جلال البعشيقي - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4761
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن البوابة الحقيقة والفعلية لتكيف الطفل عقليا ونفسيا وعاطفيا، يبدأ من الأسرة حيث يتطبع الطفل بطبائع الوالدين وجميع أفراد الأسرة، إذ يكسب الطفل من المحيط بيه الكثير من الأشياء ومنها الحركة والإشارة والنطق والكلام كل هذه الأمور تتطور مع بلوغ الطفل مرحلة من العمر.
ولكن بعد بلوغ الطفل سن التعليم يبدأ دور مؤسسة أخرى بمشاركة الأسرة في عملية إعداد الطفل، وهذه المؤسسة لا تقل أهمية عن دور الأسرة في تربية الأطفال، وهذه المؤسسة هي المدرسة حيث تعتبر المدرسة مؤسسة اجتماعية تربوية تقوم هذه المدرسة بدور فعال ونشط وهادف في عملية تنشئة الأطفال، إذ يؤدي التحاق الطفل بالمدرسة إلى الكثير من التحولات والمتغيرات في حياته وملامحه من خلال قضاء الكثير من الوقت في هذه المؤسسة بعد أن كان يقضي الكثير من الوقت في أحضان الأم والأب وفي كنف الأخت والأخ.
ومن خلال دخول الطفل إلي المدرسة يقلل من اعتماده على الأسرة حيث أتسعت دائرة تعامل الطفل من خلال المدرسة لتشمل المعلمين وطلاب الصف وجميع كادر المدرسة، ومن هنا ينتقل الطفل من دائرة العلاقات العائلية إلى دائرة أكثر اتساعا وشمولية حيث أصبح المجال للطفل في إقامة علاقات عامة وجيدة واكتساب أنماط جديدة وتغير في السلوك الشخصي والعام.
وبالتالي فدخول الطالب الى المدرسة يؤدي إلى الكثير من المواجهات والتحديات والمواقف الاجتماعية التي تحتاج إلى درجة كبيرة من الاستعداد النفسي والبدني والعقلي، ومن هنا يبدأ دور المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في عملية مساعدة الطفل على الاندماج في هذا العالم الجديد، من خلال ربط العلاقة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع الجديد الذي دخل إليه الطفل، لان المدرسة هي مؤسسة اجتماعية تربوية علمية هادفة في حياة الأطفال ولها دور فعال ومهم في تربية وتنشئة الأجيال، حيث لا يقتصر دور المدرسة على التلقين وحشو الأدمغة بالمعلومات الاختصاصية بل دورها الرئيسي هو تنشئة الطفل وتزويده ببعض المهارات البسيطة وتعلمه على بعض السلوكيات المهمة من اجل شق طريقة في الحياة البدائية من خلال الاعتناء في عملية تكوين الشخصية النفسية والبدنية والفسلوجية من خلال أخصائيين في هذه المجالات، حيث نرى في مدارس الدول المتقدمة الكثير من الباحثين النفسيين والاجتماعيين وأطباء الاختصاص في مجال الصحة العامة والنفسية..
يجب على حكوماتنا أن تعمل على توفير جزء قليل مما موجود في دول مدارس الدول المتقدمة من أجل خلق جيل واعي ومثقف ودارك أمور الحياة وعلى الجميع أن يعرف أن العلم شيء لا يرى في المنام .. ولا يورث عن الأعمام... ولا يستعار من الكرام......
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: