوا على هذا الزنجي البائس الذي لحد الآن، لم يأخذ أبناء جلدته الأفارقة حقوقهم الإنسانية البسيطة المشروعة في أمريكا.
وتخيلوا أن تلك الأنظمة التي جاءها أوباما، أو بالأحرى الأنظمة الصنيعة والخادمة لواشنطن في المنطقة، وأعني كبار رؤوس حلف الاعتلال، فكل نظام فيهم يستند على مرجعية كنسية كهنوتية خاصة به؟ تحلل له ما أراد وتفتي له بما يشاء وتبرر له موبقاته وتروج لسياساته وتنافح وتدافع عن ولي الأمر المزعوم في كل وقت وكل حين.
فابن سعود وجميع أحفاد مرخان يتكئون على شرعية الكنيسة النجدية الوهابية التي تكفر كل شيء ما عدى ولاة الخمور السعوديين.
وأما حصني مبارك فهو يستند ويعتمد على الكنيسة الأزهرية ويرتكي على سيد قشطة طنطاوي وعلى فهلوة علي جمعة وما لف لفهم.
والغريب والمُخزي أن كلا الكنيستين سواء في الرياض أو القاهرة، هما على أتم الاستعداد على تكفير أي شخص مُسلم بسيط يرتد عن الإسلام، ومن ثم يُهدر دمه ويُسفك، وهذا الأمر لا اعتراض عليه لأنهُ من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ومن لا يعجبه ديننا فليضرب رأسه بأقرب جدار، ولكن الاعتراض هنا هو على تلك الازدواجية في المعايير والمزاجية، والنفاق الوهابي الأزهري المفضوح فيما يخص الحكم على المُرتد عن الإسلام.
فهم أصبحوا مثل بني إسرائيل : إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد!!
فا هو هو باراك ولد حسين أوباما مُرتد حسب الشريعة الإسلامية عن الدين الإسلامي، ومع هذا جاء يُنظر علينا ويُشرح لنا تعاليم الإسلام في أرض الحرم، ومن ثم ذهب يُحدث ويُلقي المواعظ على أتباع الأزهر!؟
وبرغم الثقافة والإطلاع التي يزعم البعض أن أوباما يتميز بها، فقد اتضح أن أوباما أغبى من بوش الذي يعترف أنهُ لا يفهم شيء إلا في إشعال الحروب الإستباقية. والحقيقة أن مواقف أوباما الأخيرة وقراراته التي بدأ يتنصل من تنفيذ وعوده السابقة، فأصبح صورة مُهجنة وممسوخة طبق الأصل لجورج بوش. فلا يوجد فرق كبير بين سياسة بوش وسياسة أوباما، إلا في الأسلوب والطريقة المُنمقة والمزوقة في تنفيذ أجندتها فقط.
فلو كان أوباما يُدرك التعاليم الإسلامية جيداً لأدرك أنهُ مُرتد ودمه مهدور بحكم الشريعة الإسلامية، وعليه فلا مصداقية ولا ثقة ولا حتى قبول لمُرتد عن دينه ودين آبائه وأجداده. وقد يقول قائل أن هذا شأنه وحده وله رب يُحاسبه؟
نقول حسناً ونحن لنا شأننا أيضاً، ولن نقبل من هذا المُرتد أو غيره أن يتسلق على أكتافنا، ويبدأ يُصنف الإسلام والمُسلمين حسب هواه ورغبة البيت الأبيض؟
فمن طلب منه أن يُقيمنا حسب مزاجه ويقسمنا لإسلام مُعتدل وإسلام مُتطرف؟ ومن خوله أن يجعل من إسلامنا عبارة عن مطية وأنظمة سياسية دكتاتورية مُستبدة، يقوم هو ومن سبقه بدعمها لكي تتغول وتستبد لتخدم مصالحه وتخرجه مأزقه العسكري المُهلك وأزمته الاقتصادية المُميتة؟
فعلى أوباما ومن يُحرك هذا الأوباما من خلف كواليس البيت الأبيض، أن يُدرك جيداً أننا لسنا بحاجة لأوصياء أو لوصايا من واشنطن بعد الآن. ولسنا قاصرين أو مجانين كي نقبل من أمريكا وغير أمريكا المواعظ والحكم، وهي من سفكت دمائنا وقلت شعوبنا، وانتهكت حرماتنا.
على أوباما أن يعرف أن لا خلاص لأمريكا، وأن لا أمان لهم أو استقرار لشعبهم إلا في تركنا وشأننا. فمتى ما رفعتم أيديكم عن دعم تلك الأنظمة الطاغية الدموية في مزارعكم العربية والخليجية؟ حينها ستشعرون بالأمان والاطمئنان والرفاهية. ومتى ما تبرأتم من تل أبيب ونفضتم أيديكم من جرائم الصهاينة الإسرائيليين، حينها ستعود أمريكا للواجهة، وستتزعم حاضرة الأمم.
أما عملية اللف والدوران والرقص على جراحنا، والوعود الكاذبة المعسولة، ودعم النظام السعودي والمصري والأردني وبقية أنظمة العمالة والفساد في المنطقة، بحجة الحفاظ على مصالحكم الإستراتيجية في المنطقة. فلن تزيدكم إلا خبالا ولن تجلب لكم إلا المصائب.
فلا تتعب نفسك يا أوباما فقد سبقك إليها عكاشة - سيدك الأبيض بوش - وفشل. وأعلم أن دون دون ذلك خرط القتاد.
-----------
وقع التحوير الطفيف في العنوان الأصلي
مشرف موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: