حـوسين جبوكجي : النموذج الأمثل لليبرالي السعودي المُسعدن ؟
سعود السبعاني
المشاهدات: 10181
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
سبق وأن تحدثت عن المخاض السعودي العسير الذي يجري في الداخل وذلك جراء التنافس والصِدام الحاصل بين أتباع آل سعود ومُريديهم من أحزاب السلطة , حيث يدور صراع فكري عنيف بين تلك الأطراف التابعة والخانعة لآل سعود والسبب هو الرغبة الجامحة من قبل تلك التيارات للتقرب من منصة أصحاب الجلالة والسمو ومُحاولة تفرد كل طرف من تلك الأطراف التابعة بالقرار السياسي والتلبس بعباءة السلطة السعودية ونيل الحظوة والمكانة من قبل ما يُسمى بولاة الأمر السلوليين وما أكثرهم في داخل الحظيرة السعودية .
فبدأت تلك الإشكالية تولد نوع المنافسة غير الشريفة لكسب ود الحاكم وأسرته عن طريق الكيد والتنافس الداخلي المحموم بين الأطراف الحزبية المُتصارعة في داخل المزرعة السعودية سواء كانت دينية جمبازية أو علمانية مُتلبرلة قبلية مُطبلة , وقد كنتُ وضحت حينها كيف أن آل سعود اتخذوا جانب ما يُسمى بالليبراليين السعوديين بعدما قضوا لوازمهم ببعض القبائل واستنفذوا المطاوعة في تنفيذ مآربهم في ترسيخ الحكم السعودي , وقد حان الوقت للتخلص من إرث أصحاب اللحى وتهميش رجال الدين الذين أستخدمهم آل سعود في تكفير بعض الأنظمة والشخصيات , وجاء الآن وقت بروز حليقي اللحى لغرض الظهور أمام السيد الأمريكي بمظهر النظام الحضاري المُتفتح على الغرب والذي يُناضل من أجل تطوير المُجتمع والتخلص من تركة هؤلاء المُتدينين .
وقد ضرب ابن سعود عصفورين بحجر واحد , حينما أقنع الغرب أنهُ يخوض صراعاً حضارياً دموياً مع الحرس القديم أو بالأحرى ضد الميراث الرجعي من خلال حربه الضروس ضد هؤلاء المُطاوعة والمشايخ القروأوسطيين الذين فرخوا الإرهاب وأنجبوا التطرف , ويجب على الغرب مُساعدة آل سعود والوقوف معهم في حربهم الداخلية الشعواء ضد هؤلاء الإرهابيين وتبعاتهم .
ومن ناحية أُخرى فقد ساند ابن سعود أفراخ الليبرالية ودعمهم بكل ما أوتي من قوة وسطوة للمال والإعلام , ليكونوا سداً منيعاً أمام ذلك التيار الديني وحتى يكونوا بديلاً ودرعاً واقياً ضد أي تمرد وثورة من قبل حزب المُطاوعة الذين ما برحوا يسبحون ويُهللون بآل سعود !؟ فأستطاع ابن سعود أن يُشغل المطاوعة الموالين في صراع داخلي عقيم مع خصمهم الجديد من بني علمان والليبراليين الجدد , وجلس هو على تلتها يتفرج خوفاً من التفكير بالتمرد عليه مُستقبلاً فهو الآن يتغدى بهم قبل أن يتعشوا به . وقد نجح في حربه المرحلية ضد أتباعه السابقين من أتباع الكنيسة السعودية الذين استخدمهم في مرحلة معينة والآن قد قضى لزومه منهم , كما نجح من قبل في التخلص من حزب أخوان من طاع الله بعد أن حقق أهدافه الإستراتيجية . وبهذا خلق ابن سعود نوع من التوازن الحزبي إذا جاز لنا أن نُسميه بالحزبي الموالي فجعل كلا الفريقان يتنافسان على إرضاءه وكسب وده ويهيمان عشقاً وولهاً في حبه وسبق وأن ذكرت ذلك في مقالة سابقة عن جواري السلطان .
فبات جمبازية ابن سعود يعانون من جفوة ولي الأمر المزاجي ويعيشون تنافساً داخلياً قوياً مع خصم هلامي فارغ ومهزوز ولا يملك أرضية راسخة ولا جمهور له قيمة , ولكنه يملك الأدوات الفعالة التي تأتيه من قبل الدعم الحكومي اللا محدود والعناية الملكية السعودية الخاصة حيث تمكن هذا التيار الصغير جداً من السيطرة على جميع مفاصل وأجهزة الدولة الحساسة وأخطرها كان استحواذه على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة , وهذا السلاح يكفيه ويعطيه الأفضلية والعمر المديد الذي سيرتبط بقائه مع عمر النظام .فخلق آل سعود طبقة مُتعلمنة هزلية مُسعدنة مسخ لم يجد لها مثيل من قبل , فلا هي شبيهة بعلمانية الغرب التي تُنادي بمبادئ الحرية والمُساواة وإلغاء نظام الملكيات الدكتاتورية الطاغية وتحويلها لملكيات دستورية ديُمقراطية .ولا هي طبقة علمانية شيوعية شمولية مُتفردة تحارب الملكيات والإقطاع وتنادي بالاشتراكية وتوزيع الثروات والمال العام على جميع أفراد الشعب .
كان هؤلاء العلمانيين السعادين عبارة عن مخلوقات هجينة من سقط المتاع وحثالة القوم , تم تجميعهم حسب الرغبة والمواصفات السعودية , وقد عاش بعضهم تقلبات مريرة بين أحضان القومية العربية فالشيوعية ثم البعث ثم الرأسمالية وأخيراً أصبحوا مطية على النمط الليبرالي الجديد كأداة طيعة بيد آل سعود , ليكونوا لهم جنيناً غير شرعياً مشوهاً ولد سفاحاً من قبل الأب الشرعي الذي يرفض الاعتراف بأبوتهم على الملأ وهو سلمان بن عبد العزيز أبو حلاوه ! فترعرت تلك النماذج السعودية الممسوخة الهجينة في أحضان آل سعود وبدأت تُزايد وبكل بجاحة حتى على أفكار المُحافظين الجُدد في أمريكا , يتزعم هؤلاء الحُثالات الهبان غازي القصيبي وتركي السديري وتركي الحمد وأياد مدني وبعض من أفراخهم الخدج أمثال عبد الرحمن الراشد وعثمان العمير طارق الحميد وحسين شبكشي وبقية الشلة التعبانة .
وقد رُفدوا بمجموعة خبيثة من نماذج رخيصة من المرتزقة العرب الذين امتهنوا النطنطة والقفز من جهة إلى جهة حسب كمية التمويل , فتشابهت أوضاعهم مع أوضاع هؤلاء المُسعدنين حيث عاشوا نفس ظروف الضياع والتيه وتقلبوا بين أحضان الأحزاب العربية ليكونوا سنداً لهم في نخر المُجتمع وإفساد الجيل الجديد وتخريب العقول .
وقد تحدثنا كثيراً عن الدور الخائب والمفضوح الذي لعبه ويلعبه التلميذ البليد عبد الرحمن الراشد حتى أصبح اكثر تطرفاً وكرهاً للعرب والمُسلمين من عصابة المُحافظين في أمريكا , ولا أعلم كيف سيتقبل الأمر بعد أن يُغادر سيده جورج بوش سدة البيت الأبيض وهو مدحوراً مهزوماً لم يجني من مُغامراته إلا الخيبة والخذلان والتي طرزها بحروبه الدموية العبثية التي كان وما زال يُطبل لها عبد الرحمن الراشد وأشكاله ؟ وبعيداً عن هذا المأفون السعودي اللا راشد فسوف أتطرق اليوم لأحد تلامذته (( النُجباء )) في ثقافة اللبرلة الأمريكية ومسح الجوخ لولاة الخمر , والذي كُرم بسبب مواقفه المُتلبرلة فعُين مُقدماً لبرامج اقتصادي يُدعى التقرير ضمن إدارة أستاذه الراشد في قناة العبرية ثم تحول لإدارة أحدى القنوات الفضائية !؟ وأقصد هنا حسين شبكشي الذي كان يُقدم برنامجاً خاصاً عن الأسهم السعودية التي أفلست الشعب وسرقت مُدخرات الناس ودمرت الطبقة الوسطى وخربت البيوت .
فقد تواردت الأنباء القادمة من مدينة جدة أن المدعو حسين شبكشي الذي يشغل حالياً المُدير التنفيذي لقناة الغالية الفضائية , قام بالأمس بضرب إحدى المُذيعات المحليات بسبب رفضها نزع الحجاب , حيث حصلت في البدء مُشادة كلامية بين تلك السيدة ومُديرها التنفيذي الشبكشي هذا , فقام بضرها ضرباً مُبرحاً حسب ما ذكرت الصحف السعودية والتي لم تذكر اسمه لأسباب - سلمانية - بحتة مُعروفة سنأتي على ذكرها لاحقاً .
http://al-madina.com/node/32245
فأنا أعرف أن النظام السعودي وأزلامه هو نظام قذر ومنحط لأبعد الحدود ويستخدم كل الوسائل الرخيصة في الانتقام وتشويه سمعة خصومه , ولا يتورع قط عن عمل أي شيء في سبيل إسقاط وتسقيط كل من يواجهه أو يتحداه . وشخصياً قد تعودت على أسلوب آل سعود وأذنابهم في الحرب القذرة , وأصبحنا نتوقع كل شيء من هذا النظام الواطي وأزلامه , ولكن أبشرهم أن جلودنا قاسية وخشنة كجلد التمساح ولن تتأثر من أساليبهم , والحرب بيننا سجال إلى أن يقضي الله أمر كان مفعولا .ولكن من خلال تصرفات وأفعال أزلامهم وأتباعهم نعرف حقيقة آل سعود , لأن الطيور على أشكالها تقع , والمثل العربي يقول : قل لي من تصاحب أقل لك من أنت . فعندما يُصبح أياد مدني وغازي القصيبي وزراء في مهلكة آل سعود قطعاً سنعرف أي دولة تلك ؟ وعندما يُهدي أطرم الدرعية أبو عابد قلمه الخاص لتركي الحمد فعندها سيعرف الجميع عقلية هذا الملك المأفون .وعندما تُصبح رقيعة خضراء دمن سلمان بن عبد العزيز مرتعاً لأعداء الإسلام ومنبراً لليبرالية وساحة مفتوحة لحثالة القوم من أمثال عبد الرحمن الراشد وطارق الحميد وشبكشي وما لف لفهم , حينها نعلم أن أبو حلاوه لن يُغير طبعه ويبقى العرق المرخاني دساس . فهؤلاء هم أزلام آل سعود وهم من يُسيروا الدولة ويُقيموا المُجتمع وينبروا في الدفاع عنه في الساحات والمنابر الإعلامية ! فماذا نتوقع من نظام يزعم الإسلام ويدعي تطبيق الشريعة الإسلامية ويثق بتلك النماذج المُنحطة ويستعين بهؤلاء العاهات ؟ وأنا شخصياً لي حكاية طريفة مع - حوسين جبكي – تكشف معدن هؤلاء الأزلام المُتلبرلون السعوديون بجدارة , وتبين نوعية الأخلاق الواطية التي يتصف بها هؤلاء الحثالة ؟
فقبل حوالي أربعة أعوام تقريباً كنتُ قد علقت على إحدى مقالات حسين شبكشي في صفحته على رقيعة سلمان بن عبد العزيز الشر الأوسخ , ولكنهم لم ينشروا التعليق كالعادة , ولكنني كنت واثقاً أنهُ سيقرأ الرد , وفوجئت برسالة خاصة على إيميلي من قبل حسين شبكشي يرد فيها عليّ ويُدافع عن آل سعود وعن نظامهم الدكتاتوري الذي من المُفترض به أن يرفض هكذا نظام شمولي طاغي باعتباره ليبرالي سعودي كما يزعم ويقدم نفسه , أو على الأقل ليصمت إذا كان يخشى من تبعات ما يقوله !؟ وبعد اخذ منه ورد مني في رسائل متكررة فوجئت أنهُ يرسل رسالة فيها كلمة قذرة لا يتفوه بها حتى أبناء الشوارع !؟ فرددت عليه بأسلوب تهكمي وقلت له كيف تُقدم نفسك ككاتب مُتحضر وتدعي الثقافة والأدب في صحيفة تزعم الليبرالية وأنت تتلفظ بتلك الألفاظ الساقطة والقبيحة ويضيق صدرك من الرأي المُخالف ؟
فرد علي برسالة يعتذر فيها ويزعم أنهُ قد فقد أعصابه وووإلخ . وعندما قرأت الخبر اليوم عنه وعن قيامه بضرب أحدى المُذيعات المُحجبات اللواتي يَعلمن تحت أمرته في قناة الغالية , وتُدعى البندري أحمد حيث تعرضت للضرب المُبرح من قبله بعد أن رفضت أن تخلع حجابها بناءً على طلبه ؟
تذكرت تلك الرسالة الشبكشية الوقحة وقلت في نفسي ليس غريباً على أخلاق وطباع الدمبكشي التافه هذا , وبالمناسبة فمن شابه أستاذه بالعهر فما ظلم , فالشبكشي هذا تخرج من مدرسة عبد الرحمن اللا راشد للإعلام السعودي الداعر والذي أصبح أمريكياً أكثر من الأمريكان أنفسهم , والأخير هذا سبق وأن هدد كل مُذيعة تعمل معه في قناة العربية أن تُفكر مُجرد تفكير بأن تضع حجاباً على رأسها !؟ فإذا كان مثل هؤلاء الحثالة هم القدوة في مهلكة آل سعود وهم من يُقيمون الناس ويتقدمونهم في وسائل الإعلام فأعلم أن نهاية آل سعود باتت قريبة وقريبة جداً . طبعاً مع تعاطفي الكبير مع هذه السيدة التي تعرضت للضرب من قبل هذا الدرفيل الشبكشي , إلا أنني سأجزم وأقول سوف لن يحدث له شيء ولن تنال حقها الشرعي في رد اعتبارها حسب الشريعة السعودية المزعومة ! والسبب أنهُ من أتباع سلمان بن عبد العزيز أبو حلاوه وأبنه السلتوح أحمد وسوف يتدخلون في القضية وينهونها في المهد سواء بغلق القضية أو بإرضاء السيدة لتتنازل , لأن حوسين جبكجي من أذناب سلمان وورعانه .
والغريب أن تلك الحادثة الإعلامية لم ترد في صحيفة الشرق الأوسط اللا موقرة !؟ فتخيلوا لو أن تلك الحادثة وقعت في قناة فضائية أخرى والشخص هو غير حسين شبكشي , أو أن القضية تخص هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجاني هو من أصحاب حزب اللحى ؟ فهل ستخرس صحيفة الشرق الأوسط وتتجاهل الخبر ؟ وهل ستتغافل قناة العربية وتبلع لسانها عن تلك الحادثة ؟ أم سينتهزونها فرصة ويجعلوا من تلك الحادثة قضية الساعة والحدث الأبرز في الأخبار , كما حدث مع المُمثلة السعودية وجنات الرهبيني صاحبة مطعم الحجاز في جدة , عندما تعرضت للضرب من قبل أحد أفراد الهيئة .
فتخيلوا لو أن أحد أفراد الهيئة هو من قام بضرب هذه المُذيعة كيف ستتناول الصحف والقنوات السعودية الخبر , وكيف سيظهروا الحادث على أنهُ تجاوز على حقوق المرأة العاملة , ووحشية منقطعة النظير ضد حرية وخصوصية المرأة ؟
تلك هي الليبرالية السعودية المسخ وهذا هو أحد نماذجها المنفوخين بالدجل والرياء والتشاطر على امرأة مسكينة .
فلا بارك الله في آل سعود ولا في ليبرالييهم المسوخ ولا في جمبازيتهم التُبع .
21-07-2008
|