د- محمود علي عريقات - الصين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6095
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نحن في زمان اصبحت فيه كلمة الحق جريمة لا تغتفر، و اضحى النفاق سمة حسنة عند الكثير من البشر، اذا بذل البعض ساعة في التفكير احتسبها اخرون ساعة في معصية الله ! لان اهمال العقل امسى الصفة الرئيسية للمواطن الصالح ؟! و التبعية و التقليد كذلك من صفات الانسان المخلص ؟! فلماذا نفكر و يوجد من يفكر لنا ؟! و حقوقك ليست بالضرورة حق لك !! انما هي ما يجوز ان يتصدق بها عليك احد المسؤولين ؟! هذه و غيرها من صفات منافقي هذا العصر، الذين اقل ما يقال عنهم انهم زيادة على هذا العالم، هم و من ينافقونهم يعشقون المجادلة، يجيدون النميمة و نفوسهم دنيئة، يدعون انهم كلهم لهم نفس الاسلوب في التفكير و هذا دليل على ان لا احد منهم يفكر، يدعون الحرص و لا يعلمون ان الحرص اضر هامات الرجال، هم كما قال عنهم القذافي الرجل ذكر، فهو يولد و جنسه ذكر اما الرجولة فهي اكتساب و هم لا يملكون ايا من خصائصها، يعارضون دون معرفة السبب، لمجرد المعارضة، يرددون الكلام كالببغاء مع فارق بسيط و هو ان الببغاء طائر غالي الثمن و هم ثمنهم بخس، الحقيقة دائما تؤلمهم لانهم تعودوا على الاوهام، من صفاتهم الحرص و الحسد و الكبر و لا يدركون انها اصول الشر، فالكبر منع ابليس من السجود لادم عليه السلام و الحرص اخرج ادم عليه السلام من الجنة و الحسد حمل ابن ادم على قتل اخيه، لا يدركون ان طلب الحوائج يكون بعزة النفس لان بيد الله وحده قضاؤها، يقيسون النجاح بالموقع الذي يتبوءه المرء في حياته و لا يعلمون ان مقياس النجاح هو بالصعاب التي يتغلب عليها المرء، يبنون حوائط حول انفسهم تحميهم من فيضان الحياة و لا يدركون ان العاقل من يصنع قاربا يعبر به هذه الحياة، يصيبهم الذعر عند المصيبة و لا يدركون ان الشمس لا تظلم من ناحية الا و تضيء من ناحية اخرى، يؤاخون الاحمق لمصلحة ما و لا يفقهون ان الاحمق عندما يريد ان ينفعهم فانه يضرهم، و ينسون ان من يلوذ بالملذات هو المجازف و ينال الحسرات الجبان، بتصرفاتهم جعلوا من انفسهم عظما فاكلته الكلاب، اغبياء لا يدركون ان لكل شيء جوهر و جوهر الانسان العقل و جوهر العقل الصبر، غاب عنهم ان الانسان هو ما يؤمن به، فبماذا يؤمنون ؟! نسوا او يتناسوا ان طلب الخير يكون من بطون شبعت ثم جاعت لان الخير فيها باق و لا يطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت لان الشح فيها باق، و هم يناصرون بطونا جاعت ثم شبعت -هذا ان شبعت- فاي خير يطلبون ؟! هم و اسيادهم نسوا ان الشيء الوحيد الثابت في هذه الدنيا هو التغيير، و لا يبقى على حاله الا رب الكون عز و جل، اخذوا من الغراب ثلاثا : غرابة الطبع و عدم الالفة و اعتلال المشية، و لم ياخذوا من الصقر بعد النظر و عزة النفس و الحرية، او من النحل سمو الهمة و نفع الاخرين، او من الهدهد الشموخ و الامانة، اصدق وصف لهم ما قاله الاحنف بن قيس : ان عجبت لشيء فعجبي لرجال تنمو اجسامهم و تصغر عقولهم، يصعب عليهم قول الحق، فكلمة الحق تقف دائما في الحلق لانها كبيرة، هم كما يقال في العامية :طلطميس ما بعرف الجمعة من الخميس، يتباهون هم و اسيادهم بالاهتمام بالامور الكبيرة -كما يدعون - و لا حاجة لازعاج انفسهم و ارهاق عقولهم -هذا ان وجدت- بصغائر الامور-كما يدعون - و غاب عنهم ان فقدان المسمار اضاع الحدوة و فقدان الحدوة اضاع الحصان و فقدان الحصان اضاع الفارس، هم لا راي لهم و الذي لا راي له راسه كمقبض الباب يستطيع ان يديره كل من يشاء و كيفما يشاء، هم كمن يحاول ان يجعل من نفسه حذاء يصلح لكل الاقدام، سئل احد الحكماء : اي عز يكون بالذل متصلا فقال العز في خدمة السلطان، و هذا هو العز الذي يتمنون، قيل ان الطفولة فترة من العمر يعيش فيها الانسان على حساب غيره، و هم يعيشون على حساب غيرهم، فهم اطفال، نسوا قول الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام :بئس الزاد الى الميعاد العدوان على العباد، هم كالمنشار لا يحقق ذاته الوضيعة الا و هو يقص غيره، غاب عنهم ان الانسان لا لحمه يؤكل و لا جلده يلبس فما فيه غير حلاوة اللسان، هم اناس هانت عليهم نفسهم بقدر ما عظمت عندهم منفعتهم، صدق من قال : هناك صداقات لا تنتهي : صداقة المراة بمراتها و صداقة الكاتب و القارىء بكتابه و صداقة المنافق بحذاء من ينافقه، الانسان بلا مبادىء كساعة بلا عقارب، و هذا حالهم. هذا بايجاز بعض صفات منافقي هذا الزمان، اورته هنا عن تجربة شخصية مع امثال هؤلاء، لمصلحة انية انانية ذاتية يحنون ظهورهم، و يعجبون بعد ذلك لماذا ركب الناس عليها كما يركب الرجل على الدابة، و في المقابل لا يحصلون الا على الوعود التي في معظمها كاذبة. فهنا في جمهورية الصين الشعبية يتبع بعض الافراد العاملين في السفارة الفلسطينية اسلوب فرق تسد مع الطلاب و ذلك بمساعدة بعض الطلبة الواهمين و الطامعين بالحصول على بعض المكاسب، و صنف بعض افراد السفارة انفسهم كالانبياء ؟!! و كلامهم كالكتب السماوية ؟!! كلام منزل لا يحق لاحد التشكيك به او نقده!! و منافقيهم كالاولياء الصالحين !! مهمتهم التنظير و الترويج لكلام هؤلاء المنزل و المنزه من الخطاء !! سب الذات الالهية و التهكم على الدين الحنيف قد يكون عند بعضهم مكروه !! و لكن نقد احدهم و لا اقول شتمه يعتبر في ملتهم هذه خروج على الشرع و على العرف و يناقض بشدة تقاليد العرب و يعتبرونه دمار للعادات بل و خيانة وطنية توجب القصاص !! هؤلاء اناس تفكيرهم تحت مستوى البطن فقط، ففوق مستوى البطن التفكير يعتبر من الكبائر ! و للحق اقول ان عقولهم هي من اغلى العقول في العالم فهي غير مستعمله و لم يسبق لهم استخدامها، و هم بذلك فرحين ! اعتقدوا ان الله لن يحاسبهم ! و نسوا ان الله لا يحاسب فاقد العقل و لكن يحاسب من لم يستخدم عقله، فالله اكرم العلماء، فالعلماء ورثة الانبياء، و نسوا قول الرسول عليه الصلاة و السلام : يدخل الجنة من حفظ ما بين فكيه و ما بين فرجيه، و لكن هذا لا يعرفونه في ملتهم، و قد قال احد الحكماء عن امثال هؤلاء : سامحهم فهم يعتقدون ان عادات قبيلتهم هي قوانين طبيعية، صدق الشاعر حين قال :
قوم اذا جالستهم *** صدئت بقربهم العقول،
لا يفهموني قولهم*** و يدق عنهم ما اقول،
حجتهم ما قاله خطيب منافق حين سئل لماذا تتقلب مع كل الظروف ؟ فقال : هكذا خلق الله القلب متقلبا، فثباته على حالة واحدة مخالفة لارادة الله !. و ليعلم الجميع انني لست الافضل و لكن لي اسلوبي، و ساظل دائما اتقبل راي الناقد و الحاسد، فالاول يصحح مساري و الثاني يزيد من اصراري.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: