البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الهجمة الاستعمارية في نهش جسد الوطن العربي

كاتب المقال د -غالب الفريجات   
 المشاهدات: 7338 dr_fraijat@yahoo.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تنهال الهجمات الاستعمارية على الوطن العربي، مع اغتصاب فلسطين واحتلال العراق، واغتصاب الاهواز واقتطاع لواء الاسكندرونه، واحتلال سبتة ومليلة وجبل طارق، الى جانب الجزر العربية الثلاث، تكالبت القوى الاستعمارية والاقليمية على الوطن العربي، طمعا في الثروة، وامعانا في الوقوف في طريق الامة من النهوض والتقدم.

في العراق العروبي بعد الغزو والاحتلال، يبرز الحقد الكردي الدفين، بممارسات العملاء في الجيب الكردي شمال العراق، ومع ان الكرد في العراق قد نالوا من الحقوق والامتيازات في ظل النظام الوطني العراقي، اكبر بكثير مما ناله الاكراد في مناطق التواجد الاخرى، مثل ايران وتركيا،الا انهم كانوا اكثر من تعاون مع الاميركان في غزو العراق واحتلاله، وتبدو ممارساتهم في الطموح لبسط هيمنتهم على اجزاء كبيرة من الوطن العراقي، والاستحواذ على مدينة كركوك، التي لم تكن في يوم من الايام كردية، وهم يتشبثون بدستور بريمر على قانون الحكم الذاتي، الذي اقروه ومارسوه لسنوات طويلة، الى جانب ما كان لهم في الاشتراك بالحكومة المركزية، فهم يطمحون لبناء وطن كردي على عموم الوطن العراقي، او على اكبر مساحة يتسنى لهم ان يفرضوا عليها سيطرتهم، في الوقت الذي يمارسون فيه دورهم في الحكومة المركزية، ليجعلوا من القرار العراقي قرارا كرديا.

في السودان تبدو المؤامرة عليه، منذ ان بدأت حركة تحرير السودان التي كانت تطالب بالانفصال، وبعد ان هدأت ظهرت مشكلة دارفور، التي تشابكت فيها الكتل والجماعات المدعومة من الخارج، كل ذلك من اجل الوقوف في طريق السودان، حتى لا يحقق التنمية المنشودة، خاصة وهو غني بامكانيات تجعل منه دولة ذات شأن في الوسط الافريقي، فالسودان يعتبر سلة الغذاء العربي الى جانب الثروة الحيوانية، وظهور النفط الذي بات يسيل لعاب الاستعمار والطامعين، وقد توقف القطر السوداني عن البناء والتنمية، بفعل ما يواجه من مشكلات، كلها بفعل النهش الاستعماري والتآمر الصهيوني.

في الصومال حدّث ولا حرج، فلم يعد فيه شيئ من الدولة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، وتم تدمير البلد وقتل وتشريد الشعب، نظرا لموقع الصومال في القرن الافريقي، وما يتوافر عليه الصومال من ثروات، وبشكل خاص السمكية منها، ويبدو الاقتتال الصومالي الصومالي المدعوم من العديد من الاطراف، لا يستهدف الا عدم قيام الصومال والصوماليين ببناء قوتهم الذاتية والعيش بامن وسلام.

في اليمن السعيد تلتقي التوجهات الطائفية مع الماركسية الطفولية، فممارسة الحوثيين المدعومة من الفرس، والعمل من قبلهم لاضعاف اليمن، و تدمير ما يمت لليمن الوطن والمواطنين بصلة، لاضعاف اليمن وعدم السماح له بالوقوف على قدميه، مع ما برز في الهجمة على اليمن، من اليسار الطفولي على ساحة الهجمات العدوانية، ففي ممارسات الحزب الاشتراكي اليمني اكثر من سؤال، فالسيد علي ناصر البيض يدعو الى عودة اليمن الى يمنين، ضاربا عرض الحائط بالوحدة اليمنية وميثاقها الذي وقع عليه، وبممارسته الحكم في ظل حكم الوحدة، وفي ماركسيته وتقدميته، التي يتنافخ فيها على الناس، وان كنا على يقين ان الاحزاب الشيوعية تاريخها لا يخجل من الوقوف في وجه طموحات الامة، وبشكل خاص في وحدتها، والوقوف في دعم الاعتراف بالكيان الصهيوني، وفيما يبدو ان الحزب الاشتراكي اليمني لايهمه اليمن، الا بالقدر الذي يسيطر فيه على جماجم البشر، فاليمني عنما كنا نحن العرب نسأله من الشمال او الجنوب، كان يرد انا من اليمن، فالوحدة في دمه، وهي جزء من عقيدته ومبادئه واهدافه، فاية اجندة يريد الحزب اليمني الاشتراكي ان يحققها ولصالح من ؟، واليمن في جنوبه لم يحقق الاشتراكية التي كان الحزب الاشتراكي يتنافخ بها، فهل اصابت ظاهرة انتقال كعبة النضال من موسكو الى واشنطن الحزب الاشتراكي اليمني ؟، كما اصابت الحزب الشيوعي العراقي، وغيره من الاحزاب الشيوعية العربية.

حالة الهجمة الامبريالية الصهيونية الفارسية، التي تعمل على نهش الجسد العربي لها ما يبررها، لأن الحالة المرضية التي يعاني منها النظام العربي الرسمي، تدفع بالآخرين ان يكونوا طامعين في اراضيه وثرواته والهيمنة عليه، ولكن الشيئ الذي يثير الألم والحسرة، ان الايادي العربية هي من تعمل على تنفيذ اجندة الاعداء والطامعين، ففي العراق واضح للعيان عملاء طهران واميركا الذين جاءوا على ظهر الدبابات الاميركية في الغزو والاحتلال، الذين جعلوا من العراق بهذا المستوى من الضعف في مواجهة العملاء الاكراد، وفي السودان هم ايضا ابناء السودان في كل بؤر التوتر، الذين اوقفوا نمو التنمية، وجعل الوطن السوداني في الموقع العاجز عن الدفاع عن تراب وطنه، والوقوف في طريق كل من يستهدف وحدته، وفي الصومال هم الصوماليون بشتى مشاربهم واحزابهم، من يمارس القتل في كل اتجاه من الوطن الصومالي ، فالحكم لديهم اهم بكثير من المجتمع، وحياة الناس الذين يطمحون للهيمنة والسيطرة عليهم، لصالح هذا السيد او ذاك من الخارج، وفي اليمن فالحوثيون والحزب الاشتراكي اليمني يتلاقون على هدف تمزيق اليمن، لايهمهم ان يخدم الفرس او الامبريالية الاميركية، او اي عدو متربص باليمن.

الامة مخترقة من الداخل، تجد من بين صفوفها من يقبل ان يكون عميلا او خائنا او عبدا لخدمة اعداء الامة، وهؤلاء لا يطمحون الاخدمة مصالحهم الضيقة على حساب الوطن والمواطنين، فليس لديهم اية بذور في الوطنية، ولا اية اهتمامات قومية، ولا حتى ضمائر واخلاق دينية.

الاوطان لاتقاس بالحقوق التي يمكن ان يحصل عليها المواطن، فهي اكبر بكثير من مصالحنا الذاتية، وان النضال في سبيل اصلاح الفساد، ووقف الممارسات غير الديمقراطية بالنضال السلمي الديمقراطي، وبالصبر والتضحية والمعاناة، فالحصول على الحقوق يقابلها واجبات على المواطن ان يقوم بها، ومن لا يريد ان يتحمل معاناة النضال، فليس له ان يستعجل الحصول على ما يتوهم من خلال دبابات العدو او دولاراته، او ايهامه بانه سيملك مقادير البلاد والعباد، فهو مجرد مطية يمتطيها العدو، او وسيلة يحقق من خلالها كل مآربه واهدافه، وهي بدون ادنى شك لا تصب في مصلحة االوطن والمجتمع.




نحن بحاجة الى تربية جديدة تعيد الناس الى صوابهم، بحيث لا يتحججون بعدم حصولهم على حقوقهم الخاصة، او يتدعثرون بتحقيق طموحاتهم الشخصية، في تبرير الحقد على الوطن والامة، لان الاوطان اكبر بكثير من المصالح الشخصية، ومن يقع تحت مظلمة لا يحق له ان يكون طرفا في مؤامرة على الوطن، لانه بذلك يفقد حقه في المطالبة برفع هذه المظلمة، ومن لايعي ذلك فهاهو النموذج العراقي امامه، فكم كانت معارضة العراق بالخارج تصرخ بالظلم، حتى جاءوا بالمحتل الى الوطن العراقي، الذي كان اهله يعيشون في امن وغذاء ودواء، وكان العراقي شامخا يرفع رأسه الى السماء، فماذا اعطتهم ديمقراطية اميركا ؟، سوى القتل والتشريد وتمزيق اوصال الوطن، وجعله دولة من اكثر دول العالم فسادا وفشلا.

مثل هؤلاء مارسوا العهر السياسي، واكدوا ان كل ادعاءاتهم من صنع الخيال، وصناعة المدرسة الاعلامية الاميركية، التي ورثوها عن النازية، فاستحقوا عن جدارة، اوصاف الخيانة والذل والعبودية، فهل هناك وصف اقل يمكن ان يطلق على من يبيع الوطن ؟، ويرهن ارادته، ويعمل على تنفيذ اجندة الخارج غير ذلك.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الواقع العربي، الاستعمار، حكام خونة، ذل، امبريالية، اليمن، الحوثيون، اليسار الطفولي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-07-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد بشير، أحمد ملحم، د - عادل رضا، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمود علي عريقات، صلاح المختار، محمد عمر غرس الله، الهادي المثلوثي، أحمد الحباسي، حسن عثمان، عبد الرزاق قيراط ، رشيد السيد أحمد، محمد يحي، د - صالح المازقي، ضحى عبد الرحمن، الهيثم زعفان، حسن الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، أحمد النعيمي، سفيان عبد الكافي، رمضان حينوني، عبد الغني مزوز، د - مصطفى فهمي، صالح النعامي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود طرشوبي، ماهر عدنان قنديل، عزيز العرباوي، سيد السباعي، فتحي الزغل، مصطفي زهران، إيمى الأشقر، عراق المطيري، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، ياسين أحمد، الناصر الرقيق، سليمان أحمد أبو ستة، فوزي مسعود ، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله الفقير، جاسم الرصيف، صفاء العراقي، عواطف منصور، سلوى المغربي، د- جابر قميحة، مراد قميزة، تونسي، فهمي شراب، خالد الجاف ، د - شاكر الحوكي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله زيدان، د. أحمد محمد سليمان، محمد العيادي، أحمد بوادي، علي عبد العال، د - محمد بنيعيش، د - المنجي الكعبي، فتحـي قاره بيبـان، سامر أبو رمان ، د. خالد الطراولي ، محمد شمام ، منجي باكير، أنس الشابي، رافع القارصي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حميدة الطيلوش، محمد الطرابلسي، أبو سمية، فتحي العابد، يحيي البوليني، محمد أحمد عزوز، د - محمد بن موسى الشريف ، رافد العزاوي، سامح لطف الله، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، سلام الشماع، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم فارق، رضا الدبّابي، د- محمد رحال، عمار غيلوفي، محمود سلطان، نادية سعد، محمد اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، يزيد بن الحسين، د. عبد الآله المالكي، صباح الموسوي ، المولدي الفرجاني، إسراء أبو رمان، سعود السبعاني، محرر "بوابتي"، علي الكاش، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الياسين، العادل السمعلي، د. طارق عبد الحليم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- هاني ابوالفتوح، رحاب اسعد بيوض التميمي، صفاء العربي، طلال قسومي، كريم السليتي، إياد محمود حسين ، مجدى داود، وائل بنجدو، مصطفى منيغ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة