د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5358
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
واحد وثلاثون : مخالفة الخوارق للشريعة دليل على بطلانها فى نفسها، وذلك لأنها قد تكون فى ظواهرها كالكرامات وليست كذلك بل أعمالا من أعمال الشيطان، حكى عياض عن الفقيه أبى ميسرة المالكى أنه كان ليلة بمحرابه يصلى ويدعو ويتضرع وقد وجد رقة (فى قلبه) فإذا المحراب قد انشق وخرج منه نور عظيم ثم بدا له وجه كالقمر، وقال له : تملأ من وجهى يا أبا ميسرة فأنا ربك الأعلى، فبصق فيه وقال له : اذهب يالعين عليك لعنة الله. و يحكى عن عبد القادر الكيلانى أنه عطش عطشا شديدا فإذا سحابة قد أقبلت وأمطرت عليه شبه الرذاذ حتى شرب ثم نودى من سحابة يافلان أنا ربك قد أحللت لك المحرمات فقال له اذهب يالعين عليك لعنة الله فاضمحلت السحابة. وقيل له بما عرفت أنه إبليس، قال بقوله قد أحللت لك المحرمات. وهذا يعنى أن هذه الخوارج وأشباهها إذا لم يكن الشرع حكما فيها، لما عرف أنها شيطانية.
وقد نزعت إلى هذا النزع فى ابتداء الوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد زوجه رضى الله عنها، فإنها قالت له : أى ابن عم أتستطيع أن تخبرنى بصاحبك هذا الذى يأتيك إذا جاءك، قال نعم. قالت فإذا جاءك فأخبرنى به فلما جاء أخبرها. فقالت قم يا بن عم فاجلس على فخذى اليسرى فجلس ثم قالت هل تراه، قال نعم. ثم حولته إلى فخذها اليسرى ثم إلى حجرها وفى كل ذلك تقول له هل تراه قال نعم. قال الراوى : فتحسرت وألقت خمارها والنبى صلى الله عليه وسلم جالس فى حجرها ثم قالت هل تراه قال لا. وفى رواية أنها أدخلته بينها وبين درعها فذهب عنه ذلك فقالت : يا بن عم أثبت وأبشر فوالله إنه ملك، ما هذا بشيطان. ( الموافقات للشاطبى 2/191).
اثنان وثلاثون : جميع أعمال الكافر وأموره لا بد فيها من خلل يمنعها أن تتم له بها منفعة بها.
ولو فرض صلاح شيئ من أموره على التمام لاستحق بذلك ثواب الآخرة، ولكن كل أموره إما فاسدة وإما ناقصة. فالحمد لله على نعمة الإسلام التى هى من أعظم النعم، وأم كل خير، كما يحب ربنا ويرضى. ( اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية 49).
ثلاث وثلاثون : إذا ازدوج التكلم بالباطل والسكوت عن بيان الحق، تولد بينهما جهل الحق وإضلال الخلق.
( مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن القيم 81)
رابع وثلاثون : إذا تأملت مقالات أهل الباطل رأيتهم قد كسوها من العبارات المستحسنة ما يسرع إلى قبوله من ليس له بصيرة نافذة، فتكون ألفاظهم المموهة بمنزلة طعام طيب الرائحة فى إناء حسن اللون والشكل، ولكن الطعام مسموم " ( مختصر الصواعق لابن القيم، 118،119)
خامس وثلاثون : نهى عمر (رضى الله عنه) عن الإستعانة بغير المسلمين فى ولاية أمر من أمور المسلمين.
روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن أبى موسى الإشعرى رضى الله عنه قال: قلت لعمر رضى الله عنه قال: إن لى كاتبا نصرانيا، قال : مالك ؟ قاتلك الله، أما سمعت الله تعالى يقول:" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض " ألا اتخذت حنيفا ؟ قال : قلت : يا أمير المؤمنين، لى كتابته، وله دينه. قال لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله. (اقتضاء الصراط المستقيم للشيخ ابن تيمية 42)
سادس وثلاثون : أدنى مراتب الأدب مع الله سبحانه وتعالى :
أن يتهم الأنسان تقديره أمام تقدير الله. أما حقيقـــة الأدب، فهى ألا يكون له مع تقدير الله تقدير وليس له إلا الطاعة والقبول والأستسلام مع الرضى والثقة والأطمئنان.
سابع وثلاثون : " العداوة بين إيران وإسرائيل ليست سوى شذوذ عن مسيرة العلاقات التاريخية بين الشعبين، فقد عملت الروابط الثقافية والمصالح الاستراتيجية بين الفرس واليهود على جعل إيران وإسرائيل حليفتين متضامنتين لحين قيام ثورة الخمينى. وعلى الرغم من الصورة القاتمة لما آلت إليه العلاقة بين البلدين فى الوقت الحاضر، فإن المصالح الاستراتيجية الثابتة تشير إلى أن إعادة إحياء الشراكة الفارسية- اليهودية أمر محتوم، وإن لم يكن متوقعا على المدى القريب ( (أمير سعيد، خريطة الشيعة فى العالم ص 33 نقلا عن ستانلى فايس " إيران وإسرائيل والرابط التاريخى ")
ثامن وثلاثون : إيران لا تسمح ببناء أى مسجد لأهل السنة.
" إنه لمن المخزى أن تطالب الحكومة الإيرانية ببناء المسجد البابرى الذى هدمه الهندوس فى الهند عام 1992، وتتبنى الدفاع عن مساجد المسلمين فى البوسنة، ولا تتورع فى الوقت نفسه عن هدم مسجد الفيض، وهو أحد مساجد أهل السنة فى إيران بالبلدوزر، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى الهجوم المسلح على المسلمين فى حرم المسجد وقتلت ستين مصليا، وحتى الآن لم تسلم جثثهم إلى ذويهم فضلا عن الهجوم بالمروحيات على المسجد المكى فى زاهدان. بل لا يسمح ببناء أى مسجد لأهل السنة، بالرغم من وجود كنائس وأديرة ومعابد لكل ملل الكفر ". ( عبد المنعم شفيق ويل للعرب من شر قد اقترب نقلا عن أحوال السنة فى إيران لعبد الله الغريب)
تاسع وثلاثون :بدأت البشرية طريقها مهتدية مؤمنة موحدة، ثم انحرفت إلى جاهلية ضالة مشركة...
كان ذلك بفعل العوامل المتشابكة المعقدة فى تركيب الإنسان ذاته، وفى العوالم والعناصر التى يتعامل معها. نشأ بنوآدم الأوائل موحدين لرب العالمين كما كانت عقيدة آدم وزوجه، ثم انحرفوا بفعل العوامل السابقة حتى إذا جاء نوح عليه السلام دعاهم إلى توحيد رب العالمين مرة أخرى، ثم جاء الطوفان فهلك المكذبون ونجا المؤمنون، وعمرت الأرض بهؤلاء الموحدين لرب العالمين كما علمهم نوح عليه السلام، حتى إذا طال عليهم الأمد انحرفوا إلى الجاهلية كما انحرف الذين من قبلهم، حتى إذا جاء هود أهلك المكذبون بالريح العقيم ثم تكررت القصة... وهكذا. ولقد أرسل كل رسول من هؤلاء إلى قومه، فقال: " ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره" وقال كل رسول لقومه :" إنى لكم رسول أمين "، معبرا عن ثقل التبعة وخطورة ما يعلمه من عاقبة ماهم فيه من الجاهلية فى الدنيا والآخرة. ورغبته فى هداية قومه، وهم منه وهو منهم... وفى كل مرة وقف الملآ من علية القوم وكبرائهم فى وجه الحق هذا. ورفضوا الاستسلام لله رب العالمين، وأبوا أن تكون العبودية والدينونة لله وحده، وهى القضية التى قامت عليها الرسالات كلها وقام عليها دين الله كله. وهنا يصدع كل رسول بالحق فى وجه الطاغوت. ثم ينقسم قومه إلى أمنين منفصلتين على أساس العقيدة وتنبت وشيجة القومية ووشيجة القرابة العائلية، لتقوم وشيجة العقيدة وحدها، واذا القوم الواحد أمتان منفصلتان لا قربى بينها ولا علاقة، وعندئذ يحئ الفتح، ويفصل الله بين الأمة المهتدية والأمة الضالة، ويأخذ المكذبين المستكبرين، وينجى الطائعين المستسلمين، وما جرت سنة الله قط بفتح ولا فصل قبل أن ينقسم القوم الواحد إلى أمتين على أساس العقيدة، وقبل أن يجهر أصحاب العقيدة بعبوديتهم لله وحده وقبل أن يثبتوا فى وجه الطاغوت بإيمانهم، وقبل أن يعلنوا مفاصلتهم لقومهم، وهذا ما يشهد به ناريخ دعوة الله على مدار التاريخ.
أربعون : ذكر ابن أبى الدنيا عن بعض السلف : ان شيطانا لقى شيطانا فقال : مالى أراك شحيبا ( هزيلا وضعيفا ) فقال إنى مع رجل إذا أكل ذكر اسم الله فلا آكل معه، وإذا شرب ذكر اسم الله فلا أشرب معه، وإن دخل بيته ذكر اسم الله فأبيت خارج الدار. فقال الآخر : ولكنى مع رجل إن أكل لم يسم الله فآكل أنا وهو جميعا، وإن شرب لم يسم الله فأشرب معه، وإن دخل داره لم يسم الله فأدخل معه، وإن جامع امرأته لم يسم الله فأجامعها معه. ( عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لابن القيم 28)
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: