علي عبد العال - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6511
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بمجرد ظهوري "أون لاين" على "الفيس بوك" سألني صديقي الذي استبدل صورته بعبارة "لا" "هتقول إيه"؟، وما كدت أدخل المسجد للصلاة حتى بادرني المؤذن وهو معروف بتحمسه الشديد لـ"نعم": "إيه رأيك في الاستفتاء"؟.. حماس بالغ ورغبة لا حد لها في التفاعل تسيطر على المصريين، حتى لا أكاد أحصي الجلسات ولا الوقفات ولا النقاشات الحامية التي كانت تدور بين المؤيدين والمعارضين للتعديلات الدستورية، وكنت طرفا فيها.
إحساس جميل، لم نعتده من قبل نحن المصريون، ذلك المتمثل في شعورك بأهمية أن تشارك، بل ولا تكتفي حتى تقنع كل من حولك بأهمية المشاركة، وأجمل منه ذلك الشعور بأن ما ستدلي به سينتهي حتما عند الوجهة التي أردت.. فأنا موقن هذه المرة بأن إرادتنا لن تزور.
لم انتخب في حياتي ـ كأكثر المصريين ـ ولا كنت أعبأ بتلك الزفة التي كانوا ينصبونها كلما حان وقتها وينعتونها بـ "النزيهة"، ولا كانت تستفزني شعارات الحكومة والمعارضة على حد سواء من قبيل "كن إيجابيا"، لأن قناعتي كانت دائما مستقرة على أن تمام الايجابية فيما يرونه سلبية بألا أمنحهم هذا الشرف الذي لا يستحقونه وألا أشارك في هذه الهزلية.
شعرت بأني قديسًا منذ كتبت في "تويتر" 28 نوفمبر 2010 يوم الانتخابات التشريعية الماضية عبارة تقول: إن "الجلوس في المنزل أو الذهاب إلى العمل أعلى درجات الوعي السياسي"، فكنت أراني وأنا نائم في بيتي بينما الناس يذهبون إلى الصناديق الشفافة!! زعيمًا وطنيًا ومنظرًا لا مثيل له.
وها أنا ذا أفتخر اليوم بأن أصابعي لم تلوث بأحبارهم، ولا بحثت يومًا عن اسمي في كشوفهم، ولا ذهبت كي استخرجها من أقسام شرطتهم تلك التي كانوا يسمونها بطاقة انتخابية، وهي في الحقيقة مسوغ دعائي كان يمنحه الايجابيون لسبب أو لآخر.
لكني ومن الآن سوف اتخذ من يوم 19 مارس 2011 عيدًا، لأنه اليوم الأول في حياتي الذي سأذهب فيه إلى لجنة انتخابية كي أدلي بصوتي.. سأحتفل بهذا اليوم بالتصويت مع أهلي وأولادي، ككثيرين من المصريين أعلم أنهم سيحتفلون مثلي، بغض النظر عن النتيجة التي سيسفر عنها الاقتراع.
"والله وبقالك صوت يا بني سويف" تعليق كتبه أحدهم على "فيس بوك" تعبيرًا عن هذه المشاعر التي صارت تختلج في نفوس المصريين هذه الأيام حينما يقارنوها بالأيام الخوالي.. فبين يوم وليلية رأينا الجميع يعبرون عن رغبتهم في المشاركة في بناء مصر الجديدة، فكأن البلاد تولد من جديد وهم يولدون مع مولدها بعد عقود من النوم أو قل الموت.
أخيرًا سيسطر التاريخ أني صانع الإمبراطورية المصرية الحديثة، سأكون من صناع القرار في هذه البلاد، وسيكون لصوتي تأثيرًا !! فأنا الذي سيعين الرئيس، وأنا الذي سوف يختار الحكومة، ولن يدخل نائب البرلمان إلا بفضل صوتي، وصوتي وحده الذي سيخرجه منه متى أراد، ولن يكون دستور وأنا حي حتى أوقع بالموافقة عليه، "وهلم جرا".
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: