د- محمود علي عريقات - الصين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5228 mahmder@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قيل قديما لا تكن ممن يلعن ابليس علانية و تطيعه سرا، و قيل هلك من افترى و خاب من ادعى، و قيل كذلك نمر مفترس امامك خير من ذئب خائن وراءك، و خير المواهب العقل و شر المصائب الجهل، و لا تجعل ملابسك اغلى شيء فيك حتى لا تجد نفسك يوما ارخص مما ترتديه، و قال حكيم : ليس هناك من هو اكثر بؤسا من المرء الذي اصبح اللاقرار هو عادته الوحيده، و كذلك اذا حملت المسؤولية لمن لا يستحقها فسوف يكشف عن خلقه الحقيقي دائما، و قالوا ايضا السرج المصنوع من الذهب لا يجعل الحمار حصانا، و ورد عن حكيم قوله : اكره اخلاق المنشار الذي لا يحقق ذاته الا و هو يقص غيره، و في المثل الصيني قيل : ان العقول الصغيرة تناقش الاشخاص و العقول المتوسطة تناقش الاشياء و العقول الكبيرة تناقش المبادىء، و العرب قالت : البعض ينشر السعادة اينما ذهب و البعض الاخر يخلفها متى ذهب، اربع خصال للجهال : من غضب على من لا يرضيه و من جلس الى ما لا يدنيه و من تفاخر الى من لا يغنيه و من تكلم بما لا يعنيه، و قال احد الصحابة : ما وجد احد في نفسه كبرا الا من مهانة يجدها في نفسه، و قيل كل شيء اذا كثر رخص الا الادب اذا كثر غلا، و اظلم من الظالم من يساعد الظالم على ظلمه، و شكسبير قال : للزنابق الفاسدة رائحة اشد فسادا بكثير من الاعشاب الضارة، و كلنا يعلم ان الثوم لا يفقد رائحته حتى لو غسل بماء الورد، و في المثل العربي : من عاش بوجهين مات بلا وجه، و الانسان بلا مبادىء كساعة بلا عقارب، و الغرور يتمدد فقط في الرؤوس الفارغة، و من لا يعمل يوجد الشيطان له عملا. هذه اقوال تصف بعضا من صفات هذا الانسان، الذي لا ينفك عن مهاجمة الاخر حتى و ان لم يراه او يلتقي به او حتى يتحدث اليه، يدعي العظمة لان المحيطين به صغارا، يسرع الى الافتاء و اصدار الراي في قضايا لا يفقه خفاياها، لا يسمع و لا حتى يتقبل سماع الراي الاخر، يدعي حكمة لقمان و صدق رسولنا الكريم محمد عليه السلام و به كبر نمرود و جهل ابي جهل، يدعي الامانة و هو بعيد عنها فاقد لها، يحسب ان لقب وظيفته يعطيه مجدا و نسي ان الانسان هو من يعطي الالقاب مجدا، هو كالذئب يهاجم من الخلف و في الظلام و لا يجرؤ على المواجهة الحقيقية، يدعي انه صاحب مبادىء و هو عبد لمصلحته، و نسي ان المصلحة الشخصية هي دائما الصخرة التي تتحطم عليها اقوى المبادىء، يظهر للناس خلاف ما يبطن و غاب عنه ان افضل و اقصر طريق يكفل له ان يعيش في هذه الدنيا موفور الكرامة هو ان يكون ما يبطنه في نفسه كالذي يظهر امام الناس، لا يفقه قول الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه:
النفس تبكي على الدنيا و قد علمت ***ان السلامة فيها ترك ما فيها،
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها *** الا التي كان قبل الموت يبنيها،
ثرثار يقول ما لا يعرف و نسي انه يجب ان يعرف كل ما يقول، صفاته من صفات ستة لا يرتجى منهم نصرة الحق : قوي مغرور متسلط، و شهواني سدت الشهوة منافذ تفكيره، و مبطل و جد له اتباعا يغرونه بالمضي في طريقه، و عالم اتخذ من علمه وسيلة لتحقيق اطماعه، و متزهد اتخذ الزهد في الدنيا ستارا لحيازتها، و طامع بالشهرة اتخذ من مخالفة الحق سبيلا لها، يعيش لنفسه و لمصلحته و لا يعلم ان من عاش لنفسه فانه قد يستريح و لكنه يعيش صغيرا و يموت صغيرا و من عاش لغيره فانه قد يتعب و لكنه يعيش كبيرا و يموت كبيرا، تائه كسول لا يعمل و نسي نصيحة الشاعر حين قال :
اعمل و انت من الدنيا على حذر***و اعلم بانك بعد الموت مبعوث،
اعلم بانك ما قدمت من عمل***محصي عليك و ما خلفت موروث،
يدعي البلاغة و هو يعجز عن الصمت، كقول الشاعر :
اذا كنت عن ان تحسن الصمت عاجزا***
فانت عن الابلاغ في القول اعجز، يعشق الجدال و يستغرق في مناقشة المسائل التافهة وقتا طويلا لانه يعرف عنها اكثر مما يعرف عن المسائل الهامة، مرتكب لاكبر خطاء عندما لا يفطن الى خطيئة نفسه، لكن صدق من قال هلك من افترى و خاب من ادعى، قيل ليس في الدنيا الا سلمين ذكاؤك و غباء الاخرين و انت يا احمد لا سلم لك، ان انسان يحتل وظيفة عامة في السفارة الفلسطينية في الصين و همك الاساسي عقد الصفقات الخاصة سواء بشكل مباشر او غير مباشر مخالفا بذلك نصوص قانون السلك الدبلوماسي الفلسطيني، و لم تكتفي بذلك بل جعلت من نفسك مفتي السفارة و المدافع الاول عن الفاسدين هناك، يضحكني ما تروج له بانك اب لكل فلسطيني هنا في الصين و انت ابن عاق في احسن الاحوال، لا تسمع كلمة الحق و لعلمك ان من ينطق بها رجل و من يسمعها رجل فانت لم تبلغ مبلغ الرجال بعد، لم احب في الماضي الرد على اكاذيبك عسى ان تعدل عنها او حتى ان تلتزم الصمت، و انت فسرت ذلك انه عجز مني او خوف منك فانت موهوم، وصفت ما اقوم به بالفشل و انت لا تفقه ان الانسان لا يفشل ما دام يحاول و يحاول، فقطرة الماء تحفر في الصخر ليس بالعنف و لكن بالتكرار، و حتى و لو فشل الانسان فيكفيه شرف المحاولة، و رئيس وزراء بريطانيا الاسبق تشرشل قال : النجاح هو القدرة على الانتقال من فشل الى فشل دون ان تفقد حماسك، و سقراط قال حياة بدون تحديات حياة لا يجب ان نحياها، فالمستحيل كلمة يتوارى خلفها العاجزون، هل شاهدت حجارا و هو يكسر الاحجار ؟ انه يظل يضرب الصخرة بفاسه او معوله ربما مائة مرة دون ان يبدو فيها ادنى اثر يبشر بكسر او فلق، و ليست الضربة الاخيرة حققت النتيجة !!بل المائة ضربة التي سبقتها...و ما اكثر الذين يرجعون من منتصف الطريق بل ما اكثر الذين يياسون من كفاحهم قبل ان يجنوا ثماره ربما بزمن وجيز، و لو استمروا حتى الضربة الواجدة بعد المائة لحصدوا كل ما زرعوا و اكثر، و هذا معنى ان لا تعرف المستحيل، فلا تلومني ان طالبت بحقي و عملت من اجل ذلك، فانتظار النجاح بدون العمل الشاق لتحقيقه يعادل انتظار الحصاد بدون بذر البذور، فلقد تعلمت باكرا ان الحق لا يعطى لمن يسكت عنه، و ان على المرء ان يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على حقه، فان خاف الانسان من مواجهة الصعاب زادت عليه الصعاب، فمن يعيش في خوف لن يكون حرا ابدا، فالانسان يبدا و الله ينجز، و لا يهمني ان تحطمت الجسور خلفي لانني لم افكر في التراجع ابدا، و اعلم انك كما تدين تدان، و ان ما تفعله في الناس سوف يرد عليك خيرا او شرا، و قد نرضى بالالم ساعات و لكن لن نرضى بالياس ساعة، فلولا الامل في الغد ما عاش المظلوم الى اليوم، فعش ما عشت فانك ميت و احبب من شئت فانك مفارقه و اعمل ما شئت فانك مجازي به، و اعلم ان الخوف ليس من صفاتي لان الخوف مصدره الجهل و انا لست بجاهل، و دواء الدهر هو الصبر عليه، و اعلم ان من صبر ظفر و انا صابر، فمتى قل الحياء زاد البلاء و قد زاد البلاء من جانب بعض العاملين في السفارة، و صدق القائل حين قال : خذ من اليوم عبرة و من الامس خبرة، اطرح منها التعب و الشقاء، و اجمع لهن الحب و الوفاء، و اترك الباقي لرب السماء. فتعمدك الاساءة الى الاخر و نشر الاكاذيب و التفاهات دليل على اخلاقك ! و اذكرك بقول احدهم : سب اعدائك لك و شتم حسادك يساوي قيمتك لانك اصبحت شيئا مذكورا و رجلا مهما، اعلم ان من اغتابك فقد اهدى لك حسناته و حط من سيئاتك و جعلك مشهورا بين الناس و هذه نعمة. و اخر قال : لا تتاثر من القول القبيح و الكلام السيء الذي يقال فيك فانه يؤذي قائله و لا يؤذيك. فبجهلك تكون قد خدمتني عن غير قصد، و لكن اقول احفظ جهلك لنفسك و حسن من تصرفاتك و عود نفسك على مواجهة الاخر و ليس اغتيابه و سبه من وراء ظهره، فانا ارد على اكاذيبك علانية و امام الجميع فليس من طبعي الغيبة و النميمة، و ان لم تستطع ان تقول خيرا فاصمت، و قم بمحاسبة نفسك قبل ان تحاسب الاخر، و اعلم ان الحق دولة و الباطل جولة، و لا تحسب ان مالك و غناك ! يزيدان من قدرك و يعطيانك الحق بالتهجم على الاخرين، و لا حتى منصبك يخولك بذلك. و اتوقع اعتذارا منك لاساءتك في حقي، فهذا المقال مجرد رد اولي يتبعه ردود، فكن قدوة يقتدي بها الاخرون و لا تكن حدوة يمتطيها كل فاسد.
و اختم بقول الشاعر :
من كان يملك درهمين تعلمت***شفتاه انواع الكلام فقالا،
و تقدم الاخوان فاستمعوا له***و رايته بين الورى مختالا،
لولا دراهمه التي يزهو بها***لوجدته في الناس اسوء حالا،
ان الغني اذا تكلم مخطىء قالوا***صدقت و ما نطقف محالا،
اما الفقير اذا تكلم صادقا***قالوا كذبت و ابطلوا ما قالا،
ان الدراهم في المواطن كلها ***تكسو الرجال مهابة و جمالا،
فهي اللسان لمن اراد فصاحة***و هي السلاح لمن اراد قتالا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: