البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

التقرير الاستخباري الإسرائيلي السنوي... قراءة تحليلية

كاتب المقال هشام منور   
 المشاهدات: 8324



ما كان التقرير الاستخباري الإسرائيلي ليحظى بكل هذه الضجة الإعلامية، لولا توقيته المعتّم على نتائج عمليات جيش ‏الاحتلال في قطاع غزة منذ فترة وجيزة، فاللعب على وتر التهديدات الإستراتيجية المحدقة بالكيان الصهيوني، وحث حلفائه ‏الغربيين على التدخل، وتخفيف الضغط عن القيادة السياسية والعسكرية بعد هزائمها المتوالية على الجبهتين الشمالية (في ‏تموز 2006) والجنوبية مؤخراً، بات ورقة مستهلكة ومناورة مكشوفة حتى بالنسبة للمقربين من الكيان الغاصب.‏

اشتمل التقرير الاستخباري السنوي، الذي قدمه إلى الحكومة (الإسرائيلية) كل من جهاز الأمن العام (الشاباك)، وجهاز ‏المخابرات الخارجية (الموساد)، وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، رؤية أجهزة الاستخبارات الصهيونية لمجمل ‏التحديات والأزمات التي تشكل خطراً إستراتيجياً على الأمن القومي لدولة الكيان الصهيوني الغاصب. ‏

واللافت في توقيت تقديم التقرير الاستخباري تزامنه مع فشل آلة الحرب الصهيونية في تدمير صمود أهل غزة ومقاومتها ‏إبان الاجتياح الإسرائيلي الأخير الذي استهدف جباليا بوجه خاص، وقطاع غزة بأكمله بوجه عام. ‏

وفي الوقت الذي تشير فيه الأنباء إلى عقد هدنة (مؤقتة) بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة والجيش الصهيوني؛ ‏تمهيداً لترتيب تهدئة شاملة لكافة الملفات الأمنية والمعيشية لسكان القطاع، وفي ظل اعتراف صهيوني رسمي بفشل العملية ‏العسكرية الأخيرة في تحقيق أهدافها المتمثلة في إيقاف إطلاق الصواريخ على المستعمرات الصهيونية القريبة من قطاع ‏غزة، وضرب المقاومة الفلسطينية، وإنهاء الخطر الإستراتيجي الفلسطيني المتمثل في سيطرة (حماس) على كامل القطاع، ‏فإن التقرير الإسرائيلي، وفي نزعة تهدئة لجمهوره المحبط من عجز آلته الحربية عن تأمين الأمن والاستقرار له، يؤكد بأن ‏احتمال "اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في 2008م ضئيل، إلا إذا تمّ المس بأماكن دينية، وخصوصاً بالمسجد الأقصى، أو ‏في حال اتسع حجم المسّ بالفلسطينيين وسقوط أعداد كبيرة من القتلى". بحسب تقديرات جهاز (الشاباك) الصهيوني. ‏

ولعل الإعلان عن ضعف احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في أعقاب العلمية العسكرية الأخيرة، إنما هي رسالة ‏موجهة إلى الناخب الإسرائيلي، تطمئنه أنه لن تكون ردود مدوية أخرى (شبيهة بعملية القدس الأخيرة)، وبهذا يرسم ‏مستقبلاً (وردياً) عن طموحات وآمال الشعب الفلسطيني، عندما يدعي أنه يريد إجراء انتخابات عامة مبكرة للرئاسة ‏الفلسطينية وللمجلس التشريعي الفلسطيني، وأن الفلسطينيين قلقون من المشاكل الاقتصادية التي يواجهونها، وأنه ما زال ‏يثق بالرئيس الفلسطيني محمود عباس. ‏

لكن نزعة (التهدئة) المصطنعة عقب الفشل العسكري الذريع الأخير، وما كشف عنه من عجز خطير في القدرة العسكرية ‏والأمنية الإسرائيلية، لم يكن ليسمح للصهاينة بالاسترخاء والدعة، في ظل تركيز التقرير على قدرة المقاومة الفلسطينية ‏المتعاظمة على قصف المستعمرات الصهيونية بالصواريخ محلية الصنع، والتي اعترف التقرير باتساع مداها إلى أكثر من ‏‏17 كيلو متر، وأن (حماس) قد "استولت على مخزون الأسلحة وأرشيف المواد الاستخبارية التابعة للسلطة الفلسطينية في ‏قطاع غزة، وتزايد نشاطها في الضفة الغربية وخصوصاً في مدينتي نابلس وقلقيلية". ‏

وفيما يتعلق العلاقة مع سورية، أشار التقرير إلى إمكانية "إبعاد" سورية عن المحور الإيراني "الراديكالي" في المنطقة، ‏على حد تعبير التقرير، لكن الثمن بالنسبة "لإسرائيل" سيكون إعادة هضبة الجولان إلى سورية و إيجاد دعم أميركي ‏لسورية. وهو ما قلل التقرير، كعادته، من إمكانية حصوله في العام الحالي على أقل تقدير، دون أن يغفل التقرير تخويف ‏جمهوره الصهيوني من القدرات العسكرية (الصاروخية بالذات) للجيش السوري. ‏

واللافت في التقرير، توسع الجهات التي يعتبرها الكيان الصهيوني "عدواً" إستراتيجياً له، فحسب تقديرات كل من ‏‏(الموساد) و(أمان)، فإنه "توجد خمس جبهات عسكرية معادية (لإسرائيل) هي: سورية ولبنان وقطاع غزة وإيران وحركة ‏الجهاد العالمي (تنظيم القاعدة)". وانسياقاً مع المحور الأمريكي الذي يقود حملة دولية لمواجهة الطموحات النووية ‏الإيرانية، فإن التهديد الإستراتيجي المركزي على (إسرائيل) يكمن في (إيران)، وذلك لسببين هما: استمرار (إيران) في ‏تطوير برنامجها النووي، والدور المركزي لها "كزعيمة محور الشر". فضلاً عن مواصلتها تطوير صواريخ طويلة ‏المدى. ‏

وعليه، فإن الصراع الدائر حالياً في الشرق الأوسط، وفق الرؤية الإستراتيجية الصهيونية، هو صراع إقليمي بين "المحور ‏الراديكالي"، بزعامة إيران و"المحور المعتدل"، محذراً من نشاط تنظيم القاعدة في دول الشمال الإفريقي، وتغلل عناصر ‏من هذا التنظيم العالمي في قطاع غزة، الأمر الذي بات من وجهة نظرهم، يبرر ضرب عناصر المقاومة وتصفيتها بحجة ‏مقاومة تنظيم القاعدة وعناصره في قطاع غزة، مما يكسب الكيان المحتل تغطية دولية و"رضا" أمريكياً عن ضلوع ‏‏(إسرائيل) في حرب الرئيس بوش على "الإرهاب" حول العالم. ‏

ما كان التقرير الاستخباري الإسرائيلي ليحظى بكل هذه الضجة الإعلامية، لولا توقيته المعتّم على نتائج عمليات جيش ‏الاحتلال في قطاع غزة منذ فترة وجيزة، فاللعب على وتر التهديدات الإستراتيجية المحدقة بالكيان الصهيوني، وحث حلفائه ‏الغربيين على التدخل، وتخفيف الضغط عن القيادة السياسية والعسكرية بعد هزائمها المتوالية على الجبهتين الشمالية (في ‏تموز 2006) والجنوبية مؤخراً، بات ورقة مستهلكة ومناورة مكشوفة حتى بالنسبة للمقربين من الكيان الغاصب.‏


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-03-2008   alasr.ws

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 793

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد بوادي، عبد الله الفقير، سعود السبعاني، أحمد الحباسي، المولدي الفرجاني، رمضان حينوني، صباح الموسوي ، تونسي، مجدى داود، صالح النعامي ، د.محمد فتحي عبد العال، د- محمد رحال، كريم السليتي، إياد محمود حسين ، ياسين أحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، المولدي اليوسفي، حاتم الصولي، د. أحمد محمد سليمان، سلوى المغربي، طارق خفاجي، ماهر عدنان قنديل، علي الكاش، يزيد بن الحسين، د - عادل رضا، محمد أحمد عزوز، سفيان عبد الكافي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سيد السباعي، محرر "بوابتي"، خالد الجاف ، محمود سلطان، محمد شمام ، عبد الغني مزوز، ضحى عبد الرحمن، فوزي مسعود ، عراق المطيري، يحيي البوليني، فتحي الزغل، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح المختار، صفاء العراقي، منجي باكير، د. صلاح عودة الله ، أنس الشابي، العادل السمعلي، عبد العزيز كحيل، إيمى الأشقر، وائل بنجدو، حسن الطرابلسي، محمود فاروق سيد شعبان، عمار غيلوفي، مراد قميزة، د - محمد بنيعيش، فتحـي قاره بيبـان، حميدة الطيلوش، رحاب اسعد بيوض التميمي، صفاء العربي، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إسراء أبو رمان، أ.د. مصطفى رجب، كريم فارق، نادية سعد، جاسم الرصيف، طلال قسومي، حسن عثمان، محمد الطرابلسي، رشيد السيد أحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عبد الآله المالكي، مصطفى منيغ، د. طارق عبد الحليم، د. أحمد بشير، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلام الشماع، د- هاني ابوالفتوح، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود طرشوبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - صالح المازقي، أحمد ملحم، الهيثم زعفان، أبو سمية، علي عبد العال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمر غازي، محمد عمر غرس الله، د. خالد الطراولي ، بيلسان قيصر، سامر أبو رمان ، أحمد النعيمي، عبد الرزاق قيراط ، محمد اسعد بيوض التميمي، الهادي المثلوثي، عبد الله زيدان، د- جابر قميحة، محمد العيادي، فهمي شراب، رافد العزاوي، د - شاكر الحوكي ، خبَّاب بن مروان الحمد، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد يحي، صلاح الحريري، فتحي العابد، رافع القارصي، د - الضاوي خوالدية، محمد علي العقربي، د- محمود علي عريقات، عواطف منصور، رضا الدبّابي، مصطفي زهران، عزيز العرباوي، الناصر الرقيق، د - مصطفى فهمي، د - المنجي الكعبي، محمد الياسين، أشرف إبراهيم حجاج،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز