الإعجاز اللغوي في لفظى إمرأة وزوج في القرآن الكريم
منصور ابراهيم خضر - واشنطن
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4308
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يلاحظ قارئ القرآن الكريم الفاظا تمر عليه مر الكرام رغم تشابهها دون أن يكلف نفسه في البحث عن معانيها ، وعلى سبيل المثال فقد جاء القرآن الكريم في بعض آياته المباركة بلفظ "زوجة" وفي بعضها الآخر بلفظ "إمرأة" رغم أن المرأة هى زوجة والزوجة هى إمرأة ، لكن الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم يعلمنا بأن هناك فرقا كبيرا بينهما حيث أن لفظ الزوجة لا يطلق على المرأة إلا إذا كانت الزوجية تامه بينهما من حيث التوافق والإنسجام بدون اختلاف ديني أو نفسي او جنسى ، أما إن لم يكن التوافق والإنسجام كاملا ولم تكن الزوجية متحققة بينهما فإن القرآن الكريم يطلق عليها لفظ إمرأة وليست زوجا لهذا الإختلاف بينهما . والآيات التاليه من القرآن الكريم توضح ذلك .
قال تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليهـا وجعل بينكـم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) سورة الروم 21 . ففي هذه الآية الكريمة ذكر القرآن الكريم لفظ زوجة وذلك لتحقق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين . أما لفظ إمرأة فقد جاء في قوله تعالى : (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين) سورة التحريم 10 ونلاحظ هنا أن القرآن الكريم أطلق لفظ إمراة على زوجتى نوح ولوط عليهما السلام لأن الإنسجام والتشابه لم يتحقق بينهما حيث أن كفرهما حال دون تحقيق هذا الإنسجام .
ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين "زوج" وإمرأة" ما جرى في إخبار القرآن الكريم عن دعاء زكريا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أن يرزقه بولد يرثه حيث كانت إمرأته عاقرا لا تنجب ، وهنا أطلق القرآن الكريم عليها لفظ إمرأة لأنها لم تنجب قال تعالى : ( وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا ) سورة مريم 5 ، وحكمة اطلاق إمرأة على زوج زكريا هو أن الزوجيه لم تتحقق بصورة تامة بينهما بسبب عدم الإنجاب رغم أن امرأته كانت مؤمنة وكانا على وفاق تام من الناحية الدينية ولكن عندما زال المانع من الحمل وولدت لزكريا عليه السلام إبنه يحيى فإن القرآن الكريم اطلق عليها زوجة لأن الزوجية تحققت بينهما على أتم صوره : قال تعالى : وزكريا إذ نادي ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين * فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه ) سورة الأنبياء 89-90 فسبحان الله العظيم ما أروع قرآننا العظيم .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: