طلال قسومي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7193
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
للدمع جفون وليس لي غير عيني لتكون جفني الذي يبكي وجعي وخير دليل على انتماء لإنسانية آدم فلو لا عيني التي تدمع وجعي وآلم غيري لما كنت إنسان.وعيني تبكيك يا حواء وتذكرك أنك إستئصلت من ضلعي ولن أبكيك إلا لحظة يوارى عليك التراب، لتعلن أخيرا مغادرتك لعرشي الذي من أجله وليت بالخلافة.
وأعرف أن الأيتام والغرباء يكفرونني لأنهم لا يعون حكمة الإلاه الذي خلقني وولني الخلافة على الأرض ولا يدركون مدى عظمته ورفاعة خلقه وتسامحه فـا إلهي خلق محمد - صلى لله عليه وسلم- وخلق كسرة وجعل لفرعون يستأنس "بموسى"، و"زليخة" تتيم بـ يوسف فله من الكرامة والسمو العظيم الذي جعله يألف ما بين القلوب ويقرب مابين أيوب والصبر، إلاهنا عظيم يا قوم وازى في كرمه وعدلته بين البشر والحيوان وجميع مخلوقاته، وليست عبادتنا له تختصر في العباءة وسواد اللحية بل في طهارة القلب ونبل الأخلاق ورحابة الصدر فتركونا من صراعات الأحقاد والانتماء فـ تونس أرض المحبة وأرض العبادة وهي بعيدة المنال عن إستراتيجيات التفرقة والفرقان، فشعبها ضاربا بجذوره في عمق التاريخ ولن يتنزل أبدا لإستراتيجية عمنا سام في أرض الرافدين ولا أفغانستان.
تونس وطننا جميعا وطن اليهود وليس الصهيوني وطن المسيح وليس الصليبي، تونس وطني وطنك يا صديقي فدع رايتها ترفرف فلا فرق بين أخ ورفيق إلا في حب الوطن، دعونا نضيق الحسابات السياسية وفراغ الإيديولوجية ولا تنسوا أن بالأمس القريب كنا صفا واحدا في وجه الطغيان، فلا تكنوا أغبياء وتسيطر على أفكاركم وانتماءكم فالرب واحد والوطن واحد ووطننا تونس وعزتنا في رايتها وكرامتنا في الدفاع والذود عنها من الأحقاد أناديكم يا أبناء وطني لتتفطنوا لمطامع العقول النجسة التي تريد أن تحيل وطننا إلى الخريف المتساقط أوراقه بدل ذاك الربيع التي أزهرت أزهره في جميع أصقاع ووطننا العربي في شساعته، أناديكم ورب واحد ولا ننسى أن الوطن واحد هو تونس، تونس حشاد... تونس "خير الدين"... وعروبتنا في صلاح الدين.
فدعونا من عبادة الأجساد ولنمر لعبادة الحق الكامنة في طهارة الروح وإنسانية الإنسان.ضيق مواطن وفراغ انتماء.
هكذا كتبت بالأمس البعيد غداة تنامي التفرقة الايديولوجية وانتشار التكفير وها أني اليوم أعود لأذيل هذه الورقة بكلمات كنت أرى نفسي ابعد الناس عن أن أشاهد واقعها من خلال تصاعد الأحقاد وتغلل العنف السياسي في وطننا الحبيب فكل يودّ لو يملك مصباح علاء الدين ليس لطلب المال والغناء بل ليطلب القضاء على من يعارضه الأفكار وينقد أفكاره في ظل بلاد خلنا أن نخبتها هي القادرة على إصلاح أوضعها وتطوير مناهج تفكير شعبيها فإذا بالنخبة كبلت بسطوة المطامع السياسية والاستراتجيات الحزبية وأضحت توظف قواعدها كبيادق تنقر أوكار ومراكز المعارضين هكذا حالنا اليوم النقابيون يريدون استرجاع آو بالأحرى فرض وجودهم بتكبيل الاقتصاد والحزب الحاكم يسعى لإركاع الكل وتوظيف جميع الوسائل المشروعة والغير مشروعة والسؤال الأهم أيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن الشعــــــــــــــــــب من كل هذا؟
فحشاد اقر بحبه للشعب وتحمل المذلة والمهانة لأجله بل انه قدم روحه قربان لحرية شعبه وديننا ينادي بالتسامح والمعاملة الحسنة حتى مع غير المنتسبين فلا تنسوا صبر حبيبنا محمد على مهانة اليهودي ورمه القمامة أمام بيته ...وحين غاب ذهب ليتفقده فأين انتم من من تدعون أنهم قدوتكم حشاد أحب الشعب ومحمد صلى لله عليه وسلم أحب أمته جمعاء..
واختم ماذا يعني "راشد" والعباسي"في تاريخ هذه البلاد كلهم ماضون ولن يبقي غير نقاء وطهارة هذه الأرض فلا تنسوا أنكم رموز وقتيين وستمضون ولكن العبرة الأهم هل يذكروكم التاريخ كما ذكر "عدي أمين" أم كما ذكر "حشاد" و"الإمام مالك ابن أنس"...
ولكم حق اختيار التموضع وهنيئا لكم بثورة صنعت كراسيكم من أجساد أبناءها وشبابها.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: