طلال قسومي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6949
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا ينكر أحد عاقل كون منطق الجهويات والعرقيات كان سائدا في بلادنا طيلة الستين سنة الماضية ولكن الساحات والشوارع زمن الثورة والحراك الجماهيري استل وريد الجهوية من جسد وعقل التونسي ليزرع مكانه الوحدة والاتفاق على ذات المصير وذات الوطن فما بالي البلهاء والأغبياء يريدون اليوم بعث واحياء هذه التفرقة من جديد فبعد سياسة التحديد العرقي القائم على الإيديولوجيات الدينية وتحديد الجماعات وفقا للمظهر الجسدي فإن اليوم في تونس تظهر من جديد نوازع العرق والجهة لبعثة البلبلة والتفرقة في وطننا فكيف تودون تقسيمنا هل وفقا لسياسة القطيع أم وفقا للجذور القبلية التي ولى عهدها في بلادنا؟
بلادنا هذه هي من أوائل الأوطان في العالم العربي والإفريقي التي جرمت العبودية؟ فكيف لنخبتها ومثقفيها أن يدعو لعبودية العرق من جديد؟
بلادنا تجاوزت منطق الإنتماء الذي كرسه الإستعمار للأولياء الصالحين وقتل كل نوازع الفرقة وقامت ببتر أعضاء الجهويات. بلادنا بناها بذات القدر أبناء الوسط والجنوب والساحل من ابن الحامة بقابس " محمد على الدغباجي" إلى ابن جربة ميدون "صالح بن يوسف" إلى ابن الساحل " الزعيم الحبيب بورقيبة" ولم تكن الفرقة لتجد مكانا بين الهمامة ( قفصة وسيدي بوزيد) والفراشيش و ماجر ( بالقصرين) وجلاص ( بالقيروان)
فما بالكم اليوم تريدون إعادتنا للعتمة والتناحر فبعد الدعوة إلى تحديد الإنتماء عبر الجسد وفقا لقانون اللباس واللحية لشيوخ الوهابية اليوم تنادون بالتفرقة وفقا لمنطق التقسيم الجغرافي للبلاد
يا سادتي وأخواتي ورفقائي أنظروا إلى هواياتكم فستجدون كون انتماءنا واحد ووطننا واحد ثم رجاءا أعيدوا تأمل تاريخكم فستجدوننا في ذات التاريخ نشترك. وتبقي تونس بحكمة شعبها أبية عن الفرقة والترهات التي يتبنها الأغبياء ولنشرها يوظفون المساحيق الإعلامية فرجائي أن تكفوا أيديكم عن بلادنا فلن تكون تونس لبنان ولا العراق ولا جزائر التسعينات فنحن بلد طيلة ثلاثة ألاف سنة وفق في الجمع بين جميع الأعراق والحضارات فعدوا عن خبث نواياكم وكفوا بلاهتكم عن هذا الشعب الذي أطلق ألسنتكم لتعززوا صموده وتحققون كرامته وليس لسفك دمائه وبعث الفرقة بداخله كفوا كفوا كفوا...
وتذكروا صمتكم المرير طيلة عهود مضت وفكروا قليلا لتعويض هذا الصمت المرير بفعل حسن يرتقي بالبلاد وينسي أهلكم خنوعكم يا من أصبحت أصحاب قضايا ولسان بعد ما كنتم أصحاب جبن وخنوع فالقضية والمبدأ لتتعلموه عودوا لتاريخ وطنكم الذي تريدون به شر الفرقة فستجدون حشاد و الدغباجي ليعلموكم معنى المبدأ والقضية ...
وفي الأخير أصوغ بعض الكلمات التي ستظل نبراسا أبدي للعالم أجمع قالها الثوري الحقيقي غيفارا.
- "الوطن أو الموت"
- " إنني أحس على وجهي بألم لكل صفعة توجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني."
- " أنا لا أوافق على ما تقول، ولكني سأقف حتى الموت مدافعا عن حقك في أن تقول ما تريد"
- " حفاة على الجمر نسير وعلى الجمر تحترق أمنياتنا،, سنين الشوك غرسوها في صدورنا, فأنبتت جراحا رويناها بالذاكرة"
- " لكل الناس وطن يعيشون فيه إلا نحن فلنا وطن يعيش فينا"
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: