أحمد بن عبد المحسن العساف - الرياض
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 10404
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نشرع اليوم بنشر مقالات للكاتب السعودي الأخ أحمد بن عبد المحسن العساف, وسوف نقوم بذلك دوريا بإذن الله.
فوزي مسعود
صناعة الفكرة
الكتابة المبهرة هي التي تحتوي على عنصرين مهمين هما : الفكرة والبيان ؛ وإذا ما تخلفت الفكرة فالكتابة مجرد زخارف لفظية ومحسنات وسجع قد يطرب لها السامع ثم يملها بل ويمجها حين يعرضها على عقله فلا يكاد يفهم منها معنى أو مغزى. وقد تكون الفكرة حاضرة لكن ينقصها البيان العذب والكلمات الفخمة فتكون كأجمل إنسان لا يجد غير الخَلِق المرقع من الثياب فلا تنفعه ملامحه مادامت بلا حلة تنجذب لها العيون وتنقاد لها النفوس ؛ وكم من حق ضاع بسوء التعبير وكم كم من باطل سرى بطلاوة الكلام وحلو الحديث . أما تلك التي تفقد العنصرين معاً فليست كتابة أصلاً ويصدق عليها وصف الهذيان وهمهمات المجانيين وتكون كما قال ابن دقيق العيد بعد جلوسه إلى الصوفي ابن سبعين : " جلست معه من ضحوة إلى قريب الظهر وهو يتحدث بكلام تفهم مفرداته ولا تعقل مركباته " .
وقد ابتلي الناس بمطبوعات ووسائل نشر تقذف يومياً أو أسبوعياً أو دورياً أو غير ذلك مقالات ودراسات وكتباً يكاد يحلف قارئها يميناً مغلظة بين الركن والمقام أنها كتبت بالقدم لا اليد أو أنها كتبت ساعة مس أو صرع أو خبل منقطع أو متصل وما حل بنا هذا البلاء المتناسل إلا من شهوة الكلام وحب التزيد وداء الغرور ومرض الشهرة ولو بشر حال وسوء مقال؛ وبالله الحفيظ نستعيذ من الخذلان.
إن الفكرة عزيزة المنال صعبة البلوغ ولا تتأتي لأي أحد ولا تنقاد بسهولة ويسر بل قد تتمنع على الفطاحلة الكبار والأساطين العظام حتى يقول الكبير المقدم فيهم : لا أجد ما أقوله أو لا أستطيع التعبير عما يجيش في نفسي وأضرابها من العبارات التى لا تخفى على من قرأ الكبار وقرأ لهم .
والفكرة إما أن تكون جديدة لم يسبق إليها فيكون صاحبها أول من جاء بها، وقد تكون قديمة لكنها تطرح بطريقة جديدة أو من وجه لم يذكره أحد؛ وكم ترك الأول للآخر. ويتبادر كثيراً إلى الذهن سؤال مفاده:كيف نصنع الفكرة ؟
لصناعة الفكرة عدة طرق منها :
1. التفكير : وهو أكبر مصنع لها ؛ وبواسطته تتولد الأفكار من الطرق التي بعده فكلها يجتاز من خلاله إلى العالم الخارجي
2. الملاحظة والتأمل : وهما فرع من التفكير وإنما خصصتهما بالذكر لقربهما وسهولة استخدامهما ؛ وكم من شيء أو مشهد يمر بنا كثيراً ولو تأملناه لظفرنا بفكرة أو خاطرة .
3. الانصات : حيث أن سماع أحاديث الناس منجم للأفكار ؛ ولا يذهب بك الظن بعيداً ؛ فلست أعني صنفاً واحداً من البشر ؛ بل كل من سنحت لك الفرصة أن تستمع إليه _ دون تضييع الوقت _ فاستفد منه ولو كان طفلاً أو عامياً أو ضعيف إدراك ، وقد روي عن الجاحظ أنه كان يجلس لكل أحد مما جعل ذهنه متوقداً متدفق الأفكار عن أصناف الناس .
4. أحداث الساعة : وهي من أكثر المصادر استخداماً من قبل المتحدثين والكتاب .
5. التخيل والافتراض : ولا بأس في ذلك إن شرعاً أو عقلاً حتى لو كان المفترض ممنوع الوقوع مستحيلاً بدلالة غير آية من التنزيل الحكيم .
6. الحوار والمناقشة خاصة عندما يكون مع شخص مُلهِمٍ للأفكار حتى لو كنا نخالفه تماماً ؛ ولاقتناص الأفكار من المتحدثين براعة قل من يجيدها وقليل من المجيدين من ينسب أفكاره .
7. استخدام الأفكار المتداولة اختصاراً أو زيادة أواستفساراً أو تعقيباً وهذا من أسهل ما يكون .
8. الاستفادة من الموروث الشعبي المحلي أو العالمي لتوليد الأفكار ، ويدخل ضمن ذلك الأمثال والقصص . وكذلك النظر في عادات الشعوب وأخلاقهم .
9. ومن جملة تسخير الحيوان للإنسان أن في طباعها ونظامها منبعاً لا ينضب للأفكار ومن نظر في حياة الحيوان الكبرى للعلامة الدميري أو غيره تيقن من ذلك .
10. القراءة : ومهما قال الناس في الكتاب ولذة التنزه في عقول الرجال فلن يوفوه حقه ولا معشاره ؛ وأجل وأكرم وأنفس ما يقرأ كتاب الله العزيز وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم كتب العلم فكل كتاب استيقن الواحد منا فيه المنفعة أو أمن منه المضرة ؛ ويحسن التنبيه إلى أنه لا يجوز السماح للبوارق والقدحات الذهنية أن تجعل صاحبها مستسهل التقول على الله ورسوله بغير علم ؛ بل يجب الرجوع إلى التفاسير والشروحات السلفية كي لا تزل قدم بعد ثبوتها .
وبعد ولادة الفكرة وصناعتها ينبغي التريث حتى تنضج على نار هادئة من الفكر النير المتزن قبل نشرها ؛ ثم يبحث صاحب الفكرة ما وسعه الجهد وأسعفه الوقت عن فكرة مماثلة أو مناقضة لتجويد الصناعة وحمايتها من العوارض ؛ وإن حادث المفكر عقلاً يأنس إليه وروحاً يشعر بطهارتها قبل النشر فخير على خير .
وتبقى مسائل لابد من الإشارة العاجلة إليها وهي :
1. هل الفكرة حسنة لك عند الله أم سيئة ؟
2. هل تنفع فكرتك البلاد والعباد ؟
3. هل هذا هو التوقيت المناسب لعرض الفكرة ؟ وما هو المكان المناسب لنشرها ؟.
4. هل الأفضل لك كثرة الأفكار أم قلتها ؟
5. سجل أفكارك كمشاريع مستقبلية إن ضاق عنها وقتك .
6. للفكرة المبتكرة حق الأقدمية والسبق لكنها قد تواجه بمعارضة شديدة فتنبه !
7. ثمة فرق كبير بين الدرر الغرر وبين العجر البجر ؛ فاختر لنفسك وفكرك ما تحب .
وإذا فرغنا من صناعة الفكرة فلا مناص من صياغة الفكرة على الوجه الذي يجلو البهاء ويبين المحاسن؛ وكنت قد كتبت مقالة بعنوان " خطوات نحو الكتابة الراقية " وآمل أن تكون معينةً لقارئها على مزيد من إتقان الصياغة بعد ضبط الصناعة لنحصل على أعلى درجات جودة المنتج الذي يمكث في الأرض وينفع الناس.
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
26-09-2007 / 14:46:19 Abou Mohammad
Adel:
فتم تأليه بعض المفكرين بتكريمهم على أنهم محدثين و لم يفعلوا غير الحصول على الشهادات الأكاديمية و النقل الأعمى عن الغرب
Je suis parfaitement d'accord avec toi, chez nous on ne connait pas très bien les vrais cultivés dont l'orient et le golfe en compte des centaines. Ceci est dû à un grand manque de moyens d'accès à l'information. Pour celà tu trouves chez le Tunisien aujourd'hui une grande soif à connaître la pensée arabo-musulmane de laquelle on s'est malheureusement détournés. Le cultivé Tunisien (je ne généralise pas) ressemble plutôt au laïc occidental et essai d'y ressembler. On a besoin de connaître nos cultivées qui sont l'élite de cette communauté (umma) on ne les connaît pas suffisemment, pour ça j'ai demandé qu'on nous présente l'auteur de cet article, demande qui n'a pas été la bienvenue faute de compréhension par MyPortail.
26-09-2007 / 12:36:29 عادل
جازى الله خيرا كاتب المقال على إثراءه
إن هذا المقال في طرحه قد لخص أهمية الخطاب و مكانته و كيف يمكن التفريق بين الخطاب البناء و الخطاب الذي لا تجد فيه إلا جعجعة و كلاما منمقا
لم نعلم للكاتب كتابات قد يكون تقصيرا منا أو قد يكون مثقفالم يألف النشر و اكتفى بنهل العلم. و إن أجمل ما في الإنترنت هو الصدفة التي تجمعنا مع هكذا مقاربات و شخصيات لم يسندها و لم يدعمها صيت أو شهادات من الغيرو قد قدمت نفسها دون أقنعة و دون بروتوكولات و قد تكون هذه المقاربات لأناس لم يألفوا البحث الأكاديمي و لكنهم بالتأكيد من المثقفين الذين يجب أن ننصت إليهم فإن أهمَ ما في العلم العلم ذاته و ليست شخصياته فكم من عالم جليل تعلم من تلميذه شيئا !وأرى بأن هذا الموقع إختار الصواب في إعطاء الفرصة إلى الأقلام لتشارك و تنقد و تطرح الأفكار الجديدة فالحركة الفكرية لا تزدهر إلا عند البعد عن البروتوكولات و إعطاء حرية المشاركة.و لقد لفت إنتباهي إلى هذا عندما قرأت مقالا كتب في هذا الموقع ذاته عن الدكتور محمد عمارة في روايته لأول مقال نشره في جريدة ّمصر الفتاةّ وهو في المعهد الإبتدائي و كيف كان ذلك دفعا معنويا له لمزيد الكتابات. و اليوم نحن نعمد إلى القمع الفكري في جرائدنا و مجلاتنا...فتم تأليه بعض المفكرين بتكريمهم على أنهم محدثين و لم يفعلوا غير الحصول على الشهادات الأكاديمية و النقل الأعمى عن الغرب بل أصبحنا نسمع الأهوال من بعضهم في حين تم لفظ الكثير من المثقفين من عامة الناس بدعوى عدم إحرازهم لشهادات أكاديمية بالرغم من الأهمية الفكرية التي تكتسي بها أطروحاتهم واليوم إنتهى بنا الأمر إلى الركود الفكري في عالمنا العربي
25-09-2007 / 14:59:33 MyPortail
@الاخ أبو محمد
أراك تاخذ الامور بانفعال, ياأخي هوّن عليك, الامر أبسط من هذا, ونحن لم نتهمك بشيئ وحاشاك أن تكون موضع اتهام.
ومرحبا بك قارئا لموقعنا ومشاركا فعالا بأراء مفيدة ومثمرة.
25-09-2007 / 14:47:03 Abou Mohammad
Pourquoi essayez vous de me coller l'accusation d'aimer le "Madi7", je ne suis pas du genre!!
Croyez moi vous vous trompez.
Où est ce qui est le Madi7 dans le fait de présenter une personne au public? ça aidera plutôt à se rapprocher de la façon de penser de l'auteur en connaissant son environnement, ses professeurs, c'est aussi intéressant de savoir s'il s'agit d'un sociologue, d'un journaliste, d'un politicien...ça aide le lecteur à lire entre les lignes. Nous aussi, en tant que lecteurs nous avons le droit à accèder directement aux oeuvres de cette personne. Vous comment vous avez connu cette personne? Comment vous avez pu accèder à ses écritures, sûrement vous en avez entendu parler d'elle dans les médias de tous ses types, y a forcement quelqu'un qui a fait la présentation de ce monsieur. "Alhassan albassri" comment vous le connaissez? vous avez vévu avec lui? c'est parceque sa "sira" nous est parvenue qu'on le connait. Le mot "sira" doit il disparaître pour que vous soyez satisfait? Désolé mais vous m'avez encore une fois traité de "madi7" et ça c'est "Dholm" et vous connaissez bien comment le "Dholm" est grave et votre réponse ne me satisfait pas du tout.
25-09-2007 / 13:51:13 MyPortail
لعل طلبك هذا يستمد وجاهته مما تعود الناس عليه من تقديمات للمتدخلين والكتاب, تنحو نحو التمجيد المديح.
نحن لم نفعل ذلك مع من كتب بموقعنا, وارى أننا لن نفعل مع غيرهم إلا ما قد نقوم به أحيانا باقتضاب, وسبب ذلك ان القارئ يفيده أكثر ما سيقرأ للكاتب وليس مما قد يكون عليه الكاتب من صيت او عدمه.
25-09-2007 / 10:45:00 Abou Mohammad
salem alaykom
Merci pour l'article, on aurait aimé un petit paragraphe pour nous présenter l'auteur déjà, merci pour en prendre compte.
salem alaykom
26-09-2007 / 14:46:19 Abou Mohammad