البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بعد تهريب البشر، الدور على غسيل مخ البشر

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3987


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في البداية كان الغرب يقوم بتهريب البشر من القارة السمراء كعبيد، و بعدها جاء الدور على تهريب الكفاءات العلمية في بعض المجالات الحساسة تماما كما حصل للألمان بعد انهيار النازية و مع العراق بعد انهيار نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بعدها جاء الدور على المخابرات الأمريكية ‘لاختطاف ‘ الفكر المتطرف المتمثل في الشيخ أسامة بن لادن و رفاقه لصنع ‘ القاعدة’ بحجة مواجهة التمدد الشيوعي في أفغانستان، و إلى اليوم لا تزال المخابرات الأمريكية و بعض مثيلاتها في الدول الغربية تمارس لعبة حقيرة مع الجماعات المتطرفة التكفيرية سواء بغض الطرف عن تصرفاتها أو تغلغلها في المجتمعات الغربية أو بالصمت المريب حول تناسل كوادر الفكر المتطرف و الذين يمارسون صنوف الدعوة لإسقاط الأنظمة العربية الاستبدادية التي حماها الغرب نفسه على مرأى و مسمع السلطات الغربية .

بعد أن أخذت بعض الدول الخليجية على عاتقها تمويل و تغذية الإرهاب بالمال و الفكر التكفيري المتطرف تحولت عمليات تهريب البشر إلى عمليات رسكلة و غسيل لعقول البشر ، و لهذا الغرض فقد لاحظنا افتتاح مراكز و دكاكين تحت يافطات و عناوين مختلفة تهتم في ظاهرها بالعمل الخيري لفائدة العائلات المعوزة و في باطنها بغسيل العقول و إعادة صياغة خط سيرها التقليدي لتنحرف من عقول باحثة عن اللقمة الحلال إلى عقول باحثة عن ‘ الجهاد’ و عن مواجهة ما سمى بالطاغوت، و حين نتحدث عن رقم يزيد عن خمسة آلاف جمعية ‘خيرية’ في تونس في فترة لا تزيد عن 4 سنوات من عمر ‘الثورة’ فنحن أمام 5 آلاف دكان لممارسة عمليات تحويل المهمشين في الأرض من أرقام لا حول لها و لا قوة إلى أرقام فاعلة في المشهد العالمي تمارس الإرهاب على نطاق واسع و تفرض على العالم القيام بجهود أمنية و اقتصادية تتطلب أموالا طائلة فيما يعتبر أكبر مجهود ‘ حربي’ تقوم به الدول الغربية على وجه الخصوص بعد الحرب العالمية الأولى و الثانية .

عملية عولمة الإرهاب جارية على قدم و ساق، و قريبا ستكون للإرهاب مدارس مرخصة لمزاولة نشر الفكر التكفيري، و حين يقر الرئيس الأمريكي بجلالة قدره أنه يمكن للرعايا الأمريكيين دفع الفدية للإرهاب لإنقاذ أبناءهم إذا دعت الحاجة فنحن أمام قرار غير مسبوق يتيح للإرهابيين ممارسة الإرهاب ‘ الحلال’ و قبض الأثمان الباهظة مقابل ممارسة عمليات الخطف، فهناك فرق شاسع بين الخطاب الرسمي الذي يتحدث عن محاربة الإرهاب و الواقع المتمثل في مساهمة الولايات المتحدة الأمريكية في تطوير و غراسة و صناعة الإرهاب و التعامل به و معه حسب متطلبات مصالح الإدارة الأمريكية و بعض أصدقائها و حلفائها في العالم، ولان عمليات غسيل الفكر لتحويله إلى أداة لممارسة الإرهاب هي عمليات مربحة للدول و ليس الأفراد فقط فقد شاهدنا كيف استعملت دول الخليج الجماعات الإرهابية و كيف مولتها و غذت عقولها بالتطرف حتى تتحول إلى قوات ‘ خاصة’ تستحوذ على الآبار و الحقول النفطية و تمارس علنا عمليات استخراج الذهب الأسود و بيعه في الأسواق العالمية .

منذ سنوات و المخابرات الأمريكية تمارس عمليات معينة في بعض المختبرات العلمية المخفية عن عيون و رقابة الكونغرس الأمريكي، هذه العمليات تتعلق ببعض التجارب على البشر سواء لإعطائه قدرات خاصة أو لتغيير طبيعته المسالمة إلى طبيعة شريرة قابلة للقيام بكل الأعمال القذرة، نتحدث مثلا عن برنامج ‘غسل دماغ’ Brain wash الذي تمارسه المخابرات المركزية ، و لذلك لم يعد سرا أن الجماعات الإرهابية التكفيرية قد أصبح يتم نقلها بداع التدريب على القتال إلى بعض الولايات الأمريكية لإجراء بعض التجارب ‘المثيرة’ عليها يضاف إليها تعويد هذه العقول على جرعات متتالية من المخدرات لتصبح مجرد آلات قاتلة و هو ما يفسر العنف المسرف في الوحشية الذي تمارسه هذه الجماعات يوميا في الشام و العراق و ليبيا بالذات، هذه الحالة من اشتباك المصالح بين الدول الخليجية و الصهيونية العالمية قد جعلت هذه الأطراف تمارس علنا عمليات نقل البشر و غسل أدمغتهم و تزويدهم بجرعات من المخدرات لممارسة حرب العصابات الإرهابية لفرض حالة من الفوضى العامة في كل البلدان العربية، فوضى تزيد من حدة الانقسام بين الشعوب و تؤدى إلى حالة عامة من الارتباك تماما كما يحدث اليوم في ليبيا على سبيل المثال .

تعد عمليات غسيل المخ سلاحا من أسلحة الحرب النفسية بين الدول، و بذكر أحد الصحفيين أنه لاحظ أن أغلب الأسرى الأمريكان فد اتخذوا اتجاهات متعددة عند رجوعهم إلى الوطن بعد الحرب الكورية نتيجة تعرضهم أثناء الاعتقال إلى عمليات قسرية لغسيل المخ و إعادة تشكيله، و هناك من يطلق على هذه العملية الخطيرة ما يسمى بإعادة تقويم الأفكار أو التحوير الفكري أو محاولة الإقناع الخفي، و تبرز التحقيقات الأمنية مع المعتقلين من الجماعات الإرهابية التكفيرية أن وسائل الاتصال الحديثة قد أصبحت تلعب اليوم دور أجهزة غسل الدماغ و نشطاء بذر الفكر التكفيري المنتمين لبعض دكاكين شيوخ الظلام، بل من الملفت للنظر أن تتحدث بعض الدراسات الجادة على أن الصحافة العربية بالذات قادرة على عمليات غسل الأدمغة مستشهدة بمواطن مصري تغير موقفه من النقيض إلى النقيض، من العبادة إلى الكراهية بسبب عمليات غسيل المخ في عصر أنور السادات ضد عصر الرئيس جمال عبد الناصر، لذلك يمكن القول اليوم أن البشر قد يمكن أن يتحول من مواطن إلى مشروع قاتل محترف في لحظة معينة، فالحقيقة تفوق الخيال أحيانا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العمل المسلح، العمل الجهادي، الجماعات المسلحة، الجماعات الجهادية، العمل الخيري، غسيل المخ،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح المختار، إسراء أبو رمان، د - محمد بنيعيش، أحمد بوادي، محمد العيادي، محمود سلطان، سفيان عبد الكافي، صفاء العربي، فتحي العابد، المولدي اليوسفي، د- محمود علي عريقات، د. خالد الطراولي ، سامح لطف الله، د - صالح المازقي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أبو سمية، رافع القارصي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خبَّاب بن مروان الحمد، يزيد بن الحسين، محمد أحمد عزوز، د.محمد فتحي عبد العال، رشيد السيد أحمد، مصطفي زهران، حميدة الطيلوش، سعود السبعاني، الهادي المثلوثي، علي عبد العال، د- جابر قميحة، عمار غيلوفي، د - الضاوي خوالدية، نادية سعد، حسني إبراهيم عبد العظيم، ماهر عدنان قنديل، أ.د. مصطفى رجب، طارق خفاجي، د- محمد رحال، كريم السليتي، الهيثم زعفان، د - شاكر الحوكي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، د - عادل رضا، بيلسان قيصر، وائل بنجدو، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فوزي مسعود ، محمد يحي، عبد الرزاق قيراط ، أحمد ملحم، عزيز العرباوي، حاتم الصولي، سامر أبو رمان ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحـي قاره بيبـان، جاسم الرصيف، د - المنجي الكعبي، محمد الياسين، رافد العزاوي، د. صلاح عودة الله ، عبد الغني مزوز، المولدي الفرجاني، رمضان حينوني، الناصر الرقيق، طلال قسومي، خالد الجاف ، د. أحمد محمد سليمان، عمر غازي، مراد قميزة، محمد اسعد بيوض التميمي، إيمى الأشقر، مصطفى منيغ، محمد شمام ، حسن الطرابلسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، صفاء العراقي، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله زيدان، محرر "بوابتي"، صلاح الحريري، كريم فارق، أحمد الحباسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فهمي شراب، سيد السباعي، محمد الطرابلسي، سلام الشماع، د. عبد الآله المالكي، العادل السمعلي، مجدى داود، أنس الشابي، علي الكاش، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد النعيمي، عواطف منصور، ياسين أحمد، حسن عثمان، سلوى المغربي، د. أحمد بشير، عبد العزيز كحيل، يحيي البوليني، صباح الموسوي ، ضحى عبد الرحمن، محمود فاروق سيد شعبان، رضا الدبّابي، فتحي الزغل، محمد عمر غرس الله، أشرف إبراهيم حجاج، منجي باكير، سليمان أحمد أبو ستة، إياد محمود حسين ، محمود طرشوبي، محمد علي العقربي، تونسي، صالح النعامي ، عراق المطيري، عبد الله الفقير، د - مصطفى فهمي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز