البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المورط في مقتل خاشقجي النظام لا أفراد منه

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2798


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


المورط في مقتل خاشقجي النظام لا أفراد بعينهم في ذلك النظام، ولذلك تسقط الدعوى عن تورط واحد أو أكثر إذا ما سقطت عن كل فرد من الأفراد في ذلك النظام من رئيسهم الى أقل مرؤوس تحته، توجه اليه شبهة بحقه. كما أن النظام السعودي لا بد أن يكون له شريك من نظام خارجي أو إدارة بعينها فيه، مستفيدة من العملية وإن تكن استفادة ضمنية سابقة أو بعدية متوقعة. هذا النظام الخارجي هو في هذه الحالة بالذات إدارة ترامب، أو الإرهاب الذي يقود ترامب أمريكا لمقاومته بالتحالف مع السعودية في المنطقة.

ولذلك فخاشقجي باعتباره الطرف الخارج عن النظام السعودي والمستهدف ضمناً في مقاومة الإرهاب الذي بسبب انحيازه ضد بلاده أصبح طرفاً فيه، وتعين القضاء عليه باعتباره ذلك، وأيضاً باعتباره منشقاً عن نظام دولته. ولا يمكن افتراضاً أن يمنحه اللجوء الى الولايات المتحدة الأمريكية أو صفة الإقامة الدائمة فيها حصانة ضد عدالة بلاده أو ضد مطاردته من دبلوماسية بلاده ومخابراتها بجريرة الانشقاق عن نظام حكم بلده الاصلي.

فلا يمكن الحديث عن جريمة أو عن تفاصيل التحقيق في واقعة مستبشعة أو وحشية دارت أحداثها هنا وهناك تحت جُنح التستر أو التكتم أو المناورة، لأن أجهزة الاستخبارات السرية في كل الدول والحصانات الدبلوماسية لا تكاد تَسْلم من تهمة التجسس وحوْك الدسائس والمؤامرات لخدمة مصالح الدول التي تنتمي اليها، سواء بعلم قادتها أو بدون علمهم وهو الأغلب والأحكم، حتى لا ترقى التهمة الجنائية اليهم وتبقى عند حدودها في الأجهزة والمسؤولين المباشرين عليها طالما انكشف أمرها.
ولذلك أخيراً لا نفهم أن يُستثنى الى حد الآن الرئيس ترامب من مسؤوليته عن قتل خاشقجي أو الملك سلمان نفسه وينحصر الموضوع في سلطة الأدنى مسؤولية منهما (ولي العهد أو صهر ترامب) في العلم بالعملية أو الاستشعار بها أو حتى تأكيد الولاء بفعلها.

ولذلك، فتقديرنا أن اقْتسام الدم أدْرأُ للفتنة في دولة أو في قوم، كما هو في كل اغتيال سياسي، لأن الضحية لم يتسبب في قتله قاتل واحد (مجرم عادي) أو أكثر وإنما تسبب فيه نظام بحاله أو أكثر، ومورط فيه القتيل نفسه كطرف معاد في نظام مقابل أو حزب مقابل أو تنظيم مقابل للطرف الآخر صاحب المصلحة من اغتيال الخصم المنافس له على السلطة أو المهدد بإزاحته منها لفائدة نفسه أو غيره.

ولا ينفى ذلك حق أصحاب الدم في تتبع الجاني أو الجناة إذا ما قامت الأدلة القضائية على مسؤوليتهم الشخصية في القتل، لكن الذهاب أبعد، الى إدانة نظام بحاله أو أكثر من نظام من أدناه الى أعلاه فهذا وإن كان أمره أشبه بالمستحيل فقد يُطفئ ثائرتهم عليه سقوطه بنفسه، أي سقوط ذلك النظام إذا كان المتورّطَ الضمني أو المحمول عليه المسؤولية تقديراً، سقوطه عن طريق الصراع السياسي المكشوف، وهو طريق الديمقراطية وصندوق الاقتراع، الذي لا شك يحفظ للأطراف المشاركة في العملية الانتخابية نصيبَها من المصداقية ونظافة اليد من الظلم والاغتيال السياسي الذي هو مدان، والذي يبقى مداناً وإن ألجأتْ اليه طبيعة السياسات المتضاربة في الأزمات بين الأحزاب المهدِّدِ خصامُها أحياناً باضمحلال الدول.

فمعتقلات النازية ومعتقل غوانتنامو للولايات المتحدة الأمريكية خارج أراضيها، كلها محتَشدات للانتقام من الخصوم في أنظمة كانت أو هي الآن تتبجح بالديمقراطية وبالعدالة وبالحقوق والحريات. وللمسبَّبات أسبابٌ لا تَعْدَم أن تكون بدورها مسبِّبات لأسباب من جنسها. وقليل من يتعظ بغيره.

وفي حالات غيرها، فالحاكم الجائر مأذون بالصبر عليه، لرأب صدع الأمة وحماية بيْظة الإسلام الى أنْ يُحدث الله أمراً كان مفعولاً. وكم صبرت الأممُ على أمثال نابليون وستالين، وربما حتى ترامب إذا لم يفلح مجلس شيوخ أو أهلُ حل وعقد في دائرته لتقويم حاله.. فكم جنَت الأمة من قتل عثمان وبيده المصحف أو علي وهو يجاهد عائشة على الجمل أو يصلي الفجر بالكوفة. وكم من حسين في كربلاء شُوهدت رأسه في ساحات النضال في العالم لينتصر الحق أو يكاد، ويَنْجبِر عظْم الأمة بعد كسْره بسبب الخلافات على السلطة العليا التي هي قوام الملك والفتوح وصالح الأعمال.

وإذا حُمّ القضاء، فحَقُّ الشهيد لا يُوفيه إلا الله ولو فَقدت الأمة بسببه وحدتها.

تونس في ١٩ نوفمبر ٢٠١٨


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

جمال خاشقجي، السعودية، آل سعود، تركيا، قتل خاشقجي، الأمير محمد بن سلمان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-11-2018  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ‏حرب يتحمل تبعاتها الطرف المتسبب
  ‏لا خيار أمام ترامب غير خيار الحق
  لابن خلدون نظر وتحقيق
  ‌في ذكرى انبعاث الطوفان لحمل العدو وآلته العسكرية إلى حيث مصيره
  قتل بحجم النصر لقضية ‏المتوفى
  الإسلاموية في فرنسا
  حبر الانتخاب أو بيعة الرضوان
  ‌قدس يسوى أغلى من حسن وهنية
  ‏لينعم السيد حسن نصر الله باستشهاده
  ‌‏بقتل سيد المقاومة اللبنانية تخسر ‏ إسرائيل
  الرمز يُعلى بالإستشهاد ولا يسقط بالموت
  اللائكية كدين يستقلع الأديان ليحل محلها
  الحرب سجال والإنتصار قتال
  قليل من قلة الذوق ‏والشعارات الفارغة
  عملية أللنبي الأخيرة
  جامعة وكلية وقانون‏ ونفوس معقدة من مخلفات الاستعمار ومقبلات الاستقلال
  المستقبل السعيد
  ونقول للمحسن أحسنت
  ‌الرد المستور أقوى من الرد المكشوف الظهر
  ‌الحرب من أجل أمريكا والعالم
  ويذيق بعضكم بأس بعض
  ‌‏الرد الممدود
  ‌نُصرت بالرعب
  سفرة ناتنياهو إلى واشنطن استئذان بايدن على قتل هنية
  ‌إسرائيل أخطأت بقتل هنية بناتنياهو أي وهي تريد ناتنياه
  تناقل أقوال تشومسكي عضو بيت الحكمة في تونس
  مخطوط قيرواني نادر الوجود في بيت آل الكعبي
  وثائق زيتونية شابية عن إحالة الأستاذ الدكتور المنجي الكعبي على مجلس التأديب بتاريخ 25/03/1991
  تحلّ المشاكل بالأقوياء لأنها تنشأ بالضعفاء
  حادث بمثقال ‏الحادي عشر من سبتمبر

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رافد العزاوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حاتم الصولي، د. أحمد بشير، بيلسان قيصر، الهادي المثلوثي، سليمان أحمد أبو ستة، محمود سلطان، د - شاكر الحوكي ، د. طارق عبد الحليم، حسني إبراهيم عبد العظيم، د.محمد فتحي عبد العال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد بوادي، تونسي، عبد العزيز كحيل، سيد السباعي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد أحمد عزوز، د - عادل رضا، محمد شمام ، صلاح المختار، علي الكاش، د - المنجي الكعبي، ماهر عدنان قنديل، مراد قميزة، د- محمود علي عريقات، رضا الدبّابي، المولدي اليوسفي، فهمي شراب، حسن عثمان، كريم فارق، سفيان عبد الكافي، محمد عمر غرس الله، رشيد السيد أحمد، ياسين أحمد، محمد العيادي، د. عبد الآله المالكي، صالح النعامي ، العادل السمعلي، خالد الجاف ، سلام الشماع، عبد الله زيدان، مصطفى منيغ، محمود طرشوبي، د- جابر قميحة، رمضان حينوني، عزيز العرباوي، محمد يحي، صفاء العراقي، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد الحباسي، طارق خفاجي، محمد الطرابلسي، عبد الله الفقير، حميدة الطيلوش، إياد محمود حسين ، إسراء أبو رمان، د. أحمد محمد سليمان، فتحـي قاره بيبـان، صباح الموسوي ، منجي باكير، د- محمد رحال، مجدى داود، يحيي البوليني، سامر أبو رمان ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - صالح المازقي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد اسعد بيوض التميمي، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، د - مصطفى فهمي، صفاء العربي، عبد الغني مزوز، طلال قسومي، عواطف منصور، أبو سمية، علي عبد العال، د. مصطفى يوسف اللداوي، رافع القارصي، حسن الطرابلسي، كريم السليتي، أحمد ملحم، أ.د. مصطفى رجب، يزيد بن الحسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محرر "بوابتي"، الناصر الرقيق، د. صلاح عودة الله ، المولدي الفرجاني، عبد الرزاق قيراط ، جاسم الرصيف، نادية سعد، د - محمد بنيعيش، سامح لطف الله، فوزي مسعود ، ضحى عبد الرحمن، الهيثم زعفان، عمار غيلوفي، سعود السبعاني، عراق المطيري، سلوى المغربي، فتحي العابد، د- هاني ابوالفتوح، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، أنس الشابي، مصطفي زهران، أحمد النعيمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح الحريري، وائل بنجدو، محمد علي العقربي، أشرف إبراهيم حجاج، عمر غازي، د. خالد الطراولي ، د - الضاوي خوالدية،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة