البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

‏"وباء" الدعوة للمسيحية يجتاح البلدان العربية‏

كاتب المقال هبة عسكر - شبكة المحيط   
 المشاهدات: 12926


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


انتشرت حملات التنصير في العالم العربي بصورة لا يمكن إنكارها، إذ استطاع المنصرون اختراقَ الكثير من الدول تحت ‏ستار المؤسسات الخيرية، والخبرة الأجنبية، وإنشاء المدارس والمستشفيات ، مستغلين الظروف القاسية التي يعيشها الكثير ‏من السكان والفقر القاتل .‏

مصر



ففي مصر ، اتهم الدكتور زغلول النجار رئيس لجنة الإعجاز العلمي بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بالمجلس ‏الأعلى للشئون الإسلامية الكنيسة المرقصية بالوقوف وراء عمليات التنصير التي تتم الآن في مصر، الأمر الذي رفضته ‏الكنيسة, متهمةًً النجار بإثارة الفتنة الطائفية .‏

ونقلت جريدة "صوت الأمة" المصرية عن النجار, قوله:" أنا أعلم أن هناك عمليات تنصير تقوم بها الكنيسة المصرية ‏ومعروف أماكنها وقد حضر إلى منزلي عشرات البنات والأولاد تنصروا.. وأنا أعلم من يقوم بالتنصير وعلى رأسهم ‏مكاري يونان بالكنيسة المرقصية فهو شخص لا هم له سوى تنصير أبناء المسلمين" .‏

‏ وأشار إلى أن الكثير من الأجانب المقيمين في منطقة المعادي جنوب القاهرة يعملون في مجال الاستيراد ويقومون ‏بالتنصير وينفقون الملايين على ذلك ولولا أن من وقعوا ضحية للتنصير استأمنوني على الأسرار لأعلنت أسماء سواء من ‏المتنصرين أو الشركات التي تعمل في التنصير .‏

واتهم النجار القمص مرقص عزيز الذي ينفى وجود عمليات تبشير بالكذب, قائلاً:" هو كاذب وأنا أستطيع أن أواجهه، هل ‏ينكر أن هناك تنصير في الكيلو 10 في طريق السويس استغلالا لأن الناس هناك فقراء، وكذلك في إسطبل عنتر حيث ‏يتسترون وراء مكاتب أجنبية، واتهم النجار القمص عزيز بأنه بنى خلف مزارع دينا على أرض منهوبة من الدولة 10 ‏فيلات يهرب إليها الشباب المتنصر، وقد جاء لي ناس منهم والدولة تعلم ذلك ولا أحد يقول له انت بتعمل إيه" .‏

وأضاف "لابد أن يعترف النصارى ان الكنيسة لها عمل منظم لتنصير أبناء وبنات المسلمين وهذا اعتداء لا يجوز على ‏الإسلام. وقد جاءني خطاب من واحدة خدعوها وزوجوها لشخص فى استراليا وبعد ان أنجبت منه طفلين رماها فى ‏الشارع، استنجدت بى وقد ارسلت الخطاب لمباحث أمن الدولة، وقلت لهم حاولوا أن تنقذوها.. نحن ليس لدينا نفس العمل, ‏عندما يأتيني شخص مسيحى يريد أن يدخل فى الإسلام أناقشه فأنا لم أذهب لأحد، هو الذي يأتي بنفسه وهناك ناس تدخل ‏الإسلام بأعداد كبيرة جدا ولكن ليس بجهد منا" .‏

الأردن



‏ وفي الأردن ، ازداد الجدل في الأردن حول "فرق التبشير", بعد صدور تحذير من مجلس رؤساء الكنائس عن وجود ‏حوالي 40 فريق، يعمل حاليا في المملكة تحت غطاء "الجمعيات الخيرية"، وتأكيدات رسمية عن إبعاد عدد منهم في بلد ‏يعتبر تجريح الإسلام أو الارتداد عنه جريمة لا تغتفر .‏

وبدأ الجدل بعد قيام وكالة "كومباس دايركت نيوز" المسيحية الأمريكية بنشر تقرير في نهاية يناير الماضي، تحدثت فيه عن ‏تزايد الضغوطات من قبل السلطات الأردنية على المسيحيين الأجانب العاملين في المملكة. ‏

واتهم التقرير الأردن بـ"إبعاد او رفض تجديد أقامات ما لا يقل عن 27 فردا وعائلة مسيحية خلال العام 2007, عمل عدد ‏منهم مع كنائس محلية او درسوا في حلقات نقاش مسيحية" ، وبين هؤلاء مسيحيون من الولايات المتحدة واوروبا والسودان ‏ومصر وكوريا الجنوبية والعراق . ‏

ويشكل المسيحيون نسبة 4 % من مجموع سكان الأردن البالغ نحو 6 ملايين نسمة. كما يشغل المسيحيون واغلبهم من ‏الكاثوليك والأرثوذكس 10 مقاعد في مجلس النواب الأردني (البرلمان) المكون من 110 مقاعد . ‏

وكان وزير الدولة الأردني لشئون الإعلام، وزير الخارجية بالوكالة ناصر جودة أكد قيام حكومته بأبعاد عدد من الأجانب ‏قدموا إلى المملكة تحت ذريعة القيام "بأعمال خيرية" لكنه تبين أنهم يقومون "بأعمال تبشيرية" . ‏

‏وأوضح جودة إن "الحكومة تتابع منذ فترة هذه النشاطات غير القانونية والأشخاص القائمين عليها" .‏

ووفق ما نشرته وسائل الإعلام ، فقد استنكر مجلس النواب الأردني (البرلمان) ما جاء في التقرير الامريكي عن تراجع ‏التسامح الديني في المملكة, مؤكدا انه "تضمن مغالطات تشوه الحقائق وتسيء الى العلاقات الاسلامية المسيحية بين ‏الاردنيين". واعتبر المجلس في بيان ما جاء في التقرير "مرفوض جملة وتفصيلا" . ‏

واوضح ان "الدستور كفل لكل الاردنيين حقوقهم ان كان عرقهم او لغتهم او دينهم والمسيحيون في المملكة جزء لا يتجزأ ‏من الجسد الاردني" .‏

‏ واكد ان المسيحيين يشغلون "وظائف عليا وهم في البرلمان وفي مجلس الاعيان وفي كل تشكيل وزاري وهم في الجيش ‏والاجهزة الامنية ابناء وطن وحماته ويعيشون الى جانب إخوانهم المسلمين اخوة متحابين متعاونين في السراء والضراء" .‏

وندد المجلس بـ "الفئات التي راحت تقوم بأعمال تبشيرية بأساليب رخيصة تثير نعرات دينية وقد استمالت عددا محدودا من ‏المواطنين بفعل الإغراءات", مشيرا إلى أنهم "يعملون على زرع بذور الشقاق والخلاف بين الناس وزعزعة الأمن" .‏

وقال النائب المسيحي السابق في مجلس النواب الأردني عودة قواس إن "هذه قصة قديمة جديدة" .‏

‏ وأضاف قواس هناك عدة مجموعات من الفرق التبشيرية المقيمة في الاردن بشكل غير قانوني وهي ليست بكنائس وليس ‏لها رجعيات دينية" .‏

ويقول قواس، وهو مسيحي أرثوذوكسي ليبرالي:"المشكلة في الموضوع ان هذه الفرق تخلق حساسية ومشكلة بين ‏المسيحيين انفسهم وبين المسيحيين والمسلمين". ورأى أن "إجراءات الحكومة ورؤساء كنائس الأردن جاءت متأخرة بعض ‏الشيء", مشيرا إلى انه كان يدعو منذ سنين إلى إغلاق هذه الدكاكين المسيحية التي ليس لها إي علاقة بالدين المسيحي أو ‏بالتسامح" . ‏

وأكد أن "هدف هذه الفرق هو اقتناص رعايا كنائس اخرى الذي يكون ايمانهم المسيحي غير صحيح وبنفس الوقت تنصير ‏من يستطيعون ان يتحايلوا عليه من اخوانا المسلمين". وقال ساخرا "نحن في الاردن وفلسطين مهد السلام والمسيحية ولا ‏نريد اي احد ان يبشر فينا, نحن من يبشر بالناس", مرجحا "وجود اجندات خفية لهذه المجموعات الاقرب الى المسيحية ‏المتصهينة" .‏

الجزائر



وفي الجزائر ، دعا الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجهات التي تملك القوانين والتشريعات إلى ‏التصدي لحملة التنصير التي تقودها الكنيسة البروتستانتية .‏

وقال الشيخ عبد الرحمن إن الكنيسة البروتستانتية انتقلت إلى مرحلة الاعتداء على الجزائريين، بينما أفاد تقرير رفع إلى ‏جمعية العلماء المسلمين بأن الكنيسة تمنح خمسة آلاف أورو لكل من يدخل جزائريا في المسيحية" .‏

‏ وذكر رئيس جمعية العلماء المسلمين خلال اتصال هاتفي مع جريدة " الخبر" الجزائرية أن الجمعية ترى أن السلطات تقع ‏عليها مسئولية مواجهة نشاط الكنيسة البروتستانتية التي تعبث في منطقة القبائل، مشيرا إلى مغريات وأموال تعرض على ‏سكان ولاية بجاية من أجل اعتناق الديانة المسيحية .‏

وأوضح الشيخ عبد الرحمن أن الجمعية لاحظت استفحالا خطيرا لنشاط الكنيسة البروتستانتية في المدة الأخيرة، داعيا إلى ‏تطبيق قانون ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين بما يجنب المساس بعقيدة الجزائريين ودون أن يحرم أي شخص من أي ‏ديانة كان أن يمارس نشاطه الديني .‏

وأضاف رئيس جمعية العلماء المسلمين قائلا : نحن لا نعطي دروسا للسلطات أو لأي طرف آخر نعتقد أنه يملك سلطة ‏القانون، لكننا نقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده وإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه" .‏

‏ وتابع الشيخ عبد الرحمن الحديث قائلا :" وأما نحن فنسعى إلى الاحتجاج على هذا الوضع باللسان وقد عبّرنا عن ذلك في ‏الوقت المناسب يقصد رسالة الاستياء التي بلغها وفد من الجمعية إلى مسئولي الكنيسة البروتستانتية في تيزي وزو مطلع ‏ديسمبر الماضي" .‏

وقد أجرى وفد من الجمعية معاينة دقيقة عن نشاط الكنيسة البروتستانتية في منطقة القبائل ورفع إلى قيادتها تقريرا جاء فيه ‏أن مسئوليها يتعهدون بمنح خمسة آلاف أورو لكل عضو منها ينجح في إقناع شخص بإعتناق المسيحية .‏

وورد في تقرير جمعية العلماء المسلمين أنه تم عرض تسهيلات على طلبة جامعات تتيح لهم الدراسة في الخارج ، مشيرا ‏إلى الدعاية لبرنامج في كنيسة تافات يقوم على العقيدة البروتستانتية التي تعتبر دولة إسرائيل واجبة القيام والحماية .‏

موريتانيا



‏ وفي موريتانيا ، تشير التقارير المنشورة إلى نشاط المنظمات التنصيرية وأنها تجد تجاوباً كبيراً من المجتمع بسبب عوامل ‏الفقر والجهل والمرض، فقد بلغت هذه المنظمات العاملة في هذا الميدان ذات الأهداف التنصيريّة أكثر من مائة منظمة ‏تنصيريّة غربيّة تجد لها امتداداً واسعاً في إطار إحصاء للجمعيات الأهلية العاملة أما الجمعيات غير الحكومية فهي (319) ‏جمعية تعمل في هذا المجال ، إضافة إلى مئات التعاونيات النسوية التي تجد فيها النافذة على المجتمع، تدعم منظمة ‏‏"كاريتاس" وحدها فقط مائة تعاونية تعمل في قطاعات الزراعة والتحويلات الغذائية، وكذا الأعمال التجارية والحرفية. ‏

‏ كما تشرف ذات المنظمة على حوالي (60) فصلاً تضم أكثر من (2000) دارس لبرامج محو الأمية بل محو الهوية ‏مدعومة ببرامج صحية تستفيد منها أكثر من (150000) امرأة في (36) وحدة صحية، وحسب بعض المراقبين.. فإن ‏ميزانية كاريتاس تزيد عن (300) مليون أوقية موريتانية.‏

ولعل الغريب في الأمر أن هذه المنظمات التنصيرية تقوم ببناء المساجد بل وتدريس القرآن من خلال دفع رواتب لمدرسيه ‏إمعاناً في تجسير العلاقة مع المجتمع تمهيداً لبلبلة القيم والثوابت كمقدمة أولى للاختراق التنصيري وذلك لإحكام السيطرة ‏ودفع الريبة عن نفسها في مجتمع إسلامي شديد التمسك بدينه كالمجتمع الموريتاني."‏

تونس



وذكر تقرير إخباري أن تونس تشهد إقبالا واسعا على "حملات تبشير" تجري حاليا في البلاد التي يعتنق 99% من ‏مواطنيها الإسلام.‏

وقالت مجلة "حقائق" التونسية إن تونسيين، خاصة من الشباب وطلاب الجامعات، يقبلون على التحول للمسيحية والقيام ‏بـ"حملات تبشير في محيطهم" مضيفة أن مجموعة منهم أسست موقعا على شبكة الإنترنت لهذا الغرض أطلقت عليه اسم ‏‏"البشارة".‏

ويتضمن الموقع شهادات لمن يقول إنهم تونسيون "اعتنقوا المسيحية" من بينهم فتاة تدعى حنان وتقول: "أنا من تونس ‏العاصمة، قبلت المسيح في يونيو/حزيران 1999 أنا انتمي لكنيسة محلية ناطقة باللهجة التونسية. ‏
المسيح هو كل شيء في حياتي ولا أقدر أن أتصور حياتي من دونه".‏

وكتب على الصفحة الأولى من الموقع إن "الفصل 5 من دستور الجمهورية التونسية يضمن حرمة الفرد وحرية المعتقد ‏ويحمي حرية القيام بالشعائر الدينية ما لم تخل بالأمن العام".‏

والسلطات التونسية تنفي بشدة أن يكون هناك من التونسيين من تنصر، وتشير إلى أن عدد المسيحيين في تونس يناهز 20 ‏ألفاً كلهم أجانب، فيما تشير وزارة الشؤون الدينية التونسية إلى أن عدد الكنائس المنتشرة في تونس يصل إلى 11 كنيسة.‏

المغرب



‏ وفي المغرب ، اتجهت المنظمات التنصيرية إلى أسلوب جديد يتمثل في استغلال أشهر الأغاني المغربية الشعبية التي تغلب ‏عليها المسحة الصوفية، وتسمي بـ"الصينية" وتحويلها إلى أغنية تنصيرية تدعو للتحول إلى المسيحية، وانتشرت على ‏مواقع تنصيرية على شبكة الإنترنت، ولتصبح باكورة أغان مغربية يتم تحوير كلماتها لتصبح ذات مضمون تنصيري. ‏

‏ رأى المنصرون أن الفن الشعبي الذي يحتفظ بقيمة كبيرة لدى الشعب المغربي وما يزال المراهقون والشباب متشبثين به، ‏هو الأسلوب الأمثل للاقتراب من فئات واسعة من المواطنين.وتعتمد الجهات التنصيرية التي تتوجه لفئة الشباب والمراهقين ‏بوجه عام على الموسيقى والأغاني لتقريب تعاليم المسيحية من أذهانهم.‏

‏ وظهر فريق "ناس الغيوان" في بداية السبعينيات من القرن الماضي، واشتهرت أغانيه -ومنها أغنية "الصينية"- بخطه ‏الملتزم المدافع عن المواطن البسيط الفقير، والمناهض للطبقية والقمع والفساد السياسي. وكانت أغنية "الصينية" نقطة ‏عبوره إلى الشهرة.‏

ويلاحظ أن تلك الأغاني التنصيرية تركز على الجانب الوجداني في الارتباط الديني، ولا تحاول البتة الاقتراب من الجانب ‏المسيحي اللاهوتي المعقد، من منطلق أن تمرير بعض التعاليم والمبادئ والقيم عبر قرصنة أغاني شعبية شهيرة، يصبح ‏سهلا إذا اعتمد على الحس العاطفي وهذا موجود بقوة في الأغاني الشعبية التي يتم تحريفها.وتتحدث تقارير إعلامية عربية ‏وغربية من وقت لآخر عن تزايد ظاهرة التنصير .‏


أرقام ذات دلالة



كانت صحيفة "لوموند" الفرنسية قد نشرت تقريرا كاملا عن الظاهرة قبل أكثر من عام، قدر حينها عدد الذين تحولوا ‏للمسيحية في تونس بحوالي 500 فرد ينتمون إلى 3 كنائس.‏

جاء في التقرير أن ما بين 4000 - 6000 قد تحولوا للمسيحية في منطقة القبائل الجزائرية عام 1992، وهو ما يعني أن ‏عددهم الآن يقدر بعشرات الآلاف.‏

وتشير تقارير أخرى إلى أن عدد المنصرين الأوروبيين بالمغرب يقدر بـ800، وأن قرابة ألف مغربي قد ارتدوا عن ‏الإسلام عام 2004، بحسب إحصائيات غير رسمية.‏

‏ ‏

ستار الخدمات



‏ ويؤكد الخبراء أن هذه المنظمات تنشط متدثرة بلافتات وشعارات إنسانية مختلفة وتتدخل في مجالات حيوية كالصحة ‏والتربية والبيئة والسكان والوسط الريفي والأمن الغذائي والاتصال - دعم وسائل الإعلام- ونقل المزارعين - والتدخل في ‏حالات الطوارئ التدخل في حالة الكوارث إضافة إلى عشرات المجالات الأخرى وعشرات المنتظمات ذات الصبغة ‏الإنسانية الحكومية أو المنظمات التي تعمل من خلال واجهات أخرى محلية .‏

واشاروا الي ان هذه الفرق تمكنت من استمالة بعض المواطنين نتيجة للخدمات والإغراءات التي قدمتها وما تزال تقدمها .‏

‏ وقد اتهم كذلك الخبراء في جميع الدول العربية دولاً خارجية بتقديم دعم مالي وسياسي لهذه الفرق، لتفرض ذاتها بكل ‏الوسائل على المجتمع العربي

‏ فقد ذكرت صحيفة "المصريون" المصرية أن الشاب المتنصر المصري محمد حجازي إعترف بأن ارتداده عن الإسلام ‏واعتناقه المسيحية جاء تحت تأثير ضغوط مالية واجهها بعد انتقاله من مسقط رأسه بمحافظة بورسعيد إلى الإقامة بالقاهرة ‏مع زوجته زينب التي غيرت اسمها إلى كريستين .‏


البابا يدعو لتنصير المسلمين


‏ ‏
كان الفاتيكان قد نشر في شهر ديسمبر الماضي وثيقة أطلق عليها "حق الكنيسة الكاثوليكية في نشر رسالتها التبشيرية" بين ‏غير المسيحيين وأصحاب المذاهب المسيحية الأخرى، ودعا لبذل الجهد في سبيلها حتى الموت. وذكرت وثيقة حول بعض ‏طرق التنصير أطلقها الفاتيكان أن: "التبشير بالإنجيل حق وواجب وتعبير عن حرية الأديان".‏

واعتبر الفاتيكان أن الوثيقة والتي أثارت عاصفة من الانتقادات الإسلامية، "ضرورية لكي تواجه الأفكار التي تحاول إقناع ‏الآخرين بأن اعتناق المسيحية أو الكاثوليكية يقلل من حريتهم". وقالت الوثيقة الموقعة من البابا بيندكت السادس عشر: ‏‏"هناك حالة من الارتباك المتزايدة التي دعت الكثيرين للتخلي عن العمل التبشيري".‏

وكتبت الوثيقة من قبل مجلس الفاتيكان للمبادئ الدينية الذي يترأسه البابا بنديكت السادس عشر منذ توليه كرسي البابوية في ‏عام 2005. وتدعو الوثيقة أيضًا المسيحيين غير الكاثوليك إلى تحويل مذهبهم إلى الكاثوليكية قالت: إن "عالم الإنجيل" ‏يحتاج لتجنب الضغط في نشر رسالته.‏

وبررت الوثيقة ذلك كما جاء في نصها: "هذا من أجل أن تقود ذكاء وحرية شخص ما بأمانة؛ ليتوافق مع المسيح وإنجيله ‏الذي لا يُعَدّ انتهاكًا، بل خدمة ونشاطًا شرعيًّا". وأضافت: "إن التحاق أعضاء جدد بالكنيسة ليس امتدادًا لسلطة طائفة، بل ‏يُعَدّ دخولاً في صداقة مع المسيح الذي يصل السماء بالأرض والقارات والعصور المختلفة. إنه دخول في اتحاد مع ‏المسيح".‏

وذكّر الفاتيكان في وثيقته المسيحيين بأن "المسيحية دائمًا متداخلة مع تنصير غير المسيحيين حتى لو كان الثمن هو ‏الشهادة" على حد تعبيره. ودائمًا ما يستهدف المنصرون المناطق المسلمة المضطربة أو المعرضة للكوارث، مثل العراق ‏ودارفور السودانية وإقليم أتشيه بإندونيسيا. ‏

كان بابا الفاتيكان "بنديكت السادس عشر" حذر في خطاب سابق له الاوربيين من انحسار الهوية المسيحية لاوروبا في ظل ‏انخفاض معدل المواليد، وزيادة عدد المهاجرين المسلمين. وطالب بندكت في خطاب القاءه في قداس اقيم بالعاصمة ‏النمساوية بضرورة تاكيد الهوية المسيحية لاوروبا في العصر الحديث خاصة وأنها تعاني من هجر الطقوس الكنسية وقلة ‏المواليد وثقافة تجاوزت السيطرة.‏

وقال البابا مخاطبا الاوروبيين :" إن مستقبل أوروبا المسيحية كئيب وينذر بالخطر خاصة إذا لم تنجبوا الأولاد وتقيموا ‏شريعة الرب"، مضيفا أن هذا هو سبيل أوروبا إذا أرادت أن تكون حضارتها في مستوى تحديات الألفية الثالثة.‏

يذكر أن أنشطة التنصير قد أثارت غضب المسلمين في أنحاء عديدة من العالم، خاصة بعد صدور دعوات رسمية بها. ففي ‏أكتوبر/ تشرين الأول الماضي دعا جودون شويل روجرز الأمين العام للتحالف الإنجيلي إلى تنصير المسلمين في أوروبا، ‏معتبرًا أن هجرة المسلمين إلى القارة "فرصة تنصيرية".‏

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، وزع التحالف الإنجيلي الذي يتخذ من ألمانيا مقرًّا له إمساكية لشهر رمضان مدون عليها تعاليم ‏مسيحية تهدف إلى التنصير. وكان السكرتير الخاص للبابا بيندكت قد حذر في يوليو/ تموز الماضي مما أسماه بـ"أوروبا ‏المتأسلمة"، ودعا إلى حماية أصول أوروبا المسيحية.‏


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-03-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  27-07-2010 / 08:19:53   ايهاب ناشد
المحبة كل شىء

انا بقول كل واحد وحسب تمسكة المسيحية تدعى للحب والاسلام يدعى للقتل فرق كبير وبعدين انا عملرى ما سمعت عن تبشير المسلمين فى اى مكان اصل هما هيقولو اية قاتلو النصارى واليهود وشكررررا

  18-03-2008 / 06:45:55   وسيم


قرأت في كتاب للشيخ علي بن إبراهيم الحمد النملةبعنوان " التنصير ، مفهومه وأهدافه ووسائله وسبل مواجهته"
و إخترت بعض النقاط أسأل الله أن أكون قد إهتديت و أفدت

أهداف التنصير والمنصرين
تمهيد :
من خلال عرض مجموعة من المفهومات المتغيّرة للتنصير يمكن الخروج بمجموعة من الأهداف التي يسعى المنصورون إلى تحقيقها بوسائل شتَّى سيأتي الحديث عنها . وتتراوح الأهداف فيما يتعلق بالوصول إليها زمانا إلى أهداف قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى غير ملموسة النتائج بوضوح . ويظهر أن من أهم الأهداف التي يسعى المنصرون إلى وتحقيقها ، في مواجهة الإسلام خاصة ، وفي نشر التنصير بعامة هي كالآتي :أهم الأهداف :
1
- الحيلولة دون دخول النصارى في الإسلام ، وهذا الهدف موجه الجهود في المجتمعات التي يغلب عليها النصارى . ويعبّر عنه بعض المنصرين بحماية النصارى من الإسلام .

2 - الحيلولة دون دخول الأمم الأخرى - غير النصرانية - في الإسلام والوقوف أمام انتشار الإسلام بإحلال النصرانية مكانه ، أو بالإبقاء على العقائد المحلية المتوارثة .
3
- إخراج المسلمين من الإسلام ، أو إخراج جزء من المسلمين من الإسلام . وهذا من الأهداف طويلة المدى ، لأن النتائج فيه لا تتناسب مع الجهود المبذولة له من أموال وإمكانات بشرية ومادية . ذلك لأنه يسعى إلى هدم الإسلام في قلوب المسلمين ، وقطع صلتهم بالله تعالى ، وجعلهم مسخًا " لا تعرف عوامل الحياة القوية التي لا تقوم إلا على العقيدة القويمة والأخلاق الفاضلة " . (1)
_________
(1) أحمد عبد الوهاب . حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر . - القاهرة : مكتبة وهبة ، 1401 هـ - 1981م . ص162 .
- بذر الاضطراب والشك في المثل والمبادئ الإسلامية ، لمن أصروا على التمسك بالإسلام ، ولم يُجْدِ فيهم الهدف الثالث سالف الذكر . وقد تكرر هذا الهدف في محاولات المنصر المعروف السموءل ( صاموئيل ) زويمر (1) الذي خاص تجربة التنصير في البلاد العربية بعامة وركز على منطقة الخليج العربية بخاصة . وقد أرسل إلى لو شاتليه (2) رسالة في 7 / 8 / 1329 هـ - 2 / 8 / 1911 م قال فيها : " إن لنتيجية إرساليات التبشير في البلاد الإسلامية مزيتين : مزية تشييد ومزية هدم ، أو بالحري مزيتي تحليل وتركيب . والأمر الذي لا مرية فيه هو أن حظ المبشرين من التغيير - الذي أخذ يدخل على عقائد الإسلام ومبادئه الخلقية في البلاد العثمانية والقطر المصري وجهات أخرى - هو أكثر بكثير من حظ الحضارة الغربية منه ، ولا ينبغي لنا أن نعتمد على إحصائيات التعميد في معرفة عدد الذين تنصروا رسميا من المسلمين ، لأننا هنا واقفون على مجرى الأمور ومتحققون من وجود مئات من الناس انتزعوا الدين الإسلامي من قلوبهم واعتنقوا النصرانية من طرف خفي " .
_________
(1) السموءل أو صاموئيل شاتليهلو زويمر من أقطاب التنصير في البلاد العربية ولد سنة 1867، وتوفي سنة 1952م ويعد رئيس المستشرقين في الشرق الأوسط تولى تحرير مجلة العالم الإسلامي التي أنشأها مع ماكدونالد ، وله أثار في العلاقات بين الإسلام والنصرانية . انظر : نجيب العقيقي المستشرقون - مرجع سابق - 3 / 138 حيث عده العقيقي من المستشرقين الأمريكيين .
(2) أ . لو شاتليه أستاذ المسائل الاجتماعية الإسلامية في فرنسا وأحد المنصرين المستشرقين الفرنسيين في هذا القرن الميلادي . رأس تحرير مجلة العالم الإسلامي الفرنسية . انظر ترجمته في : الغارة على العالم الإسلامي . - مرجع سابق . - ص 5 .
ويعقب شاتليه على رسالة زويمر بقوله : " ولا شك أن إرساليات التبشير من بروتستانتية وكاثوليكية تعجز عن أن تزحزح العقيدة الإسلامية من نفوس منتحليها، ولا يتم لها ذلك إلا ببث الأفكار التي تتسرب مع اللغات الأوروبية ، فبنشرها اللغات الإنجليزية والألمانية والهولندية والفرنسية يتحكك الإسلام بصحف أوروبا وتتمهد السبل لتقدم إسلامي مادي، وتقضي إرساليات التبشير لبانتها من هدم الفكرة الدينية الإسلامية التي تحفظ كيانها وقوتها إلا بعزلتها وانفرادها (1)
5
- الإيحاء بأن المبادئ والمثل والتعاليم النصرانية أفضل من أي مثل ومبادئ أخرى ، لتحل هذه المثل والمبادئ النصرانية محل المبادئ والمثل الإسلامية .

6 - الإيحاء بأن تقدم الغربيين الذي وصلوا إليه إنما جاء بفضل تمسكهم بالنصرانية ، بينما يُعزى تأخر العالم الإسلامي إلى تمسكهم بالإسلام ، وهذا منطق المنصرين المتمسكين بنصرانيتهم ، أما العلمانيون فإنهم يقررون أن سر تقدم الغرب إنما جاء لتخليهم عن النصرانية، وأن تخلف المسلمين يعود إلى إصرارهم على التمسك بدينهم (2)
_________
(1) أ . ل : شاتليه . الغارة على الإسلام ـ المرجع السابق ـ ص9
(2) وهنا التقاء واختلاف ، حيث يلتقي المنصرون والعلمانيون على الحكم بتأخر المسلمين

7
- تعميق فكرة سيطرة الرجل الغربي الأبيض على بقية الأجناس البشرية الأخرى، وترسيخ مفهوم الفوقية والدونية، تعضيدا للاحتلال بأنواعه والتبعية السياسية من الشعوب والحكومات الإسلامية للرجل الأبيض ، ومن ثَمَّ يستمر إخضاع العالم الإسلامي لسيطرة الاحتلال ، ويستمر التحكم في مقدراته وإمكاناته (1)

8 - ترسيخ فكرة قيام دولة ووطن قومي لليهود في أي مكان أولا ، ثم في فلسطين المحتلة بعدئذ ، أخذًا في الحسبان أن الإنجيل [ العهد الجديد بعد تحريفه بأيدٍ يهودية يتضمن تعاليم تدعو إلى هذه الفكرة ، وأنها أضحت واجبا مقدسا على النصارى . (2) ومن ناحية أخرى التخلص من الجنس اليهودي من أوروبا ثم أمريكا الشمالية ، وتجميعهم في مكان واحد، وهذا هدف فرعي لذلك الهدف العقدي ، ولم يتم هذا رغم استمرار تجمع اليهود في فلسطين المحتلة .
_________
(1) أحمد عبد الوهاب، حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر ـ مرجع سابق ـ ص 162 .
(2) محمد علي أبو حمدة ، الأخطبوط الصهيوني رأي العين ـ عمّان : مكتبة الرسالة ، 1403هـ ـ 1983م ـ ص 101 - 108 .

9
- التغريب ، وذلك بالسعي إلى نقل المجتمع المسلم في سلوكياته وممارساته، بأنواعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأسري والعقدي، من أصالتها الإسلامية ، إلى تبني الأنماط الغربية في الحياة، وهي المستمدة من خلفية دينية نصرانية أو يهودية . وفي هذا يقول سيرج لاتوش ، في كتابه تغريب العالم : " إن تغريب العالم كان لمدة طويلة جدا ـ ولم يكف كليا عن أن يكون ـ عملية تنصير : إن تكريس الغرب نفسه للتبشير بالمسيحية يتضح تماما ، قبل الحروب الصليبية الأولى ، في انطلاقات التنصير قسرا ، وإن مقاومة شارل مارتل في بواتييه ، وأكثر من ذلك تحويل السكسون إلى المسيحية بوحشية، على يد القديس بونيفاس ( 680ـ 754م ) : ألا يشكل ذلك الحرب الصليبية الأولى ، وأقصد القول بأنه شهادة لتأكيد ذاتية الغرب كقعيدة وكقوة ؟ . وهكذا ، نجد أن ظاهرة المبشرين بالمسيحية هي بالتأكيد حقيقة ثابتة للغرب ، باقية في ضميره بكل محتواها الديني ، يجدها الإنسان دائما في العمل تحت أكثر الأشكال تنوعا، واليوم أيضا، فإن أغلب مشروعات التنمية الأساسية في العالم الثالث تعمل بطريق مباشر أو غير مباشر تحت شارة الصليب (1)
_________
(1) نشر كتاب سيرج لاتوش تغريب العالم في باريس 1989م ونقل عنه أحمد عبد الوهَّاب بعض المقتطفات . انظر أحمد عبد الوهَّاب : التغريب طوفان من الغرب ـ القاهرة : مكتبة التراث الإسلامية ، 1411هـ ـ 1990م ـ ص13

10 - والهدف الذي يذكر هنا متأخرا قصدا هو إدخال النصرانية أو إعادتها إلى عدد كبير من البلاد الإسلامية وغيرها، وبخاصّة في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية ، وفي هذا يقول روبرت ماكس أحد المنصِّرين من أمريكا الشمالية " لن تتوقف جهودنا وسعينا في تنصير المسلمين حتى يرتفع الصليب في سماء مكة ويقام قُدَّاس الأحد في المدينة " (1)
ويأتي هذا الهدف متأخرا في الترتيب ؛ لأنه قد تبين من تجارب المنصرين في المجتمعات الإسلامية بخاصة ، والتي وصل إليها الإسلام بعامة ، أنه ليس بالضرورة أن يكون هذا الهدف هو إدخال الآخرين في النصرانية ، بقدر ما هو محاولة لضمان استمرار سيطرة النصرانية على الأمم الأخرى .
ويمكن القول بأن هذه الأهداف المذكورة أعلاه تمثل مجمل ما يسعى المنصرون بعامة إلى تحقيقه في حملاتهم التنصيرية .
_________
(1) عبد الودود شلبي : الزحف إلى مكة ، حقائق ووثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الإسلامي ـ القاهرة : الزهراء للإعلام العربي ، 1409هـ ـ 1989م ـ ص 13

الأهداف الفرعية :
وتظل هناك أهداف فرعية قد تُشتق من مجمل هذه الاهداف المذكورة ، ويسعى بعض المنصرين إلى التركيز عليها دون غيرها ، بحسب ما تقتضيه البيئة التي يعملون بها، كما يمكن القول من هذا المفهوم أيضا أن هذه الأهداف جميعها وتفريعاتها ليست بالضرورة مجتمعة هي مجال اهتمام جميع المنصرين ، ولا يُظن أن كل مُنَصّر يمكن أن يعمل على تحقيقها كلها أو معظمها ، بل قد يبدو عن بعض المنصرين عدم حماسهم لبعض الأهداف المذكورة هنا . وربما يرفض البعض منهم أن يُزجّ في سبيل تحقيقها ، وذلك لأنه غير مؤهل لتحقيق كل ما يريد التنصير من ناحية ، بسبب عدم تخصصه في جميع فروع التنصير الذي أضحى ـ كما يقال ـ علما من العلوم التي تتلقى على مقاعد الدراسة وقاعات المحاضرات ، واكتسب المصطلح الذي ينتهي بالإيحاء بأنه علم ( LGY ) ملصقة بكلمة البعثة ( MISSION ) وأصبحت فكرة التخصص أيضا مسيطرة في مجال التنصير ، كما أصبحت معاهد التنصير ومدارسه تنشئ أقساما فيها وشعبا ، تجد في كل قسم ، أو شعبة تركيزًا على هدف من الأهداف، أو على بيئة جغرافية أو ثقافية تسعى إلى تحقيق هداف واحد أو أكثر مما يمكن تحقيقه في هذه البيئة أو تلك (1) .
_________
(1) إبراهيم عكاشة علي : « علم التبشير : مناهجه وتطبيقاته » مرجع سابق .

وإذا لاحظنا أن بعض المنصرين مدفوعون بالحماس والعاطفة الدينية والرغبة الصادقة في إنقاذ العالم ندرك أن الرغبة في تحقيق أهداف احتلالية [ استعمارية ] أو أهداف سياسية قد لا تكون واردة عند هذه الفئة ، لأنهم في الغالب غير متفقين مع السياسات الغربية الداخلية والخارجية ، فالحماس والعاطفة الدينية تملي عليهم أن هذه الدول الغربية علمانية لا تأخذ من الدين إلا ما يخدم أهدافها وسياساتها في الداخل والخارج .
ولعله من الموضوعية بمكان أن نذكر أن هناك منصرين مخلصين في أعمالهم التنصيرية من منطلق ديني بحت . وقد رأوا في دينهم أنه هو الخلاص للبشرية من المشكلات العاصفة بها ، إذا ما وجد البديل الحق ووجدوا فيه الخلاص الحق تركوا التنصير والنصرانية واعتنقوا هذا البديل الحق وصاروا دعاة له (1)
_________
(1) طرق عليّ الباب شاب أمريكي قصدًا إلى تذكيري ووعظي ، وفي سياق الحديث سألته السؤال التقليدي عن سبب دخوله الإسلام ، فذكر لي أنه كان في مهمة تنصيرية في الهند ، وقد رأى في إحدى القرى مجموعة من الصفوف المتراصة بشكل رتيب يثير الانتباه ، يقول : فانتظرت حتى تفرق الناس ثم سألت عمن يجيد الإنجليزية فانبرى أحد الشباب ممن يجيدونها فسألته عن هذا الأداء الذي كانوا بصدده فأخبرني أنهم كانوا جميعا يصلون لله ـ ولعل ذلك اليوم كان عيدا ـ فسألته عن ذلك الرجل الذي يتقدم هذه الجموع فأفاد أنه الإمام، إذا ركع ركعوا وإذا سجد سجدوا ، فانصرفت وأنا أفكر في هذا النظام البديع ، وقرأت كثيرا عن الإسلام حتى أذن الله لي بالهداية ، وأنا الآن أحاول التكفير عما فعلته في الماضي فأدعو إلى الله تعالى وإلى اتباع سنة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت المقابلة في الولايات المتحدة الأمريكية . وفي ألمانيا ( الغربية ) قابلت أحد المجندين الأمريكيين ، في أحد المؤتمرات الإسلامية في ميونخ، وكانت إجابته على السؤال التقليدي أنه كان يُعَدُّ ليكون قسيسا منصرا ، وكان ممارسا للطقوس النصرانية ، إلا أنه كان يخلط بين الثلاثة عندما لا يصلي لهم جميعا ، فيحتار لمن صلى ، حتى أعطته مدرسة مسلمة نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم ، فقرأ فيها فوجد التوحيد فأسلم . وفي القصيم في المملكة العربية السعودية قابلت رجلا من سيريلانكا قدم بتأشيرة عامل ، ولكنه كان قسيسا منصرا جاء ( ليثبث ) إخوانه النصارى العاملين في البلاد ، واهتدى إلى الإسلام وأصبح داعية بين أبناء قومه وغيرهم، وله تأثير على المسجونين كبير . . . وهكذا ما يرى كثير من الناس الحق أبلج إلا اتبعوه

المهتدون :
وهناك نماذج كثيرة حية جاء أصحابها إلى بيئات إسلامية بحجة العمل ، وإنما جاءوا ليتولوا مهماتهم التنصيرية بين قومهم أولا ، ثم بين من يمكن لهم الاختلاط، بهم ، وعندما تبين لهم الحق تركوا كل شيء واهتدوا للإسلام ، ثم عملوا دعاة بين قومهم وبين من يمكن لهم الاختلاط بهم ، ومما يؤيد ذلك أن بعضا منهم إذا تبين له تدخُّل النفوذ السياسي في الحملات التي يعمل معها فإنه سرعان ما يتراجع عن جهوده ، وربما اعتزل التنصير الخارجي ، وتفرغ للتنصير في بيئته الصغيرة المحيطة به من أبناء جلدته، وربما سعى إلى البحث عن تنظيمات تنصيرية يتوسم فيها البعد عن سوء الاستغلال لأغراض أخرى سياسية أو اقتصادية أو نحو ذلك، إلا أن هذه الفئة من المنصرين لا تظهر في الكتابات المؤيدة للتنصير ، لأنها تعطي انطباعة غير جيدة عن الحملات التنصيرية وارتباطاتها بالتيارات الأخرى .
ومسألة اهتداء النصارى ولا سيما المنصرون منهم ليست مسألة جديدة ، فإن التاريخ الإسلامي حافل بنماذج من الذين هداهم الله تعالى إلى الإسلام ، وكان من نتائج ذلك أن تحولوا إلى دعاة إلى الخير فكتبوا عن عقيدة التثليث ، يبينون ما طرأ على النصرانية ، من تحريف ، ويجادلون بني قومهم باللغة التي يفهمونها وفي هوامش هذه الوقفة بعض نماذج مما كتب حول ذلك .
ولعل أول ما يسترعي انتباه المهتدين إلى الإسلام هي عقيدة التوحيد التي تتماشى مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها في عبادة واحد أحد ، دون منازع أو شريك . ولأن هذا التوحيد قد استقر في نفوس المسلمين فإنه قد لا يدرك العامة منهم هذا الاستقرار العقدي الذي هداهم الله تعالى إليه ، وعندما يراهم الآخرون بهذا القدر من الاستقرار الروحي يبحثون في أسباب هذه النعمة فيجدونها في التوحيد، ولذا كان من الواجب على المسلمين إبراز هذا الاستقرار العقدي والروحي للآخرين من خلال تمسكهم هم أولا بصفاء هذا المعتقد ، بعيدا عن كل ما يخدشه من بدع وخرافات ، ثم من خلال ما يحصل من حوارات ونقاشات حول الأديان ، وهذا كثيرا ما يحدث عند الاختلاط مع أصحاب الأديان الأخرى .
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الرزاق قيراط ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عواطف منصور، د - شاكر الحوكي ، المولدي الفرجاني، د - المنجي الكعبي، محمد الطرابلسي، رافع القارصي، د. عادل محمد عايش الأسطل، خبَّاب بن مروان الحمد، سامر أبو رمان ، إيمى الأشقر، د. أحمد محمد سليمان، د- محمود علي عريقات، كريم السليتي، محمود سلطان، رحاب اسعد بيوض التميمي، تونسي، خالد الجاف ، د - عادل رضا، د. مصطفى يوسف اللداوي، أ.د. مصطفى رجب، حميدة الطيلوش، د. خالد الطراولي ، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد الحباسي، كريم فارق، محمد أحمد عزوز، محمد شمام ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله زيدان، فتحي الزغل، مصطفى منيغ، عمار غيلوفي، يحيي البوليني، ضحى عبد الرحمن، د. طارق عبد الحليم، محمود طرشوبي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي العابد، حسن عثمان، إياد محمود حسين ، محمد عمر غرس الله، رضا الدبّابي، فهمي شراب، د- محمد رحال، سفيان عبد الكافي، رمضان حينوني، محرر "بوابتي"، مجدى داود، عمر غازي، أحمد بوادي، أحمد النعيمي، د. عبد الآله المالكي، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفي زهران، عراق المطيري، جاسم الرصيف، محمد الياسين، الهيثم زعفان، د- جابر قميحة، الناصر الرقيق، سليمان أحمد أبو ستة، د.محمد فتحي عبد العال، فوزي مسعود ، صفاء العربي، إسراء أبو رمان، عزيز العرباوي، فتحـي قاره بيبـان، نادية سعد، سلوى المغربي، صلاح الحريري، ياسين أحمد، رافد العزاوي، صلاح المختار، سلام الشماع، حاتم الصولي، منجي باكير، عبد الله الفقير، سيد السباعي، ماهر عدنان قنديل، صالح النعامي ، علي الكاش، سعود السبعاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسن الطرابلسي، محمد العيادي، محمد يحي، عبد الغني مزوز، د - محمد بن موسى الشريف ، د - الضاوي خوالدية، طلال قسومي، سامح لطف الله، محمد اسعد بيوض التميمي، مراد قميزة، د. صلاح عودة الله ، يزيد بن الحسين، د - مصطفى فهمي، د - محمد بنيعيش، وائل بنجدو، أحمد ملحم، علي عبد العال، د. أحمد بشير، صفاء العراقي، الهادي المثلوثي، حسني إبراهيم عبد العظيم، أبو سمية، العادل السمعلي، رشيد السيد أحمد، أنس الشابي، صباح الموسوي ، د - صالح المازقي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة