د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5477
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
واحد وأربعون : رسالة إلى الذين يحرصون على تعليم أولادهم وبناتهم فى مدارس اللغات أو المدارس الأجنبية
1- معلوم أن كل لغة تحمل فكر الناطقين بها ومن ثم فإن تعليم المواد الدراسية باللغات الأجنبية هو فى حد ذاته اقتحام للحصن الإسلامى وهو " اللغة العربية " بإبعاد مظهريتها شعارا لأهل الإسلام وحجبها عن لسان الصغار، وكم فى هذا إضعافها وتبغيضها فى نفوسهم، بل عزل لهم عن إسلامهم، فإنه إذا حيل بين المسلم ولغته لغة القرآن، كان هذاعزلا له بطبيعة الحال عن إسلامه وأمجاده وحضارته، وأول ما ينزع منه اعتقاده فى كتاب ربه " القرآن العظيم" الذى نزل بلسان عربى مبين على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
2- يتكون لدى الطالب نتيجة لتدريس المواد بغير العربية عقدة عميقه قوامها الإحساس بقصور لغته عن تدريس العلوم الحديثة، ثم قطع صلة هذه العلوم بالإسلام ولغته العربية.
3- يتكون لدى الطالب نتيجة لتدريس المواد باللغة الأجنبية أنفة من لغته وآدابها، وزهده فيها حتى لا يعلم منها إلا ما يعلمه العامى منها، وهذا سبب فعال فى تدهور اللغة العربية، وحجب شيوعها واستعمالها.
4- من آثار ذلك أيضا أن يوجه الطالب سهامه إلى اللغة العربية من كل جانب، وتصبح لديه حساسية مفرطة ضد من يخطئ فى اللغة الأجنبية التى تلقنها، أما لغته العربية فلا يهمه من يخطئ فيها.
5- ينتقل هذا الوضع المزرى إلى كل ماهو مكتوب باللغة العربية وخاصة القرآن الكريم، فلا يحسن قراءته فضلا عن فهمه وتدبره.
6- فى إخر المطاف يحدث المطلوب وهو صرف الأجيال عن تراث الأمة الإسلامية المكتوب بلسانها العربى وفى مقدمتها الوحيان الشريفان " الكتاب والسنه ".
( بكر بن عبد الله أبو زيد،المدارس الأجنبية العالمية –الاستعمارية تارخها ومخاطرها ص 35-36)
ثانى وأربعون : ليس الصراع بين الإسلام والغرب مصدر خطر، بل هو صراع يدعو إلى التفاؤل والاطمئنان.
ولكن مصدر هذا الخطر وعلامته هو أن يزول هذا الصراع، وأن يفقد الناس الإحساس بالفرق بين ما هو إسلامى وما هو غربى. إن فقدان هذا الإحساس هو النذير بالخطر، لأنه يعنى فقدان الإحساس بالذات. إن الجماعات البشرية تدرك ذاتها عن طريقين معا : طريق وحدتها التى تكونها مفاهيمها وتقاليدها المشتركة، وطريق مخالفتها للآخرين التى تنشأ عن المغايرة والمفارقة. ولذك كان الخطر الذى يتهدد هذه الوحدة يأتيها من طريقين : الشعوبية التى تفتتها، والعالمية التى تميعها، فزوال الإحساس بالمغايرة والمفارقة هو هدم لأحد الركنين اللذين تقوم عليهما الشخصية. وهذا ما لا نريده. ما نريده هو أن يظل التمييز بين ماهو إسلامى وماهو طارئ مستجلب حيا فى نفوس الأجيال الصاعدة والتالية، وهى أمانة تلقاها جيلنا عمن قبله، ولا بد أن يحملها إلى ما يجيئ بعده.( محمد محمد حسين، الإسلام والحضارة الغربية ص 66)
ثالث وأربعون : الدعوة إلى توحيد الأديان أيا كانت شعارتها هى دعوة إلى توحيد الإسلام الدين الحق الناسخ لما قبله من الشرائع، مع ما عليه اليهود والنصارى من دين دائر كل منهما بين النسخ والتحريف.
إن هذه الدعوة هى أكير مكيدة عرفت لمواجهة الإسلام والمسلمين اجتمعت عليها كلمة اليهود والنصارى بجانب علتهم المشتركة وهى " بغض الإسلام والمسلمين"، وغلفوها بأطباق من الشعارات اللامعة، وهى كاذبة خادعة، ذات مصير مروع مخوف. فهى فى حكم الإسلام، دعوة بدعية، ضالة كفرية، تدعو المسلمين إلى الردة الشاملة عن الإسلام، لأنها تصطدم مع بدهيات الاعتقاد، وتبطل صدق القرآن، ونسخه لجميع ما قبله من الكتب، وتبطل ختم النبوة والرسالة.... ولهذا لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ورسولا الاستجابة لمثل هذه الدعوة، ولا الدخول فى مؤتمراتها، وندواتها، وجمعياتها واجتماعاتها، ولا الانتماء إلى محافلها، بل يجب عليه نبذها، ومحاربتها، والتنفير منها، وإظهار الرفض لها، وطردها من بلاد المسلمين. ( بكر بن عبد الله أبو زيد، الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان ص 22)
رابع وأربعون : قال الشيخ عبد العزيز بن باز –يرحمه الله- فى تقديمه لكتاب " الحداثة فى ميزان الإسلام " للشيخ " عوض بن محمد القرنى " الآتى :" شهد عصرنا هذا محاولات أكثر للتعبير بإسم التطوير والتحديث والتجديد، فظهر ما يسمى بالشعر الحر المنفلت من القافية، ثم بالغ القوم فانفلتوا من الوزن والقافية فى إطار ما يسمى بقصيدة النثر التى عرف أصحابها بإسم الحداثة. وكنا إلى حين اطلاعنا إلى هذا الكتاب القيم الذى قام بتأليفه فضيلة الشيخ عوض بن محمد القرنى، والذى نقدم له بهذه النبذة المختصرة- بسبب عدم الاطلاع- نظن أن قصيدة النثر المتسمة بالغموض الملقب بالحداثة المحاط بهذه الهالة الإعلامية، نظن ذلك كله أنماطا من التغيير فى الشكل، ولا علاقة له بمضمون الشعر، ولا بمعانيه ولا بمحتواه الفكرى , لكن الكتاب كشف لنا أن الشكل لم يكن فى ذاته هو هدف هذا التغيير، وإنما جعل الشكل الجديد الملفوف بالغموض ستارا لقوالب فكرية شحنت فى كثير من نماذجها بالمعانى الهزيلة، والأفكار الهابطة والسهام المسمومة الموجهة للقضاء على الفضيلة والخلق والدين.......إن استهداف الغموض من كثير من هؤلاء الشعراء فى هذه القوالب الفكرية المسماة شعرا وليس فيها من الشعر شيئ إنما هو أمر مقصود ليحققوا به أهدافا منها..............محاولة نبذ الشريعة والقيم والمعتقدات والقضاء على القيم والأخلاق والسلوك بإسم التجديد وتجاوز جميع ما هو قديم وقطع صلتها به " .
خامس وأربعون : لم تكتف الشيعة بوضع المثالب فى الصحابة رضوان الله عليهم
بل ادعوا بتحريف ونقص القرآن واعتقادهم فى أن الأئمة أعلى وأرقى من الأنبياء عليهم السلام، وأنهم يعلمون الغيب، وتعدوا ذلك بأن يصفون الله عز وجل بالجهل والنقص، وهو ما يسمونه "البداء" الذى هو عبارة عن " استصواب شيئ علم بعد أن لم يعلم" أو بعبارة أخرى " أن يظهر ويبدو لله عز شأنه أمرا لم يكن عالما به. وعند الشيعة " من جهل البداء أو لم يعترف به فليس له حظ أو نصيب من كامل المعرفة " فالمرء لا يكون عالما إلا إذا وصف الله تعالى بالجهل. فإذا لم يعترف أهل السنة - وهم المقصودون بهذا الكلام - بجهل الله - تعالى عن ذلك علوا كبيرا - فقد أصبحوا جهالا لا يعول عليهم بشيئ". ( محمد مال الله، الشيعة وتحريف القرآن ص 12 )
سادس وأربعون : " كل متناظرين على غير أصل يكونان بينهما يرجعان إليه إذا اختلفا فى شيئ من الفروع فهما كالسائر على غير طريق فهو لا يعرف المحجة ( الطريق المستقيم) فيتبعها، ولا يعرف الموضع الذى يريد فيقصده، وهو لا يدرى من أين جاء فيرجع فيطلب الطريق وهو على ضلال ولكنا نؤصل بيننا أصلا فإذا اختلفنا فى شيئ من الفروع رددناه إلى الأصل فإن وجدناه فيه، وإلا رمينا به ولم نلتفت إليه. قال المأمون : نعم ما قلت فاذكر الأصل الذى تريده أن يكون بينكما، قلت يا أمير المؤمنين : الأصل بينى وبينه ما أمر الله عز وجل واختاره لنا وعلمناه وأدبنا به فى التنازع والاختلاف، ولم يكلنا إلى غيره ولا إلى أنفسنا واختيارنا فنعجز " ( من كلام الإمام عبد العزيز الكنانى إلى الخليفة المأمون عند مناظرته لبشر المريسى الداعى إلى رأى الجهم بن صفوان، كتاب الحيدة ص 16)
سابع وأربعون : يرى البعض أن الهجوم على الإسلام أو على نبيه الكريم ليس إلا حالات فردية لمن يبتغون الشهرة، أو من يحملون أحقادا على الإسلام.
ويقوم هؤلاء بسرد بعض النقولات التاريخية أو المعاصرة لمفكرين غربيين يمدحون شخص النبى، صلى الله عليه وسلم، ويعتبرون أن وجود هؤلاء يقدح فى فكرة وجود عداء فكرى عام فى الغرب تجاه الإسلام أو شخص الرسول الكريم.........إن الأحكام الفكرية لا بد وأن تنطلق من الرؤى المشتركة والمستمرة عبر فترات زمنية طويلة، ولا تقاس على ما شذ من الأقوال أو الأفكار. والغرب عبر تاريخه الطويل من المواجهة الفكرية والدينبة مع العالم الإسلامى كان دائما يميل إلى الطعن فى شخص النبى صلى الله عليه وسلم وهذا لم يتغير عبر قرون طويلة من العلاقة مع الغرب. ( باسم خفاجى، لماذا يكرهونه، كتاب البيان ص 17-18)
ثامن وأربعون : الوقفة الأولى لأى مسلم أمام أى عقيدة ليست هى الإسلام هى وقفة التبرؤ والمفارقة منذ اللحظة الأولى.
إن قضية الدين الأساسية تكمن إما فى اتباع ما أنزل الله فهو الإسلام لله والإعتراف له بالربوبية وإفراده بالأمر والطاعة والإتباع أمره دون سواه، وإما : اتباع للأولياء من دونه فهو الشرك وهو رفض الإعتراف لله بالربوبية الخالصة. ولهذا يجب أن تكون وقفة المسلم أمام أى عقيدة أونظام وأى شرع أو وضع لا يكون فيه الأمر فيه لله وحده هو الرفض والمفارقة والتبرؤ وذلك قبل أن الدخول فى أية محاولة للبحث عن مشابهات ومخالفات من شيئ من هذا كله.
تاسع وأربعون : ينفى الإسلام المصادفة والعفوية والجبرية الآلية فى حركة الكون
ينفى الإسلام العفوية والمصادفة فى كل ما يجرى فى الكون، ابتداء من نشأته وبروزه، إلى كل حركة فيه وكل تغيير وكل تعديل، كما ينفى الجبرية الآلية، التى تصور الكون كأنه آلة، فرغ صانعها منها، وأودعها القوانين التى تتحرك بها. ثم تركها تتحرك حركة جبرية آلية حتمية وفق هذه القوانين التى تصبح بذلك عمياء. إنه يثبت الخلق بمشيئة وقدر، ثم يثبت الناموس الثابت والسنة الجارية، ولكنه يجعل معها القدر المصاحب لكل حركة من حركات الناموس ولكل مرة تتحقق فيها السنة القدر الذى ينشئ الحركة ويحقق السنة، وفق المشيئة الطليقة من وراء السنن والنواميس الثابتة.
خمسون : قال عمر ابن الخطاب (رضى الله عنه) : من كثر ضحكه، قلت هيبته......
ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيئ عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه، قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه، مات قلبه. ولأن الضحك يدل على الغفلة عن الآخرة قال صلى الله عليه وسلم "لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا " الإحياء للغزالى ج9 ص42)
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: