رداً على بيان المحيسني ونصيحة للمجاهدين في أرض العراق والشام
محمد أسعد بيوض التميمي - الأردن
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 5636
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
“ وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ فلا تحسبن الله مخلف وعده رسُلهُ إن الله عزيز ذو إنتقام” ] ابراهيم:46 [
لقد استمعت الى بيان الشيخ المحيسني بإهتمام بالغ حول مبادرته التي طرحها للإصلاح بين الدولة الإسلامية في العراق وبين الكتائب التي أعلنت الحرب على الدولة الإسلامية في ارض الشام والتي سُميت بمبادرة الأمة فخرجت بنتيجة وخلاصة أن هذا البيان شيطاني ويصب في مصلحة أعداء الإسلام والمسلمين,وإنه ضمن سيناريو مُعد سلفاً لمؤامرة ضخمة تستهدف إجهاض المشروع الإسلامي الحقيقي الذي يهدف الى إعادة الخلافة على منهاج النبوة فسوء النية واضحة فيه وضوح الشمس,فهو ينسف أي مُبادرة أومحاولة للإصلاح في المستقبل بين الدولة الإسلامية وكل المخلصين والصادقين في الثورة السورية المباركة وفي مقدمتهم جبهة النصرة,
فالبيان مختل بالكامل صياغته واضح أنها هدفت إلى إغراء العداوة والبغضاء بين قطبي المشروع الإسلامي في أرض الشام والعراق جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام وبين المخلصين من الكتائب المجاهدة من خلال شيطنة الدولة الإسلامية في العراق والشام أمام المسلمين الذين يعتقدون بها خيراً وبأنها تمثل المشروع الإسلامي الحقيقي بعد أن هزمت أمريكا في العراق شرهزيمة,وتقوم الأن بتطهيرالعراق من الروافض الشيعة المجوس.
(فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ)] النور:13 [
فوالله لولا رجال الدولة في العراق أولي البأس الشديد على الشيعة لما بقي مسلم موحد لله في العراق ولشُيع أهل السنة في العراق كما شُيعوا في إيران قبل خمسمائة عام على يد المجوس الصفويين الذين يحتلون العراق الأن,والله لوإنتصر المشروع المجوسي الشيعي في العراق والشام لا قدر الله على المشروع الإسلامي الجهادي فسوف يصل هذا المشروع الى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقيام الشيعة المجوس بنبشه ونبش قبر أبي بكروعمر رضي الله عنهما والوصول الى البيت الحرام كما تأمرهم عقيدتهم ويأمرهم دينهم المجوسي للإخذ ب ثأر القادسية التي أُطفئت فيها نارهم المجوسية كما فعل أجدادهم القرامطة في الثالث الهجري عندما قتلوا الحجاج واغتصبوا النساء وسرقوا الحجر الأسود .
وهنا يخطرعلى البال تساؤلات كثيرة حول البيان وصيغته وهذه التساؤلات هي:
بإسم من أصدر الشيخ المحيسني هذا البيان هل هو بإسمه الشخصي أم بإسم جبهة النصرة؟؟
فجبهة النصرة لها أميروهوالشيخ أبومحمد الفاتح الجولاني ولأبي محمد الجولاني أمير وهوالشيخ أيمن الظواهري حفظهما الله.
فإن كان هذا البيان بإسم جبهة النصرة هل عُرض عليهما وهل تم أخذ موافقتهما عليه وإقرارما جاء فيه من تحريض وإتهامات خطيرة ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام ؟؟
وهل المحيسني ناطق رسمي بإسم جبهة النصرة؟؟
فإن لم يكن كذلك فإننا نريد أن نعرف من فوضه أن يتحدث بإسم جبهة النصرة وبهذا الشكل المُثقل بالتشويه والتحامل والحقد الأسود على الدولة الإسلامية ,فلم أسمع الشيخ المحيسني طوال 35 دقيقة المفعمة بالغل على الدولة يأتي ولو بشق كلمة على مشروع الصحوات والفتاوي التكفيرية التي أصدرها مشايخ الصحوات أمثال العرعور والكعكي وأبو بصيرالطرطوسي وروابط علماء سوريا والشام المشبوهة التي معظم أعضائها من القبوريين والمُرجئة والجهمية والسرورية والتي إستباحت دم المجاهدين من الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ولم تفرق بينهما حيث أفتوا بأن رايتهم راية عمية فبموجب هذه الفتاوي قتل600 من المهاجرين وتم التمثيل بجثثهم من قبل الصحوات والإعتداء على نسائهم وابنائهم,وطالبت هذه الفتاوي بخروج جميع المهاجرين في سبيل الله من الشام وترك الشام لأهلها بحجة شيطانية وهي أن أهل الشام أدرى بشعابها وحرموا على المسلمين نصرة إخوانهم في الدين ونصرة الدين في أرض الشام,وهؤلاء الذين أصدروا هذه الفتاوي يرفضون للأن تكفيرالشيعة والنصيرين والنظام ويرفضون إصدارفتوى بالجهاد ضدهم,بل يتحدثون عنهم بكل ادب ويصفونهم بالطوائف الكريمة بعد كل ما جرى على أيديهم من أنهار من دماء أهل السنة الزكية البريئة والمذابح والمجازرالتي إرتكبوها ضدهم في العراق والشام,وفي نفس الوقت الذي كان فيه مراجع الشيعة في ايران والعراق ولبنان يُفتون بوجوب الجهاد في أرض الشام وقتال النواصب أي أهل السنة ويرسلون ميليشيات حزب اللات ومن شيعة العراق وافغانستان والباكستان والحرس الثوري والباسيج الإيراني لذبح المسلمين في أرض الشام ومن قبل في العراق,ولقد صرح هؤلاء المراجع الشيطانية بأن سقوط طهران أهون عليهم من سقوط الشام بيد اهل السنة .
وهل كان الهدف من وراء المبادرة هو إيقاع الدولة بفخ لإظهارها بمظهرالرافضة للإحتكام لشرع الله لإصلاح ذات البين ووأد الفتنة؟؟
حيث ان البيان لم يذكر بأن الدولة لم ترفض المبادرة,ولكنها أصرت أولا وقبل أن تقبل أو ترفض أن يعلن جميع الكتائب المعنية بالمبادرة موقفهم الشرعي من تطبيق شرع الله وإقامة حكم الله في الأرض وموقفهم من مشروع الصحوات وقبل البدء بالبت بالخلاف في المحكمة الشرعية المقترحة,فكيف سيتم التحاكم الى محاكم شرعية لم يعترف بها الطرف الأخر من الكتائب عدا جبهة النصرة .
ولكن الشيخ المحيسني فاجأ العالم بهذا البيان الجهنمي ودون سابق إنذار,وكأنه ضمن سيناريو مُعد سلفاً,فهل حسب هذا السيناريو يتم عمل هذه المبادرة بإسم المحيسني ومن ثم يعمل لها تسويق في الإعلام وإستدراج بعض الأسماء المشهورة والمعروفة بمناصرة الجهاد للموافقة وتكون صياغة المبادرة بصيغة سيكون للدولة الإسلامية عليها تحفظات,وعندما تبدي هذه التحفظات وتطلب أجوبة عليها قبل أن تعلن موقفها النهائي يتم الإعلان رفض الدولة الإسلامية للمبادرة وإظهار سبب هذا الرفض بأنها ترفض الإحتكام لشرع الله حتى تظهرها بموقف الرافض لحكم الله وإفقادها مصداقيتها عند المسلمين وخصوصا عند الشباب المتعطش للجهاد تحت راية الدولة الإسلامية,فيكون بذلك قد تم تسديد طعنة نجلاء للدولة الإسلامية في العراق والشام....
فبالفعل إن بيان المحيسني الذي ظهر فجأة في أرض الشام مُحمل بالأموال جعل المسلمين في حيص بيص,وفي حيرة من أمرهم وفي حالة إضطراب,فصاروا يتسائلون عن الذي يجري ولماذا ومن هوالذي على حق ومن هو الذي على باطل وهل ما يجري في الشام جهاد أم فتنة ؟؟
وفي ظل هذا الهرج والمرج يظهر المحيسني بمظهر البطل الذي إنبعث فجأة القادم من المجهول لإنقاذ المشروع الإسلامي الجهادي في أرض الشام ومن ثم يقفزفوق جبهة النصرة ,فيختطفها بغفلة من الزمن حيث أظهر نفسه في البيان المدافع عن جبهة النصرة وبمظهرالأمرالناهي فيها,وأن لاقيمة ولا إعتبارعنده للشيخ أيمن الظواهري وأبو محمد الفاتح الجولاني حفظهما الله.
إن بيان المحيسني كان أكبر هدية يُقدمها الى أعداء الإسلام وفي مقدمتهم الشيعة والنظام النصيري والصليبية العالمية ولقد فرحوا به فرحا عظيما,وكيف لا وهو ضد أشد الناس عداوة لهم وبأسا عليهم,وكيف لا يفرحون لأنهم لا يستطيعون أن يُصيغوا بيانا مثله لإحداث الفتنة بين قطبي الرحا في الجهاد في أرض الشام الدولة والنصرة كما فعل هذا البيان الفتنة وكيف لا يفرحون وقد فتح لهم منفذاً خطيراً لإحاكة المؤامرات التي تستهدف الجميع الجبهة والدولة وجميع الصادقين والمخلصين في الثورة السورية المباركة لإجهاض المشروع الإسلامي من خلال الصحوات التي تجنب المحيسني من ذكرها أوذكرأن هناك مؤامرة ضخمة تستهدف هذا المشروع ,بل انه كان ببيانه هذا ناطقا رسميا بإسم الصحوات وبجدارة ومدافعا شرسا عنهم وعن جرائمهم التي إرتكبوها ضد المجاهدين المهاجرين والتي تجاهلها تماما,وحمل الدولة المسؤلية عن كل شيء,حتى أوحي للناس بأن جرائم النظام هي من فعل الدولة, فإتهم الدولة بأنها تقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتنسف وتدمر سوريا .
ألم يسمع المحيسني بتصريح لؤي المقداد الناطق بإسم الإئتلاف الوثني عندما قال ليلة الهجوم على مجاهدي الدولة الإسلامية الذي قال فيه لقد قضينا بساعات قليلة على الدولة الإسلامية في العراق والشام التي عجزت امريكا وأوروبا والدول العربية القضاء عليها منذ عقود .
ألم يسمع (المحيسني بتصريح أنس العبدة عضو الإئتلاف والوفد المفاوض في جنيف الذي قال فيه لقد قضينا على داعش وسنقضي وندعس على جبهة النصرة
ألم يسمع المحيسني بتصريح الصليبي الحاقد ميشيل كيلو عندما قال اذا لم تخرج داعش والنصرة من سوريا بالحسنى سنخرجها بالقوة ولن نسمح بأن تكون سوريا مسلمة
إنها مؤامرة قد حذرنا منها منذ زمن وأُعد لها في ليل بهيم,فالقضية ليست قضية مبادرة وأنما مؤامرة تستهدف منع قيام دولة الإسلام في الأرض......
لذلك نحن ننتظر بيانا من الشيخ ايمن الظواهري وابو محمد الفاتح الجولاني حفظهما الله يوضحان حقيقة هذا البيان الذي أحدث إضطرابا بين المجاهدين وبين أبناء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها,ويريد أن يُحدث فتنة تجعل المشروع الجهادي الذي يهدف الى تحكيم شرع الله في الأرض الى رماد ومن أجل العمل على تفويت الفرصة على كل المتربصين بهذا المشروع ووأد الفتنة بين أبناء المنهاج الواحد .
فالحذرالحذر يا عباد الله أيها المجاهدون,أيها المخلصون الصادقون في جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام,يا من خرجتم في سبيل الله نصرة لدين الله,إياكم أن تتجاوبوا مع الماكرين الذين لبسوا لكم لباس الناصحين والحريصين,فالمؤامرة عليكم ضخمة تم توفيرالإمكانات الضخمة لها من أجل إنجاحها,فكونوا لها بالمرصاد وكونوا عباد الله إخوانا فلست خبا ولا الخب يخدعني كما قال عمر رضي الله عنه ,فالمؤامرة تستهدفكم جميعا, وإعلموا بأننا جميعا بشر نخطيء ونصيب,فالصحابة حصل بينهم خلاف في الرأي وليس في المنهج ولكن هذا الدين بلغ مشارق الارض ومغاربها,فإعلموا أن الله غني عن العالمين.
ويا أيها المجاهدون إحذروا من هذا المحيسني فبيانه يضع علامات إستفهام كثيرة حوله,فبيانه يوحي بأنه مُكلف بمهمة إستخبارية مدروسة بعناية فائقة ومُخطط لها من جهات استخبارية على أعلى مستوى تهدف الى تحويل المشروع الإسلامي الذي يقع عبئه على قطبي الرحا الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة الى رماد,فعليكم التأكد من ذلك وأطالب جبهة النصرة التحقيق معه فالأمر جد خطير.
وأناشدكم بالله يا جند الله يا سيوف الله المسلولة ان تتوحدوا على كتاب الله وسنة رسوله وأن تزيلوا أسباب الإختلاف بينكم,فاتقوا الله بدينكم وبأمتكم,فأنتم أمل الأمة ورجاءها في إعادة حُكم الله الى الأرض واقامة الخلافة على منهاج النبوة,فلا تجعلوا للشيطان بينكم مكان,عودوا كما كنتم تحت قيادة أميرواحد من أجل إحباط المؤامرة التي تستهدفكم جميعا وإبطال مكر الذين كفروا,فلا تخيبوا رجاءنا ولا تطيشوا سهمنا,فالأمة في حزن وأسى على ما يجري بينكم وإنني ادعوا كل من يهاجم الدكتور شيخ المجاهدين أيمن الظواهري مدعياً بأنه منحاز للدولة بأن يتوقف عن ذلك إن كان حريصا على المشروع الجهادي وأنا واثق بأن هذا مرفوض بالمطلق عند الدولة الإسلامية في العراق والشام ويحدث فتنة بين أبناء المنهج الواحد,فالشيخ أيمن حفظه الله هو من السابقين الأولين في ساحات الجهاد وهو الذي غرس هذه الشجرة الطيبة التي اصبحت تأتي أكلها في كثير من ساحات الجهاد وخصوصا في العراق والشام وافغانستان,فنحن نعلم بأن ما بين الدولة والنصرة هو إختلاف في الرأي حول وضع الدولة وتواجدها في الشام وليس إختلاف في المنهج والهدف,فهما ينهلان من مشكاة واحدة وهما ثمرتين لشجرة مباركة تؤتي أكلها كل حين ومن منبع واحد وهوالقرأن والسنة ,وإنني أنصح جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام بتعيين ناطقين رسميين معتمدين بإسميهما يتم من خلالهما الإعلان عن موقفيهما لتفويت الفرصة على كل من يظن الناس بأنه يتحدث بإسميهما أو يُعبر عن موقفيهما,وإنني أنصحهما بإنشاء غرفة عمليات مشتركة للتنسيق في المعارك وتشكيل جهاز إنضباط عسكري وعدم التهاون مع أي فرد قد يُسيء بتصرفات غير مسؤولة أو يتجاوزعلى حقوق الناس وعدم إهمال أي شكوى قد ترد من الناس تتعلق بأي فرد منهما ومن أجل ذلك أنصح بتشكيل ديوان للمظالم يتلقى الشكاوي من المواطنين.
اللهم ألف بين قلوب المجاهدين وإعلموا بأن النزاع والشقاق بينكم سيذهب ريحكم ويفشل مشروعكم وأن الله غني عن العالمين .
(وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)] الأنفال: 46 [
7-02-2014
|