البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الانتصار الصومالي: بشائر الصعود الإسلامي

كاتب المقال د. محمد مورو   
 المشاهدات: 8195



جاء الإعلان الإثيوبي المفاجئ عن الانسحاب من الصومال بنهاية عام 2008 ليؤكد من جديد عدد من الحقائق الاستراتيجية والتكتيكية الخاصة بالصومال والقرن الإفريقي ، بل ومجمل النضال الإسلامي والإنساني في كل مكان .

الإعلان الإثيوبي عن الانسحاب هو بالطبع محصلة للمقاومة الصومالية الباسلة ، التي أدت أداء رائعاً ، وصمدت صموداً مذهلاً أمام جحافل الغزو . ولكنه في نفس الوقت جاء بسبب إحساس عالمي استجد في الفترة الأخيرة ، بأن ثمن الاحتلال ومن ثم الفوضى أكثر كثيراً من ثمن استقرار الصومال حتى ولو تحت حكم إسلامي وبديهي أن الجهد الدولي الآن سوف ينصب على محاولة جعل هذا الحكم الإسلامي معتدلاً ومتعاوناً . الإحساس الدولي جاء بسبب القرصنة الصومالية ، التي عطلت إلى حد كبير آليات التجارة الدولية ، فأضافت أعباء اقتصادية على اقتصاديات العالم في وقت يعاني هذا الاقتصاد من الركود والتراجع وأحياناً الإفلاس بسبب أزمة الرهون العقارية وتداعياتها وأزمة الرأسمالية عموماً ، وهكذا فإن الضغط الدولي لعب دوره هنا في دفع إثيوبيا إلى الانسحاب من الصومال لعل وعسى أن يكون ذلك طريقاً لوجود نظام – حتى لو كان إسلامياً – في الصومال يمنع القرصنة ، ومن المعروف أن العالم قد أدرك أن كل أساطيل العالم لا تستطيع منع القرصنة في الصومال ، لأن ذلك غير اقتصادي من ناحية ، وسواحل الصومال الممتدة 3200 كيلو متر تحتاج إلى جهود وأموال باهظة لتحقيق ذلك ، وفي كل الأحوال فإن المجهود الحربي لمنع القرصنة لا يمكن أن يحقق نتائجه إذا كان هناك عمق شعبي ومجال حيوي أرضي يحمي ويساعد القراصنة ، وهذا كان موجود نظراً لإحساس الصوماليين بأن العالم يظلمهم أو يتجاهلهم ، ومن ثم فإن إنهاء الاحتلال الإثيوبي للصومال ، كان خطوة في هذا الاتجاه .

أياً كان الأمر فإن العامل الأساسي في تحقيق هذا الانتصار هو المقاومة الصومالية ، وهذا يؤكد من جديد أن الإنسان أقوى من التكنولوجيا ، وأن الإيمان والإرادة أقوى من الطائرة والدبابة ، وأن سواعد مقاومة إسلامية ووطنية كانت أقوى من جيش إثيوبيا ودعم أمريكا وتواطؤ العالم ، وأنه إذا قررت الشعوب المقاومة فإن النصر حليفها إن شاء الله حتماً .

القراءة الأولى لهذا الانسحاب ، أنه بمجرد خروج القوات الإثيوبية فإن الحكومة العميلة ستسقط ، وسوف يتم تحرير كل التراب الصومالي وتوحيده تحت حكومة إسلامية ، ولكن كل الخطر يأتي من وجود انقسامات داخل الحركات الإسلامية الصومالية من محاكم أو الاتحاد الإسلامي أو الشباب المجاهد ، ويجب أن يرتفع الإسلاميون الصوماليون على الذاتية وضيق الأفق المعهود – للأسف عن بعض التيارات الإسلامية ، وأن يقدموا نموذجاً ومثالاً يمكن أن يحتذى ، خصوصاً أن تلك التجربة سوف تكون ملهمة لكل مقاومة ، سيكون ملهمة للمقاومة العراقية والمقاومة الأفغانية ، والمقاومة الفلسطينية مع الأخذ في الاعتبار الاختلاف الموجود في الجغرافيا والديموجرافيا وغيرها ، ولعل من المفيد هنا أن نقول أن كل سكان الصومال مسلمون سنة على المذهب الشافعي وهذه ميزة لا تتوفر في بعض الحركات الأخرى ، ولكن في كل الأحوال فإن الانتصار هو دافع لكل الحركات الأخرى ، ويؤكد حقيقة أن بالإمكان دحر العدوان مهما كانت الظروف .

وبالطبع فإننا ننتهز الفرصة ، ونؤكد أن الانتصار الأفغاني قريب إن شاء الله ، وأن المقاومة العراقية سوف تستعيد زمام المبادرة من جديد ، وأن صلابة المقاومة الفلسطينية سوف تزداد ، وأن الانتصار الصومالي هو بشائر الصعود الإسلامي من جديد إن شاء الله تعالى .

للانتصار الصومالي إن شاء الله تداعياته الدولية والإقليمية والإسلامية ، فعلى المستوى الإسلامي سيكون رافعة جديدة ونقطة انطلاق لنوع من المد الإسلامي ، ويؤكد من جديد صحة طريق المقاومة الإسلامية في كل مكان ، وعلى المستوى الدولي ، فإن اضطرار المستكبرين أن يسلموا بالانتصار الصومالي هو رسالة إلى كل المستضعفين في العالم ، بأن أمريكا والاستكبار ليست قدراً ، بل يمكن هزيمة كل أنواع الاستكبار ، وعلى المستوى الإقليمي ، فإن تحرير الصومال وتوحيده ، هو طريق أكيد لاستعادة الحقوق الصومالية المغتصبة في أوجادين وغيرها ، ومن ثم قيام دولة صومالية كبيرة تحقق نوع من التوازن المطلوب لصالح العرب والمسلمين في القرن الإفريقي ، لأن وجود قوة إسلامية بجانب أثيوبيا ، سيردع إثيوبيا حتماً عن التحرش بالسودان ، أو تنفيذ مشروعات ري ومياه تضر بحصة مصر من المياه ، ولعل الغريب والعجيب هنا أن المقاومة الصومالية التي تجاهلها العرب – وخاصة مصر – هي التي ستحمي مصر من مؤامرات إسرائيل وأمريكا عليها من خلال إثيوبيا .

والحمد لله رب العالمين


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حركات اسلامية، مقاومة، احتلال، خونة، الصومال، الغرب الكافر،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-12-2008   almoslim.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
منجي باكير، إسراء أبو رمان، خالد الجاف ، د- محمود علي عريقات، رضا الدبّابي، محمود طرشوبي، أ.د. مصطفى رجب، د. طارق عبد الحليم، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح المختار، د. صلاح عودة الله ، محمد عمر غرس الله، سامر أبو رمان ، الهيثم زعفان، د- جابر قميحة، محمود فاروق سيد شعبان، إيمى الأشقر، كريم السليتي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - محمد بنيعيش، نادية سعد، محمد الطرابلسي، مصطفي زهران، عبد الله زيدان، أحمد الحباسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - المنجي الكعبي، عمار غيلوفي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، محمود سلطان، د. أحمد بشير، مصطفى منيغ، حسن عثمان، تونسي، وائل بنجدو، د- هاني ابوالفتوح، محمد الياسين، د- محمد رحال، فوزي مسعود ، رافع القارصي، حسن الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، علي الكاش، ضحى عبد الرحمن، محمد شمام ، أحمد النعيمي، عبد الله الفقير، محمد أحمد عزوز، سلوى المغربي، فهمي شراب، د. عبد الآله المالكي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صباح الموسوي ، أنس الشابي، د - مصطفى فهمي، إياد محمود حسين ، يحيي البوليني، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - عادل رضا، د.محمد فتحي عبد العال، سفيان عبد الكافي، العادل السمعلي، فتحـي قاره بيبـان، فتحي العابد، رافد العزاوي، د. أحمد محمد سليمان، كريم فارق، صالح النعامي ، عواطف منصور، رشيد السيد أحمد، سعود السبعاني، حميدة الطيلوش، عمر غازي، محمد يحي، سلام الشماع، فتحي الزغل، عراق المطيري، طلال قسومي، علي عبد العال، مراد قميزة، سامح لطف الله، ياسين أحمد، صفاء العراقي، محمد العيادي، د - الضاوي خوالدية، الناصر الرقيق، سيد السباعي، ماهر عدنان قنديل، خبَّاب بن مروان الحمد، د - شاكر الحوكي ، رمضان حينوني، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، عزيز العرباوي، الهادي المثلوثي، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. خالد الطراولي ، د - محمد بن موسى الشريف ، أشرف إبراهيم حجاج، يزيد بن الحسين، صلاح الحريري، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، محرر "بوابتي"، أحمد بوادي، أبو سمية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مجدى داود، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد ملحم،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة