البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

النظرة الأوروبية لتونس بين "الجندي" و"الحارس"

كاتب المقال طارق الكحلاوي - تونس   
 المشاهدات: 2653


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قرر سفير الاتحاد الأوروبي في تونس باتريس برغاميني هذا الأسبوع؛ فتح النار على السلطات التونسية. تُعرف عن الديبلوماسي الأوروبي الشاب "صراحته"، لكن حواره مع جريدة "لوموند" الفرنسية (9 تموز/ يوليو) كان أكثر صراحة من المعتاد.

من غير الواضح ما الذي أدى إلى هذا الانفلات غير الديبلوماسي بالمرة، الذي أراد أن يغطيه بتعبير يهدف إلى إظهار التعاطف إذا استعملنا الصيغة الفرنسية أو الإنجليزية، لكن عند ترجمته يمكن أن ينقلب إلى معنى معاكس سلبي (إنقاذ الجندي تونس)، يضاف إليها استهدافه للبنى الاقتصادية "الحاكمة"، وهو موضوع أشبه بـ"التابو"، ومن غير المتوقع أن يأتي من الشريك التجاري الأول لتونس قبل وبعد الثورة.

في الأسبوع ذاته، انبرت السلطات الإيطالية (وزيرا الداخلية والدفاع) أيضا بتصريحات مثيرة للجدل، فيما يخص ظاهرا دعم تونس في ملف "الهجرة غير النظامية"، لكن تحايل على إرسال طوق عسكري إيطالي إلى السواحل التونسية، في خطوة غير مسبوقة.

بين بروكسيل وروما، تبدو النظرة الأوروبية لتونس في كلتا الحالتين سلبية. لا يمكن أن يكون ذلك مؤشرا جيدا قبيل الانتخابات التونسية القريبة، خاصة للحكام الجدد بعد الانتخابات. وسيجعل ربما لرئيس الجمهورية، صاحب النفوذ الأكبر حسب الدستور في تسيير السياسة الخارجية، موقعا وأثرا أهم من العادة؛ لأن ملفات الخارجية تتعلق بالداخل أكثر من أي وقت مضى.

اتهم بيرغاميني السلطات بحماية المحتكرين، وأن رفض مشروع "اتفاقية الأليكا" المثير للجدل في تونس (شراكة معمقة أكثر وموسعة مع الاتحاد الأوروبي ستشمل الفلاحة خاصة والخدمات) سببه عقليات احتكارية قديمة. ويتجاوز ذلك لتقييم هيكلي لمشكل الاقتصاد التونسي، إذ يقول: "عندما نتحدث عن المنافسة الحرة النزيهة والشفافة، فيجب أن تحدث أولا بين المشغلين التونسيين. إذا كان علينا أن نساعد في الانتقال الاقتصادي، وإجباره، ودفعه، فذلك لأن هناك الاحتكارات. بعض المجموعات العائلية لا تهتم بالشركات التونسية الشابة التي تعبر عن نفسها وتخترق المجال الاقتصادي".

ولعل أكثر فقرات الحوار جدلا هي التالية: "أفضل مثال عشت هنا هو زيت الزيتون. في عام 2018، قررت المفوضية الأوروبية منح حصة إضافية قدرها 30 ألف طن من زيت الزيتون المعبأة في زجاجات، ولسوء الحظ، لم يكن هناك استجابة تونسية رسمية. عاد رئيس المفوضية، جان كلود جونكر، إلى هذه النقطة خلال زيارته إلى تونس في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، والسبب الحقيقي ربما يكمن في حقيقة أن تجار الجملة، وبعضهم من المضاربين، لا يروق لهم هذا الدعم الأوروبي، إذ من المرجح أن يعزز فرصا كهذه ظهور مستثمرين تونسيين جدد يشرعون في تصدير زيت الزيتون المعبأ في تونس. بالنسبة لهم، الشيء الرئيسي هو الحفاظ على المواقف غير التنافسية، التي تسمح لهم جميعا بتصدير زيت الزيتون بكميات كبيرة".

بمعزل عن خلفية هذه التصريحات التي تعكس تصورا أوروبيا لمسالة الأليكا، ولا تعبر أساسا عن المصلحة التونسية العامة، فإن ما يقوله، خاصة في ما يخص زيادة كوتا زيت الزيتون سنة 2018، وعرقلة محتكرين في القطاع للزيادة، ورغبتهم في الحفاظ على تصدير الزيت بالجملة، وليس في شكل قيمة مضافة (في قوارير) يستوجب التحري، إذ رفض الأليكا، وأنا من بين من يرفضها، يجب ألا يكون على أساس حماية مصالح خاصة محلية تعرقل تطور الصناعات الغذائية المحلية، بل على أساس حماية المصلحة العامة التونسية.

وسبق أن فسرت في مقال سابق (في "عربي21" في نيسان/ أبريل 2015 بعنوان "تحرير القطاع الخاص أحد شروط بناء ديمقراطية اجتماعية في تونس") خطورة تواصل هذا الخلل الهيكلي؛ الذي يمنح حفنة من العائلات سلطة حصرية على أهم المعاملات والثروات والقطاعات.

يرجع ذلك إلى ما قبل الثورة، هناك مقالات ودراسات علمية أثبتت ذلك تحديدا في المثال التونسي خلال فترة حكم بن علي، ومنها دراسة "البنك الدولي" الصادرة في آذار/ مارس 2014 "كل شيء داخل الأسرة.. تحكم الدولة في تونس"، التي تقدم تقريرا إحصائيا حول صناعة "القطاع الخاص" من مافيا الحكم. فمثلا، بحلول سنة 2010، صادرت العائلة 220 شركة لم تكن تشغل أكثر من 1 في المئة، في حين كانت تحوز على حوالي 20 في المئة من أرباح القطاع الخاص ككل.

وتواصل ذلك بعد الثورة، "مغادرة العائلة مسرح الحكم لا يعني أننا بصدد مغادرة المنظومة التي شكلتها وحاشيتها مسرح السلطة والنفوذ. المفارقة الكبيرة في السياق التونسي أن غياب العائلة المركز، سمح للحاشية التي كانت تحوز على هامش الامتيازات إلى مرحلة أعلى، حيث تحتكر عبر الملكية أو التشبيك أو القانون أهم المصادر "الخاصة" للاقتصاد القائم. والأهم، أنها دخلت باقتدار لعبة السياسة من خلال تمويل عدد من الأحزاب المختارة التي تتوافق معها في مستوى الرؤى". وفي المحصلة؛ "تحرير قدرات القطاع الخاص من هيمنة منظومة احتكارات الحاشية، هو الشرط الرئيسي للخروج من "رأسمالية المحاباة"، إلى رأسمالية أكثر صحية يمكن من خلالها لطبقة رجال الأعمال تأدية دور المبادرة المحررة للطاقات بإشراف من الدولة. لم يعد ذلك سرا بالنسبة للحالة التونسية، ويتفق عدد من الاقتصاديين، حتى ممن لا يؤمنون بالمنوال الديمقراطي الاجتماعي، أن "القطاع الخاص" التونسي ليس "خاصا" بما فيه الكفاية بعد".

يجب ألا ينتظر التونسيون تصريحات سفير الاتحاد الأوروبي الذي رسخ الشراكات مع العائلات ذاتهم وحاشية "رأسمالية المحاباة" لعشرات السنين. يبقى أن تصريحات بيرغاميني تأتي في سياق سياسي مثير للانتباه، منه مثلا تسريب خبر أن الحكومة علقت مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي حول "الأليكا"، في حين نفى بعد يوم وزير النقل المكلف بالمفاوضات الأمر. كما أنها تأتي في سياق تضارب أوروبي حول دعم رئيس الحكومة الحالي للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة من عدمه، خاصة أمام نزوله الحاد في استطلاعات الرأي.

الحكومة الإيطالية أضافت كثيرا من الملح إلى هذه التصريحات الأوروبية الجارجة، بتسريب معطيات حول خطة الحكومة الإيطالية لمواجهة "الهجرة غير النظامية" عبر صحيفة "لاستامبا"، في يوم تصريحات بيرغاميني (أي 9 تموز/ يوليو) ذاته؛ أنه "إلى جانب السفن التي تقوم بدوريات بالفعل في البحر إلى الجنوب من صقلية، سيتم نشر الطائرات، الرادار والطائرات بدون طيار. الهدف هو المراكب المعتادة والقوارب الصغيرة التي تغادر من ليبيا وتونس. هذه هي الخطة السرية لماتيو سالفيني، التي تتقاسمها الحكومة بأكملها، وسيهتم الإيطاليون بهذا من خلال شبكة مراقبة من البحر والسماء".

كما تأتي تصريحات سالفيني حول التهديد الضمني باستعمال المساعدات الأوروبية لتونس، كوسيلة ضغط لإجبارها على القبول بالخطة الإيطالية: "في تونس توجد مؤسسات حرة.. لا أفهم لماذا لا يسيطرون على حدودهم. بما أنه يوجد في تونس برلمان وحكومة تتلقى مئات ملايين اليوروات من أوروبا، على الجميع القيام بدوره".

مع انجذاب واشنطن تحت ترامب إلى ملفات أخرى، حيث يوجد النفط (ليبيا بدرجة أولى ثم الجزائر في شمال أفريقيا) وعدم حساسيتها لتونس، ما دفع السفير الأمريكي السابق في تونس غوردن غراي لتذكيرها بذلك في مقال جديد الأسبوع الماضي، تبقى أوروبا الشريك التقليدي لتونس، لكنها لا تبدو مرتاحة للعلاقة مع تونس. سيكون ذلك الموضوع الأساسي للرئيس القادم الذي سينتخب في بضعة أشهر. وعليه، نحتاج في كل الحالات رئيسا قادرا على أداء مهامه ويعبر عن المصلحة العامة للتونسيين، لا للوبيات والمحتكرين، ولا للمصالح الأوروبية على حساب التونسية، سواء في مباشرته لملف الأليكا أو الهجرة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، فرنسا، أوروبا، التبعية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-07-2019  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلوى المغربي، عبد الله زيدان، مصطفى منيغ، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد بوادي، صباح الموسوي ، بيلسان قيصر، ياسين أحمد، خالد الجاف ، أحمد النعيمي، د - شاكر الحوكي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد العيادي، سلام الشماع، د.محمد فتحي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صالح النعامي ، سيد السباعي، د. طارق عبد الحليم، عزيز العرباوي، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي الزغل، محمد عمر غرس الله، محرر "بوابتي"، د - عادل رضا، حاتم الصولي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. عبد الآله المالكي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رافع القارصي، مصطفي زهران، د- هاني ابوالفتوح، حسن عثمان، محمد يحي، عبد الرزاق قيراط ، عمار غيلوفي، عواطف منصور، محمود طرشوبي، د- محمد رحال، يزيد بن الحسين، محمد اسعد بيوض التميمي، رمضان حينوني، عمر غازي، د - محمد بنيعيش، د - المنجي الكعبي، إيمى الأشقر، أبو سمية، د - مصطفى فهمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح المختار، محمد شمام ، الهيثم زعفان، مجدى داود، يحيي البوليني، د- محمود علي عريقات، رافد العزاوي، عبد الغني مزوز، محمد أحمد عزوز، المولدي اليوسفي، د- جابر قميحة، أحمد الحباسي، علي الكاش، صلاح الحريري، حميدة الطيلوش، تونسي، إسراء أبو رمان، سامح لطف الله، حسن الطرابلسي، د - الضاوي خوالدية، منجي باكير، أ.د. مصطفى رجب، العادل السمعلي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، الهادي المثلوثي، د. خالد الطراولي ، عبد العزيز كحيل، رضا الدبّابي، محمود سلطان، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صفاء العربي، سفيان عبد الكافي، أشرف إبراهيم حجاج، نادية سعد، إياد محمود حسين ، أحمد ملحم، أنس الشابي، محمد الياسين، د. أحمد بشير، صفاء العراقي، سامر أبو رمان ، عراق المطيري، كريم فارق، ماهر عدنان قنديل، فوزي مسعود ، الناصر الرقيق، محمد علي العقربي، د - صالح المازقي، سعود السبعاني، طارق خفاجي، طلال قسومي، عبد الله الفقير، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد محمد سليمان، رشيد السيد أحمد، ضحى عبد الرحمن، مراد قميزة، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. صلاح عودة الله ، المولدي الفرجاني، وائل بنجدو، جاسم الرصيف، كريم السليتي، علي عبد العال، فهمي شراب، فتحي العابد، فتحـي قاره بيبـان، محمد الطرابلسي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز