كريم فارق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8180
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
توصيف الواقع
1- تميزت الحقبة البورقيبية بتغريب الشعب التونسي و زرع الثقافة الفرنسية في عقول التونسيين وجعل فرنسا المثل الأعلى في لاشعور المجتمع ونبذ كل ما هو عربي و إسلامي و نعته بالتخلف . وفي مقابل ذلك تجهيل أجيال الشباب و تصحير ثقافته بالدين الإسلامي و الحضارة الإسلامية حتى أنتج أجيالا لا تعرف حتى ما هو معلوم بالدين بالضرورة
2- تميزت حقبة النظام النوفمبري بتجفيف منابع الإسلام فغيرت برامج التعليم لتجتث القليل الذي سمح به بورقيبة في الحديث على الإسلام ، ومنعت الكتب الإسلامية و حورب كل من يصلي و حوربت كل من تلبس الحجاب
3- حملات إعلامية شعواء و رهيبة في تونس و في الغرب لمدة سنين طويلة قد رسخت عند الشعوب العربية و منها بالخصوص تونس و الشعوب الغربية صورة بشعة حول الشريعة فركزت و رسخت في أذهان الناس أنها تعني قص الأيادي و قتل الزاني رجما و تعدد الزوجات . فكل ما تعنيه الشريعة حتى عند بعض الإسلاميين أن الشريعة هي الأحكام . وغاب المعنى الحقيقي للشريعة وهي العدل و العدالة الإجتماعية وتوفير العيش الكريم للجميع و المساواة بين الناس و الكرامة و الرحمة و التآخي و التعاون والمحبة بين بني البشر و المعاملات الحسنة و الأخلاق الرفيعة
4- هل للمرأة التونسية في ظل التضليل البورقيبي و النوفمبري الذي دام نصف قرن و جعلوها التجارة الرابحة مع الغرب و المحور الرئيسي لسياساتهم إلى جانب ضعف المعرفة بمبادىء الإسلام و بسماحته أن تقبل مثلا بتعدد الزوجات؟ ولا يجب أن ننسى أن المرأة تمثل نصف الناخبين
5- من الملاحظ أن هناك بعض النقص في النضج السياسي لبعض التيارات الإسلامية يتجلى ذلك في عدم ادراكها لضرورة إستغلال وسائل العصر المتاحة لتغيير المجتمع نحو الأصلح الإسلامي برفضها الديمقراطية و الإنتخابات و امتناعها عن التصويت، و عدم شعورها أنها تخدم بذلك أعداء الإسلام دون قصد و دون شعور
6-هل يمكن تمرير مشروع الشريعة الذي يتطلب موافقة ثلثي المجلس التأسيسي في حين أن النهضة لا تملك إلا أقل من النصف، إلى جانب ذلك أن المؤتمر والتكتل هم ضد هذا المشروع ؟
7- هل يمكن أن ينجح مشروع الشريعة في إستفتاء شعبي مع إلتصاق و امتزاج قص الأيادي و رجم الزاني وتعدد الزوجات بمفهوم الشريعة في ذهنيات المجتمع و غياب المفهوم الصحيح ؟
فما هي إذن حظوظ نجاح تمرير مشروع التنصيص على الشريعة في المجلس التأسيسي أو في الإستفتاء الشعبي في ظل كل المعطيات السابقة ؟ هذا دون إعتبار ردود الفعل الصارمة التي يمكن أن تصدر من الصحافة الغربية و حكوماتها و التي ستكون محاصرة الحكومة إقتصاديا و سياسيا
فهل سقطت ورقة التوت عن النهضة ؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: