الدلائل على صدق نبوءة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأحقية رسالته
منصور ابراهيم خضر - أمريكا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4179
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
منذ أن خُلق الإنسان على وجه الأرض وهو يسعى إلى معرفة ما في الكون من المحيط به من سنن وخصائص وكلما ذاد في هذه المعرفة ظهرت له عظمة هذا الكون مع ظهور ضعفه وتضاؤل غروره وقلـة حيلته ، فمنذ أن أشرقت الأرض بنور رسولنا الكريم - محمد صلى الله عليه وسلم - ويحاول العلماء أن يلتمسوا نواحى عظمته الإنسانية ومظاهر أسماء الله في عقله وخُلقه وعِلمه بعد أن استيقنوا أن النبوة هبة من عند الله تعالى تمنح للمستعد لها والقادر على حملها ونبينا محمد صلى الله عليـه وسلم أعده الله لكـي يحمــل هذه الرسالـة للعالم أجمـع وليكمل دينـه الذي ارتضــاه له ربه وليختم به الأنبياء والرسل ليكون شمس الهداية للبشرية . ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .
ولقد بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في عصر كانت البلاغة والفصاحة وحُسن البيان من أبرز مميزاته ، ومن أعظم ما تتباهى به الأقوام ، فجاءت معجزته في القرآن الكريم لتبهر كل بليغ وتسكت كل فصيح ولتجعل الجميع يعترفون كرها أو طوعا بأن القرآن الكريم ليس من كلام البشر وإنما هو من كلام خالق البشر، ولقد شهد بذلك أهل الكفار الأكابر الذين أفنوا أعمارهم في تعلم ودراسة الأخبار الدقيقة للأمم والحضارات السابقة في الوقت الذي لم يَثبتْ فيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد تلقى عنهم تلك العلوم لا في مكة ولا في غيرها مع شدة حرصهم على إنكار وإبطال دعوته ، فضلا عن أنه لم يدَع أحد منهم أنه قام بتعليمه أيا من هذه العلوم – إضافة إلى أنه كان أميا لا يحسن القراءة أو الكتابة وبالتالى لا سبيل إلى معرفة تلك التفاصيل إلا عن طريق الوحى الإلهي ، ولذلك فقد أقر بعضهم بصدق نبوءته فكان إعجازه النبوي حين أتى وفد من علماء اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وقــالوا لــه : "يا أبا القاسم ! حدثنـا عن أمـور نسألك عنهــا لا يعلمهن إلا نبــي" فكان فيما سألوه : "أي الطعام حَرّم إسرائيل على نفسه قبل أن تُنزل التوراه"؟ فقال لهم : "أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن اسرائيليا مرض مرضا شديدا وطال سقمه ، فنذر إلى الله لئن أشفاه الله من سقمه ليحرمن أحــب الشراب إليـــه وأحــب الطعام إليـــه فكــــان أحب الطعام إليه لحم الإبل وأحب الشراب إليه البانها"! فقالوا: "اللهم نعم". (رواه أحمد) وقد أشار القرآن الكريم في أكثر من موضع إلى جوانب الإعجاز في حياة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو إخبارنا عن مشاهد تفصيلية لحضارات سادت وعن مواقف غيبية لأمم سابقة ثم اندثرت ، ومن المعجزات الكبري هي التي شق الله لرسوله الكريم القمرعندما مر على صناديد الكفر يدعوهم إلى الله فقال له أبو جهل :"لا أومن لك حتى تشق لنا هذا القمر" قال رسول الله : "فإذا شققته بأمر الله هل تتبعوني وتؤمني بي"؟ قالوا: "نعم" فدعا ربه فانشق القمر فقام أبو جهل وهو يقول : "سحرنـــا محمد ، سحرنــا محمد" وصدق المولى عز وجل القائل: (اقتربت الساعة وانشق القمـر * وإن يرو آيـة يعرضوا ويقولوا سحـر مستمر * وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر * ولقد جـاءهم من الأنبـاء ما فيه مزدجر *حكمة بالغة فما تغن النذر) . ( سورة القمر 1-5)
ناهيك عن معجزة بكاء جزع النخله عندمــــا تركه صلى الله عليه وسلم وصعد إلى المصعد ليخطب في الناس ولم يسكت الجزع إلا بعد أن نزل عليــه السلام من المنبر ولمسه بيده الشريفه .
إن نصوص القرآن والسنة الشريفة مليئة بمعجزات رسولنا الكريم بدءا بقصة آدم عليه السلام ومراحل تكوينه وعصيان إبليس له ثم خروجه من الجنة واستقراره في الأرض ومرورا بقصص أولى العزم من الرسل والإبتلاءات التي لحقت بهم في سبيل دعواهم لله تعالى وما صاحب ذلك من عقاب لمن اعترض على دعواهم ، وقصة أصحاب الكهف ، وموسى والخضر ، ويوسف وإخوته ، وذي القرنين وناقة صالح وغيرها من القصص التي سردها القرآن الكريم وأخبر عنها رسولنا الكريم – صلوات الله عليه وسلامه – مما يثبت أنه عليه السلام علم بها من مصدر آخر ويشير القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى : " ذلك من أنبــاء الغيب نوحيـه إليـــك ومـا كنت لديهـم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون" – ( آل عمران 44)
فكل هذه الدلائـل تضيف لنـا بعدا جديـدا تدل علـى صدق نبوئته وأحقية رسالته ، صلى الله
عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: