البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الاعلام المصري .. وحرب الأجهزة الأمنية

كاتب المقال سيد أمين - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4193 Albaas10@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الآن اتضحت الصورة جيدا، وكشفت جزءا – واكرر جزءا - من مسببات تفجير ثورة 25 يناير المجيدة، انكشف الأمر من خلال تصرفات مجموعة من الإعلاميين الفاسدين، أدعياء البطولات الزائفة الذين كانوا يتصارعون دفاعا عن مصالحهم او مصالحة الأجهزة التى يعملون لحسابها، وراح كل فصيل منهم يحاول خداع الناس وجرهم للاصطفاف للقتال فى خندقه ضد الطرف الأخر أو بالاحري الجهاز الأخر، واهمين الناس بان دموعهم تلك ما هى إلا لأنهم بأن يتباكون دفاعا عن الوطنية.
وفى أرجح الظن، ان ثمة حربا خفية كانت تدور رحاها بين طرفين اثنين ساهمت- بجوار عوامل أخري داخلية وخارجية - فى تفجير الثورة، الطرف الأول يمثله الرئيس المخلوع متخذا من جهاز أمن الدولة، ذراعا الباطشة ومنفذه لأجندته بالإضافة إلى بعض الإعلاميين، وقد تضخمت قوة هذا الجهاز وراحت تمتلك أطنان الأوراق من أدلة الإدانة ضد عناصر الطرف الأخر، فى حين كان يتزعم الطرف الثانى اللواء عمر سليمان وعناصر مؤثرة من المجلس العسكري واليتهما الباطشة فى ذلك جهاز المخابرات والشرطة العسكرية وعدد كبير من كبار الإعلاميين فضلا عن قدرته على التفكير الاستراتيجي.
وفى الغالب إن الصراع بين الطرفين قد بدأ حينما استشعر الطرف الثانى حجم الغضب الشعبي الذى قد ينجم جراء سعى الطرف الأول بقيادة مبارك توريث جمال الحكم، مما يقضى على حالة الاستقرار الوهمية التي تعيشها مصر.
ويلاحظ هنا أن الطرف الثانى غير معترض على التوريث ولكنه يخشى على عدم امكانية إتمامه بالأمان اللازم، ويخشى فقط من هول الغضب الشعبى الذى قد يسقط النظام برمته ويفجر ثورة عارمة غير محسوبة التوجهات والتبعات.
استغل الطرف الثاني التوجه الامريكى لإقامة الشرق الأوسط الجديد فى الوطن العربي بزعامة واجهتها الإسلامية "تركيا " والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بحليفها الأصلي "إسرائيل"، وراحت تنفذ مخطط الانقلاب على نظام مبارك وجهازه الامنى، مدعومة فى ذلك برغبة شعبية عارمة للخلاص من كل نظام مبارك وان كانت هى فى الأصل – اى الطرف الثاني - فعلت ما فعلته ليس من اجل الخلاص من النظام ولكن من اجل الحفاظ عليه، وإنها هدمت الجدار المعوج الأيل للسقوط ليس من اجل إسقاطه كما توهم الناس ولكن من اجل إعادة بناءه ليكون أقوى وامتن.
وحتى لا يأخذنا الكلام عن الهدف الاساسى، وهو الإعلام والإعلاميين، فقد صار عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين كمجرد أدوات يسجل بها كل فصيل نقاطا فى سلة الأخر، وأحيانا لكمات وجهه، ذلك كان قبيل احداث الثورة لحين سقوط مبارك الذى سقط معه عناصر الطرف الاول وتمت تعريتهم جميعا فيما فضل بعضهم البحث عن رعاة جدد حتى لو كانوا الطرف الثانى.
راح الطرف الثاني يجند إعلامييه لتزعم تيار المقاومة، وابتلع جميع الشعب الطعم، فظنهم جميعا ينتمون لفصيل أصيل من المعبرين عنه، وحتى عندما راح مبارك يقاضي بعضهم ويسجنهم كما حدث فى قضية "صحة الرئيس "، راح التيار الثانى يعمل على كسب مزيدا من الأهداف مما حدا بمبارك أن يقوم بمحاولة إخراج كراتهم خارج الملعب عبر الإفراج عنهم إلا أن ما ناله وما ارتكبه من خطايا جعلت الجماهير لا تتحمس للعبته الجيدة .
ورغم ان قضية صحة الرئيس كانت تضم "أربعة شخصيات" ثلاثة منهم يعملون لحساب الطرف الثانى فيما يمثل الرابع وهو الدكتور عبد الحليم قنديل الفصيل الوطنى إلا أن عادل حمودة وإبراهيم عيسي كانوا أكثر النماذج وضوحا لتنفيذ تلك الأجندة من بين الصحفيين، ولميس الحديدي وهالة سرحان وتوفيق عكاشة من الإعلاميين.
فقد ذهب الجميع يحرضون بكل وقاحة وافتقاد للذوق ضد الرئيس الدكتور محمد مرسي الذى جاء دون رضاء الأجهزة التى يعملون لحسابها بعدما استنفدت كل الحيل للحيلولة دون وصوله للحكم، لدرجة تجعل عادل حمودة يطلق على الرئيس لفظ "الفاحش"، فهل هذه هى الصحافة وامانة القلم التى تستخدمونها ضد رجل تعرفون تماما انه محاصر ومشلول الارادة بفعل من تعملون لحسابهم، بل تعلمون ان الحرس الجمهوري المكلف بحمايته هو فى الواقع يحاصره فى قصره ويتجسس عليه.
المدهش أن هؤلاء الإعلاميين الذين يحرضون على الثورة – اقصد الثورة على الثورة - ضد الرئيس الذى لم يجلس على كرسيه بعد، ويتهمونه باتهامات لا تليق بان توجه على الهواء مباشرة وعبر صفحات الجرائد السيارة للرئيس، وهو ما لم يفعلونه من قبل مع مبارك بحيث كانوا يتحسسون الكلمات ويهاجمونه بمنطق "الطبطبة"، المدهش ان دعاة الثورة الآن هم أنفسهم كانوا قبيل أيام من إعلان نتيجة الانتخابات يدعون لانتخاب منافسه الفريق احمد شفيق بحجة الاستقرار والعبور من أزمات الثورة وإننا "عاوزين نستريح ونفوق من المظاهرات والعجلة تمشى".
أقول لزملائي الصحفيين والإعلاميين انه يجب علينا ان نؤمن بالديمقراطية حتى لو أتت بمن يخالفنا الفكر، لأنه لو دامت لمبارك ما وصلت لمرسي، ولو دامت لمرسى فلن تصل الينا، فلطالما ارتضينا قواعد اللعبة فيجب أن نؤمن بنتائجها طالما اتسمت كل حلقاتها بالنزاهة.
أقول لزملائي اخرجوا من لعبة التربيطات واتفاقات الغرف المظلمة، نريد أن نتحرر ونتقدم ونستقل، لماذا تريدون أن يكون هناك أوصياء علينا، لماذا نكون رعايا لهذا أو ذاك بينما نحن مواطنون، فالثورة حولتنا من رعايا الى مواطنين وهذا اول درج التقدم.
أقول لهم انظروا حولكم، هناك أمم كانت تتلقى مساعدات مصرية علمية واقتصادية فى زمن ما، لكنها هى تقدمت بينما نحن نهبط لأسفل، فالهند لم تتقدم الا بالديمقراطية، وكذلك اليابان، واندونيسيا وماليزيا وتركيا وحتى ايران، كل تلك الأمم ارتضت قواعد اللعبة فيجب ان نرتضى بها نحن وننحى مصالحنا الشخصية جانبا .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الثورة المضادة، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إسراء أبو رمان، وائل بنجدو، خالد الجاف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، منجي باكير، فهمي شراب، حسن عثمان، العادل السمعلي، د. عادل محمد عايش الأسطل، أنس الشابي، ضحى عبد الرحمن، علي عبد العال، عراق المطيري، مصطفى منيغ، عمار غيلوفي، سعود السبعاني، عمر غازي، فتحي الزغل، يزيد بن الحسين، رمضان حينوني، حسن الطرابلسي، صلاح الحريري، أحمد بوادي، حاتم الصولي، كريم فارق، عواطف منصور، رحاب اسعد بيوض التميمي، مجدى داود، أبو سمية، يحيي البوليني، جاسم الرصيف، د. خالد الطراولي ، د- محمد رحال، رافد العزاوي، د - مصطفى فهمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صباح الموسوي ، ياسين أحمد، الناصر الرقيق، سامح لطف الله، أحمد ملحم، سامر أبو رمان ، د - الضاوي خوالدية، محمد أحمد عزوز، كريم السليتي، سيد السباعي، مراد قميزة، محمود طرشوبي، نادية سعد، تونسي، د - شاكر الحوكي ، سليمان أحمد أبو ستة، سلام الشماع، علي الكاش، أحمد الحباسي، مصطفي زهران، فتحـي قاره بيبـان، د.محمد فتحي عبد العال، د- محمود علي عريقات، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - صالح المازقي، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، المولدي الفرجاني، أشرف إبراهيم حجاج، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي العابد، محمد يحي، د - عادل رضا، رضا الدبّابي، صفاء العراقي، محمد اسعد بيوض التميمي، سفيان عبد الكافي، صفاء العربي، د. طارق عبد الحليم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صالح النعامي ، الهادي المثلوثي، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، محرر "بوابتي"، إياد محمود حسين ، محمد الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد عمر غرس الله، محمود سلطان، د- هاني ابوالفتوح، محمد العيادي، محمد شمام ، فوزي مسعود ، د. أحمد محمد سليمان، رافع القارصي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عبد الآله المالكي، رشيد السيد أحمد، خبَّاب بن مروان الحمد، عزيز العرباوي، الهيثم زعفان، حميدة الطيلوش، د. مصطفى يوسف اللداوي، إيمى الأشقر، د - محمد بنيعيش، أحمد النعيمي، أ.د. مصطفى رجب، محمود فاروق سيد شعبان، د - المنجي الكعبي، د. صلاح عودة الله ، عبد الله الفقير، د. أحمد بشير، عبد الله زيدان، صلاح المختار، طلال قسومي، ماهر عدنان قنديل، محمد الياسين،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة