البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مورو والغنوشي.. هل يبدأ صراع الشيخين الآن؟

كاتب المقال خباب عبد المقصود   
 المشاهدات: 2665



مورو رسمياً مرشح لحزب النهضة على مقعد الرئاسة، وهي الخطوة التي يخاف منها كثير من الإسلاميين في العالم العربي.

والسؤال الذي يجب طرحه الآن هو: لماذا مورو في الرئاسة والغنوشي في البرلمان؟
إجابة السؤال تكمن في عدة مستويات.. بداية لا يمكن للشيخين النهضاويين أن يجتمعا في مجلس واحد، ولا في سلطة واحدة!

طبيعتُهما المختلفة في التفكير وإن اتَّفقت مشاربهما لا تجعلهما متوافقين على طول الخط، وإذا كانت النهضة تبحث عن فوز حقيقي بمقعد رئيس الجمهورية، فهي تحتاج إلى رئيس توافقي يستطيع الناخب التونسي أن يعطيه صوته في المرحلة الثانية من الانتخابات.

وتشهد الحالة الانتخابية ضبابيةً حقيقيةً في مشهد مليء بالمرشحين المجاهيل في السياسة التونسية، وزخماً يعم بعد وفاة أول رئيس منتخب، وتحديد موعد مبكر للانتخابات.

مَن سيختارُ التونسيون مِن نجوم السياسة المرشحين؟
يوسف الشاهد، نبيل القروي، قيس سعيد، محمد عبو، عبدالفتاح مورو، عبدالكريم الزبيدي، عبير موسى، مهدي جمعة، حمادي الجبالي، حمة الهمامي… والقائمة مازالت تحمل أسماءً يمكن أن تكون رقماً في المعادلة الانتخابية.

نعود لمورو، الذي مشى وحيداً مرتجلاً خلفَ السبسي، لماذا تدفع النهضةُ بنائب مجلس الشعب والمحامي الأكثر شعبية من الإخوان أنفسهم عند الشعب التونسي؟

يتمتَّع مورو بشعبيته، نتيجة كونه محامياً ودعوياً متمسكاً بتراثه التونسي حتى النخاع، يضاف لذلك طبيعته المرحة، التي تُناسب الذوق التونسي، غير أنَّه ليس متشدداً دينياً، وهو أمر يُقلق كثيراً من التونسيين الذين يعتبرون الدين أساسياً في حياتهم، لكن تكوينهم البورقيبي جعلَهم في حياتهم اليومية أقربَ إلى العلمانية، أو الليبرالية في تقديرات أخرى كثيرة.

أما راشد الغنوشي، الصوت الأقوى في النهضة، فعندما يُقرِّر أن يكون برلمانياً فإنَّ الأمر يجب أن يجعل الجميع يضع عينه على منصب رئيس مجلس الشعب التونسي القادم! قد يكون هو الغنوشي نفسه، وتصبح السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في يد حزب النهضة الإسلامي، ذي الانتماء الإخواني فِكراً.

بعد ثماني سنوات من الثورة إذاً استطاعت النهضةُ الحصولَ على ضمانات من أصوات الناخبين، بعد الانتخابات البلدية العام الماضي، بأنها يمكنها أن تنافس وبقوة على كلِّ الصناديق.

لكن ماذا لو كانت الانتخابات القادمة وسيلةً أخرى لضمان السيطرة وتحويل الدولة الثورية الحديثة لدولة برلمانية، وأن تبتعد عن السلطة المركزية، فهل نتوقع من النهضة عرضَ تعديل دستوري لتحويل الدولة إلى دولة برلمانية، ويكون الغنوشي مديراً للبلاد لحين إجراء انتخابات مبكرة لانتخاب الحكومة.

الأسماء المطروحة للمنافسة كلٌّ له حيثياته في الحصول على أصوات، لكن يبدو أنَّ التونسيين دائماً على موعد مع أحد المحامين ليصبح حاكماً للبلاد.

يتمتَّع أصحابُ القانون في هذه البلاد بتقدير عالٍ في الحياة السياسية، يعرفون أزقَّتها تماماً، ويستطعيون تخديم مخاخهم (مصطلح تونسي) لنيل رضا الجمهور في تقديم برامج انتخابية تلقى رضا الكثيرين.

أزمة تونس ليست أزمة صراع سياسي على مناصب سياسية، لكنها أزمة اقتصادية، تحتاج برامج حقيقية ووعوداً ليست انتخابية فقط، يحتاجون لبرامج واضحة المعالم يمكن تحقيقُها في خُطط خمسية يلمسون نتائجها.

الاقتصادي الوحيد في المعركة الانتخابية هو رجل الأعمال نبيل القروي، لذلك استطاع الحصول على نصيب وافرٍ في استطلاع رأي نية الناخبين، وإن لم يكن هو المتصدر، لأن قيس سعيد، أستاذ القانون الدستوري استطاع أن يضع اسمه رقماً في المعادلة، لكن السبب الأكبر في عدم تصدُّر نبيل القروي للاستطلاعات يكمن في الحملات الممنهجة ضدَّه من منظمات المجتمع المدني، التي تتَّهمه بالتورُّط في قضايا فسادٍ مع نظام ما قبل الثورة، وتُنظر هذه القضايا حالياً أمام القضاء التونسي.

هل يجد التونسيون أنفسهم أمام إعادة في المرحلة الثانية مع رجال القانون، قيس سعيد وعبدالفتاح مورو؟ وهل يُغَلب التوانسة المستقل أم الحزبي؟ هذا حديث له وقته.

شخصية مورو التوافقية سياسياً وتونسياً وشعبياً قد تجعله صاحب الأولية في هذا السباق الثاني على منصب رئيس الجمهورية.

أما عن راشد الغنوشي وعبدالفتاح مورو فيمكن القول إن الغنوشي استطاع إهداء مورو فخ نهاية الخدمة السياسية في كل الأحوال، إذا فاز مورو بالرئاسة، فقد ضمن السلطة التنفيذية والتشريعية، وإذا خسر مورو الانتخابات فقد فاز الغنوشي بكونه أصبح الرجل الحديدي في البرلمان الذي يستطيع أن يتحكم في الكثير، بداية من تشكيل الحكومة وإسقاطها، بالإضافة للتوافقات السياسية في بلاد تحتاج لكثير من النصوص لتستقيم أمورها على نهج البلاد الديمقراطية.
ويبقى السؤال الأهم، اقتصادياً ماذا يمكن للمرشح الرئاسي تقديمه لبلاد قامت بها ثورة بالأساس من أجل الخبز؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، حركة النهضة، عبد الفتاح مورو، راشد الغنوشي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-08-2019   المصدر: عربي بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد أحمد عزوز، د. أحمد بشير، د - محمد بنيعيش، عمار غيلوفي، نادية سعد، د.محمد فتحي عبد العال، إسراء أبو رمان، المولدي اليوسفي، سفيان عبد الكافي، د- جابر قميحة، فتحي الزغل، أحمد ملحم، د - مصطفى فهمي، طلال قسومي، رشيد السيد أحمد، العادل السمعلي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خبَّاب بن مروان الحمد، خالد الجاف ، عواطف منصور، ماهر عدنان قنديل، فوزي مسعود ، علي الكاش، رافع القارصي، د. عادل محمد عايش الأسطل، وائل بنجدو، محمود سلطان، أ.د. مصطفى رجب، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي العابد، عبد العزيز كحيل، د. عبد الآله المالكي، صلاح المختار، سعود السبعاني، سلوى المغربي، د- هاني ابوالفتوح، د - شاكر الحوكي ، حسن عثمان، صباح الموسوي ، أبو سمية، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مجدى داود، عمر غازي، صالح النعامي ، تونسي، رضا الدبّابي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عراق المطيري، الناصر الرقيق، الهادي المثلوثي، د- محمود علي عريقات، د - محمد بن موسى الشريف ، ياسين أحمد، سامر أبو رمان ، طارق خفاجي، د - عادل رضا، د - المنجي الكعبي، أشرف إبراهيم حجاج، محرر "بوابتي"، محمد علي العقربي، د. صلاح عودة الله ، د. طارق عبد الحليم، سلام الشماع، عبد الله الفقير، فهمي شراب، محمد الطرابلسي، منجي باكير، أحمد النعيمي، د. أحمد محمد سليمان، عبد الغني مزوز، ضحى عبد الرحمن، د - صالح المازقي، رافد العزاوي، حسن الطرابلسي، د - الضاوي خوالدية، كريم فارق، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد العيادي، علي عبد العال، د. خالد الطراولي ، كريم السليتي، صلاح الحريري، حميدة الطيلوش، سامح لطف الله، محمود فاروق سيد شعبان، مصطفى منيغ، إيمى الأشقر، أحمد الحباسي، محمد يحي، سيد السباعي، يحيي البوليني، حاتم الصولي، أنس الشابي، صفاء العراقي، مراد قميزة، إياد محمود حسين ، محمود طرشوبي، فتحـي قاره بيبـان، محمد عمر غرس الله، محمد الياسين، عبد الرزاق قيراط ، د- محمد رحال، د. مصطفى يوسف اللداوي، جاسم الرصيف، المولدي الفرجاني، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد شمام ، الهيثم زعفان، عزيز العرباوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، يزيد بن الحسين، مصطفي زهران، عبد الله زيدان، أحمد بوادي، بيلسان قيصر، صفاء العربي، رمضان حينوني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز