البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

غزة تحت النار (5) الصمت العربي

كاتب المقال د. مصطفى يوسف اللداوي - بيروت    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4020


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قطاع غزة يشتعل ويلتهب لليوم الثالث على التوالي في عدوانٍ إسرائيلي غاشمٍ جديد، يستهدف كل شئ، ولا يستثني من عدوانه أحداً، بينما الأنظمة العربية صامةٌ تتفرج، أو عاجزةٌ تترقب، فلا تحرك ساكناً، ولا تصدر صوتاً، ولا تبدي حراكاً، ولا تقوى على الاعتراض أو التنديد، أو مطالبة المجتمع الدولي بسرعة التحرك، لوقف اعتداء الكيان، وكف آلته الحربية عن قصف القطاع وقتل مواطنيه، وتخريب المخرب فيه، وتدمير المدمر منه، وكأن الذي أصابها خرسٌ أو شلل، أو أنه عجزٌ وفشل.

لا شئ قد تغير في البرامج التلفزيونية العربية التي بقيت على حالها، وكأن شيئاً لم يحدث، أو أن عدواناً لم يقع، أو كأنهم لا يعرفون أن العدوان الإسرائيلي ضد غزة، وأنه لا يقع في الجوار قريباً منهم، بل إنه يستهدف بقعةً نائية، وشعباً بعيداً، لا تربطهم بهم جيرة ولا علاقة، ولا شأن لهم به، رغم أنهم يسمعون أصوات القصف، ويرون ألسنة اللهب المتصاعدة، وسحائب الدخان الكثيفة، علماً أن الوصول إليه أقل بكثير من مسافة السكة، ولكنهم يتعامون ويتجاهلون، ويسكتون ويصمتون، أو ربما أنهم يتعاونون ويتآمرون.

لم نسمع مسؤولاً عربياً يستنكر، ولا حاكماً يدعو إلى سرعة التحرك ووجوب التضامن، رغم أنهم يقفون على المنابر كل يوم، ويتحدثون في كل المناسبات، ويتناولون مختلف القضايا، وتنقل وسائل الإعلام تصريحاتهم وأقوالهم، وتغطي أنشطتهم وفعالياتهم، وزياراتهم وافطاراتهم، ولكن محنة الفلسطينيين لم تصلهم، وانتفاضة القدس والضفة لم تحركهم، وثورة الأهل في الجليل والمثلث لم تشجعهم، وأنهم لم يروا من الأحداث سوى اختطاف المستوطنين الثلاثة، وهم جنودٌ غزاة، وقتلة عتاة، بينما تجاهلت عيونهم صورة الفتى محمد أبو خضير، الخارج من صلاة الفجر، وهو يصطلي ناراً، ويحترق حياً.

لا أريد أن أصدق أحداً من الإسرائيليين فكلهم كاذبين ولو صدقوا، وإن هم تحدثوا فلن يقولوا إلا ما ينفعهم ويضرنا، وما يسرهم ويسيئ إلينا، فموقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي يقول، أن الحكومة الإسرائيلية أعلمت أنظمةً عربية بنيتها الهجوم على قطاع غزة، وأن قادةً عرباً يتفهمون مبررات الحملة الإسرائيلية، وأنهم أعطوا الموافقة المبدئية على العدوان، إذ أنهم يعتقدون بصدق الرواية الإسرائيلية، ويسمعون لشكواهم، بأن المقاومة الفلسطينية هي التي جرت الكيان الصهيوني إلى هذا الإجراء، وأنها بعملياتها قد حشرته في الزاوية، فما كان أمامه إلا أن يخرج للدفاع عن نفسه، وحماية شعبه.

مسؤولٌ إسرائيليٌ آخرٌ، مشهودٌ له بالكذب، ومعروفٌ بينهم بالتطرف، يقول بأن بعض الأنظمة العربية فرحة لما يجري في قطاع غزة، بل إنها تحبس أنفاسها، وتنتظر بفارغ الصبر إنهيار حركة حماس، وتفكك قوتها، وانتهاء عصرها، وأفول نجمها، وقد أعياهم تفكيكها، فلا سبيل لإسقاطها بغير القوة، فقد أرهقهم وجودها، وأتعبهم صمودها، وأحرجهم ثباتها، وأزعجهم انتماؤها، فكان رحيلها هو الخيار الأفضل، والحل الأمثل.

الإسرائيليون أعداؤنا، يكذبون ولا يصدقون، ويكرهوننا ولا يحبون، ولكنهم يقولون أحياناً ما لا يقوى غيرهم على قوله، أو يسقط من بين كلماتهم ما يفضح، ويبين من ثنايا حديثهم ما يكشف، فلا يوجد من الأنظمة العربية اليوم من يقف إلى جوارنا، وينتصر لنا، ويستعد للدفاع عنا، أو يعمل لوقف العدوان الإسرائيلي علينا، فهم إما صامتون أو يتآمرون، وساكتون أو يتعاونون، وعاجزون أو يدعمون، وفرحون أو يشمتون.

الأربعاء 12:00 الموافق 9/7/2014


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الهجوم على غزة، قصف غزة، حماس، العدوان الإسرائيلي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-07-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  يومٌ في الناقورة على تخوم الوطن
  فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني
  ليبرمان يعرج في مشيته ويتعثر في سياسته
  يهودا غيليك في الأقصى والكنيست من جديد
  عيد ميلاد هدار جولدن وأعياد الميلاد الفلسطينية
  ليبرمان يقيد المقيد ويكبل المكبل
  سبعون عاماً مدعاةٌ لليأس أم أملٌ بالنصر
  ويلٌ لأمةٍ تقتلُ أطفالها وتفرط في مستقبل أجيالها
  سلاح الأنفاق سيفٌ بتارٌ بحدين قاتلين
  دلائل إدانة الأطفال ومبررات محاكمتهم
  طبول حربٍ إسرائيلية جديدة أم رسائلٌ خاصة وتلميحاتٌ ذكية
  سياسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حكيمةٌ أم عميلةٌ
  العلم الإسرئيلي يرتفع ونجمة داوود تحلق
  نصرةً للجبهة الشعبية في وجه سلطانٍ جائر
  طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة
  تفانين إسرائيلية مجنونة لوأد الانتفاضة
  عبد الفتاح الشريف الشهيد الشاهد
  عرب يهاجرون ويهودٌ يفدون
  إيلي كوهين قبرٌ خالي وقلبٌ باكي ورفاتٌ مفقودٌ
  إرهاب بروكسل والمقاومة الفلسطينية
  المساخر اليهودية معاناة فلسطينية
  الدوابشة من جديد
  المهام السرية لوحدة الكوماندوز الإسرائيلية
  المنطقة "أ" إعادة انتشار أم فرض انسحاب
  إعلان الحرب على "فلسطين اليوم" و"الأقصى"
  عظم الله أجر الأمريكيين وغمق لفقيدهم
  الثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب
  الهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية
  هل انتهت الانتفاضة الفلسطينية ؟
  سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سامر أبو رمان ، د - مصطفى فهمي، ضحى عبد الرحمن، د - الضاوي خوالدية، فتحـي قاره بيبـان، عبد الله زيدان، د - صالح المازقي، عبد الرزاق قيراط ، وائل بنجدو، إسراء أبو رمان، سلوى المغربي، أشرف إبراهيم حجاج، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عمر غازي، الهادي المثلوثي، تونسي، إيمى الأشقر، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، صفاء العربي، الهيثم زعفان، د- جابر قميحة، د - محمد بنيعيش، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد النعيمي، رمضان حينوني، مصطفى منيغ، أحمد ملحم، صلاح المختار، محرر "بوابتي"، فوزي مسعود ، أبو سمية، محمود سلطان، يزيد بن الحسين، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد عمر غرس الله، خالد الجاف ، حميدة الطيلوش، عواطف منصور، سعود السبعاني، محمود فاروق سيد شعبان، د. صلاح عودة الله ، فتحي العابد، الناصر الرقيق، محمد اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، رضا الدبّابي، عمار غيلوفي، عبد الغني مزوز، عزيز العرباوي، طلال قسومي، جاسم الرصيف، حسن عثمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سيد السباعي، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- محمود علي عريقات، محمد شمام ، د. أحمد بشير، العادل السمعلي، مجدى داود، أ.د. مصطفى رجب، د.محمد فتحي عبد العال، محمد العيادي، محمود طرشوبي، سفيان عبد الكافي، يحيي البوليني، د. خالد الطراولي ، د - المنجي الكعبي، المولدي الفرجاني، عبد الله الفقير، إياد محمود حسين ، فتحي الزغل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، أنس الشابي، مراد قميزة، كريم فارق، أحمد الحباسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، صالح النعامي ، صلاح الحريري، كريم السليتي، محمد يحي، حاتم الصولي، د. عبد الآله المالكي، صفاء العراقي، د. أحمد محمد سليمان، صباح الموسوي ، د - شاكر الحوكي ، د- هاني ابوالفتوح، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فهمي شراب، رافع القارصي، علي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، سامح لطف الله، حسن الطرابلسي، محمد الطرابلسي، نادية سعد، سلام الشماع، د. طارق عبد الحليم، د- محمد رحال، محمد الياسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، علي الكاش، رشيد السيد أحمد، مصطفي زهران، أحمد بوادي، منجي باكير، محمد أحمد عزوز، عراق المطيري، د - عادل رضا،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة