سرقات الحكام وتسببها بدموع الأرامل والأيتام .. تقرير مصور
صفاء العراقي - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5781 Safaa.aliraqi93@yahoo.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الشخص الذي فقد أباه أو كلا والديه قبل أن يبلغ الحلم يدعى باليتيم، والمرأة التي مات زوجها تدعى بالأرملة.
وإذا أردنا معرفة نظرة الدين إلى اليتيم فإن الإسلام قد أوصى برعاية اليتيم، كما أن كفالة اليتيم من الأعمال الطيبة التي تقدسها الشرائع السماوية وتقدرها المجتمعات في مختلف الأزمان، ومن هذه الناحية فقد أولى الإسلام اليتيمَ أشد الاهتمام وعظّم مكافأة الإحسان له وقد وردت بهذا الخصوص نصوص قرآنية وأحاديث نبوية شريفة كثيرة تحث على الإحسان إلى اليتيم.
والمرأة في حال موت زوجها تعيش حالة الترمل التي تعتبر أشد وطئاً وعبئاً عليها، فهي بعد فقد عائلها تواجه، في الغالب، مسئولياتها والكفاح من اجل إعالة أولادها، فضلا عن معاناتها من نظرة بعض المجتمعات لها كونها بلا زوج.
وتحت ظل الواقع المتردي فهي مضطرة إما أن يسوقها الجوع إلى الاستجداء لسد رمقها وأطفالها، وإما أن تقوم بعرض قوتها البدنية للعمل، وإما إن تعرض جسدها لوحوش الأرض يعبثون بها وبأطفالها مقابل منحها فرصة للحياة.
الظواهر المؤلمة في العراق ومنها ظاهرة الترمل واليتم، إذا لم تلتفت لها كل الجهات المعنية بقوة وحزم عن طريق تشريع قوانين فورية والتفاتة جادة ترعى الحقوق وتضمنها، لا عن طريق الهبات الوقتية التي تمنحها هذه الجهة أو تلك، فإنها ستؤدي إلى نهاية مأساوية لا تحمد عقباها بما للكلمة من معنى.
وحسب منظمات دولية فإن العراق يتصدر نسبة الأرامل والأيتام في العالم، وبالتالي فأن عدم قيام الحكومة بدورها للحد من هذه الظواهر السلبية الناجمة عن الانفلات الأمني وغيـاب سلطة القانون في البلاد، وما ينجم عنها من قتل وتهجير وخطف، يؤدي بالمجتمع العراقي إلى الهاوية.
وكانت منظمة اليونيسيف قد أكدت أن حصيلة العنف في العراق بلغت أكثر من 5 ملايين و700 ألف طفل يتيم حتى عام 2006 نتيجة اغتيال آبائهم، أو أنهم قُتلوا في حوادث التفجيرات والمداهمات المسلحة وسقوط القذائف والقتل الطائفي والقمع والإرهاب والتعذيب في سجون حكومة الفساد.. فكم ستكون الحصيلة حاليا؟؟!!
ومعظم هؤلاء يعاني سوء التغذية والأمراض المزمنة، والمعدية وأن قسماً كبيراً منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعيش قسم كبير منهم بلا مأوى في الشوارع وقسم آخر جرفه أصحاب الرذيلة وأرباب الجريمة.
وبجانب كل هذه الظروف التي يعانيها الأيتام والأرامل لم ترحمهم الدولة فباتوا يعانون إهمالها.
وفي تظاهرة احتجاج ورفض واستنكار كان للنساء الأرامل والأيتام الدور البارز فيها، نددوا بغضب وسخط على نهج الحكومة الفاسدة، وما سببته بعد الحزن والمصاب من عدم حماية الساسة للأرامل والأيتام، بل زادوا في تعذيبهم النفسي وآلامهم حيث الفساد المستشري والإهمال، والقتل بطريقة أخرى لا تقل وحشية عن قتل الأزواج والآباء الأبرياء، وذنب الجميع أنهم ولدوا وعاشوا في العراق.
وللتمرد على هذا الوضع شارك بعض الأيتام والأرامل في التظاهرات التي نظمها أتباع المرجع العراقي السيد محمود الصرخي الحسني والتي خرجت الجمعة 24 ـ 8 ـ 2012م في مناطق عدة من العاصمة بغداد والمحافظات العراقية الأخرى في تظاهرة أطلقوا عليها "دموع الأرامل والأيتام بسبب سرقات الحكام" مطالبين بالحقوق وموجهين مطالبهم إلى منظمات حقوق الإنسان العالمية والى الأمم المتحدة والى الاتحاد الأوربي والى كل من يدعي الإنسانية وخدمتها بعد اليأس من ساسة البلاد الذين انسلخوا من كل اعتبار إنساني.