صالح النعامي - فلسطين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9159
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تبدي إسرائيل الرسمية إهتماماً منقطع النظير بما يجري في الساحة اللبنانية من مواجهات بين قوى المعارضة اللبنانية برئاسة حزب الله وقوى المولاة بزعامة تيار المستقبل. وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي الليلة الماضية أن شعبة الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية المعروفة ب " أمان " إقامت خلية عمل خاصة لمتابعة ما يجري في لبنان، ولرسم السيناريوهات التي من الممكن أن تفضي إليها هذه المواجهة، وتأثير كل منها على إسرائيل. ونقلت القناة عن مصدر في " أمان " قوله أن إسرائيل والأجهزة الاستخبارية ومراكز التقييم الإستراتيجي فيها تنطلق من افتراض مفاده أن نتيجة المواجهة الحالية ستترك آثاراً كبيرة وعميقة على العلاقة مع إسرائيل. وأضاف المصدر أن إسرائيل " تحبس أنفاسها لمعرفة ما ستؤول اليه الأمور، وهي بكل تأكيد معنية بانتصار قوى الرابع عشر من آذار، وهزيمة حزب الله ومن يقف خلفه. واعتبر المصدر أن اندحار حزب الله في نهاية هذه المواجهة يخدم المصلحة الإسرائيلية في تطورين هامين، الأول يتمثل في اضعاف حزب الله سياسياً بحيث يتراجع تأثيره على دوائر صنع القرار في لبنان، الأمر الذي سيعمل في النهاية على تقلص قوته العسكرية وتفكيكها، وهو مصلحة إسرائيلية من الطراز الأول. وأما التطور الثاني الذي سينجم عن خسارة حزب الله هو حقيقة أن ذلك سيساهم في تمكين إسرائيل من توجيه ضربات عسكرية موجعة له. من ناحيته قال الجنرال ايفي ايتام النائب في حزب " المفدال " المتدين، والذي قاد قوات الجيش الإسرائيلي اثناء احتلال اسرائيل لجنوب لبنان أن إسرائيل مطالبة بتوظيف " علاقاتها الدولية من أجل تمكين خصوم حزب الله من قهره والتغلب عليه ". وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية صباح اليوم الخميس، قال ايتام: " هذه فرصة ذهبية لن تتكرر في المستقبل على إسرائيل استغلالها، علينا أن نستغلها حتى النهاية من أجل التأكد أنها لن تنتهي إلا بهزيمة حزب الله وقصم ظهره ". وواصل ايتام الذي دعى في مرات عديدة الى إحراق غزة، قوله " إسرائيل مطالبة بالإتصال بالولايات المتحدة ودول أوروبا والدول العربية السنية المعتدلة لإقناعها بدعم خصوم حزب الله بحيث تنتهي هذه المعركة بتحطم حزب الله والقضاء على غرور نصر الله ".
" حجة حزب الله أقوى "
ونقلت إذاعة " صوت الجيش الإسرائيلي " عن الجنرال عاموس جلعاد مدير الدائرة السياسية الامنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية قوله أن تل أبيب قلقة من مسار المواجهة، مشيراً الى أن هناك مؤشرات على ضعف الحجة التي ترتكز عليها الحكومة اللبنانية وحلفائها مقابل الحجة التي يتركز عليها حزب الله. وأضاف جلعاد " الأغلبية الساحقة من اللبنانيين والعرب غير مقتنعين بمحاولة الحكومة اللبنانية إظهار الصراع الحالي في ثوبه الطائفي، للأسف حزب الله نجح في اقناع الأغلبية أن الصراع يدور بين حلفاء امريكا والمدافعين عنها، والمقاومة من جهة أخرى. ونوه جلعاد الى كفاءة الماكنة الإعلامية لحزب الله، مشيراً الى أن إعلام حزب الله نجح في إبراز العديد من قادة الموالاة في لبنان على أساس انهم متعاونون مع إسرائيل.
الى ذلك أكدت الإذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية ما كشفت عنه العديد من وسائل الاعلام الاسرائيلية مؤخراً من أن زعيم الحزب الاشتراكي التقدمي اللبناني وليد جنبلاط يجري اتصالات مع العديد من المستويات الرسمية والحزبية في إسرائيل. وأشارت الإذاعة الى أن جنبلاط التقى مؤخراً في اكثر من عاصمة عربية بنواب من حزب " كاديما " الحاكم، مع العلم انها التقى بالنائبة عن حزب العمل كوليت افيتال خلال اجتماعات الاشتراكية الدولية.
تنسيق متواصل مع واشنطن
وعلى الرغم من أن عطلة العيد، فقد أكدت الإذاعة العبرية صباح اليوم الخميس أن كلاً من ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ومكتب وزيرة الخارجية تسيفي ليفني يقيمان اتصالات مباشرة مع الإدارة الأمريكية لتنسيق المواقف. ونقلت المصادر عن الخارجية الأمريكية قولها أن الأمريكيين ابلغوا تل أبيب الإدارة الأمريكية تعي خطورة التطورات وتداعياتها وتقوم بكل الإجراءات التي تكفل عدم نجاح حزب الله في الصراع القائم، دون أن تقدم تفاصيل حول طبيعة هذه الإجراءات.