د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2590
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن كنت طالعت ما كتبته في مقالاتي فلماذا لا تعتذر لي عن إهمالك في تنويهاتك بهذا التفسير ذكرَ الآيات الخطأ التي بينتها أنا فيه، ولماذا لم تؤيدني في نصحي بسحبه من الأيدي وتعويضه بطبعة مصححة؟
أما أن أفصل بين الكتاب وبين صاحب الكتاب، فكيف يكون؟ فهل هذا كل ما خطر ببالك لإكرام الميت، حتى إذا كتب قرآناً خاطئاً؟
ولماذا لم يحرجك أمره بالمخالفات بالجملة في طبعته الثانية، في تحد صارخ للقوانين والأعراف، وهو رجل دين بالأساس وكتابه كتاب دين بالأساس؟ والإخلال منه غير معذور عشرة آلاف مرة بأقل من عذر الجاهل به.
وتلومني على «نقد وتجريح» من فارق الحياة. فلم أفعل غير قريب من علم الرجال المعروف في دراسة الحديث الشريف.
وتستشهد بقصة ابن معط (ابن معطي) في معنى الجحود والإنكار بين السابق واللاحق أو الميت والحي، فهي لعمري في المصادر بغير هذا المعنى الذي وجهتها أنت به هنا.
كيف تكون كذلك وابن مالك لم ينس ذكر ابن معطي قبل البيت الذي توقف عن تتمته عجزه قبل المنام، بل ذكره بالاسم، ولكنه أراد في البيت بعده أن يربط بين التفوق لنفسه والتنويه بفضل ابن معط فتوقف ليفتح الله عليه بفتح، فتعززت فكرته برؤياه وقد فتح عليه بالقول:(والحي قد يغلب ألف ميت). وهي حقيقة طبيعية لتقدّم العلم. وهو أسلوب لطيف وتعبير ظريف للتعبير عنها.
فبعد أن تلقى ابن مالك تكملة البيت بلسان ابن معط ربط المعنى في البيت المذكور فيه اسم الرجل بالعرفان بالفضل له في البيت التالي وبالدعاء، قدوة بالسلف في سمو الأخلاق، بعد أن قدّم بفكرة التفوق عليه. لأن اللاحق غير معذور بالتخلف عن المتقدّم في الإلمام والعمق والجودة بحكم الزمن وتطور العلم.
وفي الأخير، لقرائك أصحح ما ورد في كلامك على لسان ابن معط كالتالي (وحي قد يغلب ألف ميت) فهو (والحي قد يغلب ألف ميت) ليستقيم الوزن.
ولم أر لنسبة الزيتونية لعلمي وجهاً ليخفت صوتي عند نقدي بالزمالة لأحد ويعلو عند نقدي لغيره.
---------
تونس في ٢١ نوفمبر ٢٠١٩
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: