(338) الخطوات الإجرائية لجمع وتفريغ وعرض الدراسات السابقة
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 11846
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تحدثنا فى الفصل "الثانى والأربعون" فى كتابنا " إعداد البحوث والرسائل العلمية" المنشور على موقع بوابتى تونس،عن مواطن الخلل فى تعامل الباحثين مع الدراسات السابقة"، لكن بعض الباحثين طلبوا إعادة عرض هذا الفصل بصورة إجرائية.
الواقع الحالى هو أن تعامل الكثير من الباحثين مع الدراسات السابقة يعتمد على أسلوب تقليدي قوامه العناصر الآتية :( إسم الباحث - عنوان الدراسة - المنهج – الأدوات – التساؤلات أو الفرضيات - نتائج الدراسة –اتفاق الدراسة واختلافها عن دراسة الباحث ). أما الواقع الآنى فهو أن البحث العلمى قد تجاوز هذه الطريقة التقليدية إلى طرق أخرى تحقق الفائدة المرجوة من الدراسات السابقة بصورة أفضل، ولهذا يصبح الجدل حول كيفية عرض هذه الدراسات طبقا للترتيب الزمنى أو غير ذلك،ضعيف الجدوى.
والآتى بعد ما يمكن أن نعتبره خطوات إجرائية فى عرض وتفريغ وتحليل الدراسات السابقة.
أولا : يقوم الباحث بجمع الدراسات السابقة التى يرى أنها مرتبطة بمشكلته البحثية ويفرغها طبقا لنموذج "جانت" المذكور فى الكتاب أعلاه (الفصل العاشر).
ثانيا : يحدد من هذه الدراسات ما يرى أنها ذات علاقة مباشرة مع مشكلته البحثية،وتلك التى ليست لها علاقة مباشرة. أما المعيار الذى يحكم به على ذلك فهو كون الدراسة السابقة أفردت الموضوع بعمل مستقل، ثم تلك التى أفردت له فصلا مستقلا، ثم تلك التى أفردت له مبحثا أو مطلبا مستقلا، مع الوضع فى الاعتبار أن أمر درجة العلاقة هذه نسبي، ولهذا فهو متروك لتقدير الباحث.وبناء على ذلك المعيار فإن هذه الدراسات ذات العلاقة المباشرة تكتب فى فصل الدراسات السابقة. أما الفقرات والإشارات غير البارزة التي ظهرت عرضًا في دراسات ليست وثيقة الصلة بمشكلة البحث، والمعلومات التي صلتها ليست وثيقة به، فهذه تكتب ضمن المادة العلمية التي سوف يؤلف منها الباحث صلب بحثه. وتظهر مساهمة الباحث هنا في المجهود الذي يلم به شعثَ مادة متفرقة أو متناثرة في مراجع عديدة، أو توضيح قضية غامضة،أو استنتاج جديد، ويجب عند عرض الباحث للدراسات السابقة أن يراعي ترابط فقرات الدراسات السابقة بشكل متسق ومنطقي.
ثالثا : يصمم الباحث جدولا تحتوى خلايا أعمدته على العناصر المتعلقة بمشكلته البحثية، وتحتوى خلايا صفوفه على الدراسات السابقة،ثم يحدد ما كتبته هذه الدراسات عن عناصر مشكلته البحثية،ثم يكتب فى ورقة منفصلة ماذا كتبت هذه الدراسات جميعها فى هذا العنصر وغيره.
رابعا :يدخل الباحث ضمن خلايا الأعمدة عناصر أخرى مثل (المفاهيم الاصطلاحية - المفاهيم الاجرائية - الإطار النظرى -منهج الدراسة - أدوات الدراسة - المصادر والمراجع - المادة العلمية – العقبات – النتائج )، ويحقق الباحث الاستفادة من هذه العناصر على النحو الآتى:
خامسا : الاعتبارات التى يجب على الباحث أن يراعيها عند عرض الدراسات السابقة:
1- ألا يستعرض الباحث الدراسات السابقة كاتبا بعد كاتب، أو دراسة بعد دراسة مبينا أوجه القصور فى هذه الدراسة أو تلك،وإنما يعرضها طبقا لموضوعات الدراسات جميعها. ويكون محور اهتمام الباحث هنا :" ماذا قالت أو ذكرت تلك الدراسات السابقة البارزة مجتمعة حول عنصر من عناصرالبحث المقترح ".
2- كيف كتبت هذه الدراسات عن هذه العناصر.
3- كم عدد الذين كتبوا في كل عنصر.
4-هل آراؤهم متفقة أم مختلفة أم متعارضة؟ وإلى أي درجة.
5- ما هوالتوجه العام أو السمة البارزة فى هذه الآراء.
6- هل عالجت هذه الكتابات مجتمعة جميع عناصر المشكلة البحثية بشكل لا يترك مجالاً لدراسة أخرى في الموضوع؟ أم عالجتها بشيء من القصور، أو عالجت بعض عناصرها فقط بصورة وافية؟ أم عالجت جميع العناصر، ولكن بصورة ضعيفة وبمناهج مهلهلة أدت إلى نتائج خاطئة.وطبقا لذلك يبين الباحث عدم تطرق الدراسات السابقة لمشكلة البحث من الزاوية نفسها، والمنهج نفسه، وأن هناك جوانب فى هذه الدراسات لا تزال فى حاجة للبحث.
وانطلاقا من هذه النقطة يوضح الباحث كيف قادته الدراسات السابقة إلى النقطة التى سيبدأ منها دراسته المقترحة، وكيف تعتبر دراسته هذه امتدادا لنتائج الدراسات السابقة.
وعلى الباحث أن يستعرض كل هذه الخطوات يطريقة تفى بالغرض وتصلح لأن يستفيد منها الباحثون الآخرون.
----------
المصادر
انظر كتابنا "إعداد البحوث والرسائل العلمية من الفكرة حتى الخاتمة"،كلية التربية،جامعة الأزهر، قسم الخدمة الاجتماعية وتنمية المجتمع،1434هـ -2013م. الفصل العاشر والفصل الثانى والأربعون،المنشور على موقع بوابتي(216).وهذان الفصلان مستخرجان وبتصرف كبير من كتاب الدكتور سعيد اسماعيل صينى، قواعد أساسية في البحث العلمي.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: