(168) 83- دعوة للنظر
رؤية الباحثين الشرعيين لحركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين
د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5650
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يرى الشيخ أبو الوليد المقدسى فى رؤيته لحركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين من منظور شرعى الآتى :
أولا: حركة الجهاد الإسلامي تتلبَّس بكثير من البدع، وهي لا تعتبر الشيعة الروافض من الفرق الضالة، وترى أن الخلاف بين أهل السنة والشيعة خلاف فقهي مذهبي فقط، ويترحمون على الهالك الخميني وغيره من أئمة الشيعة الروافض، وهذا كله مخالف لمعتقد أهل السنة والجماعة ومنهجهم.
أما قادة حركة الجهاد الإسلامي فيوجد فيهم من يعتقد عقائد الشيعة الروافض بتفاصيلها، وخاصة في شمال قطاع غزة، وهذا أمر مشهور عنهم لا يحتاج إلى دليل، وإن كان بعضهم حريص على كتمان ذلك عملا بمبدأ التقية، فلا يظهر ما يبطن من عقائد، خاصة عندما افتضح أمرهم وحاربهم من أجل ذلك كثير من الناس، بل يوجد من قياداتهم من يظهر العداء لكثير من السلفيين لما يقومون به من تبيين حقائق الشيعة أو تبيين حقيقة الهالك الخميني أو المدعو حسن نصر الله. ومن الأدلة على هذا العداء ما حصل في أحد معسكرات وسط قطاع غزة من تعدي أفراد الجهاد الإسلامي بالضرب والسب على أحد مشايخ السلفية عندما تناول في أحد دروسه تبيين حقيقة الشيعة وحقيقة الهالك الخميني، وقاموا بطرد السلفيين جميعا من المسجد.
أما أفراد هذه الحركة فلا يوجد فيهم من يقول بعقائد الشيعة بالتفصيل إلا النزر اليسير، أما الغالبية فيميلون إلى حب الشيعة وموادتهم عن جهل أو عاطفة نتيجة تأثرهم بما تقوم به إيران أو ما يفعله المدعو حسن نصر الله نحو القضية الفلسطينية، و يخشى أن تؤدي هذه المودة في المستقبل إلى التشيع الصريح.
مع التنبيه إلى حرمتها وكونها من الموالاة المحظورة ولو لم تؤدِّ إلى التشيع، لقوله تعالى : ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) الآية ..
والدليل على تشيع بعض أفراد هذا التنظيم وبالتالي هو دليل على تشيع قادته ؛ وسماحهم بالتشيع ؛ وصيه أحد عناصرهم ويدعى: محمد عبد القادر عقلان حيث يقول في ختام وصيته: (لبيك يا رسول الله لبيك يا حسين)، مع أنه توفي ولم يتجاوز الثمانية عشر عاما، فلنا أن نتساءل من علمه هذا الكلام؟! وكيف يرضى تنظيمه به وينشره له في وصيته ؟
ثانيًا: من الأمور المعلومة والتي أصبحت لا تخفى على أحد أنَّ حركة الجهاد الإسلامي تتلقى الدعم المالي من سوريا النصيرية، وإيران الرافضية، وهذا الأمر هم أنفسهم يعترفون به، وهذا الدعم ليس محبةً من هؤلاء الباطنيين ونصرةً لأهل السنة كما يظن الكثير من السذج، كيف وهم يسمون أهل السنة بـ (النواصب) و(العامَّة) ويكفرونهم، ويعدونهم أكفر من اليهود والنصارى؟! وإنما تدعم هذه الدول أمثال هذه الحركات، لكي تساعدها في تحقيق أهدافها في بلادنا، ومن أكبر أهدافها تسويق المذهب الشيعي بين عوام أهل السنة، وهذا ما يفعله واقعا تنظيم الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وراجع في ذلك قول وزير دفاع إيران حيث قال: (إن دعم القضية الفلسطينية بالرغم من التكلفة السياسية والدعائية والمالية لا يشكل أمرًا عبثيًّا ومكلفًا لنا، ولم يفرض علينا؛ بل إنه يعد ضربًا من الاستثمار لتحقيق مصالح إقليمية ودولية لنا).
وقال أيضا: (إن نظرة بلاده إلى حركات التحرر والمقاومة الإسلامية على صعيد السياسة الخارجية الإيرانية، تنطلق من "أسس إنسانية محضة" وأنها تنسجم مع المسؤوليات الدينية والعقائدية لإيران) أهـ.
والمقصود أنهم مع تكفيرهم لأهل السنة إلا أنهم يدعمون بعض تنظيماتهم في السعي للتحرر انطلاقا من أسس إنسانية محضة، لا أسس إسلامية أخوية، وهذا الدعم ينسجم مع مسئولية إيران في نشر ما تعتقد من تشيع فيما حولها من بلاد السنة.
ثالثًا: عدم مشاركة حركة الجهاد الإسلامي في الانتخابات ليس نابعا من منطلق الدين والتوحيد والعقيدة، التي تحرم ذلك وتبطله ؛ وإنما هو نابع من منطلق سياسي بحت؛ لأن الانتخابات في منظورهم تتوافق مع ما قررته اتفاقية أوسلو التي يعارضونها.
أما دعوى عدم مشاركتهم مستقبلا في الانتخابات فهذا ليس صحيحا؛ لأنهم اشترطوا لدخولهم الانتخابات أن لا تكون في إطار اتفاقية أوسلو فقط، أي أنه حين تكون هذه الانتخابات بكفرياتها في غير هذا الإطار الأوسلي فلا مانع من دخولها والمشاركة فيها عندهم .
هذا بالإضافة إلى قولهم بالشراكة السياسية، والوحدة الوطنية، والديمقراطية، والشرعية الدولية، وغير ذلك من المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان ؛ والتي تعرفك بأن الدخن والانحراف في هذه الجماعة متشعب وكثير .
أخيرا: معلوم أن قتال هذه الجماعة وأمثالها من الجماعات المبتدعة من دعاة الوطنية؛ هو ليس قتالا من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا، ولا من أجل نشر الدين وتعبيد الناس لرب العالمين، بل هو قتال من أجل تحرير الوطن واستعادة الأرض فقط، كما صرحوا هم أنفسهم بذلك، وهو يعني أن غاية هذا القتال ورايته الحقيقية ليست تحقيق كلمة التوحيد ومن ثم فثمراته لو وجدت ليست للتوحيد والجهاد بل للمشاريع المنحرفة والرايات المتخبطة، وهذا القتال بهذا المفهوم ليس في سبيل الله، ولا يرضى عنه الله.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: