البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قيمة الإنسان عندنا وعندهم

كاتب المقال ضحى عبد الرحمن - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1287


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ارسل لي أحد الأصدقاء فلما عن عائلة في استراليا فقدت ابنها الصغير قبل أيام والذي لا يتعدى العشر سنوات من العمر، وكانت العائلة تسكن في منطقة غابات، والمشكلة ان الطفل يعاني من حالة التوحد، ولا يستطيع الكلام. اتصلت العائلة بالشرطة بعد ان عجزت عن العثور عليه. استنفرت الشرطة قواتها، واستعانت بقوة من الدفاع المدني، وقوة بحث برية، وطائرات سمتية، وفتحت مقرا مؤقتا في منطقة الغابات، وبعد عملية بحت مستمرة ومشقة، تمكنت إحدى الطائرات العائدة للدفاع المدني من العثور على الطفل وهو واقف قرب بركة ماء بشرب من مياه الأمطار، وكان الطقس باردا جدا، تابع الشعب الإسترالي الموضوع من بدايته وهو يأمل بأن يتم العثور على الطفل، وكانت وسائل الإعلام الإسترالية تتابع الموضوع أول بأول، وكانت الشرطة وقوات الدفاع المدني تزويد الشعب بكافة إجراءلتها، وتؤمله بالعثور على الطفل، وعندما أزفت الشرطة خبر العثور على الطفل تلاقت دموع العائلة مع دموع الشعب الإسترالي، الذي غمرته الفرحة بعودة الطفل الى عائلته، علما ان الطفل الإسترالي من أصل لبناني.

قارنوا بين الطفل العراقي وهذا الطفل الاسترالي، اطفالنا بما يقارب (7) مليون طفل متسرب من المدارس أو أمي لا يعرف القراءة والكتابة.
مئات الآلاف من أطفالنا يقفون طوابيرا في الأسواق والإشارات الضوئية يستجدون المارة عسى ان يحصلوا على بعض المال، ومنهم من يغسل الزجاج الأمامي للسيارة بغض النظر عن رغبة السائق. او يبيع العلكة او المناديل الورقية. او تستغلهم مافيات متخصصة بالتعاون مع قوات الأمن العراقية.

مئات الآلاف من أطفالنا يفترشون الشوارع ويبيعون مواد بسيطة لمساعدة عوائلهم على شطف العيش.
مئات الألاف من أطفال العراق يعملون اعمالا قاسية لا تتناسب مع أعمارهم، ولا مع قواهم الجسمية، يستغلهم اصحاب المعامل الأهلية.

الآف الأطفال يجمعون الأوراق والبلاستيك من مكبات النفايات لبيعها وإعادة تدويرها، وقد حذرت الأمم المتحدة من مصير أطفال العراق، والحكومة طرشاء ليس لها حيص ولا بيص، بل احيانا تتهم المنظمات الدولية بأن تقاريرها تفتقر الى الدقة.

انظروا الى إهتمام الحكومة الإسترالية بالأطفال، وكيف إستنفرت كل القوات للمساعدة في العثور على الطفل، هذه هي قيمة الإنسان في دول الكفر، ولا حاجة الى مقارنتها بدول الإسلام. الأغرب منه ان العراق عضو في إتفاقية حقوق الطفل، ولا أعرف كيف قُبلت عضويته في ضوء تلك الإنتهاكات والخروقات المستمرة للأطفال؟

إن كانت الديمقراطية في العراق بهذه النتائج الكارثية، فالعودة الى الدكتاتورية أرحم بكثير، اليس من المفروض أن ندس نعالا متهالكا بفم أي مسؤول عراقي يتحدث عن الديمقراطية في العراق، او حقوق الإنسان العراقي؟

كلمة أخيرة للميليشيات الولائية، انتم تعرفون كيف تضحي الأسرة العراقية بكل شيء من أجل تربية اطفالها وتأهيلهم للمستقبل، وخدمة الوطن، وانتم بكل بساطة تغاتلون شبابهم وتطوعون أطفالهم في ميليشياتكم الإرهابية، تغتالون كل من يحب وطنه، ويبحثون عن هوية في هذا الوطن المنكوب. الا لعنة الله عليكم، اين أوصلتم العراق، وكيف فتكتم بأطفاله وشبابه، ورملت نسائهم ويتمتم الأطفال.

واقول للمرجعية الدينية أين أنتم مما يحدث للعراق وطنا وشعبا؟ صحيح أنتم أجانب، ولكنكم تعيشوا في العراق وترتزقوا من المستحمرين والجهلة، ؟ هل تقرأوا مثل هذه الأخبار عن بلاد الكفار؟ وهل أنتم من تمثلوا الإسلام ام دول الكفار؟

هل كان ابن جبير على حق عندما وصف العراقيين بقوله " دار السلام: وأما أهلها فلا تكاد تلقى منهم الا من يتصنع بالتواضع رياء، ويذهب بنفسه عجبا وكبرياء، يزدرون الغرباء، ويظهرون لمن دونهم الأنفة والإباء، ويستصغرون عمن سواهم الاحاديث والأنباء، قد تصور كل منهم في معتقده وخلده أن الوجود كله يصغر بالاضافة لبلده، فهم لا يستكرمون في معمور البسيطة مثوى غير مثواهم، كأنهم لا يعتقدون أن لله بلادا أو عبادا سواهم، يسحبون أذيالهم أشرا وبطرا، ولا يغيّرون في ذات الله منكرا، يظنون أن أسنى الفخار في سحب الإزار، ولا يعلمون أن فضله، بمقتضى الحديث المأثور، في النار، يتبايعون بينهم بالذهب قرضا، وما منهم من يحسن الله فرضا، فلا نفقة فيها الا من دينار تقرضه، وعلى يدي مخسر للميزان تعرضه، لا تكاد تظفر من خواص أهلها بالورع العفيف، ولا تقع من أهل موازينها ومكاييلها الا على من ثبت له الويل في سورة التطفيف، لا يبالون في ذلك بعيب، كأنهم من بقايا مدين قوم النبي شعيب. فالغريب فيهم معدوم الإرفاق، متضاعف الإنفاق، لا يجد من اهلها الا من يعامله بنفاق، أو يهش اليه هشاشة انتفاع واسترفاق، كأنهم من التزام هذه الخلة القبيحة على شرط اصطلاح بينهم واتفاق، فسوء معاشرة أبنائها يغلب على طبع هوائها ومائها". اترك الأمر لكم!

-------------
ضحى عبد الرحمن
العراق المحتل


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حقوق الإنسان، الحياة، الموت، التعذيب، البشر،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-09-2021  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  مباحث في اللغة والأدب/ 97 الذباب في التراث العربي
  مباحث في اللغة والأدب/ 96 الذباب في التراث العربي
  مباحث في اللغة والادب/ 95 من تأريخ التمور في العراق
  مباحث في اللغة والادب/ 94 النخيل والتمور في الشعر العربي
  مباحث في اللغة والادب/ 93 أنواع النخيل والتمر
  مباحث في اللغة والادب/ 92 صفات وكنى النخيل والتمور
  مباحث في اللغة والادب/ 91 امثال عن النخيل والتمور
  مباحث في اللغة والأدب / 90 حكايات وطرف عن النخيل والتمور
  مباحث في اللغة والادب/ 89 حلوى التمور ومخرجاتها
  مباحث في اللغة والادب/ 88 النخيل والتمر في الأحلام/3
  مباحث في اللغة والادب/ 87 النخيل والتمر في التراث العربي/2
  مباحث في اللغة والادب/ 86 النخيل والتمر في التراث العربي/1
  مباحث في اللغة والادب/ 84 نصائح من كبار الحكماء الى سياسي العراق
  مباحث في اللغة والادب/ 83 الكرد في التراث العربي
  مباحث في اللغة والادب/ 82 حكايات وطرف عن الجمال
  مباحث في اللغة والادب/ 81 جمال المرأة في الشعر
  مباحث في اللغة والادب/ 80 صفات النساء
  مباحث في اللغة والادب/ 79 صفات النساء وما يكره وما يستحب من خلقهن
  مباحث في اللغة والادب/ 78 وسامة الرجل في التراث
  جميلات العرب
  مباحث في الأدب واللغة/ 76 مقاييس الجمال
  مباحث في الأدب واللغة/ 75 مقاييس الجمال
  مباحث في الأدب واللغة/74 الجمال في التراث العربي
  مباحث في اللغة والأدب/ 73 الجمال عند العرب
  مباحث في اللغة والأدب/ 72 القبيحة والجميلة من النساء في التراث
  مباحث في اللغة والأدب/71 الهرج والغوغاء
  مباحث في اللغة والأدب/70 الهمج والرعاع في التراث
  مباحث في اللغة والأدب/69 الغوغاء في التراث
  مباحث في اللغة والأدب/68 الغوغاء في التراث
  مباحث في اللغة والأدب/67 الطعام والمطبخ العربي

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
تونسي، سلام الشماع، د- محمد رحال، أحمد بوادي، صفاء العربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفي زهران، عبد الله زيدان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أ.د. مصطفى رجب، أنس الشابي، د. عبد الآله المالكي، علي الكاش، إياد محمود حسين ، الهادي المثلوثي، د - عادل رضا، المولدي اليوسفي، محمد الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، العادل السمعلي، محمد يحي، د. أحمد بشير، د - مصطفى فهمي، د- هاني ابوالفتوح، صباح الموسوي ، الهيثم زعفان، عمر غازي، سيد السباعي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد اسعد بيوض التميمي، حسن الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد علي العقربي، عراق المطيري، سلوى المغربي، د - الضاوي خوالدية، كريم السليتي، أشرف إبراهيم حجاج، مراد قميزة، حسني إبراهيم عبد العظيم، حسن عثمان، محمد أحمد عزوز، عواطف منصور، كريم فارق، فتحي العابد، د - صالح المازقي، رضا الدبّابي، أحمد ملحم، صلاح الحريري، رافد العزاوي، رشيد السيد أحمد، علي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامر أبو رمان ، وائل بنجدو، أحمد الحباسي، إسراء أبو رمان، عزيز العرباوي، بيلسان قيصر، إيمى الأشقر، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد النعيمي، صلاح المختار، د.محمد فتحي عبد العال، محمد العيادي، طارق خفاجي، د- جابر قميحة، المولدي الفرجاني، أبو سمية، عبد الله الفقير، عبد الرزاق قيراط ، مجدى داود، محمد الياسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد العزيز كحيل، حاتم الصولي، سعود السبعاني، مصطفى منيغ، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، الناصر الرقيق، فوزي مسعود ، نادية سعد، فهمي شراب، صالح النعامي ، طلال قسومي، د. أحمد محمد سليمان، محمود طرشوبي، جاسم الرصيف، صفاء العراقي، د - شاكر الحوكي ، فتحـي قاره بيبـان، رمضان حينوني، خالد الجاف ، د. صلاح عودة الله ، د - محمد بنيعيش، يزيد بن الحسين، رافع القارصي، محمد شمام ، ماهر عدنان قنديل، ياسين أحمد، خبَّاب بن مروان الحمد، د. طارق عبد الحليم، محمود سلطان، يحيي البوليني، د. خالد الطراولي ، حميدة الطيلوش، محرر "بوابتي"، د - المنجي الكعبي، عبد الغني مزوز، عمار غيلوفي، منجي باكير، فتحي الزغل، محمد عمر غرس الله، د- محمود علي عريقات،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة