صفاء العراقي - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5174
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نحن إذ نعيش أيام شهر رجب وهو من الأشهر العظيمة والمباركة الذي ورد فيه ذكر الكثير من الأعمال التي يستحبّ الإتيان بها في هذا الشهر العظيم ومنها الإكثار من الدعاء في كلّ وقت وبعد النوافل والفرائض، والإكثار من الإستغفار، لكني سأركز هنا على قراءة القرآن الكريم وفضلها بصورة عامة.
إن قراءة القرآن الكريم كل يوم ضرورية للفرد المسلم لعدة أسباب وسأحاول في هذا المقال الاشارة الى بعض منها وتسليط الضوء ضمن قراءة مبسطة للتوجيهات والاعمال العبادية التي ربى العلماء أتباعهم عليها ومنها على وجه الخصوص قراءة القرآن الكريم.
تتسم قراءة القرآن خاصة كل يوم بسمات وميزات مهمة فهي تبعد الانسان عن كونه مصداقا لمن اتخذ القرآن مهجورا زيادة على ذلك فأن القرآن يعتبر من أعظم وأكبر أسباب تثبيت الإيمان في قلوب المؤمنين فهو يلقي في قلوبهم الطمأنينة، وفيه راحة للأعصاب وتثبيت للإيمان واستقرار للجناب.
كذلك فإن قراءة القرآن تشعر الإنسان بالثقة وعدم تخلي الله سبحانه عن عباده، وتلقي في قلب المؤمن السكينة وتبعد عن الإنسان جميع الشبهات التي تتوارد إلى خاطره، وتشعر الإنسان بالثقة والتفاؤل وتجعله متوازناً وعزيزاً، وتبعده عن التشاؤم والسوداوية والإحباط واليأس.
ويعتبر القرآن الكريم وقراءته شفاء لما في الصدور وسبب لإبعاد الإنسان عن الخوف والخرافات والأوهام، فهي تشفي الإنسان من جميع ألوان الحيرة التي تنتابه.
وعلى هذا النهج علم الانبياء والائمة والصالحون (صلوات الله عليهم) أتباعهم فقد ورد في الكافي: ج2 ص 610 ح5. عن علي بن أبي حمزة قال: سأل أبو بصير أبا عبد الله وأنا حاضر فقال [أبو بصير] له [لأبي عبد الله عليه السلام]:
جعلت فداك أقرأ القرآن في ليلة؟
فقال: (عليه السلام): لا،
فقال: في ليلتين؟
فقال: (عليه السلام): لا،
حتى بلغ ستّ ليال،
فأشار (عليه السلام) بيده فقال: ها،
ثمّ قال: (عليه السلام): يا أبا محمد، إنّ من كان قبلكم من أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) كان يقرأ القرآن في شهر أو أقل.
وإنّ القرآن لا يقرأ هذرمة [سرعة] ولكن يرتل ترتيلا إذا مررت بآية فيها ذكر النار وقفت عندها وتعوّذت بالله من النار.
فقال أبو بصير: أقرأ القرآن في رمضان في ليلة؟
فقال: (عليه السلام): لا،
فقال: ففي ليلتين؟
فقال: (عليه السلام): لا.
فقال: ففي ثلاث؟
فقال: (عليه السلام): ها،
وأومأ بيده نعم شهر رمضان لا يشبه شيء من الشهور، له حقّ وحرمة.
وأكثر من الصلاة ما استطعت.
وبهذا يتضح لنا المنهج العبادي والتربوي الذي رسمه لنا المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني وبالتحديد إلزامه بقراءة جزء من القرآن الكريم كل يوم وختم القرآن في شهر لما في ذلك من تربية روحية ومحاولة للارتقاء بالنفس الانسانية والتعلم من الآيات القرآنية كل ما هو سبب للعلو والتكامل الروحي، واحراز للفضل والثواب العظيم الذي يترتب على قراءة القرآن، فقد ورد في بحار الأنوار : ج92. أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:
يا سلمان عليك بقراءة القرآن فإنّ قراءته:
«كفارة الذنوب، وستر من النار، وأمان من العذاب، ويكتب لمن يقرأ بكلّ آية ثواب مائة شهيد، ويعطى بكلّ سورة ثواب نبيّ مرسل، وتنزل على صاحبه الرّحمة، وتستغفر له الملائكة، واشتاقت اليه الجنّة، ورضي عنه المولى، وإنّ المؤمن إذا قرأ القرآن نظر الله اليه بالرّحمة وأعطاه بكلّ حرف نورا على الصراط.
يا سلمان:
المؤمن إذا قرأ القرآن فتح الله عليه أبواب الرحمة، وخلق الله بكلّ حرف يخرج من فمه ملكا يسبح له الى يوم القيامة»
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: