على بكساوى - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 12193 bexawi@yahoo.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يسعد موقع "بوابتي" انضمام الأستاذ علي بكساوي من مصر للمساهمين بالنشر بموقعنا، ونحن نرحب به وبكتاباته
مشرف موقع بوابتي
*******
رفض النظام الحاكم التصريح لحزب الوسط بقيادة أبو العلا ماضي عضو الإخوان السابق والذي سعى للمرة الثالثة خلال ثلاثة عشر عاما إلى قبول حزبه ضمن مؤسسة الحكم في مصر، وكان للأسلوب الذي تم التعامل به في لجنة شئون الأحزاب التي تشكك المعارضة المصرية في دستوريتها والتي اتخذت شكل شبه قانوني طرحها للأسئلة على وكيل المؤسسين ومن الوقت الذي أمضته اللجنة مع أبو العلا ماضي لإعادة تقييم برنامج الحزب بعدما قدم أبو العلا برنامجه الذي يستند إلى الدستور كمرجعية فكرية، ورغم علم النظام أن حزب الوسط ليس له قاعدة جماهيرية تذكر يمكن أن تنافس الحزب الحاكم، ورغم معرفة النظام أن هذا قبول هذا الحزب قد يؤثر على الحوار الداخلي للإخوان من حيث تلك الآراء التي تدعوا إلى التقارب مع النظام أو عدم التصادم معه .
ولا شك أن قبول النظام لأحزاب جديدة مثل هذه الموافقة كانت ستنقلنا إلى تساؤلات عما يمكن أن يقدمه النظام لتحسين صورته في مجال الديمقراطية، ولكن رفض النظام يرجع إلى أسباب قد تنطلق من قوة النظام في التحكم في القرار في مصر وانه لا يخشى اى تهديد من اى من القوى السياسية خاصة الإخوان المسلمين وانه يملك من الأدوات التي يمكن أن تثنى الإخوان عن محاولة التفكير فى السعي إلى الوصول إلى السلطة، وبذلك فان تراجعه عن الموافقة عن اى حزب كان في يوم من الأيام شبه اسلامى وانشق الإخوان عنه ولفظوه وظهرت العداوة والبغضاء بين وكيل المؤسسين أبو العلا ماضي وقيادة الإخوان.
كان من الممكن أن يتهيأ الإخوان ويتحفزوا في الانتهاء من برنامجهم الذي تم دراسته وتم الإعلان عنه فيما قبل بخصوص تكوين حزب سياسي وقد يسعى الإخوان من التخفيف من حجم البرنامج واختصاره وازلة ما يبدوا أن البرنامج ينبثق من مرجعية إسلامية ويبدوا أن النظام يريد أن يضع الإخوان أمام الحائط وان المستقبل السياسي أو المشاركة السياسية مغلق خاصة بعد إغلاق النقابات المهنية وتجميد دورها، لذا فان الإحباط الذي أعلن عنه أبو العلا ماضي بعدما اعن عن رفض حزبه لن يقتصر هذا الإحباط على حزب الوسط بل على مجمل المعارضة المصرية المقموعة في مصر خاصة الإخوان المسلمين.
ولكن ما الذي تريده المعارضة المصرية من الاستجداء لحقوقها من النظام خاصة أن طلبات المعارضة مرفوضة طوال الوقت إلا إذا كانت تلك قيادة تلك المعارضة تأخذهم إلى الطريق غير الصحيح وتستخف بهم رغم أنهم يعلمون أبدا ودوما انه مغلق، إن تكرار التجربة من عدد من أحزاب المعارضة يضعنا في حيرة لأنه لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين وهناك مثل امريكى يقول Fool Me Once, Shame On You. Fool Me Twice, Shame On Me!) ) أيضا هذا الأمر يشكك في مصداقية زعماء المعارضة في مصر لان الاستمرار هكذا يعمل على استمرار وجودهم كأفراد في الحياة السياسية وقد يحقق لهم عدد من المكاسب والمنافع الشخصية ولكن لا ينشىء لهم حزبا فيظلوا نجوم في الحياة السياسية ولكن نجوم البكاء والاستجداء وهم يعلمون أن الحزب السياسي ليس جمعية خيرية تسعى لخدمة المجتمع ولكنه كيان منظم يريد الوصول إلى السلطة في مصر.
أن تقديم برنامج حزب الوسط للمرة الثالثة وما يحتويه من تغيير للاقتراب إلى السلطة في مصر وما قدمه من تنازلات أمام النظام في مصر كي يصل إلى شرعية يعمل بها إلى الوصول إلى الحكم، ورفض لجنة شئون الأحزاب له ليس بعيدا عن مراقبة الإخوان والمعارضة المصرية وسوف يضع المسئولين عن الإخوان المسلمين والمعارضة المصرية في مصر أمام استحقاق انتهاء الأمل في العمل السياسي ولن يوجد تغيير دون تضحيات فليبحثوا عن بديل لهم كي يصلوا إلى الحكم لأنهم لن يصلوا إلى المشاركة فيه أو حتى تقديم النصيحة له، وعليهم تقديم طرح جديد لكيفية الوصول إلى تغيير النظام في مصر ولا يضيعوا وقت أبناءهم في تعليق اليافطات للمرشحين للانتخابات أو يسهروا في وضع البرامج التي تعمل على حشد المجتمع المصري خلف رموزهم في المجتمع
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: