(129) خمس ملاحظات لـ"فيدل كاسترو" على إعلان أوباما اغتيال بن لادن
د- أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6271
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أبدى رئيس كوبا السابق "فيدل كاسترو" (1) خمس ملاحظات على إعلان "أوباما" أن قوات بحرية خاصة قد اغتالت "بن لادن" وألقت جثته فى البحر ، فكتب يقول :
" إن المتابعين لمجريات أحداث الحادى عشر من سبتمبر يعرفون أن الشعب الكوبى قد عبر عن تضامنه مع الشعب الأمريكى ، وقدم له إسهاما متواضعا لضحايا الهجوم على البرجين فى مدينة نيويورك وخاصة على المستوى الطبى . لقد فتحنا مطاراتنا على الفور للطائرات الأمريكية التى لم تكن قادرة على الهبوط بسبب الارتباك الذى حدث إثر الهجوم . إن الوقفة التقليدية التى تبنتها الثورة الكوبية كانت نابعة من موقفها المعروف المعارض دائما لأى هجوم على مدنيين أبرياء ... إن موقفنا الصريح هذا يعطينا الحق فى إبداء رأينا فى مثل هذه القضايا الحساسة .... لقد عبرت عن اقتناعى بأن " الإرهاب الدولى " لا يمكن أن يُستأصل بالحرب والعنف ".
كان " كاسترو" يعرف تماما أن "بن لادن" يعارض الاتحاد السوفياتى ، كما كان يرفض الاشتراكية ، ورغم اختلاف إيديولوجيته عن الفكر الذى يتبناه "بن لادن" ، فإن هذا الاختلاف الفكرى لم يمنع "كاسترو" من أن يقول : " أيا كانت الأفعال التى تُنسب إلى " بن لادن "، فإن اغتيال إنسان "غير مسلح"وهو فى وسط أهله وأقربائه شيئ يثير الاشمئزاز ، خاصة وأن الذى أقدم على هذا الفعل هو أكبر قوة على وجه الأرض ".
وهذه هى الملاحظات الخمس التى أبداها " كاسترو" على واقعة اغتيال "بن لادن" :
الملاحظة الأولى : أن "بن لادن " فى الأصل رجل مريض حتى قبل أحداث الحادى عشر من سبتمبر ولا يستطيع أن يعيش ويحتمى فى كهوف .
يقول " كاسترو " :" فى الثامن والعشرين من يناير الحالى كتب الصحفى "دان رازر" فى الـ CBS News يقول : " كان "بن لادن " يعانى فى العاشر من سبتمبر أى قبل يوم واحد من الهجوم على البرجين من الفشل الكلوى وإجريت له عملية غسيل الكلى فى مشفى عسكرى فى باكستان ، أى أنه لا يستطيع جسمانيا أن يختفى ويعيش داخل كهوف عميقة "(2) .
الملاحظة الثانية :أن عملية الاغتيال هى انتهاك لقوانين وشرف وتقاليد بلد إسلامى
يقول " كاسترو" : "لا يستطيع "أوباما" أن يخفى أن " بن لادن" قد اغتيل أمام زوجاته وأطفاله الذين هم الآن رهن اعتقال السلطات الباكستانية . إن باكستان بلد مسلم يضم مائتى مليون مسلم ، انتهكت قوانينهم ، وأوذى شرفهم الوطنى ، وتدنست تقاليدهم الدينية . هل يستطيع "أوباما" أن يمنع نساء وأطفال الذين قتل عائلهم بلا محاكمة ، وبأساليب خارجة عن القانون من أن يشرحوا ما حدث بالضبط . وكيف له أن يمنع الصور المتعلقة بالواقعة من أن تنشر على العالم ؟ ".
الملاحظة الثالثة : أن عملية الاغتيال ستزيد الأمر خطورة وتدفع إلى زيادة مشاعر الكراهية والانتقام ضد الولايات المتحدة .
يقول " كاسترو" :" أن اغتيال "بن لادن" وإلقاء جثته فى البحر سيحوله إلى شخص أكثر خطورة مما كان عليه ، وأنه بعد أن تنطفئ نشوة الفرح بقتله سيفيق الشعب الأمريكى على تضاعف مشاعر الكراهية والانتقام ضد الولايات المتحدة " .
الملاحظة الرابعة :أن ضحايا الحادى عشر من سبتمبر ليسوا بأفضل من ضحايا الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان .
أعاد " كاسترو" قراءة الفقرة التى قدمها أوباما فى خطابه وهو يعلن موت "بن لادن" مسترجعا أحداث الحادى عشر من سبتمبر ، التى يقول فيها :"....... ومع ذلك نحن نعرف صورا أكثر سوءا لم نريها للعالم بعد ....إنها صور المقاعد الفارغة على مائدة العشاء ...صور الأبناء الذين أجبروا على أن يكبروا دون أن يروا آبائهم وأمهاتهم .... صور الآباء والأمهات الذين لم يشعروا بحرارة عناق أبنائهم ، هناك ثلاثة آلاف شخص فقدناهم و تركوا فى قلوبنا جراحا لا زالت لم تندمل بعد ".
يعلق " كاسترو" على هذه الفقرة قائلا : " رغم أن هذه الفقرة تعبر عن حقيقة درامية ، لكنها لا تمنع أى شخص أمين من أن يتذكر الحروب غير العادلة التى أطلقتها الولايات المتحدة من عقالها ، وشنتها على العراق ، وأفغانستان، إن مئات وآلاف الأطفال من هذين البلدين أجبروا على أن يكبروا بدون آباء وأمهات ، وهناك المئات والآلاف من الآباء والأمهات من هذين البلدين الذين فقدوا حرارة مشاعر عناق أطفالهم ..... إن ملايين الأطفال ، اختطفوا من قراهم فى العراق وأفغانستان وفيتنام ولاوس وكمبوديا وكوبا والعديد من الدول الأخرى فى العالم ...."
الملاحظة الخامسة : أن جوانتانامو أرض كوبية ، وأن المعتقلين فيها ظلوا لسنوات بلا محاكمة وفى ظروف غير عادية .
يقول " كاسترو" : ( ... من ناحية أخرى لازال مئات الملايين من الناس يعيشون وقد انطبعت فى أذهانهم هذه الصور المرعبة لهؤلاء الرجال الذين اعتقلوا ووضعوا فى سجن "جوانتانامو" - هذه الأرض الكوبية التى احتلتها الولايات المتحدة - دون محاكمة ، وهم يمشون متهادين فى صمت واستسلام ، لا أقول لشهور عديدة فقط ، بل لسنوات ، وكذلك هؤلاء البشر الذين اختطفوا وأودعوا فى سجون سرية حول العالم من قِبل دول من المفترض أن تكون دولا متمدينة ".
-------------
Fidel Castro Ruz, The Assassination of Osama Bin Laden, wacptv.ning.com/xn/detail/2077897:Topic:238844?xg...
(1) انظر تحليل "فيدل كاسترو" لعملية تدخل القوات الأمريكية والناتو فى ليبيا فى (قراءة في رسالة لـ" فيدل كاسترو" عن تطوّرات الأحداث في ليبيا ، مجلة المجتمع الكويتية ، العدد 1944)
magmj.com/index.jsp?inc=4&pid=1464&version...
(2) كانت هناك منذ عام 2001 العديد من التقارير التى تدور حول وفاة " بن لادن" وذلك على النحو التالى :
(أ) "بن لادن" مات بسبب مرض الفشل الكلوى بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر.
(ب) فى عام 2002 قال الرئيس الباكستانى "برويز مشرف" ان "بن لادن" يعانى من مرض فى الكلى وأنه يحتاج إلى جهاز غسيل كلى وهو يعيش فى أفغانستان.
(ت) فى نفس العام قال " ديل واطسون" وهو أحد كبار رجال المخابرات الأمريكية المعنيين بمكافحة الإرهاب قال :" أنا شخصيا أعتقد أن "بن لادن" لن يكون معنا بعد الآن" .
(ث) فى الحادى والعشرين من ديسمبر 2002 قال أحد كبار قادة طالبان لـ " لباكستان أوبزيرفر" :" أن "بن لادن" كان يعانى من أمراض خطيرة فى الرئة ومات فى منتصف ديسمبر بالقرب من جبال طورابورا . وادعى المصدر أن "بن لادن" وورى تحت الثرى باحترام كبير ، ودفن فى مثواه الأخير فى قبر أعد له طبقا لما يسمونه بالمعتقدات "الوهابية".
(ج) اعلن "اليكس جونز" فى بث حى فى الإذاعة فى عام 2002 أن عضوا رفيع المستوى فى لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكى أبلغه بأن "بن لادن " توفى بسبب مرض الفشل الكلوى فى عام 2002.
(ح) فى عام 2003 قالت وزيرة الخارجية " مادلين اولبرايت" لأحد المحللين السياسيين فى قناة "الفوكس نيوز" وهو " مورتون كوندراك":" أنها تشتبه فى أن الرئيس "بوش" كان يعرف مكان وجود "بن لادن" وأنه ينتظر اللحظة المناسبة سياسيا ليعلن نبأ القبض عليه".
ويصف الكاتب الأمريكى " باتريك هيننجسن " الارتباك المحيط بقضية اغتيال "بن لادن" فيقول :" يزعم الجيش الأمريكى أنه استرد جثة "بن لادن" واحتفظ بها إلى أن ألقيت فى البحر ، وهذه القصة تحتاج إلى إعادة نظر ، ذلك لأن وكالتى " ABC News " و "الأسوسيشتد برس " قد أفادتا فى تقرير لهما أنه تم تحديد الجثة عن طريق اختبار الحمض النووى المستخرج من عينات دم أخذت من شقيقته التى ماتت بمرض سرطان الدماغ سابقا . ومع ذلك فإن وكالة "رويتر" أفادت أن نتائج اختبار الحمض النووى لن تكون متوافرة لعدة أيام ، وأن جثته قد حددت باستخدام وسائل فنية تعتمد على التعرف على الوجه . ويضاف إلى هذا الارتباك المحيط بوجود دليل على موت "بن لادن" أن المسئولين فى الجيش الأمريكى ألقوا جثته فى البحر فور موته فى الخليج العربى طبقا لتعاليم الدفن الإسلامية. وتصر واشنطن أن لديها صورا وشرائط فيديو سوف تعرضها على الشعب .
Patrick Henningsen, Announcement of Osama's Death Fuels the Osama bin Laden Mythology, www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid...
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: