منذ أن بدأت الدعوة الى ابعاد رموز النظام السابق وبقايا المخلوع عن الساحة السياسية من خلال اصدار قانون يصادق عليه المجلس التأسيسي يمنعهم من الترشح في الانتخابات المقبلة حتى اندلعت احداث متتالية ينتظمها خيط واحد مما يوحي بوجود مايسترو يحرك الامور من خلف الستار .
فقد بدأت الامور بمحاولة اقتحام مقرات الولايات وطرد الولاة في كل من زغوان وقابس وصفاقس والكاف وتطورت الاحداث نحو احداث عنف وحرائق مفتعلة في سوق المنصف باي وفي جندوبة حيث يتم استخدام تقنيات لإستثارة الشارع وخاصة القوى المتدينة (السلفيين تحديدا) عبر افتعال حوادث مدروسة وموجهة من قبيل اطلاق النار على المسجد في سيدي بوزيد وما حصل في جندوبة وهم في هذا يدركون أن الشباب السلفي يفتقر الى التنظيم الموحد الذي يضبط تصرفاتهم من جهة ولغياب ناطق رسمي موحد باسمهم يكشف الحقيقة ويفضح المندسين الذين يدفعون الى العنف والفوضى من جهة أخرى ..
إن بقايا النظام السابق تحاول قلب الطاولة على الحكومة الشرعية وبالتحالف مع بعض قوى اليسار الانتهازي وبارونات الفساد المالي ،ومسخرة في هذا نفوذها الاعلامي الواسع ( في الاعلام العمومي والخاص) ومن حضورها في الادارة العمومية التي لم يقع تطهيرها بعد .
إن المطلوب اليوم وبصورة عاجلة عودة القوى الثورية الى فعاليتها التي كانت عليها أيام الثورة من أجل حماية المسار الانتقالي من كل قوى الردة والمجموعات الانقلابية التي تحن الى زمن المخلوع وهي تعلن هذا بكل صفاقة (تصريحات فوزي اللومي على سبيل المثال) ولإن الثورات العربية تتأثر ببعضها فيبدو أن مجموعات النظام السابق تلاحظ التقدم الانتخابي الذي حققه احمد شفيق في مصر (مرشح الفلول) وتنظر اليه بعين حالمة على امل العودة الى الساحة السياسية وافتكاك مواقع السلطة التي طُردت منها ، غير أن الوقائع تقول ان الضربة التي لا تقتلك تقويك فهذا الذي يحصل هو مناسبة لإعادة التوحد ورفع شعارات الثورة من جديد وبناء قوة اسناد شعبية قوية لمناصرة الحكومة الشرعية في صراعها الحاسم ضد قوى الردة و بقايا النظام السابق
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: