السبسي وجرحى اليسار - سارح خالته – عود إلى الندائيين
تونسي المشاهدات: 7916
هل تعرفون مَثَلَ "سارح خالته"؟ إنّه مثل شعبي تقول قصته: "إنّ فتى كان يرعى أنعاما لخالته.. وقد كان الفتى يقول في نفسه: "سعدي بخالتي باش تخلّيني غنيّ" أمّا الخالة فكانت تردّد في قرارة نفسها: "سعدي بولد أختي يسرح لخالته بلاش"..
ذلك شأن بعض السياسيين في تونس مع بقايا التجمع المنحلّ.. زواج عرفيّ قديم ابتدعه المخلوع لمّا راود بعض اليسار عن أنفسهم فهرولوا رغبة ورهبة ولم يستعصموا.. وبعد أن استعملهم أهملهم.. تركهم في أوّل منعطف ومضى دونهم.. وعلِقَت به بقاياهم فواصلت وَلْغَهَا في دماء التونسيات والتونسيين إلى آخر لحظة من عمر النظام الهالك وذلك ما فعله المنديل سمير العبيدي والخرقة برهان بسيّس...
اليوم يسير خَلَفُ الخليع الباجي قائد السبسي السيرةَ نفسها في ما بقي من ورقات اليسار الباقيات.. وذلك بزواجه التعدّديّ ممّا طاب له من الوجوه اليسارية المعروفة: الطيب البكوش ومحسن مرزوق وخميس قسيلة ولزهر العكرمي..
وما ملكت أيمانُه من المزوغي وأضرابه..
ولا يرى السبسي من فرط خبرته عيبا في الجمع بين الأختين.. هؤلاء يمنعون تعدّد الزوجات في ميدان الأحوال الشخصية ويبيحونه في ميدان السياسة وكذلك يفعلون!... ·
تقول فلول المتخفّين من اليسار المتخلّين عن دكتاتورية البروليتاريا: السبسي استهلك عمره السياسي الافتراضي.. فسيعبرون به عتبات النشأة ويدَعونه لخواتيمه بعد انقضاء أيامه المعدودات.. وعندما يمضي إلى مغيبه المنتَظر سيذرفون عليه ما ادّخروا من مدامعهم الوظيفيّة وسيشيّعونه بما تبقّى لديهم من رصيد بلاغيّ ادّخروه لوقت الحاجة.. ثم يرثون أيتام التجمّع من بعده وتكون لهم ناقة الله وسقياها.. وسيقيمون للديمقراطية مهرجانا غير مسبوق ويكون منهم الأمراء والوزراء وتأتيهم الغنائم راغمة.. ذلك مبلغ قولهم في سرّهم وما أتيح من جهرهم... ·
أمّا السبسي الذي يسمع همسهم فيضحك في سرّه ويقول لخاصّته: "اللي يحسب وحدو.. لست السبسي ولا أستحقّ أن أكون وريث بورقيبة إن أنا سمحت بأن يحتال عليّ أولئك الحمقى من صبيان السياسة الذين لم يجيدوا في حياتهم غير الفشل.. إنّي أسمعهم يتهامسون ويقتسمون ما يتوقّعون من مغانمي من بعدي.. ولن يمرّوا.. سأستعملهم كما استعملهم الذين من قبلي.. ولن يفيقوا من خَدَرِهِمْ قبل أن أستردّ لبورقيبة مجدَه الذي أضاعه خلَفُه من بعده..
وسيعود الحزب الاشتراكي الدستوري أقوى ممّا كان قبل سطوة الأغبياء.." قريبا تسمعون دقّ الطبول وأصوات المزامير على إيقاعات فاجعة الفريقين.. لن تستمرّ الأقنعة ولن يدوم زواج المثيلين.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: