يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تنهال الهجمات الاستعمارية على الوطن العربي، مع اغتصاب فلسطين واحتلال العراق، واغتصاب الاهواز واقتطاع لواء الاسكندرونه، واحتلال سبتة ومليلة وجبل طارق، الى جانب الجزر العربية الثلاث، تكالبت القوى الاستعمارية والاقليمية على الوطن العربي، طمعا في الثروة، وامعانا في الوقوف في طريق الامة من النهوض والتقدم.
في العراق العروبي بعد الغزو والاحتلال، يبرز الحقد الكردي الدفين، بممارسات العملاء في الجيب الكردي شمال العراق، ومع ان الكرد في العراق قد نالوا من الحقوق والامتيازات في ظل النظام الوطني العراقي، اكبر بكثير مما ناله الاكراد في مناطق التواجد الاخرى، مثل ايران وتركيا،الا انهم كانوا اكثر من تعاون مع الاميركان في غزو العراق واحتلاله، وتبدو ممارساتهم في الطموح لبسط هيمنتهم على اجزاء كبيرة من الوطن العراقي، والاستحواذ على مدينة كركوك، التي لم تكن في يوم من الايام كردية، وهم يتشبثون بدستور بريمر على قانون الحكم الذاتي، الذي اقروه ومارسوه لسنوات طويلة، الى جانب ما كان لهم في الاشتراك بالحكومة المركزية، فهم يطمحون لبناء وطن كردي على عموم الوطن العراقي، او على اكبر مساحة يتسنى لهم ان يفرضوا عليها سيطرتهم، في الوقت الذي يمارسون فيه دورهم في الحكومة المركزية، ليجعلوا من القرار العراقي قرارا كرديا.
في السودان تبدو المؤامرة عليه، منذ ان بدأت حركة تحرير السودان التي كانت تطالب بالانفصال، وبعد ان هدأت ظهرت مشكلة دارفور، التي تشابكت فيها الكتل والجماعات المدعومة من الخارج، كل ذلك من اجل الوقوف في طريق السودان، حتى لا يحقق التنمية المنشودة، خاصة وهو غني بامكانيات تجعل منه دولة ذات شأن في الوسط الافريقي، فالسودان يعتبر سلة الغذاء العربي الى جانب الثروة الحيوانية، وظهور النفط الذي بات يسيل لعاب الاستعمار والطامعين، وقد توقف القطر السوداني عن البناء والتنمية، بفعل ما يواجه من مشكلات، كلها بفعل النهش الاستعماري والتآمر الصهيوني.
في الصومال حدّث ولا حرج، فلم يعد فيه شيئ من الدولة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، وتم تدمير البلد وقتل وتشريد الشعب، نظرا لموقع الصومال في القرن الافريقي، وما يتوافر عليه الصومال من ثروات، وبشكل خاص السمكية منها، ويبدو الاقتتال الصومالي الصومالي المدعوم من العديد من الاطراف، لا يستهدف الا عدم قيام الصومال والصوماليين ببناء قوتهم الذاتية والعيش بامن وسلام.
في اليمن السعيد تلتقي التوجهات الطائفية مع الماركسية الطفولية، فممارسة الحوثيين المدعومة من الفرس، والعمل من قبلهم لاضعاف اليمن، و تدمير ما يمت لليمن الوطن والمواطنين بصلة، لاضعاف اليمن وعدم السماح له بالوقوف على قدميه، مع ما برز في الهجمة على اليمن، من اليسار الطفولي على ساحة الهجمات العدوانية، ففي ممارسات الحزب الاشتراكي اليمني اكثر من سؤال، فالسيد علي ناصر البيض يدعو الى عودة اليمن الى يمنين، ضاربا عرض الحائط بالوحدة اليمنية وميثاقها الذي وقع عليه، وبممارسته الحكم في ظل حكم الوحدة، وفي ماركسيته وتقدميته، التي يتنافخ فيها على الناس، وان كنا على يقين ان الاحزاب الشيوعية تاريخها لا يخجل من الوقوف في وجه طموحات الامة، وبشكل خاص في وحدتها، والوقوف في دعم الاعتراف بالكيان الصهيوني، وفيما يبدو ان الحزب الاشتراكي اليمني لايهمه اليمن، الا بالقدر الذي يسيطر فيه على جماجم البشر، فاليمني عنما كنا نحن العرب نسأله من الشمال او الجنوب، كان يرد انا من اليمن، فالوحدة في دمه، وهي جزء من عقيدته ومبادئه واهدافه، فاية اجندة يريد الحزب اليمني الاشتراكي ان يحققها ولصالح من ؟، واليمن في جنوبه لم يحقق الاشتراكية التي كان الحزب الاشتراكي يتنافخ بها، فهل اصابت ظاهرة انتقال كعبة النضال من موسكو الى واشنطن الحزب الاشتراكي اليمني ؟، كما اصابت الحزب الشيوعي العراقي، وغيره من الاحزاب الشيوعية العربية.
حالة الهجمة الامبريالية الصهيونية الفارسية، التي تعمل على نهش الجسد العربي لها ما يبررها، لأن الحالة المرضية التي يعاني منها النظام العربي الرسمي، تدفع بالآخرين ان يكونوا طامعين في اراضيه وثرواته والهيمنة عليه، ولكن الشيئ الذي يثير الألم والحسرة، ان الايادي العربية هي من تعمل على تنفيذ اجندة الاعداء والطامعين، ففي العراق واضح للعيان عملاء طهران واميركا الذين جاءوا على ظهر الدبابات الاميركية في الغزو والاحتلال، الذين جعلوا من العراق بهذا المستوى من الضعف في مواجهة العملاء الاكراد، وفي السودان هم ايضا ابناء السودان في كل بؤر التوتر، الذين اوقفوا نمو التنمية، وجعل الوطن السوداني في الموقع العاجز عن الدفاع عن تراب وطنه، والوقوف في طريق كل من يستهدف وحدته، وفي الصومال هم الصوماليون بشتى مشاربهم واحزابهم، من يمارس القتل في كل اتجاه من الوطن الصومالي ، فالحكم لديهم اهم بكثير من المجتمع، وحياة الناس الذين يطمحون للهيمنة والسيطرة عليهم، لصالح هذا السيد او ذاك من الخارج، وفي اليمن فالحوثيون والحزب الاشتراكي اليمني يتلاقون على هدف تمزيق اليمن، لايهمهم ان يخدم الفرس او الامبريالية الاميركية، او اي عدو متربص باليمن.
الامة مخترقة من الداخل، تجد من بين صفوفها من يقبل ان يكون عميلا او خائنا او عبدا لخدمة اعداء الامة، وهؤلاء لا يطمحون الاخدمة مصالحهم الضيقة على حساب الوطن والمواطنين، فليس لديهم اية بذور في الوطنية، ولا اية اهتمامات قومية، ولا حتى ضمائر واخلاق دينية.
الاوطان لاتقاس بالحقوق التي يمكن ان يحصل عليها المواطن، فهي اكبر بكثير من مصالحنا الذاتية، وان النضال في سبيل اصلاح الفساد، ووقف الممارسات غير الديمقراطية بالنضال السلمي الديمقراطي، وبالصبر والتضحية والمعاناة، فالحصول على الحقوق يقابلها واجبات على المواطن ان يقوم بها، ومن لا يريد ان يتحمل معاناة النضال، فليس له ان يستعجل الحصول على ما يتوهم من خلال دبابات العدو او دولاراته، او ايهامه بانه سيملك مقادير البلاد والعباد، فهو مجرد مطية يمتطيها العدو، او وسيلة يحقق من خلالها كل مآربه واهدافه، وهي بدون ادنى شك لا تصب في مصلحة االوطن والمجتمع.
نحن بحاجة الى تربية جديدة تعيد الناس الى صوابهم، بحيث لا يتحججون بعدم حصولهم على حقوقهم الخاصة، او يتدعثرون بتحقيق طموحاتهم الشخصية، في تبرير الحقد على الوطن والامة، لان الاوطان اكبر بكثير من المصالح الشخصية، ومن يقع تحت مظلمة لا يحق له ان يكون طرفا في مؤامرة على الوطن، لانه بذلك يفقد حقه في المطالبة برفع هذه المظلمة، ومن لايعي ذلك فهاهو النموذج العراقي امامه، فكم كانت معارضة العراق بالخارج تصرخ بالظلم، حتى جاءوا بالمحتل الى الوطن العراقي، الذي كان اهله يعيشون في امن وغذاء ودواء، وكان العراقي شامخا يرفع رأسه الى السماء، فماذا اعطتهم ديمقراطية اميركا ؟، سوى القتل والتشريد وتمزيق اوصال الوطن، وجعله دولة من اكثر دول العالم فسادا وفشلا.
مثل هؤلاء مارسوا العهر السياسي، واكدوا ان كل ادعاءاتهم من صنع الخيال، وصناعة المدرسة الاعلامية الاميركية، التي ورثوها عن النازية، فاستحقوا عن جدارة، اوصاف الخيانة والذل والعبودية، فهل هناك وصف اقل يمكن ان يطلق على من يبيع الوطن ؟، ويرهن ارادته، ويعمل على تنفيذ اجندة الخارج غير ذلك.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: