محمد الطرابلسي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7753
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
على إثر تدهور الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية في البلاد التونسية خلال الفترة الأخيرة بفعل ارتفاع الأسعار و غلاء المعيشة و تزايد نسبة العاطلين عن العمل و انسداد الأفق بالنسبة للبعض. شاع تفكير في الشارع التونسي مفاده أن هذه الحكومة الشرعية عاجزة عن تسيير شؤون البلاد و عاجزة عن البحث عن حلول لهذه الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و ساد شعور بالحيرة و الدهشة. هذا الشعور أعتبره منطقي لأنه يرتبط بواقع مرير تعيشه البلاد بالرغم من تصريحات الحكومة التي تعتبر أن الوضع الاقتصادي للبلاد في تحسن لكن الوضع الأمني يحول دون تحقيق بعض المشاريع.
و أصبح التساؤل الشائع في الأوساط الثقافية و السياسية : ماهو البديل السياسي لهذه الحكومة شرط أن تكون بيده عصا سحرية لحل كل المشاكل ؟ السؤال يحير الجميع خاصة و أن عموم الناس لا تثق حتى في المعارضة التي يسيطر على خطابها الطموح السياسي الضيق.
في ظل هذا الوضع برزت للعموم حركة « نداء تونس » التي يترأسها الباجي قايد السبسي، و أصبح البعض يعتبر أن هذه الحركة هي البديل السياسي بأعتبار أنها تحاول استقطاب العديد من القيادات في أحزاب المعارضة. و أنا من جهتي أحذر الجميع من هذه الحركة العلمانية التي تبث مشاعر الحقد و البغضاء تجاه التيار الإسلامي بمختلف أحزابه « حركة النهضة، جبهة الإصلاح، حزب التحرير، حزب العدل و التنمية، حزب الانفتاح،... » هذه الحركة تستفز الإسلاميين و تكن لهم كرها شديدا. هذه المعطيات لا تنبني على توقعات و إنما من واقع موضوعي فرضه تاريخ رئيس حركة « نداء تونس »، فقد تداول العديد من النشطين على المواقع الاجتماعية هذه الأيام وثائق تدين الباجي قايد السبسي، و من خلال هذه الوثائق أقول للجميع بأن عليهم تحكيم ضمائرهم في الانتخابات القادمة لأن هذا الرجل له تاريخ سيء : و من بين هذه الوثائق، وثيقة تاريخية مؤرخة في 12/10/1955 مفادها أن الباجي قايد السبسي كان يشتغل مخبر لدى الاستعمار الفرنسي، لقد كان يراسل المستعمر ليخبره بمكان المناضلين الذي سماهم متمردين و عن الزعيم صالح بن يوسف. فهذه الوثيقة سرية و خطيرة تدين الباجي قايد السبسي بخيانة الوطن، إنه الخطر القادم فاحذروه.
كما أن حركة « نداء تونس» سعت في الآونة الأخيرة إلى تزوير أسماء المنتسبين إليها، فقد وجد البعض أن اسمه مدرج بقائمة المنخرطين في « نداء تونس » دون علمهم وهذا الفعل كان يقوم به التجمع المنحل من إدراج أسماء على أنهم مناشدين دون علم أصحابها و من فرض الإنخراطات في حزب التجمع المنحل بالقوة على الناس.
كما انتشرت هذه الأيام أخبار على المواقع الاجتماعية مفادها أن الباجي قايد السبسي يلقى دعما كبيرا من ملوك السعودية، دعم مالي لا حدود له و دعم سياسي. هذه الأموال سيوظفها في الانتخابات القادمة لشراء ضمائر الناس. و قد بدأ في هذه العملية منذ أسابيع باستقطابه للعديد من القيادات بأحزاب أخرى عن طريق الإغراءات المالية وهو ما سيفعله لاحقا مع عموم الناس، فأحذروه انه الخطر القادم من بعيد. فماهو الحل ؟
الحل يكمن في أن الجميع مطالب بالتصدي فكريا و ثقافيا و سياسيا لهذه الحركة التي تمثل خطرا على البلاد و تحاول إعادة إنتاج منظومة الاستبداد السابقة. كما أن عليهم تحكيم ضمائرهم فهم مسؤولون أمام الله على إختياراتهم في الإنتخابات القادمة. و قولي هذا نابع من إحساسي بالمسؤولية كمواطن تونسي بالرغم من أني أعيش ظروف إجتماعية صعبة جدا.
كما أدعو جميع الأحزاب الإسلامية أن توحد صفوفها في الانتخابات القادمة لتصبح قوة سياسية قادرة على مجابهة التحديات. و على الحكومة و القواعد الشعبية التابعة لها أن تكف هي الأخرى عن الخطاب الاستفزازي القائم على مقولة « من هو ليس معنا فهو ضدنا أو تجمعي فاسد». لأن هذا الخطاب يغذي الاحتقان الاجتماعي و يوتر الأوضاع، فأبحثوا في كيفية المصالحة أولا مع جميع الأطراف دون إقصاء مع محاسبة من أذنب في حق الناس قانونيا، لأن هنالك نزعة انتقامية في القواعد التي تمثل الحكومة من شأنها أن تجر البلاد إلى العنف و التطرف... و هذا الأمر يخدم مصلحة « حركة نداء تونس » لأن هذه الحركة تستقطب الجميع دون التحقق من تاريخ قياداتها و على رأسهم الباجي قايد السبسي...
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: