الجودة الشاملة وإدارة الخُرج في التعليم العالي العربي
د. عمر علي الرفايعه - الأردن
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3458
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مشدودٌ بكليّة دماغي من مستوى حفظه الأدنى وحتى تفكيره الناقد في الأعلى حول قضية الجودة في التعليم العام والتعليم العالي في عالمنا العربي، فمنذ صبيحة بحثٍ تناولت فيه التجربة الكندية في تطوير تعليمها التقني، وأنا أضرب الأخماس في أسداس، حيث من هناك عرّجت على اونتاريو وجامعاتها ومجلس جودتها الذي بدأ يخطو على سكّتها - والحديث عن الجودة - منذ عام 1968 حيث بدأت بالاعتماد على التقويم الخارجي للتأكد من جودة التعليم العالي، خصوصاً في البرامج الجديدة، وحتى تطوُرِ نظرتها لمخرجات المؤسسات التعليمية ونواتج تعلمها التي رأت كندا أن عليها أن تنافس العالم فيها، لا في التخطيط والعمليات فحسب، وإنما في تقويم قدرتها على ملاءمة احتياجات أسواق العمل العالمية متجاوزة بذلك الاحتياجات المحلية، تخيلوا أن ينافس الكندي الهندي والفلبيني والأردني والمصري على أسواق العمل العربية في الخليج أو ليبيا أو غيرهما.
ويحهم، وهل يخططون لمزاحمتنا؟، وكيف نصنع بالكم الهائل من طلبة الدراسات العليا لدينا؟، دعك من العاطلين عن العمل من حملة الشهادة الجامعية الأولى منذ سنوات.
وفي غمرة هذا التنافس الشرس نتساءل عن تعليمنا وقدرته على المزاحمة والمنافسة في أسواق العمل الإقليمية على الأقل، وعلى المنافسة في مجالات الابتكار في مستوياتها الدنيا والمتوسطة كذلك على الأقل، تلك المنافسة التي ترقبها وتقيسها المنظمات الدولية والمؤتمرات المتخصصة والقلاع الالكترونية - ولا أقول المواقع - لوزارات التعليم العالي ومؤسساتها في الدول المتقدمة، حيث تنبيك قوائمها ومحتوياتها الرقمية عن كل شاردة وواردة؛ عن الخطط والبرامج والبيانات والمعلومات والتوجهات والرؤى الفاعلة، وكل شيء على المكشوف حرصاً على شفافية التخطيط والتنفيذ والتقويم، كل هذا والمحتوى الرقمي للمؤسسة التعليمية عندنا لا يملأ "البكسة" بعد تنفيذنا جميعاً لتوجيهات رؤساء المؤسسات بأن نضع كل شيء على مواقعنا بصيغة الـ pdf ليأخذ حيزاً أكبر أمام المقوّمين الخارجيين في هيئات التصنيف العالمي للجامعات.
ونرانا نكتفي باحتفاليات يرافقها أحياناً "زعبرة" تثار حول تطبيقنا لمعايير الجودة في مخرجات التعليم العام والتعليم العالي والتعليم التقني وعملياتها ومدخلاتها.
اليوم شدتني قصة المثل الدارج عندنا " حُط في الخُرج" والذي يضرب للوعود التي لا تنفذ، والتوصيات التي تذهب أدراج الرياح، والتخطيط الذي يظل حبيس الأدراج، كما يضرب لتسكين وجع المشكلات بحلول آنية قاصرة.
دعك من سَنة جودة اونتاريو الموسومة بـ 1968ى وتحوّل معي إلى سَنة التعليم العالي العربي المرقومة بـ 2000 أو ما بعدها، أين الخطط الاستراتيجية؟ أين نتائج التقويم؟ بل أين أدواته الفاعلة؟ أين المصارحات والمكاشفات؟ كم نسبة الهدر والتسيب والبطالة وضعف التنسيق بين أسواق العمل والمخططين، أين الرؤى؟ أين حرص المؤسسات التعليمية على إشراك المستفيدين من مخرجاتها في التخطيط والتقويم؟ أين الخطط الناجعة لاستثمار الشباب؟ أين؟ وأين ؟ ......وأخيراً من الذي يضع كل ذلك دائماً في الخُرج ؟.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
7-02-2016 / 10:34:36 Nouf