محمد أحمد عزوز - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4446
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
منذ أن يصل الشاب إلى مرحلة البلوغ، وهو يرسم في مخيلته فارسة أحلامه، أو أميرة مملكته الصغيرة، التي تملأ عليه الدنيا، وتكون عوناً وسنداً له بعد عناء يوم شاق من العمل، مليء بالمشاكل والمنغصات، يلجأ إليها عندما تضيق به الحياة، ولا يجد صدراً حنوناً يلجأ إليه وقت الحاجة.
ما حدا بأحد الفنانين التشكيليين، وهو يفكر ملياً في أميرة أحلامه، أن يرسم لها صورة من واقع الخيال، على الرغم من أنها غير موجودة في الأساس، ولم يعثر عليها، ولكنه تخيلها، وتمنى أن يرتبط بها، ومازالت هذه الصورة موجودة إلى يومنا هذا، ألا وهي «الموناليزا» التي كثيراً ما تداولناها دون أن نعلم حقيقتها، حتى ظن كثير منا أنها لفتاة حقيقية.
جعل الله الزواج رباطاً وثيقاً بين الزوجين، وأوصى به نبينا الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، وحث عليه، وهو من سنن الحياة الكونية، فلا يوجد كائن حي إلا ويوجد منه زوجان «ذكر وأنثى»، لكي يخلد كل منهما إلى الآخر، ويكونا سبباً للتناسل وتعمير الأرض.
بعض الفتيات لا تعرف معنى الزواج، وتفهمه خطأ، وتتعامل مع زوجها على أنه غريب عنها، حتى إنه كلما أسر لها بأمر، أخبرت به أهلها، حتى أدخلته في مشاكل وكراهية معهم دون داع.
جاءني أحد الشباب، حديث الزواج، يجر ذيول الحسرة والخيبة، يشتكي بكل مرارة من زوجته، التي صرف عليها كل ما يملك من أموال، لتكون زوجة له وشريكة حياته، وأتى لها بكل ما طلبه منه أهلها، ولم يقصر معها في شيء حتى بعد أن تم الزواج.
فوجئ بعد أيام معدودة من الزواج، أن حماته أخبرته بحديث دار بينه وبين زوجته في غرفة النوم، وكانت الأبواب موصدة، ليس معهم أحد إلا الله، المطلع على العباد، مما آلمه كثيراً وجعله يعرف أن زوجته لا تؤتمن على سر.
بعد ذهاب حماته لحال سبيلها، جلس مع زوجته لكي يعاتبها على ما بدر منها، ويخبرها بأن ما يدور بينهما لا يجب أن يطلع عليه أحد، لأنه لا يحب أن يتدخل أحد في شؤونهم الخاصة، وبالفعل وافقت على طلبه.
لم يمر أسبوع إلا وفوجئ بشقيق زوجته يخبره بما دار بينه وبين زوجته من حديث، حتى إنها أخبرت والدتها بأشياء لا يجب أن يعرفها أحد أو يتدخل فيها.
فور مغادرة شقيق زوجته، جلس معها في جلسة ودية، وأخبرها بأنه يحبها، ولا يريد أن يفرط فيها، وقد نهاها مراراً عن الحديث مع أحد فيما يجري بينهما، ووعدته بأنها لن تفعل هذا لاحقاً، ومع ذلك قامت بتكرار الخطأ ذاته، فأنذرها إن لم تنتهي عن هذا الصنيع فسيكون مصيرها الطلاق، فبكت بشدة، وأخبرته أن أمها هي من تسألها بإلحاح، لكي تعرف كل ما يدور بينهما، فأمرها أن تمنع أمها من المجيء إليها، وإن أرادت أن تراها أو تطمئن عليها فعليها الذهاب إليها.
شكرت له صنيعه، لأنه فعل الصواب، طالما أن حماته تتدخل فيما لا يعنيها، وتأتي إليهما بالمشاكل، فلا داعي لمجيئها، وأخبرته أن ينصح زوجته بكل لين ولطف، حتى تتعود عليه، وتعرف طبعه، وتعلم أن العلاقة بينهما أقوى وأنبل من أن يطلع عليها أحد أو يتدخل فيها، طالما أنها على خلق ودين، فسيأتي منها، لكن الأمر يحتاج إلى وقت.
بعض الحموات، وللأسف الشديد، يتدخلن في حياة بناتهن، ويسألنهن عن كل صغيرة وكبيرة تحدث في بيوتهن، ظناً منهن أنهن يطمئنون عليهن، وهن في حقيقة الأمر يخربن بيوتهن، وقد حدثت حالات طلاق كثيرة بسبب تدخل الحموات في حياة بناتهن الزوجية.
أسأل الله تعالى أن يحفظ بيوت المسلمين من الغيبة والنميمة، وأن يكتب لها حياة سعيدة، وخالية من المشاكل والمنغصات، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
محمد أحمد عزوز
كاتب وناشط سياسي مصري
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: