هادي الكوفي - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5033 hadyhady62@yahoo.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
اسماء امرأة عراقية تعيش مع زوجها ازهر العراقي الذي يعمل في مجمع ألكتروني بأجره الشهري من أجل سد متطلبات حياتهما اليومية في ظروف العراق الحالكة والضنك المؤلم لكل شاب طموح ارتقى سلم الزوجية توا ولن تمضي عليهما سنة واحدة من تلك الحياة الجديدة.
رجع الزوج الشاب أزهرفي غروب يوم الخميس 9/1/2010م من عمله الى بيته حاملا هداياه التي اعتاد عليها في كل شهر عند استلام راتبه البسيط من صاحب المجمع الذي يعمل فيه وهذه امنية كل زوجة ترتقبها من زوجها لتفرح بما يقدمه لها وان كان شيئا بسيطا , فدخل أزهرالحي الذي يسكن فيه فرأى حركة شدة انظاره من عجلات عسكرية وشرطة محلية من أصحاب الوجوه الملثمة تجوب في شوارع الحي مرة بسرعة تذعر من يراها ومرة ببطيء تدخل الى قلب الناظر خشية الخوف منها , فأكمل ازهر المسير الى بيته مطمئنا بعد الأستغراب الذي لحقه , فطرق الباب حال وصوله البيت فاستقبلته اسماء مسرعة بابتسامتها التي اعتادت عليها عند قدوم ازهر الى البيت ففتحت الباب ورقصت فرحة بقدومه وتناولت منه هداياها وسارت خلفة الى الغرفة ففتحت ما احضره لها فشكرته فرحة وعانقته على تقديره لها واعتزازه بها واكتملت فرحتهما لذلك اليوم.
وبعد اتمام العشاء وحديث السهرة على التلفاز أخلد الأثنان الى النوم وكانت تلك الليلة حالكة الظلام بسبب الغيوم السوداء وهطول الأمطار التي يصاحبها برق ورعد وفي منتصف تلك الليلة طرق الباب طارقا يجهلاه ولن يعتدادا عليه فنهض ازهر من فراشه وتبعته اسماء تجري خلفه حافية القمدمين الى الباب , وعندما فتح ازهر الباب فأذا برجال بلباس حكومي ووجوه مبرقعة مشهرين اسلحتهم بوجهه وبصوت مرعب أنت ازهر؟ وازهر بصوته المرتجف الخائف نعم انا أزهر ما الأمر؟ فكان الجواب صاعقا له الا تعلم انت مطلوب للعدالة فلا تناقش ثم سحبوه من بين يدي زوجته بعد الضرب العنيف الذي أدمى جبهته وعينيه واوصدوا الباب بقوة خلفهم وبقيت اسماء تجول في البيت كالذي جن جنونه .
فهرعت الى هاتفها المحمول وشرعت بمكالمتها الى اخيهاأمجد الذي يبعد عنها في نفس البلدة صارخة باكية ودموعها تسيل على خديها وتقول ...امجد أخي أزهر اعتقلوه ادركني انا وحيدة في البيت خائفة ,وامجد يطمأنها اصبري أني قادم اليك لاتخافي ,,نعم انها فزعة كلما سمعت اصوات الرعد المخيفة ورصاص الأمن المتواجد في الحي ,فرن هاتفها فهرعت لفتحه واذا به اخيها امجد وهو يلوح بكلامه أختي اسماء ان الحي مطوق وممنوع التجوال لاتخافي والصبح قريب, فشهقت اسماء وكلما سمعت رعد أو صوت العيارات النارية صرخت ولطمت على وجهها وامسكت بشعرها مهرولة من غرفة الى غرفة الى أين تحتمي بعد زوجها لاتدري ومن يذهب عنها الخوف والرعب لاتعلم وعينها شابحة الى باب الدار تظن قاتلا يأتيها ليخلص عليها وهي على هذا الحال ولاتشعر الا ووضعت جبهتها من شدة الخوف على احدى الكتب التي كان زوجها ازهر يقتنيها فلما شعرت بالكتاب فنظرت اليه فأذا به القرآن الكريم فأخذت تعاتبه لما يملك من قوة ليخلصها من هذه الليلة المشؤومة ففتحت القرآن فأذا به يخبرها من آيات الذكر الحكيم ((حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَاأَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً..... الاية))(1) يونس.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: