مصطفى منيغ - المغرب
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4920 mmounirh@laposte.net
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
للجليل ما هو جميل، أما الذليل وبالمكر عليل .. فلا يستحق غير العيار الثقيل .. مما يصيب المُخَيِّخُ وما تبقى يجعله بالحياة متواصل ..في أي مكان و زمان إلى أن تصطاده حماقته فترى رأسه عن جسده (بحكم جذب حبل المشنقة) متمايل .. معروف هو ، لا داعي لتسميته ، العالم كرهه ، حتى هؤلاء الذين أرادوا الإعلان عن قوتهم القادرة على خلق توازن بين الطرفين الشرقي والغربي يدركون أنه زائل .. المسألة لا تتعدى تقاربا هنا أو هناك ، فالتمتع بوضعية إستراتيجية مريحة ، بعدها لن يسعفه إلا الانتظار من أي جحر سيخرجه شعب الثوار أم من أي غار .
... كما توقعنا انتهي "الاستفتاء".. كما أحب "بشار" وشاء.. في عرس من الدماء .. زف فيه بطشه الواصل ستين قتيلا ، وما حُجِبَ بفعل فاعل كان أفضع .. مما يستحمله بشر غير "بشار" والضباع، ومع ذلك يتوسط وزير داخلية سوريا المنكوبة الشاشة الهشة ليعلن ما أضحك الدنيا عليه وعلى سيده مصطنعا هيبة الوقار.. المعروفة عند البقر المالئة بطونها بعلف مستورد خصيصا وحصريا من "موسكو" مُطَعَّمِ بالحيويات الباعثة على التجلد لمواجهة ضحكات العقلاء من منظرها الباعث للشفقة والتعامل معها برقة دقيقة بعد دقيقة إلى حين تفيق على اجترارها للذبح بغير سكين بل بحبال الشنق غير السميكة بل الرقيقة ، طلع وزير داخلية بشار يعلن أبشع خبر أن سوريا صوت 89،4 من سكانها على دستور يمنح ل"ذاك" البقاء في الحكم لغاية 2023 ميلادية ، وان الاستفتاء(كأنه يخاطبنا باستهزاء) مر "بكل حرية وديمقراطية ونزاهة".،مستدركا بدَر الملح على الجرح مذكرا"لولا بعض الإعاقات في بعض المواقع المسلحة لكانت النسب اكبر بكثير". ولقد أعجبني ما رد به " الان جبيه" وزير خارجية فرنسا على مثل الطرهات حين علق قائلا: "عندما نرى رئيس البرلمان السوري يبتسم وهو يصوت في هذا الاستفتاء، فهذا يدل على أنها مهزلة . انه أمر مشين أن يجري ذلك بينما تتساقط القنابل على حمص ومدن أخرى. فتح مراكز الاقتراع مع الاستمرار في إطلاق النار على المدنيين ليس امرأ يتمتع بمصداقية في نظر العالم ". أما " جان أسلبورن" وزير خارجية اللكسمبورغ فقد جاء رده بنفس المناسبة حيث صرح :"التلفزيون السوري يتحدث عن ديمقراطية كاملة وفي الجانب الآخر ينقل الأطفال إلى المستشفيات وتغتصب النساء ، ويقتل آلاف الأشخاص".
... المقام والمقال يضيقان عن العديد (المتنامي مع مرور الوقت) من المواقف العربية والأجنبية شرقا وغربا شمالا وجنوبا تصب كلها تنديدا ببشار وجماعته الذين ظنوا أن سوريا انتهت لجيوبهم وأن الأحرار انتهى أمرهم وأنه الوحيد وزبانيته سيمرحون داخلها قتلا وسلبا واغتصابا لغاية 2032 ، وقد غفلوا القسم الذي ردده الآلاف من الثوار على الوفاء لأرواح الشهداء الأبرار والتوكل على الحي القيوم حتى النصر المعلوم على جموع الظالمين والخروج بسوريا من العبودية والظلام إلى التحرر والنور والسلام .
مصطفى منيغ
رئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو المكتب التنفيذي لحزب الأمل
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: