أحد رموز اليسار الانتهازي بتونس يقدم خدماته لدويلات الخليج
تونسي المشاهدات: 7251
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نزل السيد عبيد البريكي مساعد عبد السلام جراد وعضو المركزية النقابية ضيفا على وزير العمل السعودي بالرياض لحضور فعاليات اجتماع خاص بالاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب. الخبر غريب ومحير ومستفز لعدة اسباب وجيهة:
1- المملكة العربية السعودية لا تعترف بالنشاط النقابي ولا تسمح بتاسيس نقابات عمالية.
2- المملكة تعرف اسوا وابشع انواع الاستغلال العمالي المعروف بنظام الكفيل وهو صورة جديدة لانظمة الرق والاستعباد يتضرر منه الخدم والعملة القادمون من دول اسياوية ذكورا واناثا.
3- المملكة تعادي كل الثورات العربية والافكار الثورية والتقدمية والحركات العمالية.
4- الرياض وبالتحالف مع الاستخبارات الامريكية والاردنية والكويتية وفرع المعلومات بلبنان كانت وراء انتشار الفكر التكفيري في العراق ولبنان وفلسطين وباكستان قصد احداث فتنة طائفية و تشتيت عمل المقاومة وارباكه. هذه الحقيقة كشف عنها فريق عمل ديك تشيني نائب رئيس امريكا السابق.
5- السعودية هي من اشد الدول شمولية ودكتاتورية وناصرت كل الانظمة العربية الفاسدة ولها سجل اسود في مجال الحريات وحقوق الانسان.
للتذكير السيد عبيد البريكي استاذ فلسفة من تيار الوطنيين الديمقراطيين وهو تيار يساري يراسه حاليا المحامي شكري بلعيد. سبق لرموز هذا التيار وفي اطار التحالف مع السلطة ومع الشعب المهنية التي تكاثرت في عهد السحباني اوائل التسعينات السيطرة على نقابات عديدة كما شغلوا في اطار التنسيق مع مصالح الاستعلامات مراكز ووظائف عديدة بمختلف الوزارات والادارات وشملت حتى محافظي الشرطة وكل ذلك تحت شعار اسئصال الاسلاميين من المشهد السياسي والطلابي والجمعياتي والاجتماعي والنقابي.
المضحك المبكي ان عبيد البريكي ورموز الوطد لا تفوتهم فرصة الا وشهروا بظلامية الحركات الاسلامية وطابعها الديني الماضوي بل كانوا يتهمون النهضة بتلقي الاموال من السعودية والخليج ناهيك عن التغني بالشعارات الثورجية الجوفاء ضد امريكا والرجعيات العربية والفكر الوهابي ونراهم اليوم مرتمين في احضان تلك الانظمة.
وفي الاخير لعل الكثير من النقابيين الشرفاء لا يعلمون ان السيد عبيد البريكي وبعض النقابيين البارزين الاخرين مفوضين من الاتحاد العام التونسي للشغل للتعاقد مع دول خليجية مثل سلطنة عمان وقطر والامارات والبحرين من اجل تاسيس نواتات عمالية لا ترتقي لشكل النقابات مقابل اجور خيالية وهم بذلك يتحولون شهريا او فصليا الى تلك الامارات والملكيات النفطية الغنية للقيام بحلقات تكوينية ودورات تدريبية لاطارات تابعة لوزارات العمل في تلك الدول.
ولعله من المخزي ان نعرف ان الذي ملا الساحة الاعلامية صراخا وشعارات بعد الثورة في تونس وهو السيد البريكي وافق على شروط سرية للتعاقد مع الانظمة الخليجية وهي شروط فاضحة لا تعطي لعمله سوى معنى واحد وهو التواطؤ الانتهازي مع انظمة شمولية من اجل مصالح نفعية ضيقة مما يبرهن يوما بعد اخر ان ازدواجية الخطاب تهمة تمس في الاساس الناس الذين اطلقوها وهم رموز اليسار الانتهازي. وفيما يلي شروط التعاقد السرية التي وافق عليها البريكي في اطار اشرافه على التكوين النقابي باربع دول عربية خليجية:
1- لا تقوم الدورات التكوينية العمالية باي حال من الاحوال بالتعرض للذات الاميرية او الملكية او السلطانية.
2- يمتنع المكونون عن نقد انظمة الحكم السائدة والمسؤولين السامين.
3- الانظمة هي التي تقوم بنفسها بتكوين نواتات عمالية والاشراف على عملها او مراقبتها وتوجيهها.
4- لا يتم تحت اي شكل من الاشكال طرح فكرة الاضراب النقابي او تدريسها للمتربصين.
5- لا يتناول النشاط العمالي اي شان سياسي داخلي.
6- جميع ممثلي العمال والموظفين يتم اختيارهم من قبل الانظمة ولا يتم تصعيدهم عبر الانتخابات.
7- يتم الاقتصار في الدورات التدريبية على بحث شؤون العمال والموظفين الخليجيين اما شان العمالة الوافدة فيعود لجهات اخرى.
8- لا يتم التعرض للدول الصديقة او تناول الشؤون الخارجية.
هذه الشروط المخزية تجعل من النواتات العمالية التي يؤسسها السيد البريكي عبارة عن كيانات ضعيفة ومخترقة لها وظيفة استخبارية وتعمل لفائدة الانظمة الحاكمة ولا علاقة لها بالشان النقابي من قريب او من بعيد.
---------
وقع تحوير العنوان الأصلي
محرر موقع بوابتي
نشرت المقالات اولا بصفحة أخبار تونسية_Infos de Tunisie
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: