البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تباً للمتحولين

كاتب المقال محمد أحمد عزوز - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4710


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أتعجب كثيراً عندما أشاهد أناساً كانوا بالأمس القريب ناصريين، ويحاربون جماعة الإخوان المسلمين، بكل ما أوتوا من قوة، ثم تخلَّوا عن مبادئهم ومعتقداتهم، وانضموا لها فور سقوط حكمها. والأدهى من ذلك والأمر، أنهم أصبحوا يدافعون عنها بكل الحيَّل، وهذا ليس غريباً عنهم، بل إنه طبيعي، لأن أصحاب الذمم الدنيئة لا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية، لأنهم مفتقدون للضمير، ولا يعرفون الوطنية، ولا حقوق الآخرين، التي ينادون بها بكرةً وعشيا، وصدّعوا بها أدمغتنا ليلاً ونهاراً، حتى إننا تخيلنا في يوم من الأيام أنهم وطنيون ويحبون بلدهم.

ناقشت أحد المتحولين، الذين يدافعون عن جماعة الإخوان، وعن سوء أخلاقهم، رغم أنني أعلم يقيناً، حقيقته الدنيئة، وأخلاقه الحقيرة، وشدة نفاقه وريائه، وأنه لا يبحث إلا عن كسب الأموال، بأي طريقة كانت، لا يضيره مصدرها، ولا يعنيه إن كانت حلالاً أم حراماً، إلا أنه تبجح كعادته، متذرعاً بأنه متعاطف معها لأنها جماعة إسلامية، تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية، على الرغم من أنه عديم الأخلاق وليس له دين ولا ملة ولا ثابت على رأي، ولا يعرف من الدين إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، ولا من الوطنية إلا الرياء والسمعة.

أخبرته بأنها ليست جماعة إسلامية، كما تدّعي، إنما تستغل الدين لجلب تعاطف الجماهير. وتوجهت إليه متسائلاً: ماذا فعل الإخوان لخدمة الدين؟ فأجابني بوقاحته المعهودة: وهل منحت فرصة لتفعل شيئاً؟ فأجبته: نعم، مُنحت فرصاً عديدة، أيام نظام مبارك، وكانت علاقتها به وطيدة، والدليل على ذلك، أنها جلست معه على طاولة المفاوضات عدت مرات، ونتيجة لذلك منحها 83 مقعداً بالبرلمان، وليس بخافٍ على أحد أنها لم تشارك في تظاهرات 25 يناير إلا بعدما علمت أن نظامه أوشك على السقوط. وفور سقوطه، سارعت للمجلس العسكري السابق، للتفاوض معه على تقاسم السلطة. ثم وصلت بعد المرحلة الانتقالية إلى الحكم... أليست هذه فرص كثيرة مُنحت للإخوان! فسكت ولم ينبث ببنت شفة، لأنه يعلم أنه على خطأ، ومع ذلك لم يُفكّر في التراجع عن رأيه، لأنه حصل من الإخوان على أموال، أجبرته على تغيير موقفه.

مثل هذا الشخص، مكانه الطبيعي المعتقل، لأنه كالسرطان الخبيث، متغيّر، وليس له مبدأ ثابت يدافع عنه، لأن إلهه المال، وأفكاره كلها هدامة، حتى إنه يعبد الله الواحد القهار رياءً وسمعة، من أجل الحصول على مقابل مادي، مثله الأعلى في ذلك جماعته الإرهابية المحظورة، التي هي أخطر على الأمن من الكيان الصهيوني الغاصب.

وفي نهاية المطاف، فالإخوان.. رسبوا دينياً، لأنهم ليسوا متدينين، ولم يسعوا لتطبيق شرع الله، بل إنهم جعلوا الإسلام شماعة يعلقون عليها أخطاءهم.. ورسبوا سياسياً، لأنهم طمعوا في الحكم، وهرولوا إليه، دون التفكير في عاقبته، لأن من طُلِبَ لشيء أعانه الله عليه، ومن سعى إلى شيء، وكله الله إليه.. ورسبوا أخلاقياً، عندما عملوا لحساب جهات أجنبية، من أجل الحصول على الأموال، وعندما سمحوا لأنفسهم بحرق العَلَم، وعندما نَكَلّوا بمعارضيهم، وعندما قطعوا الطرقات و..... إلخ.
أسأل الله تعالى أن يهدي هؤلاء، ويصلح حالهم، ويشفي فساد صدورهم، ويكتب لمصر الأمن والاستقرار، ويُحكّم فيها خيار أبنائها، ويبارك في جيشها وشرطتها، ويحفظ شعبها من كل مكروهٍ وسوء ... إنه ولي ذلك والقادر عليه.

-----------
محمد أحمد عزوز
كاتب مصري حر


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الثورة المضادة، الإخوان المسلمون، المجلس العسكري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-12-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  رسالتي إلى السيسي
  للمعارضة معانٍ
  تباً للمتحولين
  التأهيل قبل التطبيق
  محاولات فاشلة
  لا للإرهاب
  الغباء السياسي
  فوضى انتشار السلاح
  الأمن المصري.. يحتاج إلى تقنين أوضاعه
  من «محظورة» إلى «إرهابية»
  عودوا لرشدكم
  إنها إرادة شعب!
  وسقط القناع
  لمُّ الشمل
  إلى القضاة ..
  التطهير الأمثل
  اتحدوا.. لنصرة إخوانكم
  شعارات زائفة
  إلى الساسة وأصحاب القرار
  نحتاج لقائد
  مسلسلات هابطة
  لا للاستغلال
  تقارب مرفوض
  أجندات مفضوحة
  قطار الصعيد.. وماذا بعد؟
  الصحة.. في خطر
  انتهاكات صارخة
  مشاكل.. تحتاج إلى حل
  إلى أصحاب الرسالة السامية
  سياستها ثابتة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
منجي باكير، مجدى داود، الهيثم زعفان، عواطف منصور، د. عبد الآله المالكي، رشيد السيد أحمد، صالح النعامي ، مصطفى منيغ، إيمى الأشقر، أنس الشابي، د. أحمد بشير، رمضان حينوني، عبد الله الفقير، مصطفي زهران، طلال قسومي، د- محمد رحال، يزيد بن الحسين، عبد الغني مزوز، الناصر الرقيق، رافع القارصي، علي عبد العال، سامر أبو رمان ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله زيدان، د - المنجي الكعبي، إياد محمود حسين ، رافد العزاوي، د. عادل محمد عايش الأسطل، وائل بنجدو، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أ.د. مصطفى رجب، أحمد بوادي، بيلسان قيصر، حسن عثمان، مراد قميزة، د - صالح المازقي، المولدي اليوسفي، محمد الياسين، د - شاكر الحوكي ، صباح الموسوي ، خالد الجاف ، د. صلاح عودة الله ، محمد العيادي، ياسين أحمد، صلاح المختار، عمر غازي، د - عادل رضا، سعود السبعاني، كريم السليتي، الهادي المثلوثي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فهمي شراب، محمود فاروق سيد شعبان، د- هاني ابوالفتوح، صفاء العربي، تونسي، حسن الطرابلسي، سيد السباعي، أحمد ملحم، كريم فارق، العادل السمعلي، يحيي البوليني، د.محمد فتحي عبد العال، د- محمود علي عريقات، سلام الشماع، فوزي مسعود ، المولدي الفرجاني، د. خالد الطراولي ، طارق خفاجي، محمد اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الطرابلسي، إسراء أبو رمان، محمد يحي، د - محمد بنيعيش، محمد شمام ، د - مصطفى فهمي، فتحي العابد، عبد الرزاق قيراط ، أحمد النعيمي، أشرف إبراهيم حجاج، علي الكاش، محرر "بوابتي"، نادية سعد، سفيان عبد الكافي، عمار غيلوفي، سامح لطف الله، فتحي الزغل، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح الحريري، رضا الدبّابي، جاسم الرصيف، عبد العزيز كحيل، عراق المطيري، موسى عزوق، محمد عمر غرس الله، محمود سلطان، محمد علي العقربي، ضحى عبد الرحمن، صفاء العراقي، فتحـي قاره بيبـان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود طرشوبي، ماهر عدنان قنديل، محمد أحمد عزوز، خبَّاب بن مروان الحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- جابر قميحة، أحمد الحباسي، أبو سمية، حاتم الصولي، حميدة الطيلوش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - الضاوي خوالدية، د. طارق عبد الحليم، عزيز العرباوي، سلوى المغربي، د. أحمد محمد سليمان، د - محمد بن موسى الشريف ، د. مصطفى يوسف اللداوي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز