طلال قسومي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5370
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يحكى أن في حديث الزمان وقديم الفكر أقدمت أمة من أهل الشرق لتكسر مقدسات الكلام والتعبير متجاوزة زبانية النظام الذي ظلما يدعى بالنظام...المهم يا سادتي أفلح شباب هذه الأرض في زعزعة جثمان الملك ليتوارى عنهم شبح الخوف وينزعون عن أنفسهم لباس القطعان المطيعة فقد كان زبدهم وعرقهم يذهب بالرغم منهم إلى ملوك القصر ... أه يا سادة كم كانت عظيمة أهازيجهم في الشارع والساحات وهم يصارعون الطغيان ويتوحدون في قلب ولسان واحد وقد أفلحوا في طرد الأشباح التي كانت تجثوا على صدورهم ومع بزوغ فجر البناء الجديد -ويا خيبة المسعى- عاد شباب هذه الأرض إلى ديارهم فرحين بما أقدمت عليه سواعدهم وهم في منتهى النشوة بما تحمله ذاكرتهم من بطولات سيرونها لأولادهم وأملهم كبير في غد أفضل ومستقبل أرحم منم مضى وتركوا الساحات ليطل عليهم مع كل فجر شيخ جديد ليزايد عليهم ببطولاته وعبقريته العظيمة ولسان حاله يذكر هؤلاء الأبطال بكونه تحمل السوط والجلد وناضل بقدر كبير ضد طغيان الجلاد ... فكثرت عليهم النساك والزهاد وروايات البطولات فزهد شباب هذه الأرض في الكرسي وفسحوا المجال للوعاظ والنساك والنبلاء البسلاء ليقدوا أرضهم نحو الفلاح فما راعهم إلا وأرضهم أصبحت موطنا للمهجرين وندلاء البلاطات وساحاتهم تحولات إلى سواد عظيم تقوده الإيديولوجيات بدل من أن تقوده أفكار الإصلاح ولمّ الشمل وإنقاص بلادهم من سراق الأمس ... فتعالت صيحات الفزع والهلع في كل بيت وكل يندب وجهه على خروجه يوما للساحات ليكنسها من الجلادين والجبابرة ليفسح المجال للمناضلين والمنزهين ليتحكموا في خزينة بلادهم ليعوضوا لأنفسهم على سنوات النضال ويأخذون من جوعهم ليطعموا بطونهم
هذه حكاية ثورة قام بها شباب متمرد وواعي بالوطن وقيمه وقادها سادة نبلاء بتاريخهم وسيرتهم وبلهاء بتفكيرهم وأنانيتهم وخشيتهم من أن تتزعزع الكراسي من تحتهم...
فهل ستفيق الضمائر وتنتفض القلوب الملتحية، لتقرع نقوس الفلاح وتدفع بالبلاد نحو الصلاح
فما رأيكم يا سادة؟؟؟؟
وتبقى للقصة باقية فليزال القلم يراقب والفكر ينتج ...
--------
وقع التصرف في العنوان الأصلي كما وردنا
محرر موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: