الاستفزاز الغربي: "الشباب الصليبي" ينظم أسبوعا عالميا علي شبكة الانترنت لسب الإسلام
د- حلمي محمد القاعود المشاهدات: 8426
كشفت الأحداث الاستفزازية في العالم الصليبي الاستعماري ضد الإسلام والمسلمين ؛ عن علاقة وثيقة بين ما يجري هناك ، وما يحدث في بلادنا العربية من تحد طائفي وقح يشعر بمساندة صليبية استعمارية واضحة ؛ جعلته يستقوي في تحديه ويجاهر بوقاحته دون أدني خجل تفرضه المواطنة أو حياء يتطلبه العيش المشترك ، كان فيلم " فتنة "الذي أذاعه المتعصب الصليبي " جيرت فيلدرز " محل استهجان من أصحاب الضمائر الحية في العالم كله علي تعدد عقائدهم ومذاهبهم وقد رأوا فيه استفزازا رخيصا لمشاعر مئات الملايين من المسلمين ، وأقروا أنه لا مسوغ للإساءة إلي دين آخر في عمل سينمائي يعبر عن الاستهانة والتحقير لشعوب مسالمة لم تسئ إلي صاحب الفيلم أو لغيره .
و يأتي هذا الفيلم في سياق استفزاز صليبي عام ضد الإسلام و المسلمين ؛ منذ حوادث الحادي عشر من سبتمبر 2001الغامضة ، وبسببها يعاقب المسلمون في مشارق الأرض و مغاربها لأنها منسوبة إلي بعض الشباب المسلمين مع أن كثيرا من الكتابات و الشهادات تعزوها إلي جهات أكبر من هؤلاء الشباب وذات صلة بأجهزة المخابرات الاستعمارية الصليبية نفسها - ولرئيس وزراء إيطاليا الأسبق( كوسيجا) شهادة مهمة في هذا السياق قد نتوقف عندها في وقت لاحق إن شاء الله .
الاستفزاز الصليبي مبرمج ممنهج ؛ ولم تكن البداية في الرسوم الدنمركية المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم وإنما سبقتها كتابات وأفلام سينمائية غربية ؛ وأيضا كان بعض العملاء والساعين إلي الشهرة في العالم الإسلامي أول من تقدم الصفو ف ( سلمان رشدي- تسليمه نسرين – ناهد متولي –عارضة أزياء صومالية نسيت اسمها وغيرهم) حيث احتفي بهم الغرب الصليبي ومنحهم جوائزه ، و أغدق عليهم اهتماما إعلاميا خاصا جعلهم في دائرة الضوء والشهرة .
بيد أن الصليبيين عبروا عن تعصبهم المقيت في كتابات منهجية خططت لإذلال العرب والمسلمين علي يد الساسة الغربيين الاستعماريين وإرغام الحكومات الإسلامية علي تغيير المناهج التعليمية مما يفر غ الإسلام من مضمونه ، و التاريخ الإسلامي من إيجابياته ، ويجعل من الجهاد دفاعا عن العقيدة والأوطان الإسلامية عملا إرهابيا قبيحا مستهجنا ، وكان برنارد لويس الذي يعد إمام المستشرقين ؛ طليعة المخططين لاستئصال الإسلام وقهر المسلمين من خلال الكتابات التي تتحدث عن التباين بين الغرب والشرق ، وصدام الأديان و الحضارات ، وهو ما أكده صموئيل هنتينتجتون و آخرون وقد أكد هؤلاء ضرورة تفكيك الكيانات العربية والإسلامية بوصفها الحل الأمثل للتنوع القومي والطائفي والعرقي ؛ وقد تم تطبيق تصوراتهم عمليا في أكثر من قطر عربي و إسلامي من خلال إثارة النزاعات العرقية والطائفية والمذهبية ( العراق والسودان مثلا) دون أن يشيروا إلي ما قامت عليه الولايات المتحدة نفسها من تنوع قومي وثقافي استوعبه نظامها الديمقراطي (انظر في هذا السياق مقالا مهما لسمير مرقس –الأهرام 3\4\2008 ).
لقد أقام الشباب الصليبي الغربي منذ فترة أسبوعا عالميا علي شبكة الانترنت لسب الإسلام واستخدام الرسومات الجنسية في معرض الكلام عن النبي - عليه الصلاة و السلام - متزامنا مع ما نشرته الصحف الدنمركية و العالمية من رسوم مسيئة سبق نشرها . يقول أحمد عاطف ( الأهرام 19\3\2008) إن أحد نوادي المحا فظين الجدد في أمريكا بدأ الترويج لفيلم تسجيلي من أفلام المحترفين يتكون من ستة أجزاء عنوانه : الإسلام وما يحتاج الغرب ليعرف ، ويباع الفيلم بسعر رخيص جداً بهدف دفع الشعب الأمريكي لكراهية الإسلام بالادعاء أنه دين عنف وتدمير وإخضاع الآخرين بالقوة ، ويستشهد الفيلم بأقوال مجموعة من المتطرفين الغربيين واليهود . وقامت المحطات التلفزيونية المتعصبة وفى مقدمتها ( فوكس ) الشهيرة بتغطية الفيلم وإذاعته .
وإذا كانت مواريث التعصب الصليبي وأطماعه في العالم الإسلامي استراتيجيا واقتصادياً وثقافياً وسياسياً ، هي التي تدفعه إلى التعبير عن تعصبه بالكتابة والصورة والرسوم ، فإن موقف خونة المهجر من النصارى المصريين ، يُثير علامات استفهام كثيرة ، وخاصة بعد إذاعة الإساءة الصليبية على مواقعهم الإليكترونية ، والهواتف المحمولة ، والصحف التي ينشرونها في الغرب وأستراليا . وقد وصل الانحطاط ببعض الخونة إلى وصف القرآن الكريم بأنه كتاب شيطاني يحض على القتل والكراهية ، ووصف النقاب بأنه دليل على فاشية القرآن الكريم !
وحسناً فعلت الكنيسة المصرية الأرثوذكسية حين استنكرت ما قامت به منظمات الخونة من نصارى المهجر من عرض فيلم " الفتنة " والرسومات الدنمركية المسيئة وصورة شيخ الأزهر . لقد قال أحد أركان الكنيسة : " نحن لا نوافق إطلاقاً على إهانة مشاعر أي إنسان خاصة المشاعر الدينية " ، ثم إنه وصف القائمين بهذا العمل بأنهم غير مسئولين ، مثلهم مثل منتجي الفيلم ، مشيراً إلى أن الغرب تبنى من قبل أفلاماً ضد المسيح والعقيدة المسيحية ، لذا لابد من عمل حوار جاد مع الغرب حتى يتفهم مثل هؤلاء الأشخاص معنى احترام مشاعر الآخرين وقيمهم الدينية .
وشدّد المسئول الكنسي في الكنيسة المصرية على أن المواقع الإليكترونية للمنظمات النصرانية ، لا تمثل سوى رأى الأشخاص القائمين عليها ، ولا يمثل رأى الكنيسة مطلقاً .
كما استنكر رئيس ما يسمى الاتحاد المصري لحقوق الإنسان ما قامت به مواقع المتعصبين النصارى على مواقعهم من نشر للفيلم المسيء والرسوم المسيئة ، وطالب بالوقوف ضد حكومة هولندا حتى تحمى الأديان والعقائد من الازدراء والإهانة .
ونحن إذ نقدر للكنيسة موقفها ، فإننا نأمل بوصفنا مواطنين نحرص على حرية الوطن وسلامته ، أن تتخذ موقفاً أكثر صرامة من هؤلاء المتعصبين ، الذين يسبون الإسلام آناء الليل وأطراف النهار، على المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية ، وبعضهم يرتدى الزى الكهنوتي ، وهي تعرفهم جيدا، وتستطيع أن تحرمهم من الإسناد الداخلي ، وترشدهم إلى اتخاذ المحبة أو التسامح طريقاً لبناء علاقة رشيدة مع الأغلبية الإسلامية الساحقة حرصاً على سلامة الوطن كله ..
إن تحدى مشاعر الأغلبية في ظل الاستقواء بالعدوّ الأجنبي ، وحملاته الوحشية الجبانة ضد الإسلام ، عمل آثم ، لا يخدم أصحابه ، ولا يحقق لهم امتيازاً ، بل يساعد على زرع الكراهية التي قد تتحول إلى عنف وكوارث لا يعلم مداها إلا الله . وإني لواثق أن القاعدة العريضة من أشقاء الوطن من غير المسلمين ، أبعد ما يكونون عن المشاعر العدوانية والتعصب الطائفي ، والتحدي الطائفي ، لولا ما يفعله الخونة في بلاد المهجر ، ومعهم متعصبو الداخل .
قاطعوا .. واستمروا
المقاطعة سلاح فعال ، ولو كره أنصار الغرب الصليبي الاستعماري، وكتاب لاظوغلي ، وقد بدأت بعض الشركات الدنمركية تسرح أعدادا من موظفيها بسبب الخسائر التي أحدثتها المقاطعة في البلاد العربية والإسلامية .. فاستمروا في المقاطعة ، والاستغناء عن كل ما يوجد له بديل عندنا ،أو لدي دول غير معادية ، وليت مشروع زراعة القمح المشترك ينجح في السودان لكي نؤمن طعامنا ورغيف الخبز .. وإلى الأمام والله المستعان.
10-04-2008
almesryoon.com
Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 793