لماذا هبّ الالاف في مواجهات التسعينات ولم يتحرك الان ولن يتحرك إلا بضع عشرات
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2707
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لمن يريد أن يتصدى لمواجهة الإنقلاب، عليه أن ينظر هل هناك محركات ذهنية عقدية للفعل، تجعل التونسي يدخل مواجهة قد تنتهي بالسجن أو بالقتل
الناس لن تكون مستعدة لذلك إلا تحت قناعة ودافع عقدي قوي وليس من أجل الدفاع عن واقع يكرس حرية اللواطيين ومحاربة الاسلام عموما
لذلك حينما دعا الغنوشي الناس للالتحاق بمجلس النواب لم يلب الطلب الا بضع عشرات (أساسا تحرك أغلبهم لاعتبارات أخرى غير دعوة الغنوشي) لان الناس تعرف أن الامر جدّ قد ينتهي بالموت وهم ليسوا مستعدين لضياع حياتهم دفاعا عن قيم تحارب عقيدتهم
طيب، لماذا اذن النهضة /حركة الاتجاه الاسلامي بالتسعينات تحرك في صراعها عشرات الاف في مواجهة النظام، واكثرهم تلقائيا طلبا لمواجهة أخطر مما عليه الان
السبب أن المحركات ساعتها كانت نصرة الاسلام ودفاعا عنه (حتى وإن تملص الغنوشي ورهطه الآن من ذلك) بمايعني أن أي أذى تتلقاه سيكون مأجورا وحتى موتك إن سقطت ستجازى عنه، هكذا فهمنا ساعتها المواجهات مع منظومة بن علي التي كنا نعتبرها ممثلة لفرنسا الكافرة
وهذا هو أيضا المحرك وسبب فاعلية الجماعات الجهادية وهو أيضا سبب قوة حركة طالبان، أي التحرك لنصرة الاسلام فان مت أو حتى جرحت فأنت رابح في كل الحالات، بقطع النظر عن صحة الإعتقاد من عدمه، لأن مايهم هو القناعة الذاتية
الخلاصة لايمكن الدخول في مواجهة جدية إلا من خلال مبادئ قوية تعطي معنى لوجودك في بعديه الدنيا والاخرة ومن هناك تعطي معنى لأبعاد أي مواجهة، وهذا لن يكون إلا من خلال تنظيم يتبنى الاسلام ويعمل لأجله ويحارب من يعاديه
ماعدا ذلك فلن يتحرك أي أحد ولن يغامر عاقل بالدخول في مواجهات جدية، من أجل الديموقراطية وحقوق اللواطيين ومنظومة أفكار تعمل على الإلحاق بالغرب وتكرس التبعية له، أي من أجل مبادئ غربية مغالبة للاسلام
قد تقول لي أنه وقعت مواجهات من أجل الكرامة والخبز وسقط فيها قتلى (أطلق عليهم تجاوزا شهداء مثلما اطلق على اليساريين شهداء)، أقول لك إنها مواجهات غير مقصودة، يعني من مات هناك إنما خرج إعتقادا أن الامر مجرد صياح، عكس من يواجه السلط الحاكمة من الجماعات الاسلامية فهو يعرف مسبقا ماقد تؤول إليه الامور قد تصل للموت
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: