محمد الطرابلسي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6691
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نظم أهالي منطقة بئر بن عياد أيام 14 و 15 مارس إعتصاما سلميا أمام المدرسة الإبتدائية بالمنطقة، الهدف منه المطالبة ببعض المطالب المشروعة، وهي مطالب قديمة جدا تعود إلى بداية فترة الاستقلال.
و من بين هذه المطالب : ضرورة ربط المنطقة بشبكة الماء الصالح للشراب و بشبكة النقل العمومي إلى جانب المطالبة بإحداث مستوصف و تشغيل الشباب و تمكين بعض الأهالي من ربط منازلهم بشبكة النور الكهربائي.
الاعتصام كان سلميا يأتم معنى الكلمة و لكن سرعان ما صدر خبر من إذاعة صفاقس بأنه وقع إحتجاز معتمد منزل شاكر و الاعتداء عليه بالعنف المادي و اللفظي.
هذا الخبر كاذب، فصحيح أن السيد المعتمد زار المنطقة بهدف امتصاص غضب الجماهير لكن لم يقع الاعتداء عليه أو احتجازه، فبقاءه مع المعتصمين الأحرار كان بإرادته الشخصية و ليس برغبة المعتصمين.
و نظرا لأن الأهالي لم يجدوا حلا معه طالبوا بقدوم السيد الوالي إلى المنطقة للوقوف بواقعية عن احتياجاتهم المشروعة• و في الوقت الذي كنا ننتظر فيه قدوم السيد الوالي فوجئنا بقوات الأمن تقتحم مكان الاعتصام و وقع إلقاء القنابل المسيلة للدموع على المعتصمين الأمر الذي أدى إلى إصابة العديد من الإخوة بحالات اختناق، و شملت حالات الاختناق بعض النساء و الأطفال في منازلهم القريبة من مكان الاعتصام.
هذا الاعتداء الوحشي على أشخاص يطالبون بحقهم في العيش الكريم و بأبسط المرافق الأساسية حدث في الليلة الفاصلة بين 14 و 15 مارس، و بعض بقايا الاعتداء لازلنا محتفظين بها كدليل لإدانة أعوان الأمن. إنها دولة البوليس مستمرة.
و في اليوم الموالي أي يوم 15 مارس تواصل الاعتصام مع المطالبة بقدوم السيد الوالي، و على الساعة الواحدة ظهرا قدم السيد الوالي إلى المنطقة وسط حشد من قوات الأمن و الجيش. قوبل هذا الحشد من قوات الأمن و الجيش بترحيب من الأهالي الذين أصروا على المحافظة على الطابع السلمي للاعتصام.
زيارة السيد الوالي تحمل في طياتها جوانب سلبية وأخرى إيجابية : السلبي هو أن السيد الوالي توعد أهالي المنطقة العزل بالتتبعات العدلية بتهمة تعطيل حركة المرور و الأمر الإيجابي هو أن سيادته كان متفهما لمطالب السكان المشروعة و قدم وعود للاستجابة إليها.
السؤال المطروح هنا، هل أن السلط الجهوية مطالبة بمحاسبة السكان لمجرد مطالبتهم بالعيش الكريم أو محاسبة أعوان الأمن الذين استخدموا القنابل المسيلة للدموع ضد الأطفال و النساء ؟
و إنتهى هذا الإعتصام بمجرد مغادرة السيد الوالي صحبة وفده للمنطقة، ولكن سنعود من جديد إلى الإعتصام في حالة عدم تحقيق المطالب مهما كانت ردة فعل المؤسسة الأمنية.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: