البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الاعلام المصري .. وحرب الأجهزة الأمنية

كاتب المقال سيد أمين - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4518 Albaas10@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الآن اتضحت الصورة جيدا، وكشفت جزءا – واكرر جزءا - من مسببات تفجير ثورة 25 يناير المجيدة، انكشف الأمر من خلال تصرفات مجموعة من الإعلاميين الفاسدين، أدعياء البطولات الزائفة الذين كانوا يتصارعون دفاعا عن مصالحهم او مصالحة الأجهزة التى يعملون لحسابها، وراح كل فصيل منهم يحاول خداع الناس وجرهم للاصطفاف للقتال فى خندقه ضد الطرف الأخر أو بالاحري الجهاز الأخر، واهمين الناس بان دموعهم تلك ما هى إلا لأنهم بأن يتباكون دفاعا عن الوطنية.
وفى أرجح الظن، ان ثمة حربا خفية كانت تدور رحاها بين طرفين اثنين ساهمت- بجوار عوامل أخري داخلية وخارجية - فى تفجير الثورة، الطرف الأول يمثله الرئيس المخلوع متخذا من جهاز أمن الدولة، ذراعا الباطشة ومنفذه لأجندته بالإضافة إلى بعض الإعلاميين، وقد تضخمت قوة هذا الجهاز وراحت تمتلك أطنان الأوراق من أدلة الإدانة ضد عناصر الطرف الأخر، فى حين كان يتزعم الطرف الثانى اللواء عمر سليمان وعناصر مؤثرة من المجلس العسكري واليتهما الباطشة فى ذلك جهاز المخابرات والشرطة العسكرية وعدد كبير من كبار الإعلاميين فضلا عن قدرته على التفكير الاستراتيجي.
وفى الغالب إن الصراع بين الطرفين قد بدأ حينما استشعر الطرف الثانى حجم الغضب الشعبي الذى قد ينجم جراء سعى الطرف الأول بقيادة مبارك توريث جمال الحكم، مما يقضى على حالة الاستقرار الوهمية التي تعيشها مصر.
ويلاحظ هنا أن الطرف الثانى غير معترض على التوريث ولكنه يخشى على عدم امكانية إتمامه بالأمان اللازم، ويخشى فقط من هول الغضب الشعبى الذى قد يسقط النظام برمته ويفجر ثورة عارمة غير محسوبة التوجهات والتبعات.
استغل الطرف الثاني التوجه الامريكى لإقامة الشرق الأوسط الجديد فى الوطن العربي بزعامة واجهتها الإسلامية "تركيا " والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بحليفها الأصلي "إسرائيل"، وراحت تنفذ مخطط الانقلاب على نظام مبارك وجهازه الامنى، مدعومة فى ذلك برغبة شعبية عارمة للخلاص من كل نظام مبارك وان كانت هى فى الأصل – اى الطرف الثاني - فعلت ما فعلته ليس من اجل الخلاص من النظام ولكن من اجل الحفاظ عليه، وإنها هدمت الجدار المعوج الأيل للسقوط ليس من اجل إسقاطه كما توهم الناس ولكن من اجل إعادة بناءه ليكون أقوى وامتن.
وحتى لا يأخذنا الكلام عن الهدف الاساسى، وهو الإعلام والإعلاميين، فقد صار عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين كمجرد أدوات يسجل بها كل فصيل نقاطا فى سلة الأخر، وأحيانا لكمات وجهه، ذلك كان قبيل احداث الثورة لحين سقوط مبارك الذى سقط معه عناصر الطرف الاول وتمت تعريتهم جميعا فيما فضل بعضهم البحث عن رعاة جدد حتى لو كانوا الطرف الثانى.
راح الطرف الثاني يجند إعلامييه لتزعم تيار المقاومة، وابتلع جميع الشعب الطعم، فظنهم جميعا ينتمون لفصيل أصيل من المعبرين عنه، وحتى عندما راح مبارك يقاضي بعضهم ويسجنهم كما حدث فى قضية "صحة الرئيس "، راح التيار الثانى يعمل على كسب مزيدا من الأهداف مما حدا بمبارك أن يقوم بمحاولة إخراج كراتهم خارج الملعب عبر الإفراج عنهم إلا أن ما ناله وما ارتكبه من خطايا جعلت الجماهير لا تتحمس للعبته الجيدة .
ورغم ان قضية صحة الرئيس كانت تضم "أربعة شخصيات" ثلاثة منهم يعملون لحساب الطرف الثانى فيما يمثل الرابع وهو الدكتور عبد الحليم قنديل الفصيل الوطنى إلا أن عادل حمودة وإبراهيم عيسي كانوا أكثر النماذج وضوحا لتنفيذ تلك الأجندة من بين الصحفيين، ولميس الحديدي وهالة سرحان وتوفيق عكاشة من الإعلاميين.
فقد ذهب الجميع يحرضون بكل وقاحة وافتقاد للذوق ضد الرئيس الدكتور محمد مرسي الذى جاء دون رضاء الأجهزة التى يعملون لحسابها بعدما استنفدت كل الحيل للحيلولة دون وصوله للحكم، لدرجة تجعل عادل حمودة يطلق على الرئيس لفظ "الفاحش"، فهل هذه هى الصحافة وامانة القلم التى تستخدمونها ضد رجل تعرفون تماما انه محاصر ومشلول الارادة بفعل من تعملون لحسابهم، بل تعلمون ان الحرس الجمهوري المكلف بحمايته هو فى الواقع يحاصره فى قصره ويتجسس عليه.
المدهش أن هؤلاء الإعلاميين الذين يحرضون على الثورة – اقصد الثورة على الثورة - ضد الرئيس الذى لم يجلس على كرسيه بعد، ويتهمونه باتهامات لا تليق بان توجه على الهواء مباشرة وعبر صفحات الجرائد السيارة للرئيس، وهو ما لم يفعلونه من قبل مع مبارك بحيث كانوا يتحسسون الكلمات ويهاجمونه بمنطق "الطبطبة"، المدهش ان دعاة الثورة الآن هم أنفسهم كانوا قبيل أيام من إعلان نتيجة الانتخابات يدعون لانتخاب منافسه الفريق احمد شفيق بحجة الاستقرار والعبور من أزمات الثورة وإننا "عاوزين نستريح ونفوق من المظاهرات والعجلة تمشى".
أقول لزملائي الصحفيين والإعلاميين انه يجب علينا ان نؤمن بالديمقراطية حتى لو أتت بمن يخالفنا الفكر، لأنه لو دامت لمبارك ما وصلت لمرسي، ولو دامت لمرسى فلن تصل الينا، فلطالما ارتضينا قواعد اللعبة فيجب أن نؤمن بنتائجها طالما اتسمت كل حلقاتها بالنزاهة.
أقول لزملائي اخرجوا من لعبة التربيطات واتفاقات الغرف المظلمة، نريد أن نتحرر ونتقدم ونستقل، لماذا تريدون أن يكون هناك أوصياء علينا، لماذا نكون رعايا لهذا أو ذاك بينما نحن مواطنون، فالثورة حولتنا من رعايا الى مواطنين وهذا اول درج التقدم.
أقول لهم انظروا حولكم، هناك أمم كانت تتلقى مساعدات مصرية علمية واقتصادية فى زمن ما، لكنها هى تقدمت بينما نحن نهبط لأسفل، فالهند لم تتقدم الا بالديمقراطية، وكذلك اليابان، واندونيسيا وماليزيا وتركيا وحتى ايران، كل تلك الأمم ارتضت قواعد اللعبة فيجب ان نرتضى بها نحن وننحى مصالحنا الشخصية جانبا .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الثورة المضادة، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي الكاش، د- محمود علي عريقات، العادل السمعلي، الناصر الرقيق، صلاح الحريري، الهيثم زعفان، فوزي مسعود ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - الضاوي خوالدية، د - المنجي الكعبي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد العيادي، سلام الشماع، محمود طرشوبي، صفاء العربي، إيمى الأشقر، حسن الطرابلسي، صفاء العراقي، محرر "بوابتي"، محمد يحي، د - عادل رضا، محمد أحمد عزوز، كريم فارق، د. عادل محمد عايش الأسطل، حميدة الطيلوش، ماهر عدنان قنديل، مصطفي زهران، فتحي الزغل، رمضان حينوني، الهادي المثلوثي، د. أحمد محمد سليمان، عبد الرزاق قيراط ، كريم السليتي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد عمر غرس الله، سامر أبو رمان ، نادية سعد، حسن عثمان، المولدي اليوسفي، د - مصطفى فهمي، يحيي البوليني، د. صلاح عودة الله ، أحمد الحباسي، د. عبد الآله المالكي، المولدي الفرجاني، يزيد بن الحسين، أ.د. مصطفى رجب، ضحى عبد الرحمن، محمد شمام ، مجدى داود، سامح لطف الله، عراق المطيري، د- هاني ابوالفتوح، د- جابر قميحة، محمد الطرابلسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، مراد قميزة، محمد الياسين، د - صالح المازقي، فتحي العابد، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمد رحال، سفيان عبد الكافي، د. أحمد بشير، جاسم الرصيف، تونسي، د - محمد بن موسى الشريف ، سعود السبعاني، أحمد ملحم، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بنيعيش، علي عبد العال، أحمد بوادي، ياسين أحمد، أحمد النعيمي، محمد علي العقربي، أنس الشابي، صباح الموسوي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، رشيد السيد أحمد، محمود سلطان، سيد السباعي، صالح النعامي ، حاتم الصولي، سليمان أحمد أبو ستة، أبو سمية، محمد اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، عزيز العرباوي، رافع القارصي، د - شاكر الحوكي ، مصطفى منيغ، خالد الجاف ، د.محمد فتحي عبد العال، د. خالد الطراولي ، إسراء أبو رمان، صلاح المختار، عمر غازي، منجي باكير، فهمي شراب، عمار غيلوفي، طلال قسومي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رضا الدبّابي، عبد الله الفقير، رافد العزاوي، عبد العزيز كحيل، د. طارق عبد الحليم، محمود فاروق سيد شعبان، بيلسان قيصر، سلوى المغربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الله زيدان، إياد محمود حسين ، طارق خفاجي، عبد الغني مزوز،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز