البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(1) حقيقة الدعوة إلى المجتمع المدني ، وماوراءها من أهداف

كاتب المقال د.‏ أحمد خضر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 19417


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


احتفل العالم العربي احتفالاً بهيجاً بما يُسمى بالمجتمع المدني . ومع كل الضجة التي أثيرت وتثار حول هذا المفهوم الجديد ‏الذي بدأ يحتل موقعه في بلادنا ؛ فإنه لا يهمنا فيه إلا مسألة واحدة وهي : العلاقة بين المجتمع المدني وسلامة البناء العقدي ‏للمجتمع . ‏

يقتنع كثير من الناس بأن المجتمع المدني لا يخرج عن حدود هذا التعريف الذي وضعه له سعد الدين إبراهيم وهو : « ‏مجموعة التنظيمات التطوعية الحرة التي تملأ المجال العام بين الأسرة والدولة ؛ لتحقيق مصالح أفرادها ملتزمة بقيم ‏ومعايير الاحترام والتآخي والتسامح والإدارة السلمية للتنوع والاختلاف ، وتشمل ‏
تنظيمات المجتمع المدني كلاًّ من : الجمعيات والروابط والنقابات والأحزاب والأندية ؛ أي : كل ما هو غير حكومي ، وكل ‏ما هو غير عائلي أو إرثي » [1] . ‏
إن هذا المفهوم في تصورنا قاصر ومخادع ، ويجب علينا أن نبحث عن أصوله وجذوره في البلاد التي نشأ فيها قبل أن ‏يستورد منها ويصاغ في بلادنا بصورة تجعله مقبولاً . ‏
‏« المجتمع المدني » مصطلح غامض ومتعدد المعاني ، يمكن تطويعه في خدمة عدة أغراض ؛ فهو مصطلح قادر على أن ‏يجمع أي شيء بكل شيء ، نشأ عبر تطور تاريخي طويل يحمل في طياته فروقاً وتناقضات هي السر في غموضه . وصفه ‏بعض الناس بأنه حساء المتسولين ، جمع أعقاب النظريات المختلفة ، والحقب الزمانية المتعاقبة ، وأنه تسمية جديدة لأحلام ‏قديمة . وأكد بعض آخر أنه ذو تاريخ مشبوه نسي الناس بمرور الزمن أنه مجتمع الأرستقراطية ، وأنه قد صيغ لاستبعاد ‏طبقات شعبية معينة ، لكنه يُقدم الآن بكثير من الزخرف ليعمِّي بريقُه عن كل ما عداه ، وكأنه الحل السحري لجميع مشاكل ‏المجتمع الاقتصادية والاجتماعية ‏
وغيرها [2] . ‏
ترجع الجذور اللادينية للمفهوم في الغرب إلى ( توماس هوبز ) الذي رأى فيه تعبيراً عن انتقال مبدأ السيادة من السماء ‏‏( الحكم بالحق الإلهي ) إلى الأرض ( الحكم على أساس العقد الاجتماعي ) ، فأدانته جامعة أكسفورد في عام 1683م ؛ لأنه ‏استخلص كل سلطة مدنية من أصل مجتمعي دنيوي ولم يسندها إلى الحق الإلهي ، وجعل هذه السلطة كائناً اصطناعياً أي ‏‏( إلهاً ) من صنع البشر . ويعرَّف ( العقد الاجتماعي ) بأنه : « تجريد عقلاني مؤسس على الافتراض أن الفرد هو ذات ‏مزودة بأداة حرة ، وأن المجتمع عبارة عن تعاقد بين مثل هذه الذوات ، وأن شرعية الدولة قائمة على هذا التعاقد وليس على ‏الإرادة السماوية »[3] .‏

أكد الباحثون عن مفهوم المجتمع المدني في دوائر المعارف ، أن كلمة ( مدني ) ترتبط بالمواطن ، وأن أهم معانيها : غير ‏إكليريكي أي غير لاهوتي ، وبمعنى واضح تماماً : ( غير ديني ) [4] . أما القانون الذي تسنُّه وتفسره وتطبقه سلطات ‏المجتمع المدني فهو القانون الطبيعي أو قانون العقل . وقوانين الطبيعة عند دعاة المجتمع المدني هي قوانين العقل ‏الأزلية سُبْحَانَهُ]. أما ( الله ) عندهم فهو هذا العقل الذي يسكن القانون الطبيعي [وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُواًّ كَبِيراً ( الإسراء : ‏‏43 ) . وعمل العقل الأساسي عندهم هو التقدير والحساب الواعي لكيفية الوصول إلى أهداف ، أما التزام العقل بنظام كوني ‏للأشياء فهذا ليس من مهامه [5] . ‏

استقبل هذا المفهوم في الغرب بالطبول والزمور ، وأصبح سلعة رائجة في الصناعة الأكاديمية بعد أن اهتزت مفاهيم ‏الاشتراكية والليبرالية والديمقراطية ، وبوجه خاص بعد تحدي حركة التضامن العمالية التي ضمت ملايين العمال والمثقفين ‏للنظام في بولندا في نهاية السبعينيات ، ولهذا يتحدث الباحثون عما يسمونه بالمجتمع المدني الأول : ذلك المجتمع الذي ‏سعت إليه النخبة الأوروبية في القرنين السابع عشر والثامن عشر ، والمجتمع المدني الثاني : وهو المجتمع الذي تبنته في ‏الثمانينيات بعض القوى في بلدان أوروبا الشرقية وبخاصة في بولندا و أمريكا اللاتينية ثم العالم العربي [6] .‏

إن مفهوم المجتمع المدني مفهوم غربي مستورد وُلد ونشأ في ظل الصراع السياسي والاجتماعي الذي عرفه المجتمع ‏الأوروبي منذ القرن السابع عشر ، وتلازم نشوؤه مع التشكيلة الرأسمالية الغربية ، مما يعني أنه مفهوم دخيل على الفكر ‏العربي والإسلامي ولا تاريخ له في هذا الفكر ، ولا زال هذا المفهوم كالجنين الذي هو في طور التكوين تختلف تفسيراته ‏وتضطرب وتختلط ويسودها الغموض ‏
والضبابية بين المروِّجين له من المثقفين في بلادنا [7] حتى في أشد الدول استهلاكاً له . ولم يتعرف هؤلاء المثقفون على ‏هذا المفهوم بحد ذاته ، وإنما جاء هذا التعرف عبر اهتماماتهم بالأفكار الماركسية المحدثة القادمة من المجتمعات الأوروبية ‏التي نشط فيها هذا المفهوم بعد غفوة طويلة ، خاصة بعد أن تأكد لهم عدم مصداقية المفاهيم الماركسية القديمة كالصراع ‏الطبقي وغيرها [8] ، وقد تبناه هؤلاء المثقفون باعتباره حجر الزاوية في كل ما يعتقدون أنه تحوُّل ديمقراطي حقيقي في ‏البلاد العربية على حد قولهم . والغريب في الأمر أنهم حاولوا التنقيب عن تماثلات وتشابهات للمفهوم في التراث الإسلامي ‏، فهداهم تفكيرهم إلى تصور أن الجذور الأولى لهذا المفهوم ترجع إلى ما يسمونه بـ « وثيقة المدينة » أو « الصحيفة » ‏التي اعتبروها « دستور المدينة » التي افتتح بها النبي صلى الله عليه وسلم إقامته في المدينة بهدف تدعيم ما يسمونه بـ « ‏البناء الداخلي الجديد » الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع لبناته الأولى في المدينة ، وقد بلغت بهم السطحية ‏وكراهية الشريعة أن تصوروا أن هذه الصحيفة تبين أن الإسلام ممثلاً في الرسول صلى الله عليه وسلم قد أدار الحكم ‏وشؤون البلاد وفق صيغ وقوانين وضعية ؛ ومن ثم فإن نظام الحكم في الإسلام متروك للبشر وفقاً لحاجاتهم وظروفهم ‏والعصر الذي يعيشون فيه [9] .‏

والذي نتصوره هو أن فكرة « المجتمع المدني » التي يُروَّج لها في بلادنا اليوم ليست إلا تقليعة أو موضة جديدة ظهرت في ‏غير أوانها على حد تعبير بشارة أنشئت من أجلها مراكز أبحاث ونشرات إخبارية ودوريات علمية ومؤتمرات وندوات ، ‏تبناها مثقفون علمانيون من أصحاب التطلعات الاجتماعية والطموحات ‏
الشخصية الذين جرفتهم موضة التيار السائد ( المجتمع المدني ) دون تفكير في السؤال الهام : لماذا سارع المثقفون الآن إلى ‏تبني هذا المفهوم ؟ ‏
والجواب في تصورنا للأسباب الآتية : ‏

أولاً : المثقفون نخب مشتغلة بالتنافس على الوكالات ؛ فكما توجد حروب على الحصول على الوكالات الأجنبية في ‏الاقتصاد فكذلك يوجد تنافس بين النخب الثقافية على وكالات الأفكار ، وبخاصة أن مؤسسات المجتمع المدني يتم تمويلها ‏بأموال المساعدات الغربية ؛ فمؤسسات المجتمع المدني تقوم بإرسال أخبار الأوضاع الداخلية للبلاد إلى الخارج ، وتراقب ‏الانتخابات في الدوائر العمالية والنقابات ، كما تستفيد من تقارير هذه المؤسسات وخاصة تلك العاملة في مجالات التنمية ‏والصحة والمرأة والأقليات في الاختراق المعرفي ، أو ما تسميه ( ثناء المصري ) : اختراق النقاط المنعزلة البعيدة في جسد ‏المجتمع ، وإدماج البلاد في السوق الرأسمالي وتدعيم عملية التطبيع مع إسرائيل كما كشفت عن جانب من ذلك أحداث ‏مركز ابن خلدون الأخيرة في مصر . ومما يدعم هذا الرأي أن ثقافة النخبة كما يعترف أصحابها بأنفسهم ليست واقعاً أو ‏حقيقة صلبة إنما هي متغير معرض دائماً ليد المصالح الخفية ، وحسابات النظام والقوة [10] .‏

ثانياً : وجد المثقفون أنهم حينما يتحدثون عن المجتمع المدني يتحدثون عن أنفسهم وعن الطبقات الاجتماعية التي يتواصلون ‏معها ؛ لأن الإرادة الخاصة لبسطاء الناس لا تنسجم مع الرأي العام الذي يمثله هؤلاء المثقفون ويحاولون عرضه على ‏اعتبار أنه مجتمع مدني ، كما أن توافر مستوى معيشي لائق بالجماهير هو شرط لتطور مجتمع مدني كامل ، وهذا الهدف ‏مستحيل التطبيق طالما بقيت هذه الجماهير في ظروف أدنى من مستوى الفقر ، مما يعني بوضوح أنها مستثناة من المجتمع ‏المدني [11] .‏

ثالثاً : وهو السبب الأكثر أهمية حيث إنه يكمن في أنهم شعروا بشدة الحاجة إلى هذا المفهوم لمواجهة الخطاب الإسلامي . ‏يقول بشارة : « إن ازدياد استخدام المثقفين العرب لمفهوم المجتمع المدني راجع إلى الحاجة لوضع أيديولوجية جديدة بيد ‏خطاب التحديث الفاشل في الوطن العربي في مواجهة الخطاب الإسلامي ، ليس الهدف إذن فهماً أفضل لآليات تطور ‏المجتمع المدني ، وإنما أداة في مكافحة المد الإسلامي » [12] ، ولهذا قام مثقفونا باستحضار المناقشات الدائرة في العالم ‏الغربي منذ ثمانينيات الأزمة البولندية عن دور المجتمع المدني في مواجهة الدولة الشمولية ، لعلها تفيدهم في مواجهة المد ‏الإسلامي ، ذلك المد الذي حاصر العلمانيين واضطرهم إلى الهروب إلى أنفاق القومية واليسارية ، فلم تسعفهم ؛ وبدلاً من ‏الاعتراف بالإخفاق راحوا يحسمون المعركة في نفق آخر هو نفق ( المجتمع المدني ) . ‏

ولا زال أهل هذه الشريحة من المثقفين في بلادنا داخل هذا النفق يتمسكون بما يسميه ( بشارة ) بتقليعة المجتمع المدني ، ‏وهم موقنون تماماً بأن المفاهيم المرتبطة بالمجتمع المدني تصطدم تماماً مع قيم المجتمع الإسلامي .‏

إن المبدأ الأساسي الذي يقوم عليه المجتمع المدني هو الفرد الجزئي وعليه يصبح المجتمع المدني تركيبة من أعضاء ‏مستقلين لكل منهم نظرة خاصة للأشياء ويعمل أساساً من أجل غاياته الخاصة ، وينظم الإنسان حياته في المجتمع المدني ‏ليس على الروابط العائلية وقدسية البنى الاجتماعية وإنما على المصالح الخاصة ، أي على كسر علاقات التعاطف وأصل ‏العائلة ، فتكون النتيجة هي قيام مصالح جزئية متنافرة ليس بينها لغة مشتركة [13] . ويسوِّغ دعاة المجتمع المدني ذلك ‏بالقول : بأن الجزئي هو نفسه الكلي وأن المصلحة الذاتية للفرد هي نفسها مبدأ مشترك يصهر الناس جميعاً في بوتقة واحدة ‏‏[14] .‏

ومن أهم مقومات المجتمع المدني مبدأ الحرية الفردية والمواطنة القومية ، ويتضمن مفهوم المواطنة القضاء على كل ‏الانتماءات القديمة دينية كانت أم غير ذلك ، كما يتأسس على حق المواطنة حرية المعتقد ، وفصل الدين عن الدولة ، وحرية ‏الرأي والتعبير مهما كان مخالفاً لانتماءات غالبية الناس العقدية ؛ فعلى كل ‏
إنسان أن يسوي أموره مع ( الله ) بطريقته الخاصة . وفي هذا المجتمع تختفي مفاهيم الفرد المؤمن ، وغير المؤمن والرجل ‏والمرأة ، والحر والعبد ، وتستبدل جميعها بمفهوم الفرد المواطن [15] . ‏

أما العلمانية فهي مفهوم لا ينفصل كلية عن المجتمع المدني ؛ بحيث يصعب الحديث جدياً عن قضايا المجتمع المدني دون ‏تناول العلمانية ليس باعتبارها جزءاً من منظومات المفاهيم التي تشكل حقل هذا المجتمع المدني وفضاءه ، بل لأنها تشكل ‏الجذر الذي تنحدر تحته كل القضايا المرتبطة به [16] . ويقر العلمانيون بأن العلمانية في بلادنا لا تمتلك ولا تستهدف بناء ‏مشروعها الخاص بقدر ما تعبر عن ‏
رفض ما يسمونه بالتصور السلفي الديني ، وعن الارتباط الوثيق بين المجتمع المدني والعلمانية . يقول محمد كامل ‏الخطيب : « فالعلمانية تبدو اليوم أكثر من أي وقت مضى سبيلاً مفتوحاً ، وربما جيداً لإنقاذ المجتمع العربي من تفتته ‏وتخلفه وربما تبعيته سواء للماضي أو للحاضر الأمريكي الأوروبي ، والمجتمع المدني هو ‏
القادر على أن يكون متماسكاً وعادلاً ، وفي هذا تعلن العلمانية أنها لم تخفق ؛ لأن في إخفاقها الموت الحضاري وربما ‏الوجودي لهذا المجتمع ، ولأن في إخفاقها العودة إلى مجتمع الملل والطوائف » كما يرتبط مفهوم المجتمع المدني بمفهوم ‏الديمقراطية التي لا انفصال بينها وبين العلمانية في المجتمع المدني ؛ بحيث لا يمكن الدفاع عن الديمقراطية كما يقول كمال ‏عبد اللطيف بدون الدفاع عن العلمانية ، وكما يقول ناصيف نصار : « الدفاع عن الفلسفة الديمقراطية يكون دفاعاً ناقصاً أو ‏مبتوراً إذا أسقط من الحساب قضية العلمانية » [17] ؛ فالديمقراطية تقوم على مبدأ السلطة التعاقدية وتقول بالاختيار ‏العلماني . وتبين مقولة صريحة لعزيز العظمة كيف نستغل الديمقراطية لنبذ الدين يقول العظمة : « إنه لا امتلاك لأسس ‏الديمقراطية إلا بانفكاك الفكر والحياة عن الارتهان للمطلق ، والتخلي عن محاولات إدغام المستقبل بالماضي ، وترجمة ‏مبادئ ومفاهيم الحاضر المعاصر إلى لغة تنتمي إلى سياق تاريخي تام الاختلاف » [18] . ‏

يرى العلمانيون أن التمسك بالعقيدة ( تعصب ) يؤثر سلبياً على العلاقات داخل المجتمع المدني الذي يفترض التعدد والتنوع ‏وحتى الاختلاف في مقوماته ، ويقولون : « التعصب في جوهره نفي للآخر وإقصاء لرأيه وصوته ، وتمركز حول العقيدة ‏أو الأيديولوجيا والذات يمنع صاحبه من امتلاك أي تصور من الحقيقة يقع خارجه ، وهو يفترض أحادية الحقيقة والانفراد ‏بامتلاكها ، كما يفترض تقديم ‏
إجابات جاهزة على الأسئلة المطروحة والإشكاليات القائمة . والتعصب بهذا المعنى يقتل الحافز للبحث والتفتيش عن ‏إجابات جديدة أو حتى لصياغة الأسئلة القديمة بأشكال مبتكرة ، أي أنه يساهم في تكريس السائد والمعروف والتقليدي ، ‏ويصادر على المختلف والمغيب والمبتكر » [19] . وهذه العبارات تشير بشكل أو بآخر إلى رفضهم التمسك بالعقيدة ؛ لأن ‏هذا التمسك الذي يسمونه ( تعصباً ) لن يسمح بأي اختراق لتصوراتهم وأفكارهم التي من شأنها التأثير على البناء العقدي ‏للمجتمع . ‏

وكما لا تنفصل العلمانية عن الديمقراطية في المجتمع المدني فإنها لا تنفصل كذلك عن ( العقلانية ) ؛ فجميع هذه المفاهيم ‏دروع مهمتها الأساسية الحيلولة دون اختراق العقيدة لبناء المجتمع المدني الجديد . وعن العقلانية وارتباطها بالمجتمع ‏المدني ومقاومتهما للعقيدة يقول دعاة المجتمع المدني إن العقلانية هي : « تحرير العقل من المسبقات والأوهام والمطلق ؛ ‏فالعلمانية إذ تقيم سلطة العقل إنما تعلن نسبية الحقيقة وتاريخيتها وتغيرها ، بل وإمكانات تجاوزها لفتح آفاق وإمكانيات ‏للمعرفة الموضوعية عبر الانتقال من الأيديولوجيا إلى العلم ومن التبرير إلى التفسير » [20] . ‏

والذي يهمنا هنا هو أن دعاة المجتمع المدني قد انتهوا إلى حقيقة هامة أوردها طيب تيزيني على لسانأبو حلاوة اعتبرها ‏جماع القول في مسألة المجتمع المدني مؤداها : « لا يحسبن أحد أن المجتمع المدني هو الحل الناجز لكل القضايا ‏والمشكلات التي تعيشها المجتمعات المعاصرة ومنها مجتمعنا العربي ، وهو ليس ‏
مفهوماً خلاصياً أو وصفة يمكن تعاطيها وتداولها من تجاوز الراهن المأزوم إلى مستقبل ، إنه بصيغة أدق : حقل للتنافس ‏وفضاء للصراع ، وميدان لعمل القوى الاجتماعية ذات المصالح والرؤى والمواقف المختلفة بل والمتناقضة » [21] .‏

والسؤال الآن : إذا لم يكن في المجتمع المدني الحل الناجز لكل قضايانا ومشاكلنا التي نعيشها ، ونظرنا إلى العقيدة على أنها ‏أوهام ومسبقات وارتهان للمطلق ورفضنا ربط الحاضر بالماضي فأين يكون الحل إذن ؟

وإذا كان المجتمع المدني حقلاً للتنافس والصراع ، وميداناً لعمل القوى المتعارضة ذات المصالح والرؤى المتباينة ، والكل ‏يعمل فيه من أجل غاياته الخاصة ولا قدسية فيه للروابط العائلية والاجتماعية ؛ فأين ومتى تتحقق وحدة المجتمع وتماسكه ؟ ‏


المراجع:



‏(1) تطور المجتمع المدني في مصر ، أماني قنديل ، عالم الفكر ، المجلد 27 ، العدد : 3 ، ص97 . ‏
‏(2) تمويل وتطبيع ، قصة الجمعيات الأهلية غير الحكومية ، ثناء المصري ، سينا للنشر ، 1998م ، ص 165 . ‏
‏(3) المجتمع المدني ، بشارة عزمي ، دراسة نقدية ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 1998م، ص 245 . ‏
‏(4) المصدر السابق ، ص 69 . ‏
‏(5) المصدر السابق ، ص 128 . ‏
‏(6) المجتمع المدني بين النظرية والممارسة ، الحبيب الجنحاني ، عالم الفكر ، المجلد 27 ، العدد (3) ، يناير مارس ‏‏1999م ، ص 33 . ‏
‏(7) المثقفون العرب ، من سلطة الدولة إلى المجتمع المدني ، بو علي ياسين ، عالم الفكر ، العدد السابق ، ص 45 . ‏
‏(8) إشكالية المجتمع المدني ، النشأة ، التطوير ، التجليات ، كريم أبو حلاوة ، الأهالي للطباعة والنشر ، دمشق ، الطبعة ‏الأولى 1998م ، ص 6 . ‏
‏(9) المصدر السابق ، ص 107 . ‏
‏(10) المجتمع المدني ، بشارة عزمي ، دراسة نقدية ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 1998م ، ص238 و ‏‏287 . ‏
‏(11) المصدر السابق ، ص 121 . ‏
‏(12) المصدر السابق ، ص 271 . ‏
‏(13) المجتمع المدني ، بشارة عزمي ، دراسة نقدية ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 1998م ، ص 139 . ‏
‏(14) إشكالية المجتمع المدني ، النشأة ، التطوير ، التجليات ، كريم أبو حلاوة ، الأهالي للطباعة والنشر ، دمشق ، الطبعة ‏الأولى 1998م ، ص 64 . ‏
‏(15) المصدر السابق ، ص 30 . ‏
‏(16) المصدر السابق ، ص 12 . ‏
‏(17) المصدر السابق ، ص120 . ‏
‏(18) المصدر السابق ، ص 129 . ‏
‏(19) المصدر السابق ، ص 115 . ‏
‏(20) المصدر السابق ، ص 149 . ‏
‏(21) المصدر السابق ، ص 8 . ‏


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-12-2007  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  (378) الشرط الأول من شروط اختيار المشكلة البحثية
  (377) مناقشة رسالة ماجستير بجامعة أسيوط عن الجمعيات الأهلية والمشاركة فى خطط التنمية
  (376) مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة أسيوط عن "التحول الديموقراطى و التنمية الاقتصادية "
  (375) مناقشة رسالة عن ظاهرة الأخذ بالثأر بجامعة الأزهر
  (374) السبب وراء ضحالة وسطحية وزيف نتائج العلوم الاجتماعية
  (373) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية (2)
  (372) التفكير النقدى
  (371) متى تكتب (انظر) و (راجع) و (بتصرف) فى توثيق المادة العلمية
  (370) الفرق بين المتن والحاشية والهامش
  (369) طرق استخدام عبارة ( نقلا عن ) فى التوثيق
  (368) مالذى يجب أن تتأكد منه قبل صياغة تساؤلاتك البحثية
  (367) الفرق بين المشكلة البحثية والتساؤل البحثى
  (366) كيف تقيم سؤالك البحثى
  (365) - عشرة أسئلة يجب أن توجهها لنفسك لكى تضع تساؤلا بحثيا قويا
  (364) ملخص الخطوات العشر لعمل خطة بحثية
  (363) مواصفات المشكلة البحثية الجيدة
  (362) أهمية الإجابة على سؤال SO WHAT فى إقناع لجنة السمينار بالمشكلة البحثية
  (361) هل المنهج الوصفى هو المنهج التحليلى أم هما مختلفان ؟
  (360) "الدبليوز الخمس 5Ws" الضرورية فى عرض المشكلة البحثية
  (359) قاعدة GIGO فى وضع التساؤلات والفرضيات
  (358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
  (357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
  (356) المهارات الست المتطلبة لمرحلة ما قبل تحليل بيانات الاستبانة
  (355) كيف يختار الباحث الأسلوب الإحصائى المناسب لبيانات البحث ؟
  (354) عرض نتائج تحليل البيانات الأولية للاستبانة تحت مظلة الإحصاء الوصفي
  (353) كيف يفرق الباحث بين المقاييس الإسمية والرتبية والفترية ومقاييس النسبة
  (352) شروط استخدام الإحصاء البارامترى واللابارامترى
  (351) الفرق بين الاحصاء البارامترى واللابارامترى وشروط استخدامهما
  (350) تعليق على خطة رسالة ماجستير يتصدر عنوانها عبارة" تصور مقترح"
  (349) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  20-12-2007 / 12:52:39   ben hassine


Cet article a souligné un sujet très important qu’il faut le discuter et le débattre sérieusement surtout dans notre société arabo-musulmane. Tout d’abord je n’ai pas trop apprécié la première partie de cet article où l’auteur utilise des mots assez agressif pour critiquer la société CIVILE.

Par contre je suis tout à fait d’accord pour la deuxième partie lorsqu’il a souligné l’existence des organismes anonymes et même secrets qui encouragent et financent ces idées et toute autre idée proche de la culture occidentale qui n’est pas bien sûr la solution idéale ! D’ailleurs l’idéal est une question relative et le restera pour toujours !!

Ce qu’il y a de plus intéressant dans la culture occidentale c’est le sérieux , l’honnêteté , la transparence et la rigueur avec laquelle ils font participer tous les savants, tous les intellectuels , tous les experts et en général toute compétence pour développer une idée ou une doctrine ; et ce à travers une programmation , des objectifs précis et surtout des institutions bien organisés qui canalisent les idées et les résultats pour en tirer le meilleur profit, qui reste malheureusement pour leur unique intérêt ; c’est dans cet dernier aspect où se trouve le mal dans cette culture occidentale.

Par contre dans notre société arabe actuelle, les institutions existantes officielles et officieuses doivent uniquement applaudir les politiques et leurs responsables. De ce fait certains de nos intellectuels de bonne ou de mauvaise foi ; cavalent tout seul et ça ne peut porter nulle part !!

Ainsi la problématique posée par l’auteur n’est pas encore résolue !! Où est donc la solution !!

A mon avis pour réussir il faut faire participer toute compétence (intellectuelle, expert, savant, théocrate, psychologue, biologiste, …) c’est l’approche multidisciplinaire qui fait jaillir des ides et des pratiques intéressantes. Mais camper sur son idée et sur son point de vue uniques ne peut porter nulle part et au contraire ça détériore la communication et crée le désordre. Surtout de nos jours le citoyen connaît plusieurs choses et n’est pas comme 1000 ans auparavant ne sait même pas écrire ou lire.

Autre problématique ; doit on combattre tout ce qui vient de l’occident : ou bien l’accepter lorsqu’il est intéressant comme les GSM, l’Internet, etc et le refuser ou le rejeter lorsqu’il s’agit d’idée intellectuelle ou philosophique nouvelle ou n’existe pas dans notre encyclopédie arabo musulamane ??

Sachant bien ; de mon propre point de vue qu’on peut toujours joindre religion et modernité « intellectuelle » ; si bien sûr le terrain est propice : c’est à dire : absence de méfiance, confiance et respect mutuels, absence de fanatisme et d’agressivité,… sincèrement on peut même surpasser la culture occidentale ; car c’est vraie l’occident a une vision très « personnelle » et « égoïste » pour l’individu, alors que notre vision musulmane est plus globale et plus humaine…mais déjà il faut que cet individu « dans l’absolue » se sent en sécurité et peut discuter et apporter ses idées librement …bh
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الناصر الرقيق، سامح لطف الله، محمد الطرابلسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، أ.د. مصطفى رجب، كريم فارق، علي الكاش، أبو سمية، صفاء العراقي، محمد علي العقربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، يزيد بن الحسين، مجدى داود، رمضان حينوني، محمود سلطان، محمد العيادي، علي عبد العال، رشيد السيد أحمد، صباح الموسوي ، محرر "بوابتي"، أشرف إبراهيم حجاج، المولدي اليوسفي، د. عبد الآله المالكي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. أحمد محمد سليمان، عبد الغني مزوز، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد عمر غرس الله، سلوى المغربي، حسن عثمان، عراق المطيري، عبد الله الفقير، صلاح المختار، عمر غازي، د - صالح المازقي، بيلسان قيصر، طارق خفاجي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عزيز العرباوي، د- هاني ابوالفتوح، د. خالد الطراولي ، د- جابر قميحة، جاسم الرصيف، محمد اسعد بيوض التميمي، المولدي الفرجاني، محمد أحمد عزوز، أحمد ملحم، فهمي شراب، عبد العزيز كحيل، العادل السمعلي، منجي باكير، رضا الدبّابي، د - المنجي الكعبي، أحمد بوادي، د. أحمد بشير، يحيي البوليني، فتحي العابد، أحمد النعيمي، فوزي مسعود ، عمار غيلوفي، إيمى الأشقر، عبد الرزاق قيراط ، إياد محمود حسين ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. صلاح عودة الله ، كريم السليتي، أنس الشابي، الهيثم زعفان، سليمان أحمد أبو ستة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - شاكر الحوكي ، خبَّاب بن مروان الحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سيد السباعي، ياسين أحمد، صالح النعامي ، مصطفي زهران، طلال قسومي، سلام الشماع، فتحي الزغل، خالد الجاف ، رافد العزاوي، د - مصطفى فهمي، محمد الياسين، صلاح الحريري، حاتم الصولي، محمد يحي، محمود فاروق سيد شعبان، رافع القارصي، مصطفى منيغ، ضحى عبد الرحمن، حسن الطرابلسي، فتحـي قاره بيبـان، محمد شمام ، الهادي المثلوثي، نادية سعد، سامر أبو رمان ، عواطف منصور، وائل بنجدو، تونسي، د - محمد بنيعيش، سعود السبعاني، إسراء أبو رمان، مراد قميزة، أحمد الحباسي، محمود طرشوبي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. طارق عبد الحليم، د- محمود علي عريقات، ماهر عدنان قنديل، د- محمد رحال، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، صفاء العربي، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الله زيدان، د - الضاوي خوالدية،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة